رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.وليد عبدالوهاب الحداد 8 أغسطس، 2016 0 تعليق

دور قيم العمل في نهضة الامة الإسلامية (2)

مازلنا في مقالتنا هذه نسطر الكلام حول أهمية جودة العمل وإتقانه كما في المقالة السابقة لأهمية الجودة وإتقان العمل في التطوير والمنافسة وتوصيل الخدمات وصناعة البضائع. قال -تعالى- مادحا داود عليه السلام: {واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب} ص آية ١٧، وفُسر الأيد في الآية على إنه الإتقان في العمل.

- كما طلب ذو القرنين في رحلته الواردة في سورة الكهف ممن طلبوا منه بناء السد {فأعينوني بقوة} (آية: ٩٥)، وفسرت بأن أعينوني على الإتقان في بناء السد.

- وقال - صلى الله عليه وسلم - :«المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، واحرص على ماينفعك، واستعن بالله ولا تعجز» رواه مسلم، والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، وأيضا القوة في إنجاز الأعمال والتميز والإبداع.

- وحتى يضمن الإسلام تولية الأصلح وذو القوة والذين يتميز عملهم بالجودة فقد زجر عن تولية من هو أقل كفاية وقدرة من المسلمين وتقديمه على من هو أقدر منه، وفي بيان ذلك يقول -  صلى الله عليه وسلم - «من ولَّى على المسلمين رجلا وهو يرى من هو أفضل منه فقد خان الله ورسوله» رواه الحاكم في مستدركه وذكره ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية. 

- وقال عمر بن الخطاب -رضوان الله عليه- «من ولى من أمر المسلمين شيئا، فولَّى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين» ذكره ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه السياسة الشرعية.

- وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن قوما دخلوا عليه فسألوه الولاية: فقال إنا لا نولي أمرنا هذا من طلبه» وقال - صلى الله عليه وسلم - لعبدالرحمن ابن سمرة: «يا عبدالرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنُت عليها وإن أعُطيتها عن مسألة وُكِلْت إليها» أخرج في الصحيحين.

- وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه، ومن لم يطلب القضاء ولم يستعن عليه أنزل الله ملكا يسدده» رواه أهل السنن - السياسة الشرعية لابن تيمية. والقصد أن موضوع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو أساس نجاح الإدارة في وقتنا المعاصر؛ ولهذا وضعت أنظمة إدارية عدة لضمان ذلك، منها التوصيف الوظيفي وتقييم الوظائف، وتخطيط القوى العاملة، والتدريب للقيادات والوظائف الإشرافية، ولاشك أن كثيرا منا تجاوز مثل هذه الأمور؛ ولذا كان ذلك من أهم أسباب تدهور الإدارة لدى المسلمين والعرب؛ إذ التعيين يخضع ليس للكفاءة بل للولاء السياسي أو القبلي أو المصالح التجارية؛ مما أدى -مع الأسف- إلى تدهور الخدمات العامة، وبالتالي تخلف التنمية بسبب عدم قدرة من تم تعيينهم في هذه المناصب على الإدارة وتحقيق الأهداف والنتائج؛ لأنهم من غير كفاءة، ويخفى -مع الأسف- على كثير من المسلمين الزجر الشديد لتعيين غير الكفاءات، لدرجة وصفهم بالخيانة من المشرع، ولكن -مع الأسف- لا حياة لمن تنادي، ولعل في مقالاتنا هذه عن قيم العمل نوجه المسلمين للانتباه إلى هذه القيم والقواعد المهمة في إدارة العمل الإداري.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك