رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مهدي عبدالستار 18 سبتمبر، 2018 0 تعليق

د. الشرهان لـ (الفرقان): صندوق إعانة المرضى عطاء متجدد ونماء مستمر

حققت جمعية صندوق إعانة المرضى على مدى أكثر من 39 عاما من رسالتها الإنسانية السامية -بفضل الله ثم بفضل جهود الخيِّرين ودعمهم من أهل الكويت- نجاحا منقطع النظير لصالح عشرات الآلاف من المرضى المعسرين بعد أن قامت بتوفير الأدوية لغير القادرين منهم ممن يتطلب علاجهم أدوية غالية الثمن ولاسيما أدوية أمراض السرطان ومرضى التهاب الكبد الوبائي، ومرضى التهابات التنفس والتصلب المنتشر وغيرهم، كما قامت الجمعية بتوفير مصاريف الآشعات والأطراف التعويضية والنظارات الطبية والمفاصل الصناعية وغيرها من الخدمات الإنسانية للآلاف من المرضى المعسرين، كيف بدأت فكرة الجمعية؟ وما الأهداف التي قامت عليها فكرة الصندوق منذ التأسيس عام 1979 م؟

وما طبيعة العمل في الجمعية ولجانها؟ وماذا تقدم الجمعية للمرضى المعسرين؟ وغيرها من التساؤلات كانت محور اللقاء مع رئيس مجلس الإدارة في الجمعية د.محمد الشرهان

الفكرة والتأسيس

- هل تعطينا نبذة عن فكرة الصندوق؟ وكيف كانت البداية؟

- بدأت فكرة إنشاء صندوق إعانة المرضى منذ ثمانية وثلاثين عاما؛ حيث كانت الانطلاقة الأولى من مستشفى الصباح عام 1979م؛ حيث كانت فكرة تقدم بها بعض الأطباء من العاملين في الحقل الطبي، وقد تحركت مشاعرهم الإنسانية الفياضة بعدما ساءهم وجود بعض المرضى الفقراء الذين لايستطيعون توفير ثمن الدواء أو إعالة أسرهم بعدما أعاقهم المرض عن طلب الرزق، تم تكوين هيئة لجنة احتضنتها جمعية النجاة الخيرية فأصبح الصندوق أقدم مؤسسة خيرية في العمل الطبي في الكويت بل والخليج العربي بأكمله، وجاءت ثمرة جهود هؤلاء الأطباء الكويتيين حديثي التخرج والمتدربين آنذاك (المتخصصين في مختلف علوم الطب حاليا) وقد شعروا بأنات الفقراء المرضى وآلامهم في المستشفيات؛ بسبب أوضاع مالية أو اجتماعية أو مهنية قاسية، فآثروا على أنفسهم رسم الإبتسامة على شفاه هؤلاء المرضى والعاجزين المعسرين وأسرهم ورفع المعاناة عنهم؛ حيث حددوا مجموعة من الأهداف، لكي تكون منارة يسيرون على ضوئها فى درب العمل الخيري.

أهداف الصندوق

- وماذا عن أهداف الجمعية؟

- بفضل الله استطاع الإخوة الذين ساهموا في التأسيس أن يحددوا جملة من الأهداف الإنسانية النبيلة لصندوق إعانة المرضى، كان من بينها:

- إعانة المرضى الذين أقعدهم المرض عن طلب الرزق وتأمين علاجهم وتوفير لقمة العيش الكريم لهم.

- مساعدة المرضى الذين يتحتم علاجهم خارج الكويت.

- المساهمة في مد يد العون المادي والصحي لمتضرري الكوارث خارج الكويت.

- إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية وتجهيزها داخل الكويت وخارجها.

- المساهمة في نشر الوعي الصحي.

اللجان العاملة

     وبعد أن اتسعت دائرة العمل في الصندوق، وتعددت اللجان العاملة تحت لوائه أصبح للصندوق العديد من الإدارات؛ فكان منها: إدارة الشؤون الطبية، إدارة النشاط الخارجي، إدارة العلاقات العامة والإعلام، إدارة النشاط النسائي، إدارة التوعية والإرشاد، إدارة التنمية الاجتماعية، مركز الدسلكسيا الكويتي الذي تم إشهاره بعد ذلك بوصفه جمعية مستقلة تزاول نشاطها باستقلالية تامة، فضلا عن الإدارة المالية، وإدارة تنمية الموارد، وإدارة لجنة السكر بالجهراء، وإدارة الحضانات، وكذلك إدارة الجهراء

- كيف ترون تفاعل المؤسسات والشركات الكويتية مع مشاريع الصندوق؟

- لا شك أن هناك تفاعلا إيجابيا من العديد من مؤسسات الكويت الرسمية والشركات الأهلية مع مشاريع الجمعية الإنسانية وفي مقدمتها بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف، وشركة زين للاتصالات، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ فوجود مثل هذه الشركات والمؤسسات التي تقدر قيمة الشراكة الاجتماعية، وتفعل دورها في القيام بواجباتها الإنسانية يبعث على التفاؤل، ويرسخ القيم الاجتماعية التي ربي عليها المجتمع الكويتي منذ القدم، بل ويشجع على الأخذ بيد المحتاج من قبل المؤسسات والشركات الأهلية داخل الكويت وما تقوم به الشركات والمؤسسات الداعمة لمشاريع الجمعية، فضلا عن المحسنين وأهل الخير الذين يساهمون في دعم الدور الإنساني الذي تقوم به الجمعية من أهم عوامل القوة بعد فضل الله وتوفيقه في استمراررية عمل الصندوق وتحقيق أهدافه.

200 فعالية بشراكة مجتمعية

- ماذا عن الشراكة مع المؤسسات الكويتية في دعم الفعاليات المختلفة للصندوق وتنفيذها؟

- قام الصندوق بعمل شراكات اجتماعية مع حوالي 40 جهة رسمية وأهلية، ولا شك أن الشراكة مع هذه الجهات له دور فاعل في إثراء الدور التوعوي الصحي، لا يقل بأي حال من الأحوال عن دور أهل الخير والمحسنين الذين يقومون بدعم مرضانا، وقد تم تنفيذ ما يقرب من 120 محاضرة توعية صحية في المدارس والمساجد، وما يقرب من 80 نشاطا كانت عبارة عن فعاليات وأيام توعوية وملتقيات صحية خدمة للمجتمع، وعلى صعيد المشاريع الخيرية نفذت الجمعية مشروع إفطار الصائم للعمالة التي بالمستشفيات والمراكز التخصصية لعدد 19 مستشفى، استفاد منه 4000 عامل يوميا طوال شهر رمضان، وبإجمالي ما يقارب 100ألف وجبة؛ وهذا بدعم من بيت الزكاة وأهل الخير والإحسان، كما تم تنفيذ مشروع الأضاحي بدعم من الأمانة العامة للأوقاف وأهل الخير والإحسان استفاد منه 3000 شخص بمعدل 400 أسرة.

أثر الصندوق المجتمعي

- هل تحدثنا عن الأنشطة المجتمعية التي يقوم بها الصندوق؟

- يقوم الصندوق بالمساهمة في التنمية البشرية بكل أبعادها من الناحية الصحية والاجتماعية والنفسية عن طريق عمل المحاضرات والمعارض الصحية والندوات الطبية لمختلف شرائح المجتمع الكويتي، وإنشاء رابطة الدسلكسيا الكويتية للاكتشاف المبكر لحالات عسر القراءة لدى الأطفال المصابين بها، ويعد المركز الوحيد بالخليج، والدسلكسيا هي إحدى صعوبات التعلم كما تسمى أحياناً صعوبة خاصة في التعليم.

وقام أيضا بإنشاء 18 نادياً للأطفال نزلاء المستشفيات وتزويد الأندية بمشرفات متخصصات لتقديم خدمات ترفيهية وتثقيفية للطفل ومساعدة الهيئة التمريضية في تأدية عملها.

     أيضا إنشاء أندية اجتماعية متخصصة كنادي التنمية الذاتية للمرضى تحت التأهيل الذين يعالجون من الإدمان، ونادي الثلاسيميا (مرض تكسر الدم) داخل مستشفى الطب الطبيعي، تلك نظرة بسيطة لأسس إنشاء الصندوق وأهدافه وفيما سيلي من مقالاتإن شاء الله- سنقوم بطرح بعض المشكلات التي يتعرض لها الصندوق أملاً في إيجاد حل لها.

إنجازات الصندوق

- ما أهم إنجازات الصندوق في الفترة الماضية؟

- لقد تمكنا -بفضل الله تعالى ثم بدعم المحسنين وأهل الخير- أن نقدم الدعم الإنساني للمرضى المحتاجين داخل الكويت من خلال إدارة النشاط الطبي؛ حيث قدمنا مساعدات لـ 9510 حالة مرضية في العام الماضي بكلفة بلغت أكثر من ثلاثة ملايين و225 ألف دينار، كانت ما بين أدوية وأجهزة طبية غالية الثمن توفر للمرضى المحتاجين، كما كانت المساعدات عبارة عن مساهمة في تكاليف مصاريف العلاج داخل الكويت وخارجها، وتركيب سماعات طبية وعلاج عقم وزراعة نخاع ومستلزمات طبية، وكفالة أسر مرضى أقعدهم المرض عن طلب الرزق، كما شملت المساعدات أجهزة نطق وأجهزة طبية وأدوية عامة وكذلك توفيرعدسات طبية ونظارات، فضلا عن دعم أصحاب الأمراض الأكثر انتشارا كمرضى القلب، ومرضى التهاب الكبد الوبائي، ومرضى تصلب الشرايين، وأمراض الكلى، ومرضى الروماتيود والسكر، ومرضى السرطان والتهاب الأعصاب والقوقعة، فضلا عن الأنشطة التوعوية والأنشطة الصحية والمعارض الطبية التي يتم فيها الفحص المجاني للسكر والضغط في المساجد والشركات والمجمعات التجارية وغيرها للمواطنين والمقيمين.

النشاط الخارجي

- ماذا عن النشاط الخارجي للصندوق؟

- على الصعيد الخارجي الذي عادة ما نتحرك فيه بناء على رغبة المتبرعين أم بدوافع إنسانية في حالات الكوارث والأوبئة والحروب التي ينتج عنها أعداد كبيرة من المرضى واللاجئين ويكون منهم الجرحى والمصابون، كما في موضوع الشأن السوري واليمني فإن اللجنة الخارجية تحرص على أن تتحرك بمظلة رسمية وتنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية وسفارات دولة الكويت في الخارج لنحقق أهدافنا الإنسانية التي على أساسها أنشئت الجمعية، وقد نفذت الجمعية 81 مشروعا خارجيا في 21 دولة لخدمة الجرحى والمرضى والمصابين، زادت تكلفتها على المليون و236 ألف دينار كويتي.

     ولقد كان لإدارة النشاط الخارجي بصندوق إعانة المرضى دور بارز في تخفيف وطأة جراح المصابين من اللاجئين السوريين وقدمت لهم دعما كبيرا بعد أن تعاقدت، مع مستشفيات بالأردن ولبنان وتركيا وعالجت الآلاف من الجرحى والمصابين، وساهمت في توفير الأطراف الصناعية للكثير من المحتاجين، فضلا عن إيصالها لعشرات سيارات الاسعاف واقامة المئات من العيادات الميدانية والمتنقلة داخل سوريا، ووزعت الآلاف من الصيدليات والأدوية، ووفرت الكثير من المستلزمات الطبية للنازحين السوريين، في الوقت الذي لم يغفلوا فيه دعم المرضى في الدول الفقيرة كتشاد والنيجر والهند وبوركينا فاسو وباكستان ومصر وبنغلاديش والسودان وغيرها.

عقبات وتحديات

- ما أهم التحديات التي تواجهكم في تحقيق رسالة الصندوق وأهدافه؟

- لا شك أن أهم التحديات التي تواجه الصندوق هي المشكلات التي يواجهها المريض الفقير عندما يحتاج من الصندوق علاجا ما؛ فنجد أن طابور الانتظار داخل جمعية صندوق إعانة المرضى كبير جدًا، وذلك نظرًا لعدم كفاية هؤلاء جميعًا، ونحن نعلم أن مصدر الصندوق الوحيد لدخله قائم أساسا على التبرعات التي تتم تحت أعين رقابة أجهزة الدولة، ولا شك أن قلة التبرعات تمثل عائقا كبيرًا أمام تلبية حاجات الحالات التي ترد إلى الصندوق، وهي أغلبها حالات مرضية صعبة جدا لأفراد مستوى دخلهم لا يستطيع أن يكفي علاجهم.

     أيضا من أهم التحديات حاجة الصندوق إلى تعريف المجتمع بأهميته عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية؛ وذلك حتى يستطيع الصندوق الوفاء بالتزاماته تجاه المرضى، وأيضا حتى يستطيع التوسع في أعماله الخيرية التي شهدت في الفترة الأخيرة ضعفا شديدا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك