رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 25 أغسطس، 2020 0 تعليق

ذكرى احتلال الكويت الـ 30.. الموقف الشرعي

 

- مرت ذكرى 30 عاما على احتلال العراق (البعثي) للكويت في 2/8/1990م، مثلما تمر كل سنة، واضحة جلية، وكأنها حصلت أمس، حتى رغم جائحة كورونا إلا أن الكويتيين تذكروا هذه الحقبة بشيء من الألم، تذكروا الغدر والحقد الذي دب إلى قلب ذلك الجار العربي الذي لطالما وقفت الكويت بجواره في محنته.

- كان يوم الخميس من ذاك الصيف اللاهب يوما كئيبا بمعنى الكلمة، لم يصدق الناس في الكويت ما حصل، بأن يصل خلاف حدودي يجعل جيشا عربيا يجتاح بلدا آمنا، وشعبا مسالما!

- ولقد كان للموقف الشرعي في هذه الأزمة الحادة دور رئيس؛ حيث تبنى سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله - موقفا شرعيا حازما للرد على كل الشبهات التي طرحت في ذلك الوقت، ومنها سؤال حول: «هل قتال حاكم العراق من الجهاد في سبيل الله؟»

- فقد بين سماحة الشيخ ابن باز حرمة قتل المسلمين؛ فقال: «فعدم قيام الدول الإسلامية بجهاد اليهود في الوقت الحاضر جهادًا مباشرًا لا يبيح لصدام قتال المسلمين في الجزيرة العربية ولا في الكويت ولا في غيرها.

- كما بين حرمة مساعدته في فعلته الشنيعة، وأيضا تمكينه من العدوان على الكويت؛ فقال -رحمه الله-: «ولا يباح لأحد من المسلمين أن يعينه على ذلك، ولا يجوز للدول الإسلامية أن تمكنه من عدوانه وظلمه».

- وأكد سماحته على وجوب الوقوف ضده، ووقف عدوانه بما يستطاع من القوة؛ فقال: «بل يجب صده وكف عدوانه وإزالة ظلمه عن المسلمين بكل ما يستطاع من القوة؛ عملا بقول الله -تعالى-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (الأنفال: 39)، وقوله -سبحانه-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} الآية (الحجرات: 9).

- وأوضح سماحة الشيخ ابن باز إيضاحا جليا أن قتال صدام وأتباعه البعثيين أولى من قتال الفئة الباغية، وأسماهم فئة كافرة؛ فقال: «فإذا كانت الفئة الباغية المؤمنة يجب قتالها حتى تفيء إلى أمر الله وترجع عن ظلمها، فقتال الفئة الكافرة الباغية مثل صدام وأتباعه البعثيين وغيرهم أولى بالقتال حتى يفيئوا إلى الحق، ويرجعوا عن الظلم». كما قال أيضا: «وعدوان هذا الظالم على الكويت عدوان مستقل، يجب أن يصد ويقاتل أولا، ويتخلص منه».

- كما رد على من أراد خلط الأوراق بإقحام القضية الفلسطينية في محاربة صدام ورده عن غيه فقال: «ولا يجوز أن يكون تقصير المسلمين في الجهاد مع الفلسطينيين ضد اليهود مسوغًا لخذلانهم في جهاد عدو الله صدام الذي هو أكفر من اليهود والنصارى وأضل منهم».

- ثم بين جرمه الشنيع وفعله القبيح بقوله: «وقد اعتدى على شعب آمن، ثم عزم على الاعتداء على بقية دول الخليج، ونواياه الخبيثة معلومة، وشره معلوم، وقتاله متعين». مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/151).

- لقد كان للموقف الشرعي الحازم -ولا سيما الصادر من المملكة العربية السعودية- دور داعم للموقف السياسي والعسكري في تحرير الكويت من طغيان البعث العراقي في 26/2/1991م.

24/8/2020م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك