رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 16 نوفمبر، 2020 0 تعليق

رسالة إلى مرشح…

 

- بعد أقل من ثلاثة أسابيع ستعلم إذا كنت من الناجحين الـ 50 من أصل 400 مرشح؛ لنيل عضوية مجلس الأمة الكويتي في الانتخابات القادمة أم لا؟ عندها ستبدأ حياة جديدة، أساسها المسؤولية الملقاة على عاتقك، مسؤولية أمام الله -عز وجل- أولا، ثم أمام الأمة وأمام الوطن، مسؤولية تحاسب عليها في الدنيا قبل الآخرة، وسوف يأتي إليك ناخبوك يطلبون أن تقضي حاجاتهم بحق أو بغير وجه حق، وستقف تراقب الأداء الحكومي، وتكون قريبا جدا من ملاحظات ديوان المحاسبة، وتعرف ما لم تكن تعرفه عندما كنت مواطنا عاديا.

- لذا فأنت الآن محمل بمسؤولية أكبر وأكبر؛ فماذا أنت فاعل؟ ومثقل بهموم الوطن والمواطنين فكيف ستتصرف؟ وأمامك الأدوات النيابية من أسئلة واقتراحات برغبة، وأخرى بقوانين وطلبات مناقشة واستجوابات، فهل ستُشرِّع وتُصلح وتُطور وتحاسب؟ وهناك لجان دائمة ومؤقتة تدعوك للمشاركة وإبداء رأيك في قضايا كبيرة، وكبيرة جدا، فهل ستلتزم بالحضور والمشاركة الإيجابية؟

- في أثناء عملك النيابي سوف تواجه مشكلات مفصلية، وصوتك سيكون حاسما فيها، إما إلى خير، وإما إلى غير ذلك، فهل ستُغلِّب جانب الحق على الهوى؟ أم ستتقاعس عن نصرة الحق والدفاع عنه؟ فتتغير صورتك الأولى في أعين الناس وانطباعهم عنك إلى الأسوأ، ثم يحاسبك الله على ما فرطت!

- وفي خضم القضايا المهمة تتضح المواقف، وتلتصق الأكتاف، وتشرئب الأعناق، وتبح الأصوات، فهل سيكون دورك مؤيدا لما فيه مصلحة الدين والأخلاق والوطن؟ أم ستقف في مهب الريح فتأخذ بك يمينا وشمالا فتضل الطريق؟!

- واحذر أن تكون مواقفك وشفاعتك فيما يغضب الله!؛ فإن من أعظم أسباب هلاك الأمم، وفساد المجتمعات أن يسند الأمر إلى غير أهله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم  - لمن سأله: «متى الساعة؟»، فقال: «إِذَا ضُيِّعَتْ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ»، قَالَ: «كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟»، قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ»، فأحسن الرقابة وأحسن الاختيار.

- وإن خير من تشفع له للقيادة وتحمل أعباء الخدمة العامة القوي الأمين، الذي يلم بمهامه المهنية، ويكون مراقبا الله في عمله. قال -تعالى-: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص:26).

- وأخيرا.. اعلم - أيها النائب - أن الله قد اختارك في هذا المكان امتحانا لك، فإذا أخلصت في أدائك وأحسنت في عملك فتكون قد صنت الأمانة، ونجحت في الاختبار، فيرضى الله عنك، ويُرضي عنك الناس، وإن كانت الأخرى فقد استوجبت سخط الله عليك، ومن ثم سخط الناس.

 

16/11/2020م


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك