رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالباقي خليفة 10 يونيو، 2010 0 تعليق

رئيس اللجنة الإسلامية لحماية القدس والمقدسات: تهويد فلسطين يتم يوميًا الشيخ تيسير التميمي لـ (الفرقان): القمة العربية وعدت بـ 500 مليون دولار ولم نر شيئا

 وصف قاضي قضاة فلسطين، ورئيس اللجنة الإسلامية لحماية القدس والمقدسات، الوضع الحالي في أرض الوقف الإسلامي، فلسطين السليبة، بأنه يرثى له؛ حيث تعمل سلطات الكيان الصهيوني، على تغيير الواقع، في ظل مفاوضات عبثية لا طائل من ورائها، وهناك دول عربية تخلت عمليا عن نصرة القضية الفلسطينية، ودعم الفلسطينيين في الداخل والخارج بكل ما يحتاجونه من أجل تحرير أرضهم. وأكد على أن الصهاينة يراهنون على انهيار المسجد الأقصى ذاتيا من خلال الأنفاق التي لا يزالون يقيمونها تحت المسجد الأقصى، ولا يزالون يحاصرون المدينة المقدسة بالكنس، ويطردون الفلسطينيين، ويستولون على المزيد من الأراضي، ويسحبون هويات آلاف المقدسيين، ويمعنون في طرد الرموز الفلسطينية من القدس، بينما لا نشاهد أي ردود أفعال عربية ترقى لمستوى التحديات التي يواجهها القدس ومستقبل فلسطين والشعب الفلسطيني.

وأوضح قاضي قضاة فلسطين الذي يقوم بجولة عالمية للتعريف بقضية القدس والقضية الفلسطينية ولا سيما في أوساط المسلمين، والأطراف الدينية الأخرى لـ (الفرقان) أن الفلسطينيين لا يمكنهم أن يحرروا بلدهم بمفردهم، كما أن القضية الفلسطينية لا تقف عند الفلسطينيين، وإنما هي قضية المسلمين عربا وغيرهم، كما هي قضية الإنسانية جمعاء والراغبين في التعايش والحوار وتبادل المنافع بين بني البشر.

-  ماذا تقولون للأمة الإسلامية حول أوضاع البقاع المقدسة والمسلمين في أكناف بيت المقدس؟

- أوضاع القدس كارثية، لأن الكيان الصهيوني يقوم بعمليات تطهير عرقي على نظاق واسع: يهدم البيوت، ويصادر الأراضي، ويقيم المستوطنات، كما عزل القدس عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل العنصري، ويخطط الآن لهدم المسجد الأقصى؛ وذلك لإقامة الهيكل الثالث بزعمهم، في مكان المسجد الأقصى. ويعمل الكيان الصهيوني على طمس هوية القدس الإسلامية، فكل مَعْلَم غير يهودي يسعى الكيان الصهيوني لتدميره في المدينة المقدسة، وتحويل المدينة إلى مدينة يهودية، ويقيم مجموعة من الكنس حول المسجد الأقصى، ويخطط ليأتي بعشرة ملايين سائح في السنة بعد تحويل القدس إلى مدينة يهودية، وتزوير، التاريخ بجعل المدينة المقدسة لليهود فقط بزعم أنها مهد الحضارة اليهودية.

هدم بيوت المقدسيين

- ماذا عن هدم بيوت المقدسيين، وطردهم منها وهو ما أشرتم إليه فضيلتكم في إجابتكم عن السؤال السابق، نريد المزيد من المعلومات حول هذه الجريمة؟

-  نعم، الآن يهدمون البيوت في القدس، ويضيقون على المقدسيين في أرزاقهم، وهناك قرار لحكومة (نتنياهو) بطرد أكثر من 70 ألف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس، إلى الأردن وإلى قطاع غزة، فضلاً عن عزل أكثر من 160 ألف مقدسي خلف جدار الفصل العنصري الذي أقيم حول المدينة المقدسة.

- ما الجديد الذي طرأ على جريمة الحفريات، التي يقوم بها الكيان الصهيوني؟

-  الحفريات تحت المسجد الأقصى وصلت إلى مرحلة خطيرة جدا، فهناك انهيارات في ساحة المسجد الأقصى المبارك، وهناك تصدعات وتشققات في أسواره وأعمدته بقصد هدمه، والكيان الصهيوني يراهن على هزة أرضية أو زلزال ليسقط المسجد الأقصى المبارك؛ الأمر خطير للغاية فالكيان الصهيوني يعمل لهدم المسجد الأقصى المبارك لبناء ما يزعمون أنه الهيكل، ويستمر الكيان الصهيوني في منع المصلين الشباب من دخول المسجد الأقصى منذ عدة سنوات، والمقدسيون يجدون الذهاب إلى مكة المكرمة أيسر وأسهل عليهم من دخول المسجد الأقصى المبارك.

السياسة الصهيونية

-  لو تحدثوننا عن السياسة الصهيونية المتمثلة في إبعاد الرموز الفلسطينية من القدس، وما أهدافها، وإن كان ذلك لا يخفى على أحد، ولكننا نريد أن نسمع من أهل الذكر الذين يواجهون هذا الصلف الصهيوني؟

- هذه السياسة لا تقل خطرا عن بقية الممارسات والإجراءات الصهيونية، فمثلا أنا ممنوع من دخول المسجد الأقصى بقرار صهيوني منذ نوفمبر 2007 م وحتى الآن لا يمكنني الدخول إلى القدس، وهناك الكثير من العلماء والمشايخ الذين صدر بحقهم قرار من قبل الاحتلال بمنعهم من دخول المسجد الأقصى بقصد تكميم الأفواه وإبعاد من يمكنهم التأثير في المقدسيين ويقودونهم، ومنهم إمام المسجد الأقصى الشيخ علي الخطيب، والشيخ عكرمة صبري، والشيخ رائد صلاح، ثم حاتم عبدالقادر، ومصطفى أبو زهرة وغيرهم، كل من يتكلم وينتقد الاحتلال يمنع من دخول المسجد الأقصى المبارك، فضلاً عن الشباب بشكل تعسفي؛ فهناك اعتداء صارخ على حقوق الإنسان في القدس.

- من الإجراءات الصهيونية - فضيلة الشيخ - سحب هويات المقدسيين، لو تحدثوننا عن هذه الجريمة، وما تهدف إليه؟

- هناك الكثير من المقدسيين الذين سحبت منهم الهويات، وقد سحبت مني هويتي منذ 2007 م ولا تزال أسرتي وأبنائي في القدس ولا أستطيع أن أصل إليهم.

- الجدارالعنصري أيضا أسهم في مضاعفة معاناة المقدسيين، وهو جزء من المخطط الصهيوني للاستيلاء على أرض الوقف الإسلامي والذي يشمل كل فلسطين؟

- الجدار العنصري عزل المدينة المقدسة عزلاً كاملاً، وفقد 160 ألف مقدسي هوياتهم بهذا الفصل، وفقدوا حق المواطنة في القدس، والتهم الجدار مساحات شاسعة من الضفة وضمت إلى الكيان الصهيوني، وبقرار صهيوني سافر ضمت القدس، حيث جعل المدينة المقدسة جزءا من كيانه السياسي، رغم أن القدس من المناطق التي أحتلت سنة 1967 م حسب قرار مجلس الأمن 242، والقرار 338.

- إلى جانب ذلك فضيلة الشيخ، يعاني أهلنا في غزة الحصار المضروب عليها برا وجوا وبحرا، كيف يمكن إنهاء الحصار المضروب على غزة، وما انعكاسات ذلك؟

- الهدف من الحصار هو إضعاف الشعب الفلسطيني، وتقسيم وتجزئة الأراضي الفلسطينية، وتقطيع أواصر الوطن الفلسطيني، لكن الحصار يمكن أن ينتهي بالوحدة بين الفلسطينيين، حينما يتحد الشعب الفلسطيني، وتنتهي حالة الانقسام، عندها ستكون هناك حالة فلسطينية تجبر العالم على رفع الحصار عن قطاع غزة، وحتى وقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية؛ فحالة الخلاف والانقسام هي التي تعمق الممارسات الظالمة ضد الشعب الفلسطيني.

- تركيا الشعب تعود إلى أمتها، وسياسة الحكومة التركية مرضي عنها، كيف تقيّمون الحراك التركي حيال قضايا الأمة؟

- أعتقد أن سياسة الحكومة التركية سياسة حكيمة جدا، ونحن نرى أن تركيا تعود لدورها الطبيعي داخل نسيج الأمة، فتركيا قادت الأمة الإسلامية لمدة 5 قرون، وهي مؤهلة للقيام بهذا الدور حاليا لإعادة المجد لهذه الأمة، والعمل على حل قضاياها المصيرية، ومواجهة التحديات الخطيرة التي تتعرض لها.

- ما واجب المسلمين حيال المسجد الأقصى وفلسطين؟

- قضية فلسطين وقضية القدس هي قضية الأمة بأسرها، هي مسرى نبينا محمد [، هي أرض الإسراء والمعراج؛ فمن أوجب الواجبات على الأمة حشد إمكانياتها المادية والبشرية للدفاع عن القدس وفلسطين،

- هل هناك مساعدات عربية إلى فلسطين؟ وما حجم هذه المساعدات؟

- لا شئ، القمة العربية خصصت 500 مليون دولار وعلى الرغم من ضآلة هذا المبلغ إلا أنه لم يتم الوفاء به حتى الآن.

الكيان الصهيوني

- كيف تنظرون للمفاوضات غير المباشرة والمباشرة وما بعدها، والشكوى المرفوعة ضد الكيان الصهيوني بسبب العدوان على غزة؟

- الكيان الصهيوني يتنكر لكل القيم والأعراف الدولية، حتى هذه الشكاوى لن يلتفت إليها الكيان الصهيوني بسبب انحياز أمريكا له، فواشنطن تستخدم (الفيتو) دائما لصالح الكيان الصهيوني، وبعض المؤسسات الدولية مع الكيان الصهيوني، لكن من حقنا أن نستخدم كافة الأساليب التي تعيد لنا حقوقنا.

- ماذا لمستم من الزيارات التي تقومون بها للعديد من الدول العربية والإسلامية وغيرها؟

- مشاعر وأحاسيس وعواطف، ولا نجد الدعم الكافي الذي نستطيع به مواجهة التطهير العرقي.

- لدى الكيان الصهيوني مشروع لابتلاع فلسطين، وطرد أهل الأرض الأصليين، وهدم الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم، هل هناك مشروع عربي وما ملامحه؟

- هذا من مهام الطليعة في الأمة، على الأمة أن تضع مشروعا لتحرير القدس مقابل المشروع الصهيوني الساعي لتهويد القدس وفلسطين.. لا بد من مشروع إسلامي.

- هل هناك بديل عن المفاوضات التي يقول الصهاينة أنها لن تقود إلى شيء؟

- الكثير منا يشعر بأن الأمة قد تخلت عنا، الأمة يجب أن تقف مع الشعب الفلسطيني، نحن نشعر بأننا بقينا وحدنا، لا نستطيع وحدنا الوقوف أمام المشروع الصهيوني، وهو بالمناسبة لا يستهدف فلسطين فقط بل يستهدف الأمة بكاملها.

- ماذا عن المساعدات الشعبية كأسطول الحرية والمبادرات التي سبقته؟

- هذا مهم وضروري ولكنه لا يكفي، لا بد أن تكون المساعدات في إطار مشروع متكامل وليس بمنأى عنه، وإلا أصبح هدفا للتغطية على الجرائم التي تتعرض لها القدس والشعب الفلسطيني والأراضي المحتلة، هذه المساعدات مهمة كاسعافات أولية، وحتى يبقى الذين يعانون على قيد الحياة، ولكن آمال الإنسان لا تقف عند البقاء على قيد الحياة، وإنما أن يعيش في بلاده حرا مستقلا، يتمتع بالكرامة ويشعر بالعزة والأمان له ولشعبه وأمته ومقدساته. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X