رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 3 أغسطس، 2015 0 تعليق

دولتنا هل تبذل جهدها في الوقاية؟!

     مبدأ الوقاية خير من العلاج مبدأ شامل لكل شؤون الحياة، ومن الخطأ حصره في المجال الصحي، بل لابد أن يمتد إلى المجال الغذائي والعلمي والفكري والإسلامي والاقتصادي والسياسي على حد سواء.. وينبغي أن ينال اهتمام فئات المجتمع جميعها بطريقة أكبر مما يبذل في العلاج.. في مجالات الإرهاب والفتن الطائفية وسرقات المال العام والشهادات المزورة والاستهلاك الكبير وعدم الإنتاجية والاعتماد على مصدر البترول والأمراض المعدية بسبب الشذوذ وتغيير القوانين لقبوله.

والأمانة تتطلب جمع الكلمة على الحق والخير، والتعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان، ليتم السير بسفينة المجتمع إلى بر الأمان بعد الخروج بها من ظلمات البحر اللجي الذي تغشاه مدلهمات الفتن..

     إن ما يحدث من مستجدات تترى يصعب مواجهتا لوجود ضعف في آلية الإنذار المبكر وإهمال مبدأ الوقاية أو التقصير في توفير أسبابها أو التقدير الخطأ لحجمها وطبيعتها وآثارها المدمرة أو البرود في التعامل معها وعدم وضع سياج آمن يحمي من خطر وقوعها.. قال تعالى: { ذلك بأن الله لم يلد مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا، بأنفسهم وأن الله سميع عليم} (الأنفال:53).

    ويكمن الخطر في داء التسويف والتأجيل؛ فإنه القابلية للمفآجات والطوارق أشد وجوداً عندما لا نؤجل عمل اليوم إلى الغد، ومبدأ الوقاية ينقلنا من السوء إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن.. في ظل احترام التخصصات والخبرات في منظومة واحدة معيارها النهوض بالدولة إلى الأحسن والأكمل وتحقيق المصلحة المشتركة، قال تعالى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(التوبه:115).

     فكم يتألم المسلم وهو يرى عدد القتلى بسبب الحوادث المرورية؛ حيث يبلغ من 400-500 في كل سنة!! ويرى عدد حالات الطلاق في ازدياد، ويرى حالات الغش والاحتكار وأكل أموال الناس بالباطل، وعدد حالات الإدمان على المخدرات والمسكرات في ازدياد، فيتساءل أين طرائق الوقاية؟ وما نتائجها؟ ولماذا لم يقلّ العدد؟ وأين الخلل؟!!

لا شك أن ضعف الوازع الديني، والظن الخطأ، والجهل، والانفتاح الإعلامي  والثقافي غير المنضبط، وكثرة المشكلات الأسرية، والتأثر الشديد لما يعرض عبر التواصل الاجتماعي، والإشاعات والابتعاد عن تطبيق الشريعة.. كلها أسباب للانحدار الشديد إلى الهاوية ما لم نتدارك أنفسنا!!

إن مرض القلب أشد فتكا من أعراض البدن؛ ولذلك فإن الإسلام ينهانا دائماً بقوله: (لاتقربوا) أي ابتعدوا عن كل الطرق المؤدية إلى هذا المنكر والفساد، ولاتحاولوا أن تجربوه أو تدخلوه.

ويدعونا (اجتنبوا) التحذير الكلي والجزئي منه.

(لا يحل لكم..) (إياكم) (هلك المتنعطون).

نسأل الله السلامة للجميع، وأن يصلح ربي الأحوال، ويغفر الزلات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك