رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 مارس، 2018 0 تعليق

د.إبراهيم الرحيلي أثناء لقائه وفد جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع العارضية(2) تحرير المصطلحات يزيل الخلاف بين طلاب العلم ويجمع كلمة أهل السنة

 

 

 

استكمالا لحوار الشيخ د. إبراهيم الرحيلي مع وفد جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع العارضية، الذي أكد فيه أن مسألة تحرير المصطلحات من الموضوعات المهمة جدًا، وأنه ينبغي لطلاب العلم وللدعاة ولكل من له عناية بجمع كلمة أهل السنة وطلاب العلم العناية بهذا الأمر، وفي هذه الحلقة تطرق الشيخ إلى مسألة فيها تنازع -كما وصفها- وهي: من العلماء؟

     فقال: هل العالم هو من زكَّاه فلان العالم؟، أم هو من مدحه فلان؟ هكذا وصلنا إلى هذا الحد، وأصبح بعض الشباب الآن يقول: فلان رجل متخرج في الجامعة الإسلامية ويحمل دكتوراه في العقيدة وفي الفقه، أو في الحديث أو في التفسير ويدرس، قالوا: ما نقبل منه إلا بتزكية، سبحان الله! أي تزكية أعظم من أنه رجل يحمل شهادة علمية من جامعة معترف بها؟!، التزكية النافعة عند الله هو أن يزكي نفسه، أما تزكية الناس فلا تنفعه، فلو زكاه جمع من العلماء وهي جاهل ما نفعته تزكيات العلماء، ولو زكى نفسه بالعمل وزكى نفسه بالعلم فهذا ما يحتاج، الناس الآن بلغوا بجهلهم أن يأتي رجل يتكلم، والله لو تكلم ساعة الناس لا يدركون أن هذا الرجل يتكلم عن علم أو يتكلم عن جهل؛ فضلاً أن يبقى سنين وهو يدرس والناس لا يدرون أهذا سني أم بدعي حتي يأتينا رجل من بلد آخر ويقول: اقبلوا من فلان أو لا تقبلوا منه.

وصل الأمر بنا في هذه المرحلة أن الطلبة يدرسون على شيوخ أكثر من عشرين سنة، ثم يأتي الخلاف، وتأتي التحذيرات؛ فيقال: نحن نتبع العلماء في التحذير، حتى أصبحنا الآن ننازع في الإجماع ما المقصود بالإجماع؟

الإنسان العاقل

     إذًا الإنسان العاقل هو الذي يعرف المصطلحات، إذا قال حذَّر منه العلماء يعني هذا إجماع فأصبح يحذر من العلماء إلا من فلان أو فلان، كل هذا تلاعب بالمصطلحات، قديماَ كان العلماء يفرقون بين قول الجمهور والإجماع، لم يقل أحد: إن قول الجمهور إنه لا يجوز أن يخالف؛ فقد يترجح قول آخر على خلاف الجمهور، فضلاً أن يكون قول واحد أو اثنين أو ثلاثة، هذه الأمور كلها وصلت الشبه إلى حد الآن إلي الدراسات العليا وطلاب الماجستير والدكتوراة، ومن يحمل شهادات متقدمة كيف تتبع هذه الفتن؟ لابد أن نتعلم ونعلم الطلبة كما يقال من الصفر نعلمهم من هم العلماء؟ من هو السني؟ من هو المبتدع؟  هذه الأمور أنا أرى أنها إذا ما حررت تحريراً صحيحاً فلن نبقى في الفتن؛ أنت إلى الآن تقول للطلبة: اعملوا بالسنة واحذروا من البدعة، وهم لا يعرفون السنة ولا يعرفون البدعة، إذًا ما فعلنا شيئا؛ فهذه الأمور لابد أن تُحرر. ومن الأمور المهمة جداً التي استفدناها من كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي قال: (مقيده) ويتكلم، وكان كثير من أهل العلم ينسب الكلام لنفسه، يأتي بعض الناس يقول: «ظاهر النص أنه كذا»، وأذكر يعني رجلا قال في كتاب من كتبي: (موقف أهل السنة)، قال: «هذا الكتاب ما قرأه أحد إلا وعرف أن صاحبه مبتدع»، يعني يعرف على العموم، انظروا إلى الجرأة يعني هذا الآن لو قال لنا: «رأيي» قد يقبل، لكن يحكم على الناس وأنه ما قرأ هذا الكتاب أحد، أنا أقول القرآن وهو كلام الله -تعالى- لا تستطيع أن تقول: «إن كل من قرأه عرف أنه حق»؛ لأن هناك أناسا يقرؤون القرآن ولا يعرفون أنه حق، ليس هذا نقص في كلام الله، لكن كلام الله، هدى الله به أقواماً وأضل به آخرين؛ فمهما كان الأمر بيِّن لا تقل: ما قرأه أحد إلا وقال فيه، انظروا إلى هذه الجرأة في الأحكام، ويوجد الآن من يصدق هذا الكلام.

أهل السنة

      تحرير مصطلح من هم أهل السنة؟ لا يزال هذا المصطلح يتلاعب فيه المتلاعبون ويشرقون به ويغربون وكلٌ يدعي أنه من أهل السنة، وأن الشيخ الفلاني هو شيخ أهل السنة، وأن طلبة الشيخ هم أهل السنة، وأن من خرج عن هذه الحلقة أو هذا الجامع أو هذا البلد من أهل السنة إذاً هذه مشكلة كبيرة؛ فهذه المسألة أرى على طلاب العلم وعلى المشايخ أن يعتنوا بها، وأن يكتبوا من لديه قدرة من لديه -يعني وقت- يكتب في تحرير هذه المصطلحات ويبين خطورة التلاعب بالمصطلحات.

  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك