رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 4 أغسطس، 2017 0 تعليق

ذكرى احتلال العراق للكويت- الغزو أطاح بكل المبادئ والقيم الإسلامية والعربية

 

في 26 يناير1987 عقد في الكويت الدورة الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا) تحت شعار (دورة التضامن الإسلامي)، وقد ترأست الكويت المنظمة ولمدة أربعة أعوام من 1987 حتى 1991، وكان سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت رئيسا لمنظمة التعاون الإسلامي طيلة هذه المدة.

     وفي يوم الخميس 2/8/1990 العاشر من محرم (عاشوراء) احتلت القوات العراقية غدرا دولة الكويت؛ بسبب رفض الكويت تقديم مساعدات بقيمة 10 مليارات دولار، وتأجير جزيرتي وربة وبوبيان اللتين تمثلان أكثر من خُمس مساحة الكويت!

وبهذا الفعل المشين لم يحترم الرئيس العراقي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بل أمر باعتقال سمو الأمير أو قتله وهو رئيس المنظمة وقتها.

     وقد كانت ردة الفعل من المنظمة متناسبة مع الحادثة الشنيعة؛ فأصدر المؤتمر الوزاري الإسلامي الـ 19 بياناً خاصا بالوضع بين الكويت والعراق، أدان فيه (العدوان العراقي على الكويت) وطالب بالانسحاب الفوري للقوات العراقية من الأراضي الكويتية، والعودة إلى مواقع ما قبل العاشر من محرم سنه 1411هـ الموافق لـ 2 أغسطس/آب 1990م، والالتزام بمبادئ ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي، وبصفة خاصة ما نصت عليه من ضرورة تسوية النزاعات بين الدول الأعضاء بالطرائق السلمية. كما أيدت المنظمة الخيار العسكري لتحرير الكويت، وطالبت جميع القرارات الإسلامية ذات الصلة بالقضية العراقية ضرورة قيام العراق بتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي تنفيذا كاملا.

     لم يكن الاحتلال العراقي مسوغا في جميع المعايير الأخلاقية والعربية وحسن الجوار فضلا عن الإسلامية. لقد انتهك الرئيس العراقي صدام حسين جميع المباديء والقيم والأخلاق، فقط لإرضاء غروره الشخصي وأطماع السلطة والنفوذ، وحب المغامرة ولو على حساب الأبرياء والأشقاء في العروبة والإسلام.

واستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة 7 شهور عجاف، وانتهى الاحتلال بتحرير الكويت في 26 فبراير 1991 بعد حرب الخليج الثانية.

     وقد كان للعلماء المسلمين وقفة حاسمة في هذه الفتنة أحقُّوا فيها الحق وأبطلوا الباطل، وكان على رأسهم الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء ومفتي المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله؛ حيث أكد على أن «الحكومة السعودية مضطرة، ودول الخليج كذلك إلى الاستعانة بالقوات الإسلامية والأجنبية لردع الظالم، والقضاء عليه، وإخراجه بالقوة من هذه البلاد التي احتلها لما أبى وعاند، وركب رأسه، ولم يرع حق الجوار، ولا حق الإسلام، ولا حق الإحسان، وجب أن يقاتل وأن يجاهد، ووجب على الدولة أن تبذل ما تستطيع من الأسباب التي تعينها على قتاله وجهاده».

     وقال سماحته أيضا: «والله -جل وعلا- أمر بذلك (أي قتال صدام) وأذن فيه بقوله -عز وجل-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} سورة الحجرات الآية 9، كما سبق وفي قوله -جل وعلا-: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} سورة الشورى الآيتان 41- 42، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بذلك في قوله- صلى الله عليه وسلم -: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قيل: يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه»، فإذا كان المسلم الظالم يجب أن يردع عن ظلمه، فالكافر الظالم أولى بذلك بكفره وظلمه مثل حاكم العراق وأشباهه من الملاحدة الظلمة».

     وقد أوضح سماحة الشيخ ابن باز بعد نهاية الحرب بأن: «ما حصل من الجهاد لعدو الله صدام حاكم العراق جهاد شرعي من المسلمين ومن ساعدهم في ذلك لكونه قد ظلم وتعدى واجتاح بلادا آمنة بغير حق، ولهذا وجب جهاده على الدول الإسلامية لإخراجه من الكويت دون قيد أو شرط نصرة للمظلومين، وإقامة للحق وردعا للظالم؛ لأن الله -سبحانه- أمر بذلك وهكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم . والواجب على المسلمين بهذه المناسبة تقوى الله -سبحانه وتعالى-، والاستقامة على دينه، والحذر عما نهى الله عنه، وحسن الظن بالله والتوكل عليه، والإيمان بأنه -سبحانه- هو الذي بيده النصر والضرر والنفع، ولكنه قد شرع الأسباب وأمر بها للاستعانة بها على طاعة الله وأداء حقه وترك معصيته وردع الطاغية عن ظلمه، وحماية بلاد المسلمين وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم. وينبغي لكل مؤمن ومؤمنة أن يضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء لطلب النصر، وتأييد الحق وأهله، وردع الظالم المعتدي وإبطال كيده وطلب إدارة السوء عليه».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك