رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: رضا عبد الودود 10 يونيو، 2013 0 تعليق

رغم جهود التنمية والسلام في المناطق الملتهبة- الإشاعات والفبركة الإعلامية سلاح المتمردين لتقطيع أوصال السودان في دارفور وكردفان

حتى لو تقطعت السودان إربا إربا، ودويلات ومقاطعات، فلن يتركها الغرب والأجندات الصهيو أمريكية تنعم باستقرار أو أمن. ذلك ما تثبته الأحداث الدائرة وتجلياتها، فبعد تنازل السودان عن إقليم الجنوب من أجل السلام والاستقرار، وسط ترحيب دولي، ومخاوف إقليمية، لم تهدأ الأمور، فبعد نحو عام من اقتطاع دولة الجنوب، صعدت قوى التمرد في الغرب والوسط والشمال من تحركاتها؛ لإشعال الداخل السوداني بتفجير مفاوضات السلام التي استضافتها أثيوبيا مؤخرا، وقتل قيادات جناح حركة العدل والمساواة الذي يقود مفاوضات السلام مع الخرطوم الذي رعاه منتدى الدوحة، بل وشن هجمات عسكرية بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على مناطق كردفان وولاية النيل الأزرق.

 

     وقد جاء تأكيد ممثل الحكومة في وفد التفاوض حسين حمدى على فضائية الشروق السودانية، عن تعرض وفد الحكومة في مفاوضات أثيوبيا لتهديد من ياسر عرمان وممثلي المعارضة، بـ«التفاوض إذا لم يصل لسلام، فإن التمرد قادم مع الجبهة الثورية إلى الخرطوم».

الشائعات سلاح متمردي دارفور وكردفان

     وعلى الصعيد الميداني، تتواصل المواجهات العسكرية في مناطق وسط السودان بين الحكومة ومتمردي الجبهة الثورية؛ من أجل فرض شروطها في جولة المفاوضات القادمة، وبجانب استخدام الأسلحة، لجأت القوى المتمردة في دارفور وكردفان إلى سلاح الشائعات؛ لإرهاب سكان كردفان، ومناطق وسط السودان، وسكان دارفور الذين يستعدون لاستقبال موسم الرعي وعودة سكان معظم مناطق الإقليم، بعد جهود الإنماء وإعادة بناء المساكن بعد سلسلة المفاوضات وجهود تنمية الإقليم.

     تركزت الإشاعات حول استيلاء قوى المعارضة على السيارات والعربات الخاصة بالمواطنين؛ وذلك لإفشال جهود الاستقرار التي يبذلها عبد الحميد موسى كاشا والي شرق دارفور بتسيير القطار والقوافل التجارية الى نيالا، وفي الإطار نفسه صورت وسائل إعلام غربية قوة المتمردين العسكرية بآلاف السيارات العسكرية، وكأنهم يمتلكون جيشا؛ الأمر الذي انعكس سلبا على الحياة الاقتصادية في مدن كبرى، مثل اللعيت في شمال دارفور عبر حدودها الجنوبية الشرقية، وغبيش في الحدود الغربية من شمال كردفان، وفي الأضية أيضا، بجانب هواجس أخرى في مدينة عديلة بولاية شرق دارفور، والتبون في غرب جنوب كردفان، وتعطلت حركة التجارة والمواطنين، بما يمثل تهديدا إنسانيا ومجتمعيا شاملا.

يهود أمريكا

     وعلى الخطى الضاغطة نفسها، جمع نحو «492» حاخاماً يهودياً بالولايات المتحدة توقيعاتهم في رسالة مطولة للرئيس الأمريكي باراك أوباما للضغط عليه، من أجل تعيين مبعوث خاص للإدارة الأمريكية في السودان، ودعم المعارضة السودانية ومنظمات المجتمع المدني بالمال؛ لتحقيق عملية التحول الديمقراطي، وقال حاخامات اليهود في رسالتهم للرئيس الأمريكي التي أوصلوها إلى لبيت الأبيض: بأن السلام في السودان لم يكتمل بعد، ويجب على أوباما التدخل.

     وأشرفت على ذلك المديرة التنفيذية للخدمات العالمية اليهودية الأمريكية في نيويورك، وعضو «ائتلاف أنقذوا دارفور» في واشنطن (روث ميسينجر)، مع الحاخام (ستيف غاتاو) مدير المجلس اليهودي للشؤون العامة، بحسب جريدة الانتباهة السودانية.

     وفي سياق الإشاعات والفبركة الإعلامية لتوتير الأوضاع الداخلية نفسها، تعهدت منظمة (أسمارتب) -الداعمة للمتمردين بجبال النوبة والنيل الأزرق، التي يقودها ضابط متقاعد في الجيش الأمريكي- بصناعة أفلام مفبركة ضد الحكومة بالخرطوم. وطالب مسؤولون بالمنظمة التقوا المتمرد «جقود مكوار» بالسماح للمنظمة بابتعاث اثنين من عناصرها للتسلل إلى داخل معسكرات التمرد، وتصوير أفلام ومشاهد عما أسموه معاناة الأهالي في تلك المناطق. ووفقاً لمصادر مقربة من المنظمة فإن الترتيبات اكتملت بإحضار عدد من الشهود من الأطفال والنساء لتصوير مواد تسجيلية؛ بغرض الترويج الإعلامي الداعم لمتمردي الجبهة الثورية، والمناهض للحكومة السودانية، وقد وصل بالفعل إلى منطقة الجيقبة اثنان من مبعوثي المنظمة؛ حيث شرعا في تدريب عشرة من الأطفال والنساء، وتلقينهم إفادات بشأن تعرضهم لمعاناة.

     تلك المؤشرات تؤكد حجم المؤامرة الدولية على السودان، التي يريد الغرب أن تصبح الخرطوم نهاية أفريقيا العربية؛ ليرتع في خيراتها، ويعزلها عن هويتها وانتمائها الإقليمي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك