رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 15 مايو، 2013 0 تعليق

رئيس مجلس صندوق إعانة المرضى السوداني للفرقان: بعض منظمات العمل الإنساني لها أجندات تنصيرية تتجاوز حدود العمل الإغاثي

 

 

شهد السودان في الفترة الأخيرة تحولات لافتة ومؤثرة على الصعيد الداخلي والخارجي، كان من أهمها  انفصال الجنوب، وحالة التمرّد في جنوب ولاية كردفان، وانفجار الوضع الأمني في المناطق الحدودية، ومع هذه التحوّلات المصيرية في مسار تاريخ السودان، فإن هناك تحدّيات كبيرة تواجه المجتمع السوداني وسلطته، تجعل من الصعب التنبؤ بنتائجه المستقبلية، سواء على الوضع الداخلي، أم على الواقع الإقليمي والدولي، وللتعرف على الرؤية المستقبلية لنتائج هذه التغيرات التقينا الدكتور محمد الحسن عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة صندوق إعانة المرضى أثناء زيارته للكويت وكان هذا الحوار:

- بداية نريد تصوراً عاماً عن الواقع السوداني بعد انفصال الجنوب السوداني، سواء من الناحية السياسية، أم من الناحية الدينية، أم من الناحية الاقتصادية؟

- بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، بداية أشكر مجلة الفرقان على جهودها في تغطية كثير من ساحات الهم الإسلامي العام، أما بالنسبة لواقع السودان بعد تحوله إلى دولتين، فهذا الانفصال هو حدث يعد فريدًا من نوعه في واقع المنطقة عمومًا، وفي السودان على وجه الخصوص، ولا نملك إلا أن نقول قدَّر الله وما شاء فعل، ولكن ترتب على هذا الانفصال واقع، ينبغي التعامل معه بناء على المعطيات والترتيبات الجديدة المختلفة التي فرضها هذا الواقع.

     فبعد الانفصال، وبحكم الجوار بين البلدين، أصبحت دولة الجنوب هي أطول جوار للسودان، وهذا لا شك يحتم أن تكون العلاقة بين البلدين علاقة جيدة، تحافظ على حقوق هذا الجوار الذي ترتب عليه تبعات كثيرة، سواء في الجانب الأمني، أم في الجانب السياسي، أم في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي فما حدث بعد الانفصال من توترات أمنية على تفاصيل الانفصال نفسه هذا كان من أكبر الإشكالات، لذلك لابد أن يكون هناك استكمال لملف الاتفاقات؛ حتى نحافظ على هذه النواحي جميعًا، والتي تمس مصلحة البلدين، وقد حصل في الآونة الأخيرة تحسن وتقدم في تلك الاتفاقات، وسيتم تصدير البترول؛ حيث كان أحد الإشكالات الكبيرة بين الشمال والجنوب؛ لأنه بعد الانفصال ذهب أكثر البترول مع الجنوب، حوالي 70 % ذهب إلى الجنوب.

     لذلك أنا أرى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاقات واضحة بين البلدين، ومراعاة المصالح المشتركة بينهما، سيؤدي هذا إلى مصلحة كلا البلدين واستقرارهما، دون وجود نزاعات وخلافات وغير ذلك.

- هل تأثر العمل الإغاثي بعد الانفصال، ولاسيما في المؤسسات التي كانت موجودة في الجنوب؟ وهل حدث أي تضييق على تلك المؤسسات؟

- في بداية انفصال البلدين كان هذا الانفصال غير آمن في ظل حرية الحركة بين الطرفين، ثم حدث نوع من الإجراءات غير العادية على تلك الحركة، بعضها إجراءات رسمية كمسألة الجوازات، وبعضها ناتج عن التوترات الأمنية، وكثير من المناطق التي حدث فيها الانفصال هي مناطق محتاجة بعض منها في دارفور، وبعض منها في كورديفان، وبعض منها في النيل الأزرق، هذه كلها كان فيها عمل إنساني ضخم سواء محلي، أم إقليمي، أم دولي، ولا شك أن العمل الإنساني تأثر بسبب التوترات التي حدثت في هذه المناطق، ولذلك كانت هذه القضية، من ضمن الاتفاقات الثنائية التي تمت لاحقًا، ويجب أن يتم اتفاق تفصيلي لمعالجة هذه القضية وإلا فسيظل العمل الإغاثي متأثراً، ولاسيما في ظل نزوح كثير من تلك المناطق، كما حدث مثل نزوح حوالي 40000 من الجنوب إلى الشمال .

- صدرت تقارير عن منظمة الأمم المتحدة، تصف الوضع في المناطق الساخنة ومناطق التوتر بأن المنظمات الإغاثية لا تستطيع القيام بدورها في العمل الإغاثي، وأنها تتعرض للتهديد، فما حقيقة هذه التقارير؟

- التقارير تتحدث عن شيء من الاستقرار الأمني، وتعرض بعض العاملين في المجالات الإغاثية والإنسانية للتهديد، وهذا حدث بالفعل، كما هو معروف في عدد من المواقع ولاسيما في دارفور وغيرها، والحركات التي قامت بهذا الأمر هي حركات مسلحة، وحركات سياسية معارضة، ليس لها علاقة بالجماعات الإسلامية المتطرفة التي نسمع عنها في بعض المناطق، وهي ما تسمى الحركات الدارفورية، والحركات الموجودة في كوردفان وغيرها، وقد حدث اعتقال لعدد من العاملين في تلك المنظمات من جنسيات مختلفة، ونقوم بفضل الله بفك سراحهم بعد المفاوضات، وهذا شيء واقع للأسف؛ وينبغي للمنظمات والهيئات أصحاب القضايا السياسية أن يرفعوا أيديهم عن هذا الأمر؛ لأنه عمل إنساني، ويتضرر نتيجة لذلك أصحاب الحاجات، فنرجو في الفترة القادمة إذا تمت الاتفاقات بين الحكومة في الشمال والجنوب، وبين الحركات والمنظمات المسلحة مراعاة أن يكون العاملون في المنظمات الإغاثية والدولية في مأمن، وأن يراعى حرمات دمائهم وأنفسهم؛ لأنهم يقدمون الخير لكل الناس.

- ما حقيقة تورط بعض المنظمات الإغاثية الأجنبية العاملة في السودان في مسألة التنصير؟ وكذلك دعم المتمردين وتأجيج الصراع بمدهم بالسلاح وكافة أنواع الدعم الأخرى؟

- كما هو معلوم فإن عدد المنظمات العاملة في الساحة السودانية في دارفور وفي الجنوب وفي جنوب كورديفان أو في النيل الأزرق عدد كبير جدًا من المنظمات، أتت من جهات مختلفة من دول العالم، وكثير منها قام بعمل جيد وبدور إنساني متجرد في المناطق التي عملت فيها، إلا أن بعض هذه المنظمات لها أجندات خاصة، وهذا الكلام له دلائل وشواهد؛ حيث اكتشفنا عدداً من تلك المنظمات الغربية تقوم خارج العمل الإنساني بعمليات تنصير من خلال توزيع الأناجيل، كما حدث في شمال دارفور، وكما حدث في بعض الأماكن الأخرى،  فهذا واقع بالفعل، وعلى الجهات الرسمية أخذ الإجراءات المناسبة لمن يتجاوز حدود العمل الإغاثي لتنفيذ أجندات خاصة كما ذكرت، ولذلك تم بالفعل إيقاف بعض المنظمات، وتم إبعادها كما حدث في دارفور، فالمعلوم عنها أن أهلها كلهم على الإسلام، وليست بلداً متنوع العقائد، كما أننا اكتشفنا قيام إحدى الجهات التنصيرية بترجمة الإنجيل إلى لغة أهل دارفور، مع العلم كما ذكرنا أنه لا يوجد بها نصارى.

- هل لديكم إحصائات عن تلك المنظمات وعن الجهود التي تبذلها؟

- توجد مجمعات كنسية في السودان، ومنظمات تنصيرية مباشرة، وهي منظمات متطوعة، وتقدر بالعشرات، ولها دعم كبير؛ ففي سنة من السنين كانت ميزانية إحدى المنظمات التنصيرية العاملة أكثر من 13مليون دولار.

- كيف يمكن مواجهة هذه الحملات التنصيرية المنظمة؟

- برغم هذه الجهود التنصيرية الضخمة،  إلا أن الجمعيات الدعوية والخيرية الإسلامية إذا نشطت فسيتم  بإذن الله إسلام الكثير من السودانيين، وإذا اعتنى الدعاة والمصلحون في ذلك، فسيكتب الله على أيديهم خيرًا كثيرًا، ومن أهم المتطلَّبات العناية بالتعليم؛ لأن من الخدمات التي تقوم بها الجمعيات التنصيرية في السودان مدارس تحت إشراف الكنائس، وبعض الناس الذين لهم وضعية جيدة مثل السفراء يرعون هذه الجمعيات التنصيرية.

- وماذا عن الدور الحكومي في مواجهة هذه الحملات؟

- الجهات الرسمية إذا تم إبلاغها تقوم بالفعل بإيقاف هذه المنظمات وإبعادها، وقد صدر قرار من الرئيس عمر البشير قرارات عدة بإبعاد عدد من المنظمات التي تقوم بدور مشبوه في تلك المناطق، سواء أكان عملاً تنصيرياً، أم سياسياً؛ لأن العمل الإنساني في النهاية عمل مجرد، فالإنسان يجب أن يبقى إنساناً يتم رعاية احتياجاته دون التدخل في شؤونه العقدية والفكرية، والأصل أن يتم إبعاد مثل هؤلاء وإيقافهم؛ لأنهم خالفوا الأعراف الدولية والقوانين التي سمحت لهم بممارسة العمل الإغاثي.

- ما واقع المسلمين في الجنوب لا سيما بعد الانفصال؟

- الجنوب كان به وثنيون ولم يكن به نصارى، ولما دخل الإسلام تحول كثير منهم إلى الإسلام، ثم بدأ وجود النصارى يكثر في الأرياف والبوادي والمناطق النائية والغابات؛ حيث إن أغلب الناس ما زالوا على الوثنية، أما الحضر والمدن إما نصارى أو مسلمون، والإسلام حقق مكاسب كثيرة في الجنوب، والنصارى كذلك حققوا مكاسب أيضًا على حساب الوثنية التي قل أعداد المنتمين إليها، ولا يوجد إحصاءات دقيقة في هذا الشأن، وربما تكون النسبة 35% للمسلمين، ومثلهم للنصارى، والباقون ما زالوا على الوثنية، فبالتالي المسلمون موجودون في الجنوب وكذلك النصارى، وكل يدعو إلى ملته، ويمارس المسلمون شعائرهم دون أي تضييق في مساجدهم، وتقام الجمع والجماعات، وكذلك الدعوة تم تسجيل عدد من الجماعات والمؤسسات العاملة في الدعوة، وهناك هيئة إسلامية اسمها (المجلس الإسلامي الأعلى) وهو يمثل الكيان الرسمي الذي يعبر عن المسلمين، وإن كان لا يخلو من ضعف في تكوينه لكنه موجود، وعمومًا يوجد مساحة من الحرية للمسلمين.

- في ظل ما تشهده الساحة العربية والإسلامية من أحداث وثورات هل يمكن أن يحدث بالسودان مثل ما حدث في جاراتها من الدول العربية؟

- الواقع السوداني يختلف عن الواقع في الدول المجاورة، فالسودان منذ أن أعلن الاستقلال في 1956 ميلادي تعاقبت عليه أنظمة سياسية متعددة،  وحكم بأنظمة مدنية تارة، وبأنظمة عسكرية تارة أخرى، وحكم بأحزاب متنوعة، مثل: حزب الأمة، الحزب الديمقراطي، الجبهة الإسلامية القومية المؤتمر الوطني، ولم يكن على وتيرة واحدة كما كان في مصر وتونس وليبيا وغيرها، لذلك فالأرضية التي قام عليها النظام الحالي قام في ظل مجتمع مثقف، فالأرضية والخلفية التي قامت عليها هذه الثورات ليست موجودة في السودان.

     وبرغم أن النظام القائم حاليًا لا يخلو من إشكالات في داخله أو حوله أو من خلال استهدافه من أجندات خارجية تحاصر السودان، فضلا عن التوترات في دارفور وغيرها من المناطق الساخنة، هذه الملفات لو تم التعامل معها ضمن اتفاقات السلام الموقعة بين الحكومة والأطراف، والتزام الأطراف والحركات المسلحة بها، مع حدوث تنمية وحصول شيء من الحكم الرشيد، ومحاربة المظاهر السلبية الموجودة في نظام الحكم، أعتقد أن الأمور ستسير إلى خير ولاسيما أن السياسيين عندنا في السودان عقلاء، ويتنادون إلى وحدة السودان؛ حتى لا يتعرض لمزيد من التفتيت المحتمل حدوثه في دارفور وغيرها، ولا شك أن بعض الحركات لديها نوع من التطرف، يقابل ذلك أن بعض السياسات يحدث فيها تأخر في التعهدات والالتزامات الحكومية، وهذا قد يضر، وبالتالي فالحكومة ملزمة بالوفاء بالتزاماتها وتعهداتها، والحركات المسلحة كذلك يجب أن تلتزم بهذه الاتفاقات ولاسيما المبادرات الجادة التي قدمت، ويجب التنادي للوفاق؛ حتى لا يتم التنادي لحرب أهلية أو تغيير الحكم بقوة السلاح؛ وهذا الذي يرفضه جميع أهل السودان. فيجب أن يكون التغيير تغييراً مدنياً عبر الوفاق والاتفاق؛ لأن السودان لا يتحمل المزيد من الاضطرابات ويكفيه ما فقده من موارد في الفترة الماضية بسبب التوترات والنزاعات.

- كيف ترى مستقبل العلاقة بين مصر والسودان في ظل حكومة ذات توجهات إسلامية في مصر؟ وكذلك في ظل مطامع دولية في كلا البلدين وعلى رأسها الكيان الصهيوني الذي رفع شعاراً (من النيل إلى الفرات)؛ لإقامة دولته المزعومة؟

- العلاقة بين مصر والسودان علاقة تاريخية، وعلاقة مصيرية وأزلية، وعلاقة قامت على روابط اجتماعية وثقافية وعقدية واقتصادية، كروابط المياه والنيل المشترك، والعلاقة الأزلية بين المصريين والسودانيين قديمًا، والتداخل الذي تم قبل عقود من الزمان، لذلك فهي علاقة مميزة، أما ما أشرت إليه فإن هذه العلاقة مرت ببعض التوترات أيام النظام السابق، ولكن هذه التوترات هي إشكالات عامة وليست إشكالات شعوب؛ فبالتالي يجب التعامل معها بمسئولية؛ لتحقيق مصلحة البلدين، مع مراعاة مصالح الشعوب التي ترتبط ببعضها عقديا وسياسيًا واجتماعيًا وحتى عرقيًا، لذلك يجب أن تؤطر تلك العلاقة في إطار عملي وفق المصالح المشتركة التي من أهمها مسألة المياه، والاتفاقات الاستراتيجية في التنمية المشتركة بين البلدين.

- هل تمت خطوات عملية في هذا الاتجاه؟

- نعم،  فالحمد لله، ولأول مرة سيتم افتتاح طرق برية بين مصر والسودان؛ حيث سيتم فتح طريقين: أحدهما عن طريق الشرق، والآخر عن طريق الشمال، كما أن التأشيرات بين البلدين أصبحت سهلة وميسرة، لكن نأمل أن يتم تبني مشاريع أكبر في التنمية؛ للاستفادة من الموارد المائية الموجودة؛ وكذلك الأراضي والزراعة والعناصر البشرية والخبرات المهنية؛ حتى يكون هناك شراكة حقيقية تراعي مصلحة البلدين، كما تراعي ما يحيق بالبلدين من مخاطر لا سيما من العدو الصهيوني والتربص من قبل المنظمات الدولية، ويجب أن تكون تلك العلاقة قائمة على مبدأ المصلحة العامة وليست على أساس الأحزاب والمصالح الضيقة، من تيار حاكم في الشمال وتيار حاكم في الجنوب، لأن الأصل أن يكون العمل الحزبي داعماً لمشروعات الأمة وليس على حساب الأمة.

- ما واقع العمل الدعوي في السودان في ظل وجود تيارات مختلفة وتباين فكري ومنهجي بين هذه التيارات؟

- الواقع الدعوي في السودان واقع منفتح، فيه قدر كبير من الحرية، وكل يدعو لمنهجه، وبفضل الله الغالب عندنا في السودان هو الدعوة المسالمة والهادئة بالحكمة والموعظة الحسنة، على رغم وجود تيارات مختلفة: تيار سلفي، وتيار صوفي، والإشكالات دائمًا تحدث من بعض الجهال الذين لا علم لهم، والحكومة تسمح بالدعوة عبر المنابر مع التقيد بالآداب العامة.

     والمطلوب في المرحلة المقبلة هو وحدة أهل القبلة، ووحدة أهل السنة على وجه الخصوص، ولا سيما في ظل وجود بعض الأفكار المنحرفة والمتطرفة التي تسعى إلى تدمير الأمة، وتفتيت وحدتها، على رأسها التيار الصفوي والتيار التفجيري التكفيري.

     ويجب أن تتعاون في ذلك كافة القوى في الدولة، وعلى رأسها المؤسسة الحكومية، وأن يتنادوا إلى إسلام يقوم على منهج الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح بالتي هي أحسن، وإذا حدث أي من الخلاف يتم حله عبر الحوار الهادئ والمتزن، دون الدخول في صراعات فكرية وعقدية، وعبر المرجعية الشرعية التي ذكرنا، ويجب أن يضيق تمامًا على الأفكار المنحرفة والعقائد الباطلة التي تطعن في صحابة النبي[، أو في أزواج النبي[، والتي أضرت بالأمة قديمًا وحديثًا، ويجب أن يضيق عليهم الخناق ولا يفتح لهم أي مجال، والأمر ليس بالهين ويحتاج إلى جهود الدولة مع الدعوة، فالدولة يجب أن تدرك أن هذا الفكر يخرب في العقائد ابتداءً، ثم يخرب أمنيًا.

- ما حجم وجود هذه التيارات في المجتمع السوداني؟

- التيارات المنحرفة المتطرفة قليلة في السودان، وهي موجودة في بعض المجموعات القليلة ولكنها يمكن أن تتنامى باستغلال بعض الجهال والتأثير عليهم من خلال الوسائل الخبيثة التي يستخدمونها، ولكن التيار العام في السودان هو التيار السني العام، ولكن هذه التيارات تحتاج إلى دعوة، كعوام الصوفية وعوام الجهال، هؤلاء يحتاجون إلى دعوة بالتي هي أحسن للتوحيد والسنة والعلم الشرعي والدليل والحجة.

- هل هناك خطوات عملية لتوحيد جهود التيارات المعتدلة التي نستطيع القول إن منهجها يقوم على الكتاب والسنة؟

-  هناك بعض الفعاليات لا شك، فهناك دعوة للتنادي إلى دستور إسلامي، دعوة إلى مواجهة التيارات المنحرفة  والباطلة، دعوة بين العقلاء من قيادات التيارات الإسلامية؛ لمحاصرة تلك الأفكار، والتعاون في خدمة الدين عبر المنهج الإسلامي السني .

- ما جهود أهل السنة والجماعة في نشر التوحيد في السودان، لا سيما في ظل وجود صوفي ملحوظ في مناطق كثيرة بالسودان؟

- جهود أهل السنة كبيرة عبر النشاط الدعوي الميداني في المساجد والأسواق وفي الساحات والمنتديات الثقافية، ولكن المطلوب أكثر مما هو موجود؛ فلا زالت هناك في السودان مساحة تحتاج لتغطية من أهل السنة والتوحيد والدعوة إلى الدين الحق، والمساجد مفتوحة للدعاة، وكذا المدارس والجامعات، فيلزم أهل السنة مضاعفة جهودهم والدعوة إلى التوحيد، ومن ذلك نشر الكتاب والشريط الإسلامي، ولا بد كذلك من الانتشار في كل الساحات السودانية، وتوجد - ولله الحمد - منظمات سنيَّة كثيرة تدعو إلى الله في السودان، ولكن تحتاج إلى من يدعمها ويوفر كل الإمكانات المتاحة لها، حيث إنَّ بعضها تخرِّج طلبة علم ودعاة إلى الله؛ فالواجب تحفيز هذه الجمعيات وتقديم يد المساعدة لها؛ لأن السودان بلد مفتوح للدعوة.

- ما أهم التحديات التي يواجهها العمل الإغاثي في السوودان حاليا وكيف يمكن التغلب على هذ التحديات؟

- أهم التحديات هي الواقع الأمني وتأثيره على العمل الإغاثي، وهذا بالضرورة لن يستقر إلا باستكمال اتفاقات السلام بين الأطراف السودانية، والوصول إلى مرحلة الاستقرار.

     التحدي الآخر هو نقل العمل الإغاثي من مجرد عمل إغاثي إلى عمل تنموي، لأن المجتمع لن يكون في عافية وهو طوال الوقت يمد يده لطلب التبرعات والمساعدات، فيجب العمل على إنشاء برامج تنموية منتجة، سواء في التنمية البشرية أم في البرامج والمشاريع الشبابية أم تحويل الأسرة إلى أسرة منتجة ومتعلمة، وهناك بعض المنظمات تقوم بمثل هذا العمل، ولكن الأمر يحتاج إلى أن يكون ثقافة مجتمع، فالإغاثة ليست هدفاً، ولكنها وسيلة يتم من خلالها تنمية المجتمع ونقل الناس من واقع إلى واقع أفضل منه في ظل الأمن والسلام والحياة الطبيعية التي ينشدها كل إنسان.

 

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك