رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 21 فبراير، 2023 0 تعليق

رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للإغاثة – الصالح: سارعنا بالتفاعل مع الأزمة من بدايتها وذلك بالتنسي

 

 

الجمعية الكويتية للإغاثة مؤسسة خيرية، تعمل منذ 11 عامًا على إغاثة المناطق المتضررة من النزاعات أو الكوارث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعديد من دول العالم

 

 

قبل أزمة الزلزال في تركيا وسوريا تعاملنا مع الفيضانات المدمرة في كل من: باكستان، وأفغانستان، وبنجلاديش وقد زار فريق من الجمعية المناطق المتضررة هناك

 

شعرت بالمسؤولية، وعدت فورا إلى الكويت، والتقينا مع نائب وزير الخارجية الكويتي لدراسة الترتيبات اللازمة لمواجهة هذه الكارثة

 

أرسلنا ثماني شاحنات توجهت إلى تركيا، وفي كل يوم ترسل طائرتان عسكريتان بالاحتياجات المطلوبة

 

التحدي الكبير الذي واجهنا في زلزال سوريا وتركيا هو حجم الكارثة الكبير، ونحن نريد أن نغطي كل شيء

نتقدم بالشكر للحكومة على ما قدمته من تسهيلات ومساعدات في هذه الكارثة، وعلى ما قدمته للمؤسسات الخيرية من تسهيلات للقيام بدورهم في مساعدة المنكوبين

 

الهولي: الجمعية لديها وحدة للمتطوعين ولاسيما مع طلبة الطب بجامعة الكويت، وقد رتبنا لهم زيارات في بعض الدول مثل دولة تشاد وغيرها من الدول.

 

لدينا فريق إعلامي مهمته تحديد بداية الحملة الإعلامية وجمع التبرعات، مع تصميم الشعار وموعد بدء الحملة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الخارجية

 

الجمعية الكويتية للإغاثة مؤسسة خيرية، تعمل منذ 11 عامًا على إغاثة المناطق المتضررة من النزاعات أو الكوارث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعديد من دول العالم، وتضم أكثر من 30 منظمة وجمعية خيرية كويتية أهلية وحكومية، وتسعى الجمعية إلى تخفيف آلام المتضررين من الكوارث، وتنسيق الجهود مع الوزارات والسفارات والهيئات والجمعيات واللجان الكويتية في مجال العمل الإغاثي الخيري، وقد كان للجمعية موقف مشرف ومؤثر في أزمة زلزال تركيا وسوريا الأخيرة؛ لذلك حرصت مجلة الفرقان على زيارة الجمعية والالتقاء بالمسؤولين فيها؛ للتعرف على جهودهم في هذه الأزمة، وقد التقينا رئيس مجلس إدارة الجمعية د. إبراهيم أحمد الصالح، ومدير عام الجمعية عبدالعزيز أحمد العبيد، ورئيس الفرق التطوعية محمد جاسم الهولي.

- ما أهم الأحداث التي تفاعلت معها الجمعية قبل أزمة زلزال تركيا وسوريا؟

- قبل أزمة الزلزال في تركيا وسوريا تعاملنا مع الفيضانات المدمرة في كل من: باكستان، وأفغانستان، وبنجلاديش، والحمد لله عقدت اجتماعات عدة مع الجمعيات الخيرية الكويتية، وهي أكثر من 27 جمعية فضلا عن الدعم الحكومي، وقد زار فريق من الجمعية المناطق المتضررة هناك.

- ما آليات تعامل الجمعية في حال الأزمات عموما؟

- في بداية الأزمة نُجري فورًا بإجراء الاتصالات الرسمية، سواء الحكومية ممثلة في وزارة الخارجية ووزارة الشؤون الاجتماعية، أم الأهلية ممثلة في الجمعيات الخيرية الكويتية، وننسق هذه الجهود جميعها ونعمل معا فريقا واحدا في مواجهة هذه الأزمات، وكذلك وزارة الدفاع والطيران إذا كانت هناك حاجة لمؤونات كبيرة ومساعدات عينية فيُستعان بهم لنقل هذه المساعدات والشحنات، وفيما يخص المساعدات المالية ننسق هذه المساعدات من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية ونستخرج التصاريح اللازمة لذلك.

ثم أضاف المدير العام العبيد: بدايةً يُقيَّم حجم الكارثة، وهل تستدعي تدخلا عاجلا أو لا؟ وهل نحتاج لاجتماع طارئ أم لا؟ كما أننا نحاول الحصول على مصادر معلومات عن الكارثة، سواء من المنظمات الدولية أم بالاتصال بالدول المتضررة، وكذلك نتواصل مع حكومة الكويت؛ للاطلاع على أي تقارير وصلت من السفارات والبعثات الدبلوماسية.

- ما طبيعة الإجراءات التي تتخذونها مع وزارة الشؤون والخارجية؟ وما دورهم في إدارة الأزمة؟

- يتمثل دور وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الخارجية بمنحنا الإذن الفوري لاتخاذ الإجراءات اللازمة، سواء حملات تطوعية، أم حملات تبرعات، أم غيرها، فنحن نبدأ بالاتصال هاتفيًا ثم تكون المراسلات الرسمية بيننا، ثم نعمل الروابط الإلكترونية للتبرعات ودعوة الناس للتبرع، من خلال حملة إعلامية تتم في الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل كافة، ونحن لدينا فريق إعلامي مهمته تحديد بداية الحملة الإعلامية وجمع التبرعات، مع تصميم الشعار وموعد بدء الحملة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الخارجية.

- ماذا عن فِرَق التطوع؟

- الهولي: الجمعية لديها وحدة للمتطوعين ولاسيما مع طلبة الطب بجامعة الكويت، وقد رتبنا لهم زيارات في بعض الدول مثل دولة تشاد؛ حيث أعطواْ التطعيمات للأطفال وكذلك في دولة بنجلاديش، وفي جمهورية ألبانيا؛ حيث أجرينا فحوصات لكبار السن، واشترينا الأجهزة اللازمة لمرضى السكر وغيرهم لغير المقتدر ين منهم، وكذلك ذهبنا إلى ماليزيا، وشارك الفريق في بعض العمليات المهمة في المستشفيات، وكانت ردود الفعل إيجابية في هذه الدول بالنسبة لهذا الفريق التطوعي.

- ما التحديات والعقبات التي تواجهكم في تنفيذ هذه المشاريع، ولاسيما أن الجانب الإغاثي يكون مفاجئا وسريعا؟

- التحدي الكبير الذي واجهنا في زلزال سوريا وتركيا هو حجم الكارثة الكبير، ونحن نريد أن نغطي كل شيء، إلا أنه مهما كنا، فلن نستطيع أن نحقق المطلوب بالنسبة لهم، لكن وبدعم وزارة الشؤون الاجتماعية، استطعنا أن نصل بتبرعاتنا في الحملة التي أطلقناها إلى (ستين مليون دولار وأكثر)، بخلاف المبالغ التي جمعتها الجمعيات الخيرية بجمعها من المتبرعين، فالحمد لله فقد تبرعنا بما نستطيع للتخفيف عن إخواننا في مثل هذه الأزمات والكوارث، وأحسوا أن شعار الحملة (الكويت بجانبكم) يتحقق على أرض الواقع بمعانيه وصوره.

- بصفتك الشخصية ما رد فعلكم عندما سمعت عن زلزال سوريا وتركيا؟

- عندما حدث الزلزال كنت في اسطنبول، ولقد رأيت من تفاعل الأتراك مع الحدث ما جعلني أتفاعل معهم بمشاعري كلها، كأني فرد منهم، وكان الشعور بالخوف الشديد؛ نظرًا لقوة الزلزال، وما بثه الإعلام التركي من تغطية دقيقة وشاملة للكارثة، جعل الجميع يستشعر حجم الكارثة ويتفاعل معها، فأجريت مباشرة اتصالا بأعضاء مجلس إدارة الجمعية، ورتبنا الخطوات اللازمة كافة للتفاعل مع الأزمة.

- هل شعرت بالمسؤولية كونك رئيس مجلس الإدارة، وأيضًا لوجودك هناك في اسطنبول؟

- نعم، شعرت بالمسؤولية جدا من أول لحظة، وتابعنا العمل مباشرة من اسطنبول مع الإخوة في مجلس الإدارة، والتقينا مع نائب وزير الخارجية الكويتي لدراسة الترتيبات اللازمة لمواجهة هذه الكارثة، وفي اليوم نفسه جاءتنا معالي وزيرة الشؤون الاجتماعية، وشكرتنا على موقفنا من الحدث.

 

- ماذا كانت ردة فعل الجمعية بعد سماع خبر زلزال تركيا وسوريا؟

- عندما حدث الزلزال جاءني الخبر فظننته زلزالا معتادا، ولكن مع متابعتي الدقيقة للأخبار علمت أنه زلزال كبير جدًا فوق ما كنا نتصور، فأجريت بعض الاتصالات الخاصة مع الإخوة الزملاء في تركيا في الجمعيات التي نتعامل معها، وأغلبهم لم يرد علي لعظم المصيبة، ثم تواصلت مع الأخ رئيس لجنة الإغاثة جمال النوري، فأخبرني أنه سوف يُعقد اجتماع غدًا صباحًا، فأكدت عليه ضرورة انعقاده في اليوم نفسه، وبالفعل اجتمعنا بالجمعية في الساعة الواحدة ظهرا، واتفقنا على مبادرتين للعمل:

- الأولى سريعة، وهي مبادرة ثلاثين جمعية بالتعهد بدفع مبالغ دفعة أولى لحين صدور موافقات الجهات الرسمية لحملة التبرعات.

- المبادرة الثانية: وهي إطلاق حملة جمع التبرعات؛ حيث تبناها فريق طوارئ، كما بدأ الفريق الإعلامي بتجميع المعلومات الإعلامية المناسبة للتسويق، وصمم الفريق الفني والتقني الروابط، ونسق فريق التواصل مع وزارة الخارجية ووزارة الشؤون الاجتماعية، فالحمد لله كان الكل متعاونا، سواء من وزارات الدولة أم من الجمعيات الخيرية.

- ما الذي تم بعد الاجتماع؟

- بعد الاجتماع حدث تفاعل قوي من جميع الجهات الخيرية، كما تفاعل المتبرعون، وكانت النتيجة أن استقبلت الجمعية أول إغاثة خلال ساعات قليلة، وقد بلغت قيمتها قرابة الستمائة ألف دولار، وهذا شيء ليس بغريب على الكويت؛ فقد ضربت أروع الأمثلة في القيام بمثل هذه الحملات والوقوف مع المنكوبين في كل مكان

- ما الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها الجمعية بعد الأزمة مباشرة؟

- في أول الأيام كان جسر طيران المساعدات متواصلا، وقد أرسلنا ثماني شاحنات توجهت إلى تركيا، وفي كل يوم ترسل طائرتان عسكريتان بالاحتياجات المطلوبة، وقد أخذنا تقدير الاحتياجات من مركز الأزمات والكوارث في تركيا، كما أنهم يمدوننا يوميا بأحدث الاحتياجات اليومية من المساعدات، والشحنات الأولى رُكِّزَ فيها على الأكل السريع من معلبات وأجبان وحليب، وكل المأكولات الجاهزة لا يحتاج إلى تحضير، ثم بعد تحقيق الاكتفاء من الغذاء أرسلنا المدفآت ومولدات الكهرباء، والمعدات الطبية والأدوية، كما أرسلنا خياما وحليب أطفال، وكنا أول دولة ترسل طائرة مليئة بالمساعدات الإغاثية، من: بطانيات وغيرها، وكانت الكمية التي وصلتنا من المتبرعين أكثر من الكمية التي اشتريناها بعشر مرات، فكان المتبرعون يشترون البطانيات ويرسلونها إلى الجمعية.

- في النهاية ما تقييمكم لتفاعل الجمعيات والمتبرعين مع زلزال تركيا وسوريا؟

- أولا نتقدم بالشكر للحكومة على ما قدمته من تسهيلات ومساعدات في هذه الكارثة، وعلى ما قدمته للمؤسسات الخيرية من تسهيلات للقيام بدورهم في مساعدة المنكوبين في هذه الكارثة، وهذا ليس بغريب على الحكومة الكويتية التي عهدنا منها هذه الوقفة الإيجابية، كما نشكر المتبرعين وأهل الخير الذين أسهموا إسهاما فاعلا وسريعا وتعاطفوا مع إخوانهم في هذه الظروف الحر جة، كما نشكر للجمعيات الخيرية دورها البارز والمتميز في هذه الأزمة؛ فالحملة الموحدة التي قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية كانت مبهرة وفاقت التوقعات جميعها.

 

- هل ترى أن التنسيق مهم بين الجمعيات الخيرية؟

- لا شك أن التنسيق بين الجمعيات الخيرية مهم جدا، ولقد حرصت الجمعية الكويتية للإغاثة على تحقيق هذا التنسيق وتفعيله، حتى إذا ما حدثت أزمة يتم التواصل مباشرة مع هذه الجمعيات، وفي الغالب يكون هناك توافق بيننا وبينهم على رؤية واحدة، والجمعيات الخيرية الكويتية لها خبرة طويلة في العمل الخيري والإغاثي، ولها تواصل مع جمعيات مماثلة بالخارج، وتحظى بثقة الجمعيات الخيرية، ومن ثم أصبح العمل الإغاثي الكويتي عملا منظما يحظى بثقة المتبرعين والدول التي تحدث فيها مثل هذه الكوارث والأزمات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك