رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيمان الوكيل 22 مارس، 2018 0 تعليق

ردود الفعل النفسية لأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة


إن ميلاد طفل معاق في الأسرة يؤدي إلى حدوث صدمة تؤدي إلى العديد من ردود الفعل الانفعالية لدى أعضاء الأسرة عموماً، والوالدين خصوصاً، وتعد انعكاسا لاتجاه الأسرة نحو هذا الطفل وتعد في الغالب حاجزاً نفسياً يمنع حق الطفل من التعامل معه بوصفة طفلا له حق الحياة بأشكاله وألوانه كافة، كالطفل الطبيعي .

‏     وقد اهتم الإسلام بذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما عظيما ففي الحديث القدسي من اذهبتم حبيبتي فصبر وحتسبي لم ارضاء له ثواب دون الجنة وقد جاءت سورة عبسة تقديرا لهم في الاهتمام ‏والرعاية قال تعالى:{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}.

     ولكن هذه الاستجابات الانفعالية عند الأسر تختلف من أسرة لأخرى؛ وذلك وفق درجة ثقافتها ومستواها المادي والاستراتيجيات المستخدمة للتغلب على هذه المشكلة الدائمة؛ فمنهم من يلجأ إلى العديد من المراكز الصحية التأهيلية للتربية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، للاسترشاد والتوجيه وأخذ آليات التعامل مع الطفل المعاق مع الحيطة والحذر عند التعامل معه .

اتجاهات الأسر نحو ذوي الاحتياجات الخاصة

يتكون الاتجاه من ثلاث مكونات هي:

- المكون المعرفي: ويتشكل هذا المكون كناتج للعمليات العقلية، ويشمل حملة المعلومات والأفكار والاتجاهات المسبقة إزاء هذه الإعاقة .

- المكون الوجداني: وهو جملة العمليات الشعورية واللاشعورية (الاستجابات الانفعالية) التي يتخذها الفرد إزاء هذه الإعاقة .

- المكون السلوكي: ويشير إلى مدى استعداد الفرد للاستجابة لموضوع ما، وهي ترجمة سلوكية للمكون المعرفي والانفعالي، إلا أن هذا المكون يخضع لمبادئ التعلم والتربية .

اعتبارات تؤثر في اتجاهات الأسرة نحو طفلها المعاق:

- حجم الأسرة: فكلما زاد عدد أفراد الأسرة الواحدة، قلت الرعاية للطفل المعاق الذي يعيش بينهم، وذلك أن الآباء يركزون اهتمامهم على الأطفال الطبيعيين، حرصاً منهم على توفير البيئة المناسبة لهم، وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة، وهذا يدل على سلبية اتجاه الأسرة نحو طفلهم المعاق، وتزيد هذه السلبية بالتناسب العكسي للأسرة، أي كلما ولدوا ولداً طبيعياً قل الاهتمام وزاد الإهمال لهذا الطفل.

- جنس الأطفال الطبيعيين: على الرغم من أن الأطفال الطبيعيين الذكور قد يبدون اهتماماً واضحاً للذكور من الأطفال المعاقين، إلا أنه يبقى ذلك التعامل معه سطحياً؛ فيميل إلى عدم الاكتراث أحياناً، وكذلك الإناث الطبيعيات من الأطفال، قد يبدين اهتماماً لدى الأطفال المعاقين من الإناث، ولكن يبقى ذلك أيضاً في دائرة السطحية التي تميل نحو صديقاتهن في حال وجودهن أثناء اللعب والتسلية .

الحالة الاقتصادية الاجتماعية: يسهم دخل الأسرة المرتفع في رعاية الأطفال المعاقين بسخاء، من أجل أن يتحقق العلاج اللازم له وبأرقى الأساليب، وأما الأسر الفقيرة لا تتمكن من مساعدة طفلها إلا في أضيق الحدود؛ مما يعرقل رحلة العلاج ويؤخر تقدمه .

ردود الفعل النفسية

تختلف ردود الفعل النفسية لأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمر هذه الردود بمراحل عدة هي ما يأتي:

مرحلة الصدمة

     أي الشعور الذي يشعر به الوالدان إزاء مولود معاق، أو عند معرفة الوالدين أن الجنين الذي في رحم الأم سيكون معاقاً؛ فهما يتوقعان ولداً مكتملاً يكون مبعث السرور والفرحة، ولكن هذا الحلم الجميل يكسر على أعتاب مولود معاق، وهنا الصدمة الحقيقية التي تسبب نكران الموضوع، أو حتى إهماله، ويكون الطفل المعاق هو ضحية هذه المشاعر اليائسة .

(1) مرحلة الحداد

حيث تتسم هذه المرحلة بالحزن العميق الممزوج بالقلق الرهيب والغضب الساخط وعدم الرضا، وهذه المرحلة تكون بعد مرور شهرين إلى 6 أشهر من الولادة .

(2) مرحلة الرفض

 وهو رد فعل سلبي تجاه الطفل المعاق .

(3) مرحلة التقبل

وهو بذل الجهود كلها من الأسرة للتكيف مع الواقع الجديد، ويمكن أن يتطور التقبل إلى مجالين، وهما تقبل أن الطفل معاق، وتقبل الطفل نفسه .

(4) البحث عن الخدمات

     وهذا يعني أن الأسرة قد مرت بمراحل تعد دورات تدريبية لها إزاء التعامل مع الطفل المعاق، حتى وصلت في نهاية المطاف إلى تقبله تقبلا نهائيا، والبحث بجدية عن البرامج التأهيلية والصحية له، ومتابعته والتخطيط لأهداف أكثر إيجابية، كلها تصب في صالح الطفل المعاق، وذلك بعد رحلة من العناء والبؤس وعدم الرضا

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك