رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 15 مارس، 2016 0 تعليق

رد مزاعم اليهود بأن الاحتلال الصهيوني له فضل على الفلسطينيين

الدبلوماسية الصهيونية وإعلامها الموجه يرسل رسائل للعقول بأنه لا يوجد احتلال، وان الفلسطينيين يعيشون حياة مرضية، والوضع الفلسطيني وضع رائع

عاد قادة الاحتلال من جديد باستخدام سلاح الوعد الإلهي ليسوغوا تواجدهم وممارساتهم التي أضفوا عليها الطابع الشرعي

بين فترة وأخرى. يشيع الاحتلال الصهيوني الأكاذيب والأوهام، ومنها إخلاصه وتفانيه في خدمة الفلسطينيين! وأنهم ليسوا مضطهدين، بل إنهم مضطهدون من قبل حكومتهم؛ ويزعم الاحتلال أنه يوفر للفلسطينيين العمل والكهرباء بالمجان، وكذلك الرعاية الصحية وكميات كبيرة من المعونات الإنسانية.

ولتأكيد ذلك أنتجت مؤسسة هايويل مؤخرا التي تعمل لمصلحة ذلك الكيان الغاصب، مقطع فيديو يصور حكاية شاب أميركي صغير ذي شعر أشقر، يعود بعد فترة رياضة الركض، التي يمارسها كل صباح، ويقرر الانضمام إلى حملة مقاطعة إسرائيل.

     وكان قد سمع عن حملة مقاطعة الاستثمارات وسحبها وفرض عقوبات، كما سمع عن الاحتلال وعمليات الاضطهاد، وعليه قام بجمع كل شيء في مسكنه من صنع الكيان المحتل، أو من الشركات التي تتعامل تجارياً مع إسرائيل، وبدأ إطلاق الرصاص على تلك المنتجات، وفجأة يظهر شاب آخر، ويقترح عليه إطلاق الرصاص على التوراة، بما أن ذلك أيضاً صنع في إسرائيل، وتراجع الشاب مذهولاً، وتوقف عن إطلاق النار، فقد بلغته الفكرة التي نشهدها في نهاية شريط الفيديو، الذي يقول : «لا تقاطع الخالق. اشتر منتجات إسرائيل»!.

     وترادفت تلك المقاطع المصورة مع تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني في مخاطبته لنظيره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال نتانياهو: «إن سيادة إسرائيل على القدس وحدها يمكن أن تضمن لسكانها العرب الطرق والمستوصفات وأماكن العمل وغير ذلك من وسائل الحياة العادية التي لا يتمتع بها العرب في دول الشرق الأوسط»!.

وكأن الدبلوماسية الصهيونية وإعلامها الموجه يرسل رسائل للعقول بأنه لا يوجد احتلال، وان الفلسطينيين يعيشون حياة مرضية، والوضع الفلسطيني وضع رائع، فهم لا يتعرضون للاضطهاد.

سلاح الوعد الإلهي

     وعاد قادة الاحتلال من جديد باستخدام سلاح الوعد الإلهي ليسوغوا وجودهم وممارساتهم التي أضفوا عليها الطابع الشرعي، وليس ذلك بمستغرب على اليهود ؛ فادعاء الباطل واستخدام أدواته صنعة يجيدها اليهود؛ ووصل بهم التحريف والتزييف بأنهم حرفوا كتاب الله التوراة، قال -تعالى-: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} (النساء:46)، ولم يكتفوا بالتحريف والتأويل، وزادوا عليه الكذب والافتراء، قال -تعالى-: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ( آل عمران:75).

     فهل وصل مستوى الاستخفاف بعقول البشر إلى هذا الحد الذي نراه ؟! كيان مارس الظلم بكل وسائله وحرم شعباً كاملاً من حقوقه ومقدساته والعيش على أرضه، وما زال يحاصرهم، ويقطع أواصر مدنهم وتواصلهم، وبعد ذلك يتحدث عن الإنسانية والكرامة التي يوفرها للشعب الفلسطيني في ظل احتلاله لوطنهم.

     والغريب في الأمر أن ما يشيعه اليهود يجد مصغية اليهود ممن وصفوا بالمفكرين العرب كأمثال يوسف زيدان وتوفيق عكاشة ومن على شاكلتهم الذين جندوا أفواههم وأقلامهم لخدمات يعجز عنها كتّاب الصحف العبرية! بل توسعوا ليوجهوا سهامهم لكل من دافع عن حقوق المسلمين بمقدساتهم في فلسطين، وأعطوا لليهود حقوقاً في أرضنا ومقدساتنا.

التشكيك في مكانة المسجد

     بل جمع بعضهم خلاصة ما كتبه الباحثون اليهود للتشكيك في مكانة المسجد الأقصى ومكانته عند المسلمين، وما سطرته مراكزهم العلمية، وما اخترعه مؤرخوهم لخلق تاريخ يخدم كيانهم ووجودهم على الأرض المباركة، وحقاً لا مثيل لهؤلاء في كل مراحل التاريخ!؛ فهؤلاء أناس تنكروا لأمتهم وأوطانهم، ودافعوا عن حقوق أعدائهم، وهذا الفكر -مع الأسف- يجد كل الدعم من ظهور، وفتح الأبواب ليقولوا ما أرادوا؛ عبر الفضائيات والمنتديات.

     وهنالك أقلام يهودية تدحض ما تدعيه دولة الاحتلال ومن والاهم ؛ ففي مقال نشره موقع صحيفة (هارتس)، أوضح البرفسور شلومو زند، أستاذ التاريخ في الجامعة العبرية في القدس المحتلة أن جميع الصهاينة يتحملون المسؤولية عن الظلم والغبن الذي لحق بالفلسطينيين جراء الاحتلال المتواصل.

ونوه زند إلى أن الصهاينة إما أنهم راضون تماماً عما تقوم به حكومتهم ضد الفلسطينيين، أو أنهم غير مبالين بمعاناة الفلسطينيين؛ مما يجعلهم يتحملون المسؤولية عن نتاج سياسات حكومة نتنياهو.

ودحض زند مزاعم الحكومة الصهيونية والنخب الإعلامية والثقافية وأضاف: «كل ما لديه عقل يعي تماماً أن الاحتلال المتواصل والإهانة اليومية واليأس هو الذي يدفع الفلسطينيين لاستهداف الإسرائيليين».

وأردف قائلاً: «كما أن العقوبات الدولية كان لها دور بارز في تغيير سلوك حكومة جنوب أفريقيا؛ فيتوجب فرض عقوبات مماثلة على تل أبيب لإنهاء الاحتلال».

وكان العشرات من الشخصيات اليهودية ذات التوجهات اليسارية قد دعت الاتحاد الأوربي للمضي قدماً في قراره الهادف لتمييز البضائع التي تنتج في المستوطنات عن البضائع في الكيان الصهيوني.

     ومع الأسف في الوقت الذي لا يتردد حتى يهود وصهاينة في الدعوة لمقاطعة الكيان الصهيوني، فإن عرباً يتجندون للانخراط في خدمة الدعاية الصهيونية، ومع ذلك نبشر الجميع سواء كانوا يهوداً أم من عاونهم وردد أكاذيبهم بأن مصيرهم في أرض فلسطين سيؤول يقيناً إلى مصير الصليبيين حينما احتلوها 91 عاما، فأين هم الآن؟! أخبرنا ربنا, وربنا صادق, ولا يخلف وعده, أخبرنا أننا سنسوء وجوه اليهود, وسندخل المسجد كما دخلناه أول مرة, ونتبر العلو اليهودي تتبيرا، وستزول دولة الظلم, ويعود الأقصى وفلسطين إلى حضن المسلمين, كما عادت فيما مضى من أيدي الصليبيين الظالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك