رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: أحمد حطيبة 9 سبتمبر، 2013 0 تعليق

رسالة إلى كل ملتح

في ظل تلك الأيام التي يخشى كل ملتح على حياته، ويشعر أن لحيته ستكون سببا في هلاكه، تلك الأيام التي يُضطهد فيها الملتحي نفسيا وجسديا بسبب لحيته، تلك الأيام التي يدفع فيها الملتحي ثمن أخطاء غيره ، لا أعلم لماذا تذكرت رواية إسلامية شهيرة تلك الايام ووجدتها تراود ذهني ليل نهار، تلك الرواية هي السبب الأقوى لثبات كثيرين على اللحية في تلك الأيام.

     كلنا نعرف قصة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة مؤتة الذي تسلم الراية، أمسك الراية بيده اليمنى فقطعوها، فلم ييأس ولم يتركها ولم يلتفت لآلامه، إنما أمسكها بيده اليسرى، فقطعوها أيضا!!.

     ماذا فعل بعد هذا؟ هل بكى واشتكى أو تلهّى في آلامه؟ لا، بل احتضن الراية بعضديه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ما بال هذا الثبات الذي تمكن منه أن تقطع أطرافه وهو لا يتخلى عن الراية؟ قطعة قماش!

     لا، انتظر، إنها ليست قطعة قماش، إنها راية الجهاد التي لو سقطت في الحرب لاعتقد المسلمون أنهم خسروا الحرب. طالما راية الجهاد مرفوعة فنفوس المؤمنين مرفوعة، وقوتهم في الحرب لازالت مرتبطة بعلو الراية لهذا ضحى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بكل شيء حتى تظل الراية عالية .

     ضعاف الإيمان فقط هم من ينظرون لتلك الرواية بتعجب! كيف يضحي شخص بأطرافه وروحه من أجل قطعة قماش، لابد لكل ملتح أن يعلم أنه يحمل راية، كما قال شيخنا الحبيب - بارك الله في عمره وصحته - أبو إسحق الحويني: فكل ملتح هو حامل راية. لابد لكل ملتح أن يعلم أن تلك الأيام - بالذات - هو يحمل لحيته، وليس مجرد ملتح.. لابد لكل ملتح أن يعلم أنه بحفاظه على لحيته فهو مازال يحمل رايته، وتخيل معي لو كل ملتح خشي علي حياته وحلق لحيته،تخيل معي لو أن كل الملتحين فعلوا ذلك! بالله عليك أليس هذا تنكيسا لراية سنة رسول الله  صلى الله عليه وسلم ؟ بالله عليك أليس هذا هزيمة قوية أقوى من أي هزيمة؟ أن تختفي تلك الراية من كل شوارع مصر.

     اللحية ليست مجرد شعرات في الذقن؛ اللحية راية كل مسلم يستن بسنة نبيه، لو تيقنت من هذا المعنى لعلمت قوة ما تحمل، ولعلمت أنه لو متّ لمجرد أنك ملتح فستقابل الله وأنت مدافع عن راية دينك، وليس مجرد مدافع عن لحية أو سنة..

     أخي، والله ستموت أيا كان السبب ستموت. فتوكل على الله ولا تنكّس رايتك وانصر دينك وتشبث بلحيتك حتى لو حلق الجميع؟ فلو متّ أنك ملتح فلا تعتقد أنك متّ هباء، إنما متّ في سبيل دينك فكل ملتح - ولاسيما الآن - يحمل راية صعبة.. فاستعن بالله وادعوه ان يحفظك، وخذ بأسباب الأمان وتوكل على المولى، فإما أن تعيش حامل الراية أو تموت في سبيل ذلك.

     انتظر  أو نسيت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام أو يا غليم، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ فقلت: بلى، فقال: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد جف القلم بما هو كائن؛ فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه واعلم أن في الصبر، على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» أخرجه أحمد في سننه. فقط نحتاج إلى اليقين، وأن نصدق ونؤمن نسأل الله العافية، ونعوذ بالله من الفتن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك