رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 21 ديسمبر، 2015 0 تعليق

رئيس الوزراء الكندي يستقبل أول دفعة للاجئين السوريين- جئنا لنظهر للعالم كيف أننا نفتح قلوبنا ونرحب بأناس يفرون من أوضاع صعبة للغاية

في الوقت الذي أثارت فيه تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكي (دونالد ترامب) حفيظة المسلمين في شتى أنحاء المعمورة، وواجه ترامب انتقادات شديدة في أمريكا وخارجها، ضرب (جاستن ترود) رئيس الوزراء الكندي مثالاً رائعًا في التعامل الإنساني مع مسألة اللاجئين السوريين؛ حيث كان على رأس المستقبلين لأول مجموعة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى كندا منتصف الشهر الجاري.

     وقد وصلت مجموعة مكونة من 163 لاجئًا على متن طائرة عسكرية في إطار الجسر الجوي العسكري الرامي إلى نقل عشرة آلاف لاجئ سوري، وحطت الطائرة في وقت متأخر في مطار (تورونتو) مدشنة بذلك عملية لنقل آلاف من السوريين إلى كندا، كانت الحكومة قد وعدت باستقبالهم وإعادة توطينهم قبل نهاية العام الجاري.

مصدر قوة

     وعقب وصول الطائرة القادمة من العاصمة اللبنانية بيروت، قال (ترودو): إن كندا تعد استقبال هؤلاء اللاجئين و«منحهم مستقبلا أفضل لهم ولأبنائهم برحابة صدر» يشكل مصدر قوة للبلاد، وقال ترودو للعاملين بالمطار والمتطوعين الذين وقفوا معه في استقبال اللاجئين القادمين: هذه ليلة رائعة؛ حيث جئنا ليس فقط لنري مجموعة من الكنديين الجدد كل شيء عن كندا، بل أيضًا لنظهر للعالم كيف أننا نفتح قلوبنا، ونرحب بأناس يفرون من أوضاع صعبة للغاية، وقال ترودو: إنه سيجري إعادة توطين 10 آلاف شخص في نهاية العام و15 ألفا آخرين في نهاية فبراير من العام 2016.

حفاوة الاستقبال

     وأطلق رئيس بلدية (تورونتو) تغريدة ترحيب باللاجئين القادمين وصدرت (تورونتو ستار) أكبر صحيفة في كندا وعلى صفحتها الأولى عنوان رئيس باللغتين الإنجليزية والعربية «مرحبا بكم في كندا». وعلى مقربة حمل (شاي ريف) (20 عاما) لافتة كتب عليها باللغة العربية «مرحبا بكم في كندا.. أنا هنا لإظهار التضامن والدعم للشعب السوري الذي يتعرض لإبادة في سوريا».

شتان بين هذا وذاك

     ويتناقض الترحيب الذي لقيه السوريون عند وصولهم إلى كندا مع الاستقبال الذي يلقاه أقرانهم في الولايات المتحدة؛ حيث أثار الخوف من اللاجئين السوريين في أعقاب هجمات باريس الدموية في 13 نوفمبر معارضة للسماح بدخولهم، وقال حكام بعض الولايات الأمريكية: إن ولاياتهم لن تقبل لاجئين سوريين، فضلا عن التصريحات العنصرية لمرشح الرئاسة الأمريكي (دونالد ترامب) الذي دعا إلى وقف «كامل وكلي» لدخول المسلمين الولايات المتحدة، قائلا: ليس لدينا أي خيار آخر، وقال أيضًا: إن استطلاعاً للرأي أظهر أن المسلمين يكرهون الأمريكيين، وهو ما يشكل خطرًا على البلاد، وأضاف أن «الحدود ينبغي أن تظل مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح لأسباب تلك الكراهية.

من هو (جاستن ترودو)؟

     (جاستن ترودو) هو الابن الأكبر لرئيس الحكومة الكندية الأسبق (بيير اليوت ترودو)، وقد بدأ (ترودو) نشاطه السياسي الحقيقي عقب وفاة والده، فقد فاز بترشيح الحزب الليبرالي في دائرة (بابينو) عام 2007، وأصبح نائبا في البرلمان في عام 2008، وحتى في تلك المراحل المبكرة، رأى فيه كثيرون زعيما مستقبليا للحزب، وقد أعيد انتخابه نائبا عام 2011، وبعد اعتذاره مرات عديدة عن الترشح لزعامة الحزب الليبرالي أعلن عام 2012 نيته الترشح، وخلال الحملة الانتخابية، اتهمه خصومه بالافتقار للخبرة والمواقف السياسية الواضحة - وهي التهم نفسها التي وجهت إليه في الحملة الانتخابية الأخيرة - ولكنه فاز فوزًا ساحقًا بزعامة الحزب الليبرالي عام 2013.

     ومما تميز به تعهده بعدم الخوض في السياسات المجتمعية التي اتبعها سلفه المحافظ (ستيفن هاربر)، كحظر ارتداء النقاب الإسلامي؛ حيث قال في إحدى تصريحاته: «إن ارتداء النقاب لأغراض دينية حق أساسي للكنديات»، وحصل على أغلبية مفاجئة في الانتخابات ليصبح رئيسًا لوزراء كندا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك