رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 24 فبراير، 2014 0 تعليق

رئيس المجلس الإسلامي في البرتغال د. عمران حنيف للفرقان: نقطة ضعف المسلمين هي انقسام أهل السنة، وهذا يعيق هدفنا في نشر الإسلام



المشلكة الرئيسة هي قلة عدد الدعاة الذين يتحدثون البرتغالية، وكذلك عدم وجود علاقات مع علماء العالم الإسلامي

 

افتتح المسلمون البرتغال على يد القائد المسلم موسى بن نصير، ثم أكمل ابنه عبد العزيز الفتح من بعده، وتوالت فتوحات المسلمين للبرتغال الحالية، وفي نهاية القرن الهجري الأول كانت البرتغال بأكملها تقريبًا خاضعة لحكم المسلمين، وهم الذين أطلقوا عليها اسم (برتغال)، واستمر وجود المسلمين في البرتغال مئات السنين ثم اضطروا للخروج منها بعد ما خسروا آخر معاركهم مع النصارى؛ حيث كان سقوط مدينة (شلب) التي تُعَدّ مركز الجنوب في البرتغال وهي آخر حصون المسلمين هناك، ، وقد بدأ المسلمون في العودة من جديد خلال القرن الماضي على شكل هجرات من بلاد مختلفة، وهكذا عاد المسلمون إلى هذه البلاد حاملين معهم عقيدتهم ودينهم الذي بدؤوا بنشره بين سكان تلك البلاد، ولكن ببطء وحذر شديد، فالذين اعتنقوا الإسلام منهم ما زالوا قلة ولكنهم يمثلون اللبنة الأولى في صرح الإسلام المتجدد هناك، وقد التقت الفرقان الدكتور عمران حنيف رئيس المجلس الإسلامي في البرتغال على هامش زيارته إلى الكويت للتعرف إلى واقع المسلمين في البرتغال.

-  وكان سؤالي الأول له عن واقع المسلمين في البرتغال وموقعهم في خريطة المجتمع البرتغالي.

     فقال مشكورًا: يوجد حوالي 50 ألف مسلم في البرتغال من إجمالي تعداد السكان الذي يبلغ حوالي 11 مليون نسمة، وأغلب المسلمين أتواْ من جيون بيساو، ثم من الهند وموزمبيق وباكستان وبنجلاديش حديثاً، وغالبية المسلمين يتواجدون بمنطقة ليسبون والضواحي، ويقع التجمع الرئيسي الثاني للمسلمين في (أوبورتو) في شمال البرتغال والتجمع الثالث في (ألجراف) في الجنوب.

     والدعوة لدين الإسلام في البرتغال مفتوحة إلى حد ما، ولكن ليس لدينا أعداد كثيرة من الناس يتحولون للإسلام؛ بسبب نقص الكتب في اللغة البرتغالية وكذلك نقص عدد الدعاة، كما هو الحال في البرازيل على سبيل المثال، وحتى الآن تحترم الحكومة وتقدر جميع الملل والطوائف، كما يُحترم الدين الإسلامي، وهناك حرية تامة في البرتغال للمسلمين ولا توجد أي مشكلات مع الحكومة، فلدينا الحرية في إنشاء المصليات وممارسة شعائر الإسلام كلها، والحكومة تحترم المسلمين، ونحن نمشي في البرتغال كأننا في بلد مسلم لنا جميع الحقوق، والمسلمون في البرتغال أكثرهم أهل سنة وجماعة وليست لديهم انتماءات سياسية معينة.

-  ما أهم المشكلات والتحديات التي تواجه المسلمين في البرتغال؟ وما أهم متطلباتهم؟

-  المشكلة الرئيسة قلة عدد الدعاة الذين يتحدثون البرتغالية، وكذلك عدم وجود علاقات بين علماء العالم الإسلامي وعلماء البرتغال، لذا لابد أن تولي المؤسسات الخيرية والدعوية في الدول الإسلامية الاهتمام بالمسلمين في البرتغال، وأن تقدم لهم الدعم الكافي، كما يحصل في إسبانيا على سبيل المثال.

ويقوم المسلمون باستئجار المحلات أو الجراجات لعمل غرف للصلاة، مع العلم أن كل شيء يتم بمساعدة الجالية المسلمة في البرتغال، ولم نحصل على أي دعم من الدول الإسلامية ولا حتى من المؤسسات الإسلامية الخيرية في العالم الإسلامي إلى الحين.

     وأهم متطلبات الجالية المسلمة في البرتغال إزالة الخلافات بين أفراد الجالية، وتدقيق الترجمة الحالية لمعاني القرآن الكريم باللغة البرتغالية، وأيضا الحاجة لدعم التعليم الإسلامي والمركز الإسلامي في لشبونة، وإشراك الشباب في النشاط الإسلامي، وكذلك تنشيط العنصر النسائي الإسلامي في الدعوة.

-  ما أهم المؤسسات العاملة في الدعوة في البرتغال، ومامدى تأثيرها في المجتمع البرتغالي؟

-  المنظمات الرئيسة هي: المجلس الإسلامي في البرتغال الذي أتولى رئاسته، والمجتمع الإسلامي بلشبونة، والمجتمع الإسلامي في أبورتو، والمجتمع الإسلامي في بالميلا، وهدف كل واحد منها هو نشر دين الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

-  ما حجم التعاون بين تلك المؤسسات؟ وهل هناك اتحاد عام يجمع تلك المؤسسات لتوحيد الجهود واستغلال الطاقات؟

-  تكمن المشكلة في أن كل واحد من هذه المؤسسات مشغول في أهدافه ومشكلاته الخاصة؛ لأنه كما تعلمون أن المسلمين ليسوا متحدين، ويسعى كل منهم للوصول لمكانة يرتفع معها اسمه في المنطقة التي يعمل بها.

-  ما أهم المشكلات التي تواجه المسلمين عموما في أوروبا؟ وما هي الإمكانات المتاحة لنشر الإسلام بطريقة أكبر في تلك القارة؟

-  ينتشر المسلمون في أوروبا على نطاق واسع، ولكن كما قلت سابقاً: فإن نقص الموارد في البرتغال هو المشكلة الرئيسية، وكما تعلمون فإن وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي بيروقراطية وقليل منهم الذي أعطى البرتغال الاهتمام الكافي، ونحن نأمل أن يتم تدارك هذا الأمر في المستقبل للحاجة الشديدة للمسلمين في البرتغال لهذا الدعم.

-  كان من ضمن المشكلات المطروحة واقع الكتاب الإسلامي المترجم في البرتغال، وأن هناك صعوبات بالغة في توفير مثل هذه الكتب، فما حقيقة هذا الأمر؟ وما واقع الكتب التي تعرف البرتغاليين بالإسلام؟

-  أنت على حق ، فكما قلت فإنه يوجد عدد قليل جداً من الكتب بالبرتغالية وهذا يصعب الأمور على كل متحدثي البرتغالية وقارئيها.

-  ما أهم نقاط الضعف عند المسلمين في أوروبا التي يمكن أن تؤثر على انتشار الإسلام أو تعوق مسيرته؟

-  نقطة ضعف المسلمين في كل بقاع الأرض - وليس فقط في أوروبا - هي انقسام أهل السنة، وهذا يعيق هدفنا في مساعدة غير المسلمين في التعرف إلى ديننا، هذا رأيي ، وعلينا أن نعترف بهذا.

-  هل تأثرتم بالأزمات التي مرت بها بلداننا العربية مؤخرًا فيما سمي بثورات الربيع العربي؟

-  ما يحدث في البلاد العربية لم يكن له تأثير علينا في البرتغال؛ لأننا لسنا متعصبين لتيار معين، ونرى ما يحدث عن طريق وسائل الاتصال ولا ننحاز لجهة معينة.

-  كيف ترى واقع المرأة المسلمة في أوربا عموما وفي البرتغال خصوصا؟ وهل يمكن أن توازن المرأة بين واقع تلك المجتمعات من ناحية وقدرتها على الحفاظ على قيمها وثوابت دينها من ناحية أخرى؟

-  الإسلام يحترم المرأة ويقدرها تقديرا كبيرا، ولهذا فإن بعض القوانين في بعض الدول ساعدت بطريقة ما على تسليط الضوء على ديننا؛ لأننا دائماً متواجدون في الساحة، وبالرغم من كون الوضع سيئاً في فرنسا بسبب منع النقاب هناك، إلا أننا في البرتغال لم نواجه أي مشكلات بهذا الخصوص حتى الآن، ويوجد لدينا جمعية النساء المسلمات التي تأسست في سنة 1987 لتشجيع العمل الإسلامي في البرتغال وتكوين مراكز الدعوة الإسلامية والعمل على تنمية العلاقات بين النساء المسلمات في البرتغال.

-  بعد زيارتكم للكويت ما أهم المساعدات التي يمكن أن تقدمها البلدان والحكومات الإسلامية لكم حتى تستطيعوا أن تقوموا برسالتكم على أكمل وجه ممكن؟

-  بعد زيارتي للكويت، أتوقع من المؤسسات الخيرية وعلى رأسها جمعية إحياء التراث الإسلامي وكل من وزارة الأوقاف وبيت الزكاة أن يساعدونا في تأمين مستقبل جيد للمسلمين في ظل دين الإسلام، أعتقد أن المؤسسات الكويتية ليست كباقي المؤسسات الخيرية في البلدان الأخرى، وكذلك وزارات الأوقاف بالسعودية والإمارات وقطر التي لا تقدم لنا أي مساعدة على الإطلاق، والمساعدات التي يقدمونها لنا فقط هي (التمر) في شهر رمضان المبارك.

     أقول لك هذا الكلام بصراحة شديدة، فالمسلمون في حاجة للعون، وقد كنا دولة مسلمة في عصر طارق بن زياد (رضي الله عنه)، ونحن نأمل أن نتمكن من فعل شيء لبناء ما نريد بناءه من المشاريع الإسلامية، وهو المركز الإسلامي مع مدرسة في لشبونة والذي يساعد أبناء المسلمين على التعرف إلى دينهم وتخريج حفظة القرآن أيضاً، إنه من الضروري أن يكون لدينا مركزاً إسلامياً لأننا نريد أن يتعرف غير المسلمين على ديننا، ولكنه يتعذر هذه الأيام لأنه كما تعلمون فإن الأوربيين لا يدخلون إلى أي مكان، ونحتاج إلى عمل مكان جميل لائق للتعريف بديننا.

-  كيف وجدتم مستوى تعاون المؤسسات الرسمية والخيرية معكم هنا في الكويت؟

-  تم استقبالي استقبالا جيدا جداً وحاولت عرض احتياجاتنا في البرتغال، وتقوم وزارة الأوقاف الكويتية حاليًا بالبحث في كيفية تقديم العون لنا من أجل بناء المركز الإسلامي، وأرجو أن نتمكن من ذلك قريباً، وقد استمعت باقي الجمعيات الخيرية لاحتياجاتنا ووعدونا بالمساعدة، ولكن حتى الآن لم تحرك هذه النوايا ساكناً، نسأل الله التيسير.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك