
رقمنة العمل التطوعي
- أنزل الله -تعالى- الإسلام دين رحمة وتعاون، وحثّ عباده على التسابق إلى مغفرته ورضوانه فشرع لهم بذلك أبوابًا للمسابقة إلى الخير، ومن أهمّها العمل التطوعي، وهو مبدأ إسلامي أصيل، وقد جاءت آيات كثيرة دالة على فضل العمل التطوعي، ومن ذلك: قول الله -تعالى-: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (البقرة:١٥٧)، وقوله: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} (البقرة: ١٨٣).
- قبل أيام قليلة وتحديدا في 17/12/2024م انطلقت أعمال (الملتقى العربي الدولي الرابع للتطوع المؤسسي) لعام 2024م، برعاية كريمة من الشيخة فادية سعد العبدالله السالم الصباح (رئيسة الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية والسفير الدولي للمسؤولية المجتمعية)، وذلك في مقر المعهد العربي للتخطيط بالكويت.
- وقد نظم الملتقى كل من (مركز التطوع بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية)، بالتعاون مع (معهد الإنجاز المتفوق للتدريب الأهلي) و(وقف التنمية والاستدامة)، وبمشاركة كوكبة من المختصين والخبراء في مجال التطوع من داخل الكويت وخارجها.
- وقد كان جدول أعمال الملتقى حافلا بالكلمات والتوصيات والمشاركات الإيجابية ونماذج النجاح في العمل التطوعي.
- وقد كان لأمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي الأخ وليد الربيعة ورقة عمل بعنوان : (التطوع المؤسسي الرقمي ومستقبل العمل الخيري)؛ حيث عرض -من خلالها- أبرز المحطات في رقمنة العمل الخيري في جمعية إحياء التراث الإسلامي، ولا سيما في فترة جائحة كورونا، وما قدمته من برامج وأنشطة وفعاليات علمية وشرعية؛ من أجل نشر العلم الشرعي، وتوجيه الناس للجانب الصحي والاجتماعي (أونلاين)، وتقديم الإغاثات والمساعدات، ودعم الجهات الرسمية في مواجهة تداعيات تلك الأزمة.
- والحقيقة أن موضوع التطوع ليس بجديد على دولة الكويت وشعبها؛ فقد كانت المبادرات التطوعية جزءًا من ثقافة المجتمع الكويتي بفئاته ومكوناته كافة، ولاسيما في مواجهة التحديات؛ ففي سبيل حماية الكويت من الهجمات البرية بنى الكويتيون - بجهود تطوعية - أسوارهم الثلاثة: (الأول: عام 1760م) و(الثاني: عام 1814م) و(الثالث: عام 1920م)، وكذلك في مواجهة النكبات والأزمات والكوارث التي مرت بها الكويت سنة المجاعة (الهيلك: 1868م)، وسنة غرق السفن (الطبعة:1871م)، وسنة هطول أمطار غزيرة (الرجيبة: 1872م) وسنة (الهدامة 1: 1934م) و(الهدامة 2: 1954م).
- وفي مواجهة الأوبئة وتقديم الخدمات الصحية، عمل الكويتيون جنبًا إلى جنب؛ لتقليل الخسائر، وضربوا أروع الأمثلة في العمل التطوعي والتكافلي، وذلك حينما أنشؤوا أول (مستشفى أهلي: عام 1913م)، وكذلك (سنة الرحمة/ الكوليرا: 1918م)، وسنة (الطاعون:1931م)، و(الجدري: 1932م)، وأيضا مشاركة آلاف المتطوعين خلال (جائحة كورونا- كوفيد 2020م).
- وفي مجال الثقافة والتعليم كانت الجهود مبنية أساسا على التطوع في إنشاء (المدرسة المباركية عام 1912م)، و(الجمعية الخيرية 1913م) و(المكتبة العامة 1913م) وغيرها كثير...
- كما أسهمت الجهود الأهلية في تقديم المساعدات للدول الخليجية والعربية والإسلامية منذ عام 1624م، وإلى الآن من خلال الجمعيات والمبرات الخيرية التي يبلغ عددها أكثر من 150 جمعية ومبرة في الكويت.
23/12/2024م
لاتوجد تعليقات