رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الهيثم زعفان 29 مارس، 2015 0 تعليق

رعاية المخترع والاختراع في العالم الإسلامي (2)

تسويق مخرجات عمليات تطوير الاختراعات على الشركات الإسلامية، ليعود العائد المادي جراء عملية بيع المنتج على المؤسسة والمخترع

 

استكمالا للمقال السابق نتكلم اليوم عن دور المؤسسات في العالم الإسلامي في رعاية المخترع والمخترعين فنقول:  أولاً: المؤسسات الأهلية ودورها في اكتشاف المبدعين والمخترعين    

المجتمع الأهلي يمكنه أن يؤدي دوراً ممتداً في اكتشاف المخترعين والمبدعين سواء بإنشاء مؤسسات مستقلة تعمل في مجال المخترعين والمبدعين فقط، أم استحداث خطوط مشاريع في المؤسسات الخيرية القائمة تحقق هذا الهدف الاستكشافي، مع التشديد على أهمية وجود مظلة قومية تجمع مجهودات المؤسسات المحلية وترتقي بالمبدع والمخترع الارتقاء الإبداعي الفعال.

     ويمكن للمجتمعات أن تنشئ مؤسسات خيرية داخل المجتمعات المحلية يكون هدفها فقط اكتشاف المبدعين والمخترعين داخل المجتمع؛ حيث تجرى عليهم الاختبارات العلمية الكاشفة لدرجات إبداعاتهم، وهذه المؤسسات يمكنها نشر ثقافة الوعي العلمي بالاختراعات داخل المجتمع وذلك بعمل نماذج لمواد إعلانية دعائية تبثها وتنشرها وسائل الإعلام المتعددة والمتاحة أمامها بحسب إمكاناتها المادية.

وهناك سبيلان رئيسان لاكتشاف المخترعين والمبدعين من قبل المؤسسات الأهلية:

- الأول: أن يسعى من يرى أنه مبدع أو مخترع إلى المؤسسة الأهلية بنفسه، سواء بطريق مباشر بطرقه لبابها، أم بطريق غير مباشر عن طريق المسابقات ومعارض المخترعين التي تجريها المؤسسة، لينظر في حاله ويقيم ويصنف.

- الثاني: أن تسعى المؤسسة الأهلية إلى اكتشاف المخترع والمبدع بنفسها وذلك من خلال التجمعات الجماهيرية والاتصال بالأسر داخل الأحياء، ويمكن تفصيل ذلك كالآتي:

1-   ترشيحات الأسر

حيث  تتدخل المؤسسة الأهلية بطباعة نموذج تقريبي لسمات الطفل المبدع وعلاماته، وتطبع النموذج وتوزعه على أهل الحي الذي تعمل فيه، عسى أن يقدر وتعثر المؤسسة على أطفال متميزين لتتولى رعايتهم وتوجيههم.

2-   المدارس

المدارس مجتمع المعرفة الأولي، وفيها التجمع الإبداعي الخفي وببحث مؤسسات المخترعين فيها، والتفاعل مع ترشيحات المدرسين، فضلاً عن مزاولة الأنشطة الاستكشافية بداخلها قد تحظى المؤسسة ببعض المبدعين المتميزين.

3-   الجامعات

ما حدث مع المدارس يمكن أن ينسحب على الجامعات الواقعة في محيط المؤسسات الأهلية، مع التفرد بالتخصصية في حالة الجامعات وارتفاع السقف الإبداعي فيها.

4- المراكز البحثية

وبالتواصل معها يمكن التوصل لأبرز المبدعين والمبتكرين فيها والمؤهلين لأن يكونوا مخترعين متميزين.

5- الجمعيات العلمية

وهي تحتضن كافة العلميين المنتمين لحقل معرفي معين ومن خلالها يمكن وضع اليد على أبرز المبدعين والمخترعين في المجالات العلمية المختلفة.

-  ثانياً: نحو مؤسسة إسلامية دولية لرعاية المخترع والاختراع في العالم الإسلامي

لا توجد في العالم الإسلامي مؤسسة إسلامية معنية بالمخترعين واختراعات المسلمين، يتوافر بها حصر شامل لاختراعات عقول المسلمين ووضعها قيد الاختبار والتطبيق العملي.

     تلك المؤسسة التي إن وجدت فإنه من الممكن -بإذن الله- أن تتحقق من خلالها نهضة علمية بناءً على رؤية ابتكارات واختراعات المبدعين والمخترعين المسلمين للنور، وهذه المؤسسة يمكن تلمس بعض ملامحها في العناصر الآتية:

 1-    وجود وقفية كبيرة ومستقلة للإنفاق على نشاطات تلك المؤسسة الدولية.

2-    أن تكون إدارة المؤسسة مستقلة عن أي إطار حكومي مقيد وأن تكون خاضعة لإشراف علمي متميز لمجموعة من أبرز العلماء المسلمين وأفضلهم والمشهود لهم بالصلاح والغيرة على الأمة الإسلامية.

3-    وضع إطار قانوني دولي لهذه المؤسسة تتحقق من خلاله حقوق الملكية الفكرية للمخترعين المسلمين لتكون ممتدة لتشمل العالم الإسلامي كله وليست مقتصرة على دولة محلية بعينها كما هو قائم الآن.

4-    التنسيق مع جمعيات المخترعين في العالم الإسلامي وتكوين مظلة لهذه الجمعيات للتواصل فيما بينها.

5-    تكوين قاعدة بيانات حول المخترعين المسلمين والتواصل معهم، وعقد لقاءات معهم لبحث اختراعاتهم ومدى جدواها وأثرها على النهضة العلمية الإسلامية.

6-    تكوين قاعدة بيانات لبراءات اختراع المسلمين.

7-    تصنيف الاختراعات الإسلامية الموجودة بالفعل بحسب أهمية كل منها وإمكانيات تطبيقها.

8-    الإنفاق من الوقفية الخاصة بالمؤسسة على الاختراعات العاجلة التي يوصي الخبراء بأهميتها وجدواها الاقتصادية والعلمية.

9-    تسويق مخرجات عمليات تطوير الاختراعات على الشركات الإسلامية، ليعود العائد المادي جراء عملية بيع المنتج على المؤسسة والمخترع.

10-   لعب دور الوسيط والمنسق بين المخترع وجهة التنفيذ الإسلامية والمتمثلة في المصانع والشركات، ويمكن للمؤسسة في هذه الحالة عقد اتفاقات مع رجال الأعمال؛ بحيث تتولى هي تطوير الاختراع، ويتولى رجل الأعمال تدبير النفقات اللازمة لإدخال الاختراع في حيز التنفيذ أو أن تكون النفقات مشتركة بحسب الإمكان، مع ضمان الحفاظ على حقوق المخترع والمؤسسة.

     مجموعة من المقترحات القابلة للتعديل والإضافة ليكون لدينا مظلة إسلامية عامة ترعى المبدعين والمخترعين واخترعاتهم وابتكاراتهم بهدف نهضة الأمة الإسلامية وتمكنها في المجالات الطبية، الصناعية، الزراعية، والميادين الإنتاجية كافة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك