رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 21 يناير، 2014 0 تعليق

رحلتي إلى الشام عشرة أيام في العمل الإغاثي

     قبل البدء في الحديث عن الرحلة أحب أن أعطي القارئ تصورا عن سورية، فيبلغ عدد سكانها 23 مليونا، وتقدر مساحتها بحوالي 185ألف كم2، وحدودها مع العراق 605 كم، ومع فلسطين المحتلة 76كم، والأردن 375كم، وتركيا 822كم.

     وتنقسم سورية إلى أربع عشرة محافظة وتنقسم كل المحافظات إلى ستين منطقة، وكل منطقة تحتوي على  مدن وبلدات وقرى، وأشهر المحافظات وأقواها دمشق، وحلب وحماة وحمص.

     وأكثر من 60 ٪ خارج عن سيطرة نظام بشار، و40٪ للنظام وأتباعه، عدد اللاجئين السورين قبل الثورة 6 ملايين لاجئ، وأثناء الثورة و3.5 ملايين ونصف المليون، وعدد القتلى والمفقودين وصل إلى مليون شخص تقريبا.

النظام يصرف الرواتب على المناطق التي تحت سيطرته، وتعد تقريبا 10 ملايين نسمة والوضع المؤلم يقع لـ8 ملايين نسمة.

     كل ما تقوم به المنظمات لإيصال الإغاثة هي لـ3 ملايين نسمة فقط، و5 ملايين تحت الجوع والحصار الخانق، فإذا لم تتدخل المنظمات لإيجاد طريق آمن لإيصال المعونات أعتقد أن الوضع مزر جدا وسيقتلون جوعا دون حرب.

     المشكلة أن 60٪ من المناطق التي ليست للنظام مخنوقة من قبل قيادات خطيرة، تستخدم القسوة والشدة والذل والمهانة ضد الشعب السوري الذي ذاق الظلم من قبل النظام ومن قبل داعش التي يقودها حقيقة استخبارات سورية وعراقية وإيرانية، وفي الظاهر هي قيادات سنية، فهم يغررون بالشباب الخليجي وداعش لم تطلق رصاصة على النظام، يل تقدم له خدمات، ولا نبالغ إن قلنا إن داعش هي النظام السوري حقيقة وليس خيالا.

     نحن خرجنا بوفد إغاثي ومعنا ما وصل من الشاحنات التي وصلت بأموال الشعب الكويتي والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، وقمنا بشراء سلع إغاثية مستعجلة إلى اللاجئين على المناطق الحدودية في الداخل السوري وهذه المناطق عند باب الهوى وتل أبيض وعند مناطق نهر العاصي وفروعه.

     تركيا لم تقصّر حقيقة مع الشعب السوري وأوجدت له 15 ملجأ، ووفرت له كل متطلبات الحياة الكريمة وهم ليسوا بحاجة؛ لأن تركيا تقوم بالصرف اليومي عليهم، وكذلك المنظمات الإنسانية الدولية.

     وتحملت تركيا الكثير بسبب مواقفها الكريمة، فالنظام السوري شكل خلايا خبيثة قامت بإطلاق النار والقذائف على المخيمات، قامت بالتفجيرات في المخيمات، وقامت بخطف بعض الشخصيات، وقامت بعض الخلايا التابعة للنظام بتفجيرات مباشرة موجعة لسورية، وفي أثناء المواجهات الحدودية كانت تسقط قذائف على المناطق المجاورة للحدود التركية.

     وبدأ بعض سكان تركيا يتضايق بسبب ميزانيات ضخمة تصرف على الشعب السوري من خدمات تعليمية وصحية وإغاثية، حتى راتب السوري الذي يعمل في تركيا أثر على توظيف عمال أتراك، مما أوجد مظاهرات مدفوعة الثمن للتأثير على القرار التركي ولكن تركيا -ولله الحمد- ثابتة حتى الآن.

     الإغاثة التي قمنا بها في عشرة أيام تدخل من تركيا إلى مخازن قريبة، ثم يتم توصيل الدعم أولا بأول إلى الأسر يوميا، وشراء مولدات كهربائية وبناء بيوت جاهزة آمنة للأهالي، وإيصال الخبز والحليب للأطفال والأدوية والأشياء الضرورية يوميا.

     فأشكر جميع من أسهم معنا ووثق بنا، ولقد تحملنا الأمانة بكل مسؤولية، وأعاننا الله تبارك وتعالى على توصيلها بمساعدة شباب من سورية في تركيا وجمعية الأثر، والشكر موصول إلى جميع من أعاننا وسهل مهمتنا.

     وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للسماح للجمعيات الخيرية  بجمع التبرعات وإقامة مؤتمر المانحين للشعب السوري الذي قرر اعتماد 400 مليون دولار، وقد تعهدت إحياء التراث الإسلامي بالتبرع بسبعة ملايين دولار..فشكراً للجميع..

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك