ذوو الاحتياجات الخاصة
(ذوو الاحتياجات الخاصة) مصطلح واحد، لكنه يضم العديد من المعاني؛ فهو مفهوم واسع، يضم تحته حالات متنوعة؛ فالطفل أو الشخص الذي ينتمي إلى ذوي الاحتياجات الخاصة قد يعاني إعاقة تعليمية طفيفة، إلى خلل وظيفي حاد في إدراكه وحواسه، ويوجد في كل مجتمع من المجتمعات فئة خاصة تتطلب تكيفاً خاصاً مع البيئة التي يعيشون فيها؛ نتيجة لوضعهم الصحي الذي يوجد به خلل ما، وهذا التكيف لا يأتي من قبلهم، بل يقع عاتقه على من يحيطون بهم بتوجيه الاهتمام لهم، مثلهم مثل أي شخص طبيعي يمارس حياته.
مظهر عناية الإسلام بالمعاقين وحقوقهم
الابتلاء سنة ربانية ماضية على ما اقتضت حكمة الرب وعدله: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، ومن هؤلاء الذين ابتلوا بالمصائب المعاقون ذوو الاحتياجات الخاصة. والإعاقة حقيقتها إصابة الإنسان بآفة أو نقص في بدنه وفقد بعض حواسه، وعقله وسلوكه، وهذا المبتلى إذا صبر ورضي، فإن البلاء من أوسع أبواب تكفير الخطايا والسيئات، يقول صلى الله عليه وسلم : «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَذًى مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلاَّ تحاط خطاياه كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْمُؤْمِنِ فِي نفسه ومَالِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وليس عليه خَطِيئَةٍ»، ويقول صلى الله عليه وسلم : «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ غَمٍّ وَلاَ حَزَنٍ وَلاَ أَذًى حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بها مِنْ خَطَايَاهُ».
والإسلام يعد هذا المعاق إنساناً مثلنا في الإنسانية والبشرية، يدخل في عموم قوله: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}؛ فهو إنسان مثلك؛ فإعاقته لا تحط من قدر إنسانيته،
كما أن الله -جلَّ وعلا- جعل الكريم عنده من اتقاه وأطاعه، قال -جلَّ وعلا-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، فأكرمنا أتقانا لله ليس من صحة أبداننا ومظهرنا، وإنما صلاح قلوبنا وأعمالنا، يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأبدانكم؛ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»، وجاءت بها شريعة الإسلام تضرب المثل الأعلى في المحافظة على حقوق الإنسان المعاق أولى بها من غيره؛ لأن الأمة الإسلامية أمة تراحم وتعاون وتعاطف، لا يمكن أن يضيع بينهم معاق ينقصه شيء من الأمور والناس في غنى وفضل وراحة.
وللمعاقين في الإسلام حقوق عظيمة؛ حيث أمر الإسلام بمخالطتهم، ونهى عن التقزز منهم، فإن في مخالطتهم أنسا لهم وإظهاراً بشعور المحبة والمودة وإنهم إخوانه في الدين والإنسانية يستند إليهم ويتقوى بهم، وهذا شأن المسلمين في أحوالهم كلها، وأن تهيأ الحياة الكريمة لهم، ليعيشوا مع إخوانهم السالمين في راحة وطمأنينة.
طرق المساعدة
لا أحد ينكر أن تلك الفئة تحتاج إلى المساعدة؛ فلا تحاول إيذاء مشاعرهم حتى لو كانت النية مساعدتهم؛ فقبل أن تساعد شخص من تلك الفئة لابد أن تكون على دراية كاملة بكيفية تقديم المساعدة دون أن تجرح مشاعره.
الكفيف
لا تجبر الكفيف على مساعدتك له، ولا تجبره أن يقطع الطريق برفقتك، فربما يستطيع هو فعل ذلك بنفسه، فعليك سؤاله أولا، إذا أردت أن ترشد الكفيف إلى مكان ما وأصبحت أنت المرافق المبصر فلا تجره خلفك أو تدفعه أمامك دفعا، وإنما اتبع طريقة المرشد المبصر الصحيحة وهي: أن تمسك بيده من منطقة الكتف فوق الكوع، وأن تبلغه عن صعود الدرج وعند الانحراف عن الطريق، وعند الجلوس على الكرسي.
الأصم
لا ترفع صوتك عند عرض المساعدة على الأصم، أو ضعيف السمع؛ لأن هذا يلفت نظر جميع الموجودين في المكان ويحرجه كثيرًا، ولكن يمكنك الاقتراب منه والتكلم بحروف واضحة، هو يفضل هذا أكثر.
تجنب الحديث همسا في وجود الأصم؛ لأن هذا يشعره بعجزه، حاول أن تثبت نظرك للأصم أثناء حديثك معه؛ لأن قراءة حركة شفاهك قد تفيده.
المعاق بالحركة
- هناك تصنيفات وتدرجات كثيرة لإعاقة الحركة، بداية من العرج إلى الشلل التام
- لا تتطوع بدفع الكرسي المتحرك للمعاق، بل اسألة أولا هل تحتاج مساعدة أم لا؟.
- اسأله كيف تساعده، وأين يريد أن يتجه، وأين يريدك أن تقف إلى يمنه أم يساره.
- تقدم بسؤال للمعاق من وقت لآخر، هل أنت مرتاح هكذا، هل تحتاج قسطاً من الراحة، أو غير ذلك فستكون أسئلة لطيفة منك.
- لا تدخل معه في حوارات من نوعية كيف تتعايش مع إعاقتك؟، كيف تنام بهذا الجهاز؟ من يساعدك في ارتداء ملابسك؟ ومن يساعدك في دخول الحمام؟.
نصائح عامة
وإليك بعض النصائح عن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة عموما:
- التعامل مع المعاق البالغ بطريقة معاملة الشخص العادي البالغ نفسها.
- تجنب التحدث معه ببطء أو باستخدام الألفاظ الطفولية التي تستخدمها مع الطفل الصغير، الشيء نفسه مع الطفل الصغير المعاق يتم التحدث إليه كما تتحدث مع الطفل السليم في سنه.
- لا مانع من التعلم وسؤال المتخصصين عن كيفية التفاعل مع الشخص المعاق وكيفية تقديم الرعاية معه والتصرف بايجابيه تجاهه.
- الإنصات الجيد للشخص الذي يعاني تعثر اًفي كلامه، والانتظار حتى ينتهي من حديثه دون مقاطعته أو التصحيح له.
- تقديم المساعدة إلى الشخص المعاق عندما تشعر بأنه في حاجة إلى المساعدة، عليك بتقديم المساعدة إذا سمح لك بذلك، ولا تنسَ أن تسأل عن أنسب الطرق لتقديم المساعدة.
- عليك بالاسترخاء وعدم التوتر عندما تتحدث لأول مرة مع الشخص المعاق، فهو يشعر بتوترك وبذلك فأنت تؤذي نفسيته وتزيد من تأزم الموقف، وإذا أسأت إلى الشخص المعاق عليك بالاعتذار على الفور والشرح له بأنك لا تقصد إيذاء مشاعره على الإطلاق.
واجبات الوالدين نحو ذوي الاحتياجات الخاصة.
- الاقتناع بأن عليهم واجباً تجاه المعاق يبدأ بالابتسامة الدافئة والحماية المطمئنة.
- وينتهي بتعليمه ما باستطاعته ليخدم نفسه والآخرين.
- بذل أقصى مايستطيعون من جهد في تدريبه على أسس الحياة اليومية ومبادئها العملية كتناول الطعام وارتداء الملابس والمشاركة في الأعمال المنزلية البسيطة .
- الإحساس بوجوده والاعتراف بإمكانياته على ضآلتها وتعزيزه عند كل نجاح؛ مما يولد لديه مشاعر القدرة والثقة بالنفس.
- عدم السخرية منه أو الاستهزاء به أو تذكيره بما هو فيه حتى وإن كان عن طريق المزاح والمداعبة .
- الابتعاد عن أسلوب المقارنة بأخوته بغية إثارته وخلق الحماس عنده حرصاً على ألا تتفجر لديه روح الحسد والغيرة .
- عدم عزله عن الناس وعن المشاركة وبخاصة خلال حياته الاجتماعية داخل الأسرة لأنه بالمعايشة يكتسب المباديء والقيم .
- التعرف على واقع الإعاقة بكل وجوهها ومضاعفاتها حتى يستطيعوا مساعدته في التغلب عليها وفي وضع برنامج عملي لها .
- إخضاعه للمعالجة الطبية والتأهيل الاجتماعي بالتعاون مع المؤسسة المتخصصة .
- عدم تكليفه بأعمال تفوق قدرته حتى لايصاب بالإحباط أو تعزيز صور القصور والعجز لديه .
- عدم توقع الكثير منه وعدم اللجوء إلى عقابه أو إلى التعامل معه بقسوة حتى إذا أخطأ.
- تجنب الحماية الزائدة والخوف المفرط؛ لأن ذلك يحرمه من إمكانيات التعلم والانخراط والمواجهة والاستقلالية.
- عدم إفساح المجال للمعاق باستدرار الشفقة ليحصل على امتيازات ومكاسب ليست من حقه .
- عدم الانصياع أو الجري وراء مايقترحه الأصدقاء وأدعياء المعرفة، بل التمسك بإرشادات الطبيب والمعالج المختص وإبقاء الاتصال مستمراً معهما وإعلامهما بكل مايستجد في هذا الواقع .
- اتباع أسلوب متوازن في المعاملة أي عدم الإفراط في التدليل باعتباره عاجزاً وعدم القسوة نتيجة اليأس ونفاذ الصبر مما يعني ضرورة الأخذ في الاعتبار أن واقعه ليس مؤقتاً كما أنه ليس كسائر الناس .
- العمل على منع تكرار حدوث الإعاقة وذلك عن طريق اتباع الإجراءات الوقائيه المعروفة.
- التواصل مع الأسر الأخرى التي لديها أطفال معاقين لتبادل الخبرات وتبادل الدعم ثم لتنظيم الجهود .
لاتوجد تعليقات