رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 13 أبريل، 2015 0 تعليق

رسالة سامية .. وغايات نبيلة – مبرة الآل والأصحاب.. وعشر سنوات من الإنجاز

يضم مركز البحوث والدراسات عددًا من الباحثين المتخصصين في العلوم الإسلامية ولا سيما المتخصصين في المذاهب والفرق

الشطي: رسالتنا الوسطية والمحافظة على النسيج الاجتماعي الكويتي والوحدة الوطنية

 الخضر: استطعنا سد ثغرة كبيرة ونقص هائل في بعض الجوانب العلمية التي أُهملت على مدى أجيال.

إن نجاح المؤسسات ولا سيما الخيرية منها قائم على أمور عدة أهمها: وضوح الفكرة، ووجود قيادة مؤهلة وقادرة ومتحمسة، فضلا عن توفر الدعم المالي والمعنوي، ويلي ذلك بناء صورة ذهنية متميزة للمؤسسة في المجتمع، وأخيرًا جذب الكفاءات المتحمسة القادرة على الإنجاز وتحقيق أهداف المؤسسة؛ ولأني كنت أحد الذين عاصروا إنشاء (مبرة الآل والأصحاب) قبل عشر سنوات، وكنت أحد المستفيدين من جهودها، أقول: إنَّ جُل هذه العناصر توفرت في إدارة هذه المؤسسة العريقة، فقد حققت المبرة خلال تلك السنوات العشر إنجازات هائلة، وثمرات باهرة، وغيَّرت كثيراً من المفاهيم، وحققت ما لم يحققه غيرها في المجال الذي عملت فيه؛ لذلك كان لزامًا علينا تسليط الضوء من خلال هذا التقرير على إنجازات المبرة وجهودها العلمية والفكرية خلال هذه المسيرة المباركة.

إنشــاء المبرة

      تأسست المبرة في فبراير سنة 2005 م، وكان الهدف الأساس منها، العمل على غرس محبة الآل (آل البيت) الأطهار، والأصحاب (الصحابة) الأخيار في نفوس المسلمين، ثم نشر العلوم الشرعية بين أفراد المجتمع ولاسيما تلك المتعلقة بتراث الآل والأصحاب من عبادات ومعاملات، وكذلك التوعية بدور الآل والأصحاب وما قاموا به من خدمات جليلة لنصرة الإسلام, والدفاع عن المسلمين وتحقيق هدي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأخيرًا دعم الوحدة الوطنية وزيادة التقارب بين شرائح المجتمع من خلال تجلية بعض المفاهيم الخطأ التي رسخت في نفوس بعض المسلمين عن أهل البيت الأخيار والصحابة الأطهار.

سيـاسـات المبرة

     تميزت المبرة منذ إنشائها بتجنب التدخل في السياسة، والبعد عن المنازعات أو ما من شأنه إثارة العصبيات الطائفية والعنصرية، وخدمة جميع الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية من الذكور والإناث في المجتمع الكويتي، والانفتاح عليهم.

أموال المبرة

     وكأي مؤسسة خيرية غير ربحية تتكون أموال المبرة من المبالغ المخصصة من قبل مؤسسي الوصايا والأثلاث والهبات وأي مساعدات أخرى تقدم للمبرة في سبيل تحقيق أهدافها النبيلة، وكذلك الزكاة من مصرفها السابع (وفي سبيل الله) وقد أصدرت المبرة بحثًا ضم فتاوى أهم الجهات الفقهية الرئيسية في العالم الإسلامي، فضلا عن فتاوي 43 عالماً من علماء الإسلام المتقدمين والمتأخرين كل على حدة.

إصدارات المبرة (المترجمة)

     كان من أهم إنجازات المبرة لخدمة الإسلام والمسلمين غير الناطقين بالعربية، مشروع ترجمة إصدارات المبرة إلى العديد من اللغات، بهدف توصيل رسالة المبرة إلى أكبر عدد من المسلمين، فتم التعاون مع الكثير من الجهات والدعاة المخلصين ممن يتقنون هذه اللغات حتى تأخذ حركة الترجمة جانب الأصالة، وكان لهذا النشاط أثره الطيب في الجاليات المختلفة، وردود أفعال إيجابية تمثلت في زيادة الاهتمام بزيارة المبرة والتعرف على أدبياتها والشغف بتراث الآل والأصحاب والاستفسار عن القضايا المتعلقة بهم.

مبدأ الشراكة

     من أهم عوامل نجاح المؤسسات الحديثة هو مبدأ الشراكة القائم على وحدة الرؤية، وسلامة الفكر والمنهج، لذلك كان التعاون بين المبرة والجهات الرسمية والأهلية من أهم سماتها، بل من أقوى أسباب نشر رسالة المبرة السامية التي تُعنى بتراث الآل والأصحاب؛ حيث أقامت المبرة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العديد من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ونشر الكتب والأشرطة التي تحقق أهداف المبرة وتُعنى بشؤون التراث المتعلق بآل البيت والصحابة الأطهار الأخيار -رضي الله عنهم- وكان من مظاهر هذا التعاون أيضًا طباعة كتب وأشرطة تدور حول تراث الآل والأصحاب، كما تم إقامة أسابيع ثقافية مشتركة مع المبرة، وإقامة المؤتمرات والملتقيات وغيرها من الفعاليات المثمرة.

أنشطة متنوعة جهود متميزة

     كما ذكرنا أن المبرة اعتمدت مبدأ الشراكة في سياستها؛ لذلك لم تتوقف جهود المبرة على إصدار الكتب والأشرطة وإقامة المحاضرات وحسب، وإنما كان هناك تنوع متميز، وانتشار رائع، ووسائل متعددة لنشر فكرة المبرة في أوساط المجتمع الكويتي، وكان من هذه الأنشطة، منتدى الآل والأصحاب بجريدة (الوطن) الكويتية، وهو عبارة عن صفحة نصف شهرية تصدرها المبرة تهتم بتراث الآل والأصحاب وبأخبار المبرة وإصداراتها الجديدة وكل ما له علاقة بهذا التراث.

     وكذلك عقدت المبرة مجموعة من المؤتمرات العالمية منها مؤتمر (السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين)، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي، كما عقدت المبرة أيضًا (ملتقى أعلام الإسلام) الذي عقد لأكثر من مرة: (ملتقى أعلام الإسلام الأول... الإمام البخاري نموذجا)، و(ملتقى أعلام الإسلام الثاني (الإمام أحمد نموذجا)؛ كذلك عقدت المبرة العديد من الدورات الشرعية والتثقيفية في الداخل والخارج، ووجهت هذه الدورات للنخب المتخصصة والأئمة والخطباء.

مركز البحوث والدراسات

     نشأ مركز البحوث مع نشأة المبرة، ويعد المركز عمودها الفقري؛ حيث يقوم المركز بالعديد من الأنشطة المختلفة التي تستهدف تحقيق رسالة المبرة الساعية إلى توحيد صفوف الأمة الإسلامية مستخدمًا أدوات الكلمة والحجة والمنطق بوصفه سلاحا لتقوية الجانب العقدي والفكري في الأمة الإسلامية.

     يضم مركز البحوث والدراسات عددًا من الباحثين المتخصصين في العلوم الإسلامية ولا سيما المتخصصين في المذاهب والفرق، كما تستعين المبرة ببعض الباحثين المستكتبين من خارج المبرة؛ حيث يتم التنسيق معهم للقيام بكتابة بعض الأبحاث المقررة سلفا، والمختارة بعناية ودقة في تخصصات ومهام محددة، وبالمركز قسم خاص بالصف والإخراج تصف فيه الإصدارات وأغلفتها كما أنه أقام أكثر من (300) محاضرة بالتعاون مع وزارة الأوقاف وغيرها.

مكتبة المبرة

     هي مكتبة متخصصة فيما يتعلق بموضوع (الآل والأصحاب) وما تمحور حوله من موضوعات، وقد تأسست قبيل بداية تأسيس المبرة في 23 فبراير 2005م، وذلك مع بداية الشروع في الإجراءات الرسمية لإنشاء المبرة, وهي في تطور مستمر منذ النشأة حتى الوقت الحالي، وتم تعيين أحد المتخصصين أميناً للمكتبة مواكبةً لاحتياجاتها.

     تزيد مقتنيات المكتبة حتى ساعة إصدار هذا التعريف المختصر على ما يقارب (9800) عنوان وما يزيد على 19000 مجلدا، وهذا الرقم في تزايد مستمر ولله الحمد، وهذه العناوين مقسمة ما بين (كتب – كتيبات – دوريات – مراجع – رسائل...) في جميع المصادر الرئيسة لشتى الطوائف الإسلامية ولاسيما أهل السنة والشيعة، لدرجة يمكننا أن نقول معها: إن مكتبة المبرة مكتبة متخصصة وفريدة في نوعها واهتماماتها؛ من حيث تركيزها على تراث الآل والأصحاب.

     كما تحتوي المكتبة أيضاً على جزء مخصص للمواد المسموعة والمرئية، وبها كل ما هو متاح ومتعلق بموضوع (الآل والأصحاب) من شرائط (كاسيت) و(فيديو) و(أقراص مدمجة) لكبار المشايخ والعلماء والدعاة, فيما يزيد على مائة وعشـرين (120) إصداراً.

     وتحتوي المكتبة أيضاً على قسم للكتب المترجمة باللغات المختلفة (فارسي - أوردو - إنجليزي - تركي...) فيما يخص موضوع المبرة (تراث الآل والأصحاب)- وهو أحدث قسم بمكتبة المبرة.

اللجنة النسائية

     العمل النسائي جزء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في مؤسسات العمل الخيري والدعوي؛ لذلك بدأ تكوين اللجنة النسائية بمبرة الآل والأصحاب مع بداية العام الميلادي 2005م، بالتزامن مع إنشاء المبرة لتقوم بدور كبير في تحقيق أهداف المبرة وإيصال رسالتها إلى جميع شرائح المجتمع ولاسيما الأوساط النسائية وعالم الأطفال، وذلك في مقر المبرة نفسه، وتتفق اللجنة النسائية مع نهج المبرة الدعوي؛ حيث إنها جزء لا يتجزأ من المبرة.

     وفي تصريح لمجلة الفرقان أكد خليل الشطي -رئيس المبرة- أن المبرة منذ إنشائها في فبراير 2005 كان جُل اهتمامها هو الإنتاج العلمي وإصدارات تخص الآل والأصحاب من إنتاج مركز البحوث وكذلك الملتقيات العلمية والمؤتمرات، فلله الحمد خلال هذه المسيرة المباركة العشر سنوات تم عقد ثلاث مؤتمرات وملتقيين أي بمعدل كل سنتين مؤتمر عالمي وهذه حقيقة نادرًا ما تكون في مثل الجمعيات والمبرات الخيرية التي هي بهذا الحجم.

     كما أكد الشطي على أن هذه الاحتفالية هي رسالة نوصلها للمتبرعين الكرام للتأكيد على أن جهودهم المباركة يجنون ثمارها بإذن الله -تعالى- وما زال في الجعبة الكثير لإيصالها لمجتمعنا الكويتي الذي نجتهد دائما أن تساهم جهود المبرة في تجلية الأفكار والمفاهيم الخطأ التي تؤثر على صفو العلاقة بين أبناء المجتمع الكويتي.

     وعن سؤاله عن أهم إنجاز حقته المبرة قال الشطي: في تصوري أن أهم إنجاز هو تبني الجهات الحكومية الرسمية لفكرة المبرة ونشرها لمنهجها وإنتاجها، وكان ذلك واضحًا من خلال المبادرة الكريمة من وزارة الأوقاف في المشاركة معنا في إقامة المؤتمرات والملتقيات العلمية التي سبق الإشارة إليها.

الرؤية المستقبلية للمبرة

     وعن الرؤية المستقبلية للمبرة قال الشطي: رؤيتنا المستقبلية نقل ما تم تأليفه وطباعته من جانب التنظير إلى الجانب العملي من خلال تبني المشايخ والأئمة والخطباء والعلماء لأفكار المبرة، حتى ينقلوا هذه الأفكار إلى الجمهور في داخل الكويت وخارجها، وكذلك نشر فكر المبرة ومنهجها في جميع شرائح المجتمع الكويتي، ولاسيما مدارس الكويت وجامعتها بالتعاون مع وزارة التربية وجامعة الكويت.

     وفي رسالة مقتضبة وجهها الشطي للمجتمع الكويتي قال: كل الشكر للشعب الكويتي والإخوة الداعمين لثقتهم  الكبيرة وتفهمهم رسالة المبرة التي تقوم على الوسطية والمحافظة على النسيج الاجتماعي الكويتي، وأحب أن أؤكد لهم أن رسالتنا ما زالت المحافظة كما هي لم تتغير ولم تتبدل وهي المحافظة على الوحدة الوطنية بتجلية الأخطاء والمفاهيم الفكرية غير الصحيحة العالقة في أذهان كثير من الناس، التي تنعكس سلبًا على ولائهم وانسجامهم في المجتمع الكويت.

     من ناحيته أكد الشيخ محمد سالم الخضر رئيس مركز البحوث بالمبرة على أن إصدارات المبرة كانت -بفضل الله- إضافة مميزة للمكتبة الإسلامية وخدمت كثيراً من الباحثين في العالم العربي والإسلامي وقد حاولنا من خلال جهود المركز سد النقص قدر المستطاع وفقًا لخطة بحثية محكمة، وقد يكون الطموح أكبر من هذا والأداء ليس بالمستوى الذي نطمح إليه، لكن على الأقل نظن أننا استطعنا سد ثغرة كبيرة في بعض الجوانب التي أهملت على مدى أجيال، مثل بعض الكتب المتعلقة بأهل البيت -رضوان الله عليهم- أو الكتابة عن بعض شخصيات الصحابة مثل سيدنا عمرو بن العاص -رضي الله عنه- وأنا أذكر هذه الشخصية على وجه الخصوص، على اعتبار أن هذه الشخصية المحورية التي دارت عليها الكثير من الشبهات، لم تأخذ حقها من البحث والتصنيف؛ فلهذا حرصنا في كتاب عمرو بن العاص على سد هذا النقص من خلال دراسة توثيقية والرد على الشبهات المثارة.

من الناحية العملية.

     كما أكد الخضر على أن هناك محاولات جادة لتحويل هذه المواد النظرية إلى مشاريع عملية، وواقع عملي ممارس على الأرض بين عموم المستفيدين منها، إلا أن هناك العديد من العقبات تقف أمام ذلك مثل: نقص الكوادر التي يكون لديها إلمام بثقافة الآل والأصحاب، ومع ذلك نبذل العديد من الجهود في تحقيق هذا الهدف ومن ذلك المشاركة في معارض الكتاب في الكويت وخارجها، وكذلك إيجاد أفكار غير تقليدية لنشر أفكارنا، مثل إصدارات الأطفال؛  ومن ذلك لعبة الآل والأصحاب، ولدينا خطة مستقبلية في الاستفادة من برامج التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا.

     وفي ختام تصريحه أكد الخضر على أن أهم ما يميز إصدارات المركز العلمية والأدبية هو جانب التوثيق العلمي وأقصد به مراعاة كتب التراث سواء كتب أهل السنة أم كتب الشيعة من ناحية أخرى، هذا جانب مهم، ثم انتقاء المواضيع التي راعينا فيها ألا تكون تكرارا لغيرها من الأفكار؛ فنحن نحاول دائمًا أن نأتي بجديد، وألا نكرر جهود الآخرين.

 

الخرافي: الإنجاز الذي تحقق نفخر به جميعا ونأمل المزيد

 

     وفي تصريح خاص للفرقان قال د.عبد المحسن الخرافي الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف قائلاً: ما شاهدته اليوم في هذه الأمسية المباركة احتفال رائع ولله الحمد وحضور متميز وتجاوب طيب من الإخوة الكرام محبي آل البيت والصحابة ومحبي المبرة وكان فعلاً تظاهرة جماهيرية توجتها زيارة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وتجولها في المعرض والاطلاع على أنشطة المبرة ووعدها لنا بزيارة فعلية، فضلا عن جموع المهنئين من شتى الأطياف المجتمعية، ولله الحمد والمنة بشهادة الجميع أن السنوات العشر التي مضت كان الإنجاز فيها يفوق عدد السنوات، وفي العمر النسبي للمؤسسات كان إنجاز المبرة ولله الحمد في هذا الوقت القياسي إنجازًا كبيرًا على مختلف الأصعدة، ويشهد القاصي والداني، وأتكلم بموضوعية عن الإنجازات الجبارة التي شاهدناها، وهذا جهدنا، ومن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر، ونحسب أننا حصلنا الأجرين ولله الحمد والمنة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك