رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سامح أبوالحسن 25 سبتمبر، 2012 0 تعليق

د.عبدالرحمن الجيران لـ«الفرقان»: هناك من يريد جر العلماء الربانيين إلى دهاليز الـــــــسياسة وإبعادهم عن العلم- بعضهم يحاول خداع الشباب العربي بالــديمقراطية والعمل السياسي والشعارات الفضفــــاضة


أكد د.عبدالرحمن الجيران أن المظاهرات ليست من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يقل بجوازها أحد من العلماء المعتبرين، وأوضح أنه لا يوجد في شريعتنا المطهرة ما يبيح المظاهرات، اللهم إلا جريا وراء التقليد، مستشهدا بما قاله د.عمر الأشقر رحمه الله: «إن أول مظاهرة خرجت تندد باحتلال اليهود لفلسطين، الذي دعا إليها ونظمها هم اليهود».

وقال الجيران: إن هناك من يريدون جر الدعوة الإسلامية إلى دهاليز السياسة ليبعدوهم عن مواقعهم الرئيسية وهي العلم والإغاثة والدعوة إلى الله، مشيرا إلى أن الجهل وانعزال الشباب عن العلماء الربانيين والآلة الإعلامية وكيفية إدارتها في العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن سعيهم وراء الشعارات الفضفاضة، من أهم الأسباب في ضياع هوية الشباب.

ورفض الجيران فكرة إنشاء الأحزاب السياسية وقال: على من يطالب بإقرارها أن يفسر قول الله عز وجل: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}، فليس لها إلا تفسير واحد هو أن يجعلهم فرقا وجماعات وأحزابا وكل فرقة تناقض الأخرى وتخالفها في الرأي.

وأضاف الجيران أن الوحدة الوطنية بخير؛ لأن نسبة الوعي عالية والتاريخ يشهد بذلك، وكل منا أخذ حقه ودوره وبالتالي مسوغات ضرب الوحدة الوطنية غير موجودة في الكويت.

وتطرق إلى قضايا عديدة فى حواره مع مجلة الفرقان فإلى التفاصيل:

- تعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة من الهجوم على الإسلام، الأمر الذي يثير في نفوس المسلمين اليأس والتشاؤم، كيف ترون ذلك؟

- فيما يتعلق بالهجوم على الإسلام والمسلمين فهذه الظاهرة تتكرر على مدى التاريخ منذ عهد الأنبياء والرسل، وإثارة الشبهات والسخرية والاستهزاء هذه أمور قد ذكرها القرآن الكريم، فقد قال تعالى في كتابة العزيز مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم: {مَا يُقَال لَك إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلك}، فالشبهات تتكرر على مدار التاريخ، وقد اختلف الوضع اليوم وذلك بسبب شدة ضعف المسلمين وجهلهم وفرقتهم، فقد وُلد عند المسلمين يأس من كثرة ما يسمعون ويشاهدون من هجوم على الإسلام دون أن يكون هناك رد فعل لهذا الأمر سوى الاعتصامات والمظاهرات وحرق الأعلام، وهذه الأمور يعرفها الكفار جيدا ولا يخافون منها، فهم يعرفون أن المسلمين يفتقدون العلم وما يقومون به هو عبارة عن رد فعل في الساحات العامة ومن ثم يعودون إلى ما كانوا عليه قبل ذلك؛ لذا فمثل هذه الأمور لا تشكل هاجسا لدى الكفار وهم مستمرون في سخريتهم واستهزائهم.

-  ما السبيل الشرعي إذاً للرد على ذلك؟

- السبيل الشرعي يناط بالحكومات وولاة الأمر، فعلى ولاة الأمر والعلماء الربانيين أن يقوموا بالرد عليهم، فالحكومات عليها مسؤولية كبرى من خلال التداعي إلى المؤتمرات العامة وتجريم مثل هذه الأمور ومن ثم يجب أن تسعى الحكومات إلى اتخاذ مواقف على المستوى الدولي فضلاً عن الإجراءات التي يجب أن تتخذها دول العالم الإسلامي، ومنها المقاطعة التجارية والسياسية وغيرها من تلك الأمور؛ أما عامة الناس فمن الخطأ أن نقوم بإقحامهم في مثل هذه الأمور لأن جهودهم سوف تأتي مبعثرة وبالتالي لا نتيجة لها، ولن يأتي جهدهم بنتيجة؛ لذا فإن السبيل الشرعي في مثل هذه الأمور هو الرجوع إلى من بيده السلطة وإلى العلماء الربانيين حتى يقرروا ماذا يرون؟

- لكن بعضهم  يتشبث بقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من رأى  منكم منكرا فليغيره بيده ...» إلخ الحديث.

- حتى لو فرضنا أن هذا الحديث يدخل في هذه المسألة فإن التغيير باللسان والتغيير باليد يخالف ما نشاهده في الساحات العامة ولاسيما إذا علمنا أن هناك العديد من المخالفات الشرعية التي تحدث في هذه الساحات من اختلاط للرجال بالنساء وخروج النساء متبرجات والخروج لا يسوغ لهم مثل هذه الأمور، فالفوضى التي تحدث تجعل الإنسان يتوقف في إجازة مثل هذه الأمور.

- ما هي أهم الركائز التي يجب أن ترتكز عليها الأمة الإسلامية لتغيير وضعها الحالي؟

- أول هذه الركائز التمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤسفني أن أقول: إن المسلمين الآن لايريدون ذلك وأقولها مسموعة ومقروءة: إن المسلمين لا يريدون النصر لأنهم لو أرادوا ذلك لعلموا أن الله عز وجل رسم الطريق في كتابة العزيز في قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، فلو قام كل مسلم بتغيير نفسه لتغير الحال إلى الأفضل، ففي مصر على سبيل المثال حينما صار هناك تغيير حقيقي في النفوس وأصبحت هناك رغبة في الدين قدر الله عز وجل لهم رئيسهم «مرسي»، ولو كان الدين أفضل في مصر لتقدم رجل أفضل من «مرسي»،وهذه سنه إلهية، وكما جاء في الأثر وإن كان غير صحيح: «كما تكونوا يولي عليكم»، فسبيل النصر يبدأ من أن يغير المسلمون أنفسهم، فالتغيير يجب أن يكون داخليا قبل أن يكون خارجيا والتغيير سلمي قبل أن يكون عن طريق العنف.

- أين يتمثل دور العلماء والدعاة في ترسيخ هذه الركائز؟

- دور العلماء في التوجيه والإرشاد وهنا نقصد العلماء الربانيين ولا نقصد العلماء المتشبهين بزي العلماء، فحينما نقول العلماء نقصد بهم العلماء الربانيين الذين يكون عليهم مدار الاجتهاد وهؤلاء قله في العالم الإسلامي وفضلا عن أنهم قلة فلا يؤبه لهم حين يتكلمون، ونحن نرى ونعتقد أن العلماء الربانيين قائمون بدورهم من ناحية نشر العلم والسنة والتحذير من البدعة والشرك على اختلاف مظاهره، فهذه الأولويات هي أولويات العلماء الربانيين وليست أولوياتهم السياسة والعمل السياسي، والذي يريد أن يضع العلماء الربانيين في مقدمة الصفوف السياسية فهذا خطأ وجرهم إلى مكان غير مكانهم.

- لكن بعضهم أقحم نفسه في السياسة في الفترة الأخيرة؟

- ليس هناك مانع على حد قولك: بعضهم؛ لأن هذه من قروض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين فقد قال تعالى: {ومَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِينفرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لّيِتَفَقَّهُوا فِي الدّيِنِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِليْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحذَرُونَ} فكل علماء التفسير أجمعوا على أن هذه الآية من فروض الكفاية، فإذا انبرى فريق لهذا العمل حتى يسد النقص في العمل الإسلامي فهذا أمر من فروض الكفاية، وما يمارس اليوم في العالم الإسلامي خدعة كبيرة وذلك لشغل الناس بالديمقراطية والشعارات الفضفاضة، فاليوم هم يريدون جر الدعوة الإسلامية إلى دهاليز السياسة ليبعدوهم عن مواقعهم الرئيسة وهي العلم والإغاثة والدعوة إلى الله، ومن الخطأ الانجرار كلية إلى دهاليز السياسة، نعم قد يتخصص فريق لا بأس في ذلك، لكن أن ينحاز الكل إلى السياسة فهذا خطأ كبير.

- ما رأيكم في وضع الشباب حالياً الذي ضيعت هويته وأصبح يسير بلا هدف؟

- يؤسفني أن أسمع هذا الكلام منك وهذا صحيح لأسباب عدة أهمها الغزو الفكري الداخلي والخارجي والانفتاح غير المحدود على الفضائيات والانترنت والتويتر والفيس بوك، وهذا الفضاء الواسع أدخل الشبهات بين الشباب المسلم والأمة الإسلامية، بل جعل هناك فصلا كبيرا بين الشباب المسلم والأمة الإسلامية، ولو رصدنا الظواهر الشاذة والغربية بين الجنسين من الشباب فسوف نخرج بكم هائل منها، وللأسف الشديد هذا واقع وما له من دافع.

- لكن ما الذي أوصل الشباب المسلم إلى هذه المرحلة؟

- ثلاثة أسباب أدت إلى الوصول إلى هذه المرحلة، ويأتي على رأسها الجهل وانعزالهم عن العلماء الربانيين، أما السبب الثاني فيتمثل في الآلة الإعلامية وكيفية إدارتها في العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن سعيهم وراء الشعارات الفضفاضة التي لا حقيقة لها ولا مضمون لها كالحرية والمساواة والتعددية ووجود الأحزاب وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، وهذه كلها شعارات جعلت الشباب يتحمسون لها في الوقت الذي لا يعرفون معناها، بل لا يعرفون كيفية تطبيقها، أما السبب الثالث فيتمثل في إقحام الشباب العربي والإسلامي في دهاليز السياسة ولاسيما بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي فهذا أسهم وسيسهم في ضياع الهوية، لدى الشباب، ولو نظرنا نظرة مقارنة بين مشاركة الشباب الأوروبي والعربي في الانتخابات نجد أن 29% يشاركون في الانتخابات وهذا يدل على أن الآلة الإعلامية تسير في اتجاه والواقع في اتجاه آخر، فهم يصورون لنا أن الشباب العربي لايهتم بالحياة العامة ولا بشؤون الحكم، أما الشباب الأوروبي فلديه اهتمام أكثر وهذه الإحصائية تبين أن 50% من الشباب الأوروبي لا يفهمون في السياسة على حسب استطلاع للرأي، كما أن الشباب الأمريكي لا يعرف شيئا عن الانتخابات العامة، وهذا إن دل فإنما يدل على أنهم يحاولون خداع الشباب العربي بالديمقراطية والعمل السياسي وللأسف الشديد الشباب دائما هم الوقود الذي يحترق، ومن يأخذ زمام المبادرة في الأمور هو الطرف المستفيد من تحريك الشباب والذي سخرهم لصالحه، ففي مصر قالوا بأن الثورة شبابية وثورة عفوية خرجت من غير تنظيم فأين هؤلاء الشباب الآن؟ وأين دورهم؟ فليس لهم أي نسبة مشاركة وليس لهم أي ذكر، وهذا يدلنا على أن الأمور موجهة.

- لكن بعض الحكومات في السابق رسخت عند الشباب فكرة الانشغال بأمور دنياهم؟

- هذا صحيح من الناحية الشرعية؛ لأن هذا الأمر مقدم على العمل السياسي، فانشغال الإنسان بقوت يومه وتحصيل المال من أجل الإنفاق على نفسه وبيته ووالديه هذا مقدم بل ويؤجر عليه المرء بل إن هذا الأمر أولى من الجري خلف سراب السياسة وخلف المظاهرات المدنية الوثنية المعاصرة وإن كانت الحكومات بقصد أو بغير قصد شغلت الشباب بهذه المسألة فهذا أفضل من إدخال الشباب في أتون السياسة وتضييعهم مثلما ضاع رجال أكبر منهم وأفضل منهم.

- رفضت في سياق الإجابة عن السؤال السابق فكرة إنشاء الأحزاب..لماذا؟

- الأحزاب السياسية مرفوضة ووجودها وإقرارها مرفوض شرعا في الكتاب والسنة وفي إجماع السلف عقلا وواقعا وفطرة وإنسانية، والذي يقول بضرورة إنشاء الأحزاب السياسية عقله هو الذي يحتاج إلى تغيير وليس لديه إلا زخرفة القول بأن هذا الأمر هو انفتاح وتعددية، بل أقول للذي يطالب بإنشاء الأحزاب أن يفسر لنا آية واحدة من كتاب الله عز وجل: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} فليفسر قول الله تعالي: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}، فليس لها إلا تفسير واحد هو أن يجعلهم فرقا وجماعات وأحزابا وكل فرقة تناقض الأخرى وتخالفها في الرأي، وهل هذا إلا واقع المسلمين الآن؟! فكيف ينادي البعض بهذا الأمر بل ويعتبره ظاهر صحية، وهذا خلاف للكتاب والسنة بل وخلاف لما أجمع عليه السلف الصالح.

- كيف ترى واقع الإعلام الإسلامي؟

- الإعلام الإسلامي خطا خطوات مباركة، فالإعلام الإسلامي يختلف عن الإعلام الغربي من حيث إنه يتقيد بأصول وقواعد وهذه الأصول والقواعد في نظر الإعلاميين الغربيين تنافي رسالة الإعلام ولا تتوافق مع رسالة الإعلام؛ لأن الإعلام الغربي هو فن إثارة الشهوات والغرائز وهذا المعنى غير موجود في الإعلام الإسلامي، فالرسول صلى الله عليه وسلم استخدم الإعلام المتاح في عصره من شعر وخطابة وزيارة للناس في الأسواق ودعاهم إلى بيته، فوسائل الاتصال لم يقطعها النبي صلى الله عليه وسلم لكنها كانت متميزة، فالإعلام الإسلامي خطا خطوات مباركة لكنه ينقصه الكثير والكثير.

- ماذا ينقصه من وجهة نظرك؟

- الأولويات، ماالأولويات بالنسبة لكل مرحلة، فالمثل الشعبي يقول: «لكل ساعة ملائكة»، فالأولويات كما هي معروفة عندنا مسبقا والتي دعا إليها الرسل عندما بعثهم الله سبحانه وتعالى، فقد دعوا إلى أمور فهذه الأمور هي أولوياتنا، فالأولويات الإعلامية يحددها المتخصصون في كل مرحلة؛ لأنها قد تختلف من مرحلة إلى مرحلة أخرى لكن الأصول والثوابت تظل كما هي، ومثال على ذلك لما طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه الخليفة الراشد كانت مصيبة كبرى على الأمة الإسلامية وجريمة من جرائم أمن الدولة ودخل عليه شاب وهو على فراش الموت لكي يزوره ويدعو له ويثني عليه، ولما أراد أن يخرج نظر عمر رضي الله عنه إلي ثوبه ووجده يمس الأرض، أي أنه مسبل، فقال له عمر رضي الله عنه: «يا هذا ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك»، فهذه هي أولوية في هذه المرحلة، فعلى الرغم من أن عمر رضي الله عنه مطعون والدولة الإسلامية على أعصابها فلا تدري أيموت عمر أم لا، لكن في هذه المرحلة هذه هي الأولوية وهي النصح، وهذه الأمور لا يفهمها كثير من الناس.

- ما رأي فضيلتكم في المشاركة السياسية للمرأة؟

-  مشاركة المرأة وإعادة طرح هذه القضية وتكرارها بهذه الصورة فيه تجهيل للأمة الإسلامية؛ لأن وضعها حسم في التاريخ الإسلامي؛ حتى مشاركتها السياسية حسمت في القرون الثلاثة المفضلة، فقد مرت عليهم أوضاع متقلبة ومع ذلك لم يكن للمرأة دور وما فهم النساء وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي هن أفضل نساء العالمين وأحرص النساء على تطبيق الدين وأنصح نساء العالمين للأمة أن لهن دوراً أسياسياً من خلال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لم يشاركن، وهذا هو الفارق بين الدعوة السلفية وغيرها.

- وما رأيك في مشاركة المرأة في الانتخابات؟

- العلماء بحثوا هذا الأمر وقالوا: إن ترشحها للانتخابات لا يجوز؛ لأنها ولاية عامة فلا تكون نائبة في البرلمان أو وزيرة، أما أن تنتخب فلا مانع شرعيا في هذا الأمر؛ لأنها تختار من يمثلها فالمرأة لها الحق أن تختار وكيلها الذي يتاجر عنها ومن يمثلها في المحاكم.

- لكن لماذا ينحاز بعضهم إلى المرأة في فترة الانتخابات؟

- لأن نسبة المرأة أكبر في صناديق الاقتراع كما أن المرأة لا يحكمها العقل بل دائما ما تُغَلِّب العاطفة على العقل وتنساق خلف الشعارات، وأكثر الأحزاب اليوم يستغلون المرأة لأغراضهم الخاصة.

- ما رأيكم في الدعوات المتكررة للخروج إلى ساحة الإرادة؟

- لا يجوز، فأصل الفكرة وتحديد مكان لهذا الغرض لا يجوز، وما عُرف في تاريخ الأمة أن يقوم البعض بتحديد مكان للتظاهر أو الاعتصام أو لمن يريد أن ينكر المنكر، وما شاهدناه في ساحة الإرادة فيه العديد من المخالفات الشرعية والعلماء أفتوا بعدم جواز مثل هذا الفعل، وبالمناسبة أذكر كلمة للشيخ الأشقر -رحمه الله- قال فيها: «إن أول مظاهرة خرجت تندد باحتلال اليهود لفلسطين، الذي دعا إليها ونظمها هم اليهود، والسر في ذلك أن الشاب خرج مع الشابة، ولا تسأل بعد ذلك ماذا سيحصل؟!».

- ما رأيك فيما يحدث في بعض الدول التي أطلق عليها دول الربيع العربي؟

- أنا لا أوافق على إطلاق لقب الربيع العربي عليها؛ لأن الربيع تطمئن الناس فيه وتأخذ منه الخيرات، لكن لدينا في الربيع العربي أعلى نسبة لجوء سياسي بعد الحرب العالمية الثانية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى القول بأنه عربي مناف للواقع فأنا لا أوافق على أنه عربي بل هو غربي، وأتساءل: من الذي أدار الثورات في العالم العربي؟ ولو عدنا إلى ما قبل تلك الثورات بعامين وإلى زياره وزيرة الخارجية الأمريكية إلى دول الربيع العربي لوجدناها كانت تصرح تصريحا بأن التغيير قادم، بل حينما عادت إلى الولايات المتحدة الأمريكية قالت بأن رياح التغيير العاصفة سوف تهب على الشرق الأوسط وستكون أياما عصيبة، وهذا الذي حدث فنحن لا نرى أنه عربي من ناحية البداية ومن ناحية النهاية فانظر إلى ما انتهت إليه تلك الدول، فمصر أصابتها الإعاقة وستقدم لها الإعانات من كل حدب وصوب، وكما هو معلوم المساعدات لن تكون هكذا دون مقابل وإنما ستكون بتسويات جزء منها معلن والآخر غير معلن.

- الوحدة الوطنية مقوم من مقومات المجتمع لكن بعضهم يتعمد المساس بها...من وجهة نظر سيادتكم كيف يمكن المحافظه عليها؟

- الوحدة الوطنية بخير؛ لأن نسبة الوعي عالية والتاريخ يشهد بذلك وكل منا أخذ حقه ودوره وبالتالي مسوغات ضرب الوحدة الوطنية غير موجودة في الكويت.

- ماذا يجب على العرب والمسلمين تجاه ما يحدث في سوريا وبورما وباقي الدول الإسلامية؟

- هذا السؤال مهم ودائما إذا طرح تكون الإجابة من المحاور أنه ليس مع نظرية المؤامرة، وليسمح لي من يقول هذا الكلام أن أقول بأنه لا يرى ولا يسمع، فإذا كان ما يحدث في العالم الإسلامي ليس مؤامرة إذاً كيف تكون المؤامرة وأين هي المؤامرة؟! بل هي مؤامرة فقد قال تعالى: {تشابهت قلوبهم}، فالكفر ملة واحدة وكلهم أجمعوا على ضرب الإسلام والمسلمين حتى ولو كان شعارا أو رمز فهم يفهمون الأمور كما يشاؤون، فأنت إذا كنت تريد أن تعبد إلها مثلثا، فأنت إنسان متحضر، وإذا أردت أن تعبد إلها مربعا أو دائريا فأنت إنسان منفتح وحضاري، أما أن تعبد إلها واحدا فأنت إرهابي، فهم يريدون فهم الأمور بهذه الطريقة.

- الديمقراطية والحرية مصطلحان شاعا كثيراً في المجتمع الإسلامي، فماذا يعنيان من وجهة نظرك؟

- في الإسلام الحرية في إطار العبودية لله عز وجل، أما إذا خرجت عن هذا الإطار فهذا يعد خروجا عن طاعة الله عز وجل، أما الديمقراطية فلا تلتقي مع الإسلام فبينهما تناقض وبينهما نقاط كثيرة يختلفان فيها، والديمقراطية بهذه الصورة تتعارض مع مبدأ الشورى الإسلامي فالشورى لها مكان وزمان وضوابط كتبت في السياسة الشرعية، وما يحدث اليوم فوضى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك