رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 7 نوفمبر، 2022 0 تعليق

ذكريات حزينة مفرحة

 

 

 

 

- 4 سنوات تماما منذ قدومي إلى لندن من الكويت للعلاج، وها أنا ذا أرجع إليها مرة ثانية مرافقا شقيقي للسبب نفسه، رغم أن الرحلة يغلب عليها طابع الألم والحزن! إلا أن فيها أشياء تدخل الاطمئنان على القلب.

- أولها إحساسك بأن الله  - سبحانه وتعالى - يلطف بك في كل خطوة تخطوها نحو العلاج، فيسهل الأمور ويذلل لك الصعاب من حيث لا تحتسب.

- وثانيها أن من ورائك أهلاً وأقارب، يقفون معك ويضحون من أوقاتهم الشي الكثير لإسعادك وإنجاح هدفك ورحلة علاجك.

- وثالثها أن هناك رعاية من الدولة للمرضى؛ فتأخذ بأيديهم، وتنفق عليهم، وترسلهم إلى أفضل المستشفيات، وتعين لهم أبرع المختصين لعلاجهم.

- ورابعها أن تجد من يقف معك ويؤنسك في غربتك من أبناء بلدك من المرضى ومن الأصحاء، فيصبحون  لك أهلاً وأقارب وأصدقاء.

- وخامسها أن تجد المواساة والدعم من المرضى الذين سبقوك، فيهونون عليك ما بك من مصاب، ويخففون عنك قلق المرض وغربة الأيام.

- وسادسها أن مرورك بتجربة مؤلمة يقويك، ويجعلك أكثر خبرة وقدرة لمواجهة تحديات قادمة.

- وسابعها أن مثل هذه التجارب قد تفتح لك أبوابا لم تعرفها ولم تطرقها من قبل؛ فتغير مسار حياتك إلى الأفضل، وتنتبه إلى أشياء مهمة غفلت عنها، وتنصرف عن أشياء أقل أهمية كنت تجعلها أولوية.

- وثامنها -ومن خلال علاجك- تتعامل مع أطباء وممرضين وعاملين في المستشفى؛ فإذا وجدوا منك تعاملا حسنا أخذوا انطباعا جيدا عن العرب والمسلمين فتعطي بذلك انطباعاً إيجابياً عنهم.

-  تاسعها كان الحرص على أداء الواجبات الشرعية في ظل الرخص الربانية؛ ما يدل على سماحة الإسلام، وتعزيز الشعور بعظمته في النفس؛ إذ رفع الحرج عن المرضى، كما في قوله -تعالى- في الاية: (91 من التوبة).

وعاشرها يقينك بأن الله يجزل الثواب للمريض إن احتسب وصبر، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «المرضُ حِطَّةٌ يحُطُّ الخطايا عن صاحبِه ، كما تحطُّ الشجرةُ اليابسةُ ورقَها»، وهذا من نعَم الله -سُبحانَه وتَعالى- على المسلم بأن جعَل مرَضَه سببًا في غُفرانِ الذُّنوبِ.

 

 

سالم الناشي – لندن

رئيس تحرير مجلة الفرقان

7/11/2022م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك