رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الوكيل 16 سبتمبر، 2014 0 تعليق

رفض طفلك للمدرسة أسباب وطرق العلاج

 الأمن والأمان بالنسبة للطفل هو مصاحبة الأم والإخوة والأسرة جميعها في المنزل، فيرتاح نفسياً في البيئة الأسرية بكل ما تحتويه من منبهات وروتين وانسجام وعدم تغيير طارئ في محتوياتها وأحداثها اليومية، وعندما يمر طفلك في أي وقت خلال حياته بأي تغيير بها فمن الطبيعي أن تنتابه حالة قلق، ولكنها مجرد عرض زائل بتأقلمه على هذا التغيير الطارئ وليست بمرض، ولا تنتظري منه أي جهد لإخفاء هذا القلق؛ فهو قلق لا إرادي يدافع به عن الحدث الجديد الذي يمر به، وعندما يحين وقت دخوله المدرسة فهذا سبب كاف لكسر الروتين الأسري الذي نشأ طفلك عليه، وقلقه يُترجم إلى رفضه للذهاب إلى المدرسة للمرة الأولى وهو نوع طبيعي من الرفض نابع من قلق فراق الأهل.

     فرفض الأطفال للمدرسة هو مفهوم يطلق على بعض الأعراض التي تنتاب طفلك عند ذهابه المدرسة للمرة الأولى، أو بعد العودة من العطلات المدرسية أو الإجازة الصيفية أو حالات تغيير المدرسة لاختلاف ظروف الأسرة، وهو يختلف عن مصطلح التهرب من المدرسة من حيث إن الطفل الذين يعاني من حالة رفض المدرسة تنتابه مشاعر قلق أو خوف تجاه المدرسة وهي مجرد اضطرابات عاطفية، بينما الطفل المتهرب منها عموما لا تنتابه أي مشاعر بالخوف تجاه المدرسة، بل عادةً ما يشعر بالغضب أو السأم تجاهها.

أعراض رفض المدرسة فلا تنخدعي..

     لا أريد الذهاب إلى المدرسة اليوم ويصاحب هذه العبارة نوبة من البكاء لتأكيده في التأثير عليكِ، وعند سؤالك له عن السبب يصرح في كثير من الأحيان بشعوره بالتعب، أو أنه استيقظ من نومه شاعراً بصداع، أو ألم بالمعدة أو التهاب بالحلق أو بألم بعينه بمجرد فتحها، أو تعدد مرات التبول أو الغثيان المفتعل، وتختلف هذه الأعراض من طفل لآخر فهناك من يؤثر عليكِ بالالتصاق بكِ واحتضانك بشدة وهنا أُوصيكِ بضرورة التقيّد بقاعدة الذهاب الإلزامي للطفل للمدرسة، وأن يكون أمراً غير قابل للنقاش حتى يسأم الطفل من افتعالها يومياً لأنها لا تجدي نفعاً معكِ، فلا تنخدعي وتفزعي؛ وذلك لأنها مجرد أعراض تزول بمجرد السماح له بالمكوث في المنزل.

أسباب رفض المدرسة

     معظم مشكلات الأطفال تكون عرضا لاضطراب ما غير واضح إذا عالجنا الأعراض ستختفي ثم تعود مرة أخرى، أما إذا عالجنا السبب الأساسي فإن الأعراض ستختفي تدريجياً مع الاستمرار على العلاج للسبب الرئيسي؛لذلك سنبحث عن الأسباب الحقيقية وراء عدم رغبة طفلك في الذهاب إلى المدرسة، ومن أهمها: البحث في العلاقة التي تربط بين الأهل والطفل التي تجعله لا يرغب في الابتعاد عنهم، أو نقله إلى مدرسة جديدة وإحساسه بالغربة في الفصل؛ لأن كل ما يعرفهم بالعام الماضي تغيروا، أو نقل صديقه المقرب من مدرسته إلى أخرى، أو رغبته في تجنب المواقف المتعلقة بالمدرسة كالإساءة في المعاملة والتي تكسبه شعوراً غير لطيف كالشعور بالقلق أو الاكتئاب، أو قد يرغب الطفل في تجنب حضور الاختبارات نتيجة المطالبات المبالغ فيها من الآباء أو المعلمين التي تُخلف إحساساً بالضغط، أو تجنبه لحضور بعض الدروس الخاصة نتيجة عدم القدرة على التحصيل الدراسي فيها، أو التفاعل مع الأطفال الآخرين والمشاركة بأي عمل جماعي عموما وعادة ما يعاني هذا الطفل من الرهاب الاجتماعي، أو قد يرغب الطفل في لفت انتباه بعض الأشخاص المهمين من خارج المدرسة كالوالدين أو معارفه الأكبر سناً، أو قد يرغب الطفل في القيام بنشاط أكثر متعة خارج نطاق أنشطة المدرسة، إذاً فالرفض المدرسي راجع لأسباب واضحة يمكن للوالدين تفاديها أو العمل على معالجتها.

سلبيات تعزز رفض المدرسة عند طفلك

- الخوض في جدل أو إعطاء الطفل رشوة للذهاب إلى المدرسة لا يُعد حلاً للمشكلة.

- استجابة المعلم لطلبات الطفل بالاتصال بالأهل في أوقات بكائه، أو السماح له بالعودة إلى البيت مبكراً.

- تغيير المدرسة إلى أخرى بلا مسوغ واضح من الطفل أو تغيير المعلم.

- استخدام القوة التي عادة ما تتمثل في التهديد والحرمان أو العقاب البدني بوصفه أساسا في التعامل، الأمر الذي يترتب عليه خلق شخصية عدوانية تتخذ من الخروج على قواعد السلوك السليم وسيلة للتنفيس والتعويض عمّا تعرّضت له من قسوة.

- مقارنة الطفل بغيره من الأطفال سواء إخوته أو أقاربه أو حتى أصدقاؤه أو معايرته برفضه لمدرسته وتحقير اضطرابه منها أمام الآخرين.

- فرض الأوامر على الطفل دون محاولة إقناعه بها وهو ما يؤدي إلى شعوره بالعدوانية والمهانة والعناد.

- الاستسلام لشكوى الطفل وإبقاؤه في البيت والسماح له باللعب في فترة المدرسة.

طرق العلاج

     ذكر الدكتور ملهم زهير -أخصائي الطب النفسي العام والعلاج النفسي للأطفال والمراهقين- أن الرفض المدرسي هذا عرض لمرض وليس بمرض مستقل، لذا يجب على الآباء استشارة الطبيب في حالات أبنائهم، وبدورهم سيتمكنون من معالجة أي مرض قد يكون سبباً في ظهور هذه المشكلة، لكن قبل الذهاب إلى الطبيب المختص قمُ بمحاولات لعلاج هذا الرفض بتعاون الأهل مع المدرسة.

وإليك أيها المربي بعض الطرائق التي يمكن القيام بها لمساعدة طفلك:

- البحث عن أسباب الرفض ضمن ظروف البيت والمدرسة وافتراض أي سبب محتمل، ولا يتهاون بأبسط الأسباب.

- على الوالدين التحدث مع مدرس الطفل أو مستشار المدرسة وتوضيح الموقف لهما حتى لا يرسلوا الطفل إلى البيت بذرائع واهية.

- الاتفاق مع المعلم على الاهتمام الخاص بطفلك ومساعدته على أن يكوّن أصدقاء، وأن يُرحب به عند استقباله بأن يبتسم ويضمه إليه، ويهتم بمراعاته في الفصل والثناء عليه عند تفوقه وتحفيزه بإعطائه الحلوى وغيرها من طرق التحفيز.

- اسمح لطفلك بأن يعبر عن نفسه، ثم تكلم معه عن همومه ومخاوفه لتصل إلى الفكرة المسببة لمشاعر الخوف وسلوك الرفض للمدرسة.

- العمل على تعديل هذه الفكرة أو إزالة السبب لهذا الرفض من خلال تدريب الطفل بالتعاون مع المدرسة وتختلف الطريقة على حسب نوع الخوف.

- عوّد طفلك المدرسة بالتدريج كأن يُسمح للأب أو الأم بالجلوس مع الطفل في الصف منذ البداية، ثم يجلسون في غرفة مجاورة، بعد ذلك يمكن أن يباشر الأم أو الأب بالابتعاد.

- إلزام الطفل على بالذهاب إلى المدرسة بحزم، بلا عصبية ولا صراخ ولا ضرب، وفي الوقت نفسه بلا ضعف ولا تراخ ولا رشا.

- الحرص على عدم إظهار مشاعرك وتأثرك في اليوم الأول لطفلك من المدرسة لكي لا يُنقل له الإحساس بالخوف من الانفصال.

- إذا استمرت المشكلة قم بزيارة الطبيب؛ فالعديد من الأطفال يكون لديهم أعراض جسدية إضافة إلى الأعراض العاطفية، فمن المهم التأكد من أن هذه الأعراض وما يصاحبها من قلق واكتئاب ليست مرتبطة بمرض ما أو ناجمة عن سبب عضوي آخر، وبعد التأكد من ذلك يصبح بالإمكان مناقشة الطبيب حول ما إن كان لا بد من الاستعانة باختصاصي أو مرشد نفسي بوصفه جزء امن الفريق العلاجي للطفل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك