رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 14 مايو، 2017 0 تعليق

رئيس مجلس إدارة جمعية صندوق إعانة المرضى- الشرهان: تصريح الوزيرة الصبيح شهادة نعتز بها في إطار الدور الرقابي على العمل الخيري

 

كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح، أن جمعية صندوق إعانة المرضى استردت أموالها المختلسة البالغة 3.480 ملايين دينار، وقالت الصبيح في ردها على سؤال برلماني في مجلس الأمة الكويتي: إن الجمعية التي يبلغ عدد العاملين بها 166 موظفًا، تحدد ميزانية تقديرية سنوية لتغطية أنواع الدعم المقدمة للخدمات الصحية، وأوضحت أن أولوية الدعم تكون للحالات التي تعاني السرطان، والكبد الوبائي، وغسل الكلى، وتصلب الأعصاب، فضلا عن الحالات المرضية العاجزة عن العمل، ورسوم فحص الأشعة والفحوصات المخبرية، وقسطرة القلب وغيرها، لافتة إلى أن الجمعية تقدم دعمًا خارج البلاد بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارات الكويتية بالخارج.

وانطلاقًا من هذا التصريح المهم للوزيرة الصبيح كان لنا هذا اللقاء مع د. محمد الشرهان -رئيس مجلس إدارة صندوق إعانة المرضى- لنتعرف عن قرب عن أهم المشاريع الجديدة والإنجازات التي حققها الصندوق، والتعرف على الرؤى والأهداف المستقبلية للصندوق.

- بداية ما انطباعكم عن تصريح وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح. ؟

- بداية نشكر معالي وزيرة الشؤون على تصريحها الإيجابي الذي أوضحت فيه الحقائق حول واقعة الاختلاس، وكذلك بيانها لدور الصندوق وعمله، ولاشك أن هذه شهادة نعتز بها؛ لأننا نعمل تحت مظلة الوزارة، وهذا الدور هو الدور الذي نتوقعه من الإخوة في الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزيرة، وكما أنهم يراقبون العمل الخيري ويشرفون عليه، فهم كذلك مظلة تحمي وتراقب؛ لذلك أتوجه بالشكر مرة أخرى على هذا التصريح الإيجابي.

     والموضوع نفسه وهو جريمة الاختلاس الذي تعرض لها الصندوق، أحب أن أوضح أننا في تلك الفترة كنا نراعي الاحتياطات والإجراءات المتبعة في أي مؤسسة، فكان لدينا محاسبون مؤهلون، وكان لدينا نظام محاسبي كلفنا آلاف الدنانير في سبيل المحافظة على الحسابات، وكذلك كان لدينا مدير مالي كويتي مؤهل وحاصل على ماجستير إدارة أعمال من أمريكا حتى يكون الشخص المناسب في هذا المكان، كذلك كان لدينا مكتب تدقيق حسابات خارجي لمراقبة حسابات الجمعية، ثم البنك الذي هو صمام الأمان النهائي الذي يخبرنا في حالة وجود تحركات مريبة في الحسابات، ونظن أن أي مؤسسة لا تخرج عن هذه الأمور الخمسة زيادة أو نقصًا، ومع ذلك استطاع المختلس اختراق هذه الاحتياطات جميعها.

 فنحمد الله الذي أرجع الأموال إلينا كاملة غير منقوصة، وكذلك نحمد الله أن برأنا القضاء الكويتي الشامخ، برأ جميع أعضاء مجلس الإدارة من أي تهمة، فنحمد الله على ذلك، وهذه صفحة طويناها.

- ما مدى تأثر الصندوق سلبًا بتلك الأزمة، ومدى ثقة المحسنين في مصداقية الصندوق؟

- نعم حدث تأثر نسبي ولاسيما من بعض المتبرعين من الجهات الرسمية؛ فقد أحجموا بسبب أنهم محاسبون من جهات رقابية أخرى، أما كبار المتبرعين فقد استمروا معنا، والحمد لله برغم تأثر إيرادات الصندوق في السنة الأولى إلا أن الصندوق استعاد عافيته بعد هذه السنة، وتجاوزنا الآثار السلبية لتلك الأزمة، والحمد لله كثير ممن قابلناهم وشرحنا لهم أبعاد القضية تفهموا ولاسيما أننا قمنا بالإبلاغ عن القضية، وكنا نحن الحريصين أن تكون القضية تحت إشراف القضاء . والحق يقال: إن الدكتور عادل التوحيد كان له دور فاعل في كشف ملابسات هذه القضية، لدرجة أنه كان يسهر الليالي الطوال لتسهيل العمل على النيابة والجهات الرسمية، فإن كان هناك بطل وراء هذه القضية فهو د.عادل والفريق الذي كان يعمل معه، بعد فضل الله ومنه وكرمه.

     ونحن -بفضل الله- لم نتوقف عن عملنا ولم تشل حركتنا، بل استمر العمل حتى مع نقص في التبرعات في وقت من الأوقات، ونحن نشكر المتبرعين الذين استمروا مع الصندوق، وكانوا سببًا -بعد فضل الله- في استمرار العمل، ونشكر الإخوة الذين انضموا إليهم ودعموا الجمعية؛ ثقة منهم في القائمين عليها، كذلك لتخصص الجمعية ولنوعية العمل الذي تقوم به، وشهد للصندوق القاصي والداني بأهميته ومصداقيته داخليًا وخارجيًا.

- كيف ترون الحملات الموجهة ضد العمل الخيري التي تسعى للتشكيك فيه وفي القائمين عليه؟ وكيف يمكن مواجهة هذه الحملات على أرض الواقع؟

- عمل الخير والعاملون في الخير لن يسلموا من مثل هذه الاتهامات والافتراءات طوال حياتهم؛ طالما أنهم يسيرون على هذا الطريق، وهذه سنة الأنبياء والمرسلين؛ لذلك فنصيحتي لإخواني ألا يلتفتوا إلى كلام المغرضين وأصحاب الافتراءات، وأن يستمعوا للنقد الإيجابي الذي يدعو إلى تصحيح المسار، والنصائح والتوجيهات التي تبني ولا تهدم، وتدعم ولا تحطم.

- بخصوص توسع الصندوق وانتقاله إلى المبنى الجديد هل واكب ذلك تطوراً في مستوى الخدمات التي يقدمها الصندوق؟

- المبنى الجديد مبنى كبير ولله الحمد، وانتقالنا إليه كان انتقالاً تدريجياً، وسيكون فيه -بإذن الله- وظائف جديدة، ومازلنا نعمل على تجهيزه وتطويره للارتقاء بمستوى الخدمة التي يقدمها الصندوق لخدمة المجتمع، سواء في إقامة الدورات التدريبية واللقاءات التوعوية، أم حتى في استقبال طلبة المدارس للتوعية الصحية، ونحن نعمل على ذلك لتجهيز المبني ليكون مبنى إدارياً من ناحية، ثم مبنى مهنياً خدمياً من ناحية أخرى ليناسب تلك التطلعات والرؤى المستقبلية للصندوق.

 

- ما الرؤية المستقبلية للصندوق بعد هذا التطور وأهم الأهداف التي تسعون لتحقيقها؟

- الهدف الأساس لنا الذي لم نتوقف عنه هو دعم المرضى في كل مكان، أما عن أهدافنا المرحلية؛ فنحن لنا تصور حالي في الاتفاق مع شركات عالمية لتوفير الأدوية باهظة التكاليف بأسعار مخفضة، ونحاول تعميم هذه الفكرة وهذه التجربة من خلال الاتفاق مع العديد من الشركات ليكون باستطاعتنا -بإذن الله- أن نغطي أكبر عدد من المرضى؛ لأننا في أحيان كثيرة نعتذر لعدد من المرضى لقلة الموجود.

- ما أبعاد الأزمة بينكم وبين وزارة الصحة التي على إثرها تم إنهاء وجود (الكافيتريات) التابعة للصندوق في المستشفيات؟

- الصندوق ليس لديه أزمة مع وزارة الصحة، على العكس العلاقة بيننا طيبة؛ فالوزارة احتضنت هذه (الكافيتريات) على مدى السنوات الماضية كلها، ولم نجد منهم إلا كل تعاون، ونحن كذلك كنا نرد التحية بمثلها، وساعدنا مستشفيات عدة بلوازم طبية وغير طبية؛ لأننا ندرك أن الدورة المستندية في الوزارة طويلة، وبعض الاحتياجات لا تستطيع الوزارة توفيرها في وقت سريع، ولكن الأمر عندنا مختلف والمرونة أكبر، فقمنا على سبيل المثال بإمداد بعض المستشفيات بأجهزة طبية، كذلك قمنا ببناء مستوصف كامل في منطقة القصر والجهراء، وقام الصندوق بجمع التبرعات له، وقام صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- بالتبرع بنصف تكلفة المشروع، والصندوق تكفل بالباقي، وهكذا.

     ثم إن هذه (الكافيتريات) أُنشئت لتكون مصدر دخل للصندوق للصرف منها على الخدمات المقدمة للمرضى سواء الخدمات المباشرة أم غير المباشرة، وعن إدارة تلك (الكافيتريات): فبعضها يدار بطريقة تشبه (الكافيتريات) العالمية، وأخرى فيها المنتجات الأقل سعرًا، والهدف من ذلك مراعاة مستوى الشرائح والمراجعين لتلك المستشفيات، وهذه (الكافيتريات) نستفيد من إيراداتها لخدمة المرضى، وأخشى إذا توقفت أن يؤثر ذلك على الخدمة المقدمة، وبالتالي الأمل الذي كنا نتكلم عنه قبل قليل هو توسيع دائرة المستفيدين من المرضى من خدمات الصندوق قد لا نستطيع تحقيقه، -وبفضل الله- نحن لا نقوم بعمل تجاري لنجني منه أرباحاً تدخل جيب أحد، ولكنه عمل خيري تدخل جميع أرباحه إلى هذا العمل المبارك، وبالتالي لا يوجد أحد يستفيد شخصيًا من هذا الموضوع.

- هل هناك بارقة أمل في وجود حل يبقي على هذه الخدمة؟

نحن نأمل أن يتم حل الأزمة، وأن نبقى في هذه المواقع، وأن تتفهم وزارة المالية وكذلك ديوان المحاسبة هذه القضية، وللعلم فإن الجمعية تدفع رسوماً باهظة التكاليف للإخوة الوافدين في المستشفيات، وبهذا نخفف العبء عن المستشفيات؛ لأنها هي التي كانت ستتحمل دفع هذه التكاليف، ومع ذلك فنحن مستعدون لدفع إيجار لتلك الأماكن لتبقى هذه الخدمة، وليبقى العائد الذي يستفيد منه العدد الكبير من المرضى والمراجعين.

- ما دور الصندوق وأهم الخدمات التي يقدمها داخل الكويت؟

- الصندوق أنشئ في الأساس لدعم المرضى ورعايتهم، ولكن أيضًا من أهدافه نشر الوعي  الصحي، وبالتالي نقوم بالعديد من الأنشطة لنشر هذا الوعي ونشر العادات الصحية والتوعية بخطورة العديد من الأمراض والتحذير من مخاطر صحية معينة وهذه كثيرة ولله الحمد، ونقوم بها في جميع مناطق الكويت.

- ماذا عن اللجان الخارجية للصندوق وأهم إنجازاتها؟

- نحن نعمل بطريقتين، إما من خلال مكاتبنا في الخارج ولدينا منهم مكتبان، أحدهما في السودان والآخر في اليمن، والطريق الثانية أننا نعمل من خلال جمعيات معتمدة من وزارة الخارجية الكويتية؛ حيث تشرف على علاقتنا بتلك الجمعيات وتراقبها ولا سيما في مسألة تحويل الأموال والتبرعات؛ حيث تتم جميعها عن طريق وزارة الخارجية.

ومكتبنا في السودان -ولله الحمد- يشرف على 6 مستشفيات و20 مستوصفاً، ويقوم بحملات طبية عدة في أماكن مختلفة لمكافحة الأوبئة وعلاج المرضى المعسرين.

وكذلك مكتبنا في اليمن وإن كان أحدث عهدًا من مكتب السودان؛ حيث أنشئ قبل نحو سنتين، ومع ذلك فهو يتوسع تدريجيًا، ولاسيما أن أزمة اليمن أزمة كبيرة جدًا، والمكتب في اليمن يقوم بتنفيذ خطتنا الصحية التي ننفذها نيابة عن الجمعية الكويتية للإغاثة التي هي مكلفة من قبل الدولة لتنفيذ الإغاثة التي أمر بها صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله.

 

- ماذا عن دور الصندوق في الأزمة السورية؟

- أقام الصندوق منظومة إسعاف متكاملة،  وكذلك عمل على إقامة مستشفيات داخل سوريا أو علاج المرضى في تركيا، وكذلك يقوم الصندوق بدعم المستوصفات والعيادات ودور الاستشفاء في تركيا التي تقوم بعلاج الجرحي السوريين.

كما أننا قمنا بإدخال محطة أوكسجين لتعبئة الأوكسجين للمستشفيات الميدانية التي في الداخل لتوفير الأوكسجين لهم، الذي أصبح بعد الحرب والتدمير عملة نادرة، كما قمنا بإنشاء أكثر من بنك دم في جنوب سوريا وشمالها لتوفير أكياس الدم للمرضى، وأرسلنا كميات كبيرة من الأدوية لتوزع على المستشفيات بنظام عام داخل سوريا.

- ما طبيعة العلاقة بين الصندوق والمؤسسات الخيرية الأخرى سواء داخل الكويت أم خارجها؟

- العلاقة بين الصندوق وجميع المؤسسات الخيرية علاقة طيبة للغاية، كما أن بيننا وبين العديد منها شراكات وتعاونا مشتركاً، فعلى سبيل المثال بيننا وبين الهلال الأحمر الكويتي مشاريع عدة مشتركة، كذلك بيننا وبين جمعية إحياء التراث الإسلامي مشاريع عدة، وطبعًا فإن مشاريعنا كلها في القطاع الصحي، ومن تلك المشاريع مستشفى في (كمبوديا) ساهمنا في تجهيزها. كما أن الصندوق عضو في الجمعية الكويتية للإغاثة؛ لذلك فهو عضو في منظومة الإغاثة الكويتية الخيرية، ونحن نفخر أننا الذراع الصحي للجمعية الكويتية للإغاثة، وننفذ الإغاثات الطبية.

- مادور لجنة للتوعية والإرشاد وأهم الانجازات التي حققتها؟

- نعم مازالت قائمة بفضل الله، وهي من اللجان المهمة جدًا؛ لأن كثيراً من المرضى في المستشفيات غير ملم بالأحكام الشرعية للمريض، مثل كيفية الصلاة والوضوء وغيرها من الأمور الفقهية الكثيرة، وهؤلاء الإخوة موجودون للإجابة عن هذه التساؤلات، كما أنهم يقومون بنوع من الرعاية النفسية ورفع الروح المعنوية للمرضى، وحثهم على الصبر وتقبل المرض، وأن الابتلاء يؤجر عليه إذا احتسبه عند الله.

- ما أهم التحديات التي تواجهكم في عملكم الإغاثي والخيري؟

- أول هذه التحديات مسألة (الكافيتريات) ونأمل من الله -تعالى- أن تنتهي على خير.  كذلك من أهم التحديات أن نستطيع الإبداع في الخدمات الصحية التي نقدمها، وأن نصل بتلك الخدمات إلى المرضى أينما كانوا، سواء داخل الكويت أم خارجها.

- ما استعداداتكم لشهر رمضان القادم إن شاء الله ؟

- لدينا عدد من المشاريع الجديدة التي سنطرحها على المتبرعين، ولاسيما في اليمن، ونأمل -إن شاء الله- أن يتم التجاوب معها، وهذا ما عهدناه من أهل الكويت في البذل والعطاء.

- أخيرًا ماذا تقول لأهل الكويت ولاسيما الداعمين منهم للصندوق؟

- بداية أهل الكويت أهل جود وإحسان، جبلوا عليه منذ عهود قديمة، وهذه شيمتهم، وهذا سمتهم، وتلك أخلاقهم؛ فالعمل الخيري ليس جديدًا عليهم، وإنما هو من ثوابتهم ومبادئهم، وأحب بهذه المناسبة أن أشكر المؤسسات والأشخاص الذين دعمونا ووقفوا معنا، سواء الذي تبرع منهم بدينار، أم الذي تبرع بمليون دينار، جميعهم جزاهم الله عن المرضى خيرًا، وأجرهم محفوظ عند الله -سبحانه وتعالى- ونسأل الله أن يعظم لهم الأجر، وأن يتقبل منهم، ونسأل الله أن يشارك معنا المزيد من المتبرعين والمحسنين.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك