رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. جميلة عبدالقادر الرفاعي 17 مارس، 2019 0 تعليق

دور المرأة المسلمة في العمل الدعوي (4) تحديات العمل الدعوي النسائي وسبل تخطيها

ما زلنا في الحديث عن دور المرأة المسلمة في العمل الدعوي؛ حيث ذكرنا أن المرأة كوّنت -إلى جانب الرجل- الركيزة الأساسية التي بنت عليها الشريعة الإسلامية مقاصدها حيث وحظيت المرأة بمكانةٍ رفيعةٍ لم تشهدها من قبل على مر العصور، وازدادت هذه المكانة مع ازدهار الحضارة الإسلامية، واستكمالاً لما تحدثنا عنه في العدد الماضي عن التحديات التي تواجه العمل الدعوي للمرأة، نتكلم اليوم عن سبل التغلب على هذه التحديات.

بعد الاستعراض الموجز لتحديات العمل الدعوي النسائي حريّ بنا طرح حلول مقترحة لتخطي هذه التحديات وتجاوزها نحو البناء والارتقاء، ومن هذه الحلول:

التَّوعية للأُسَر وأولياء الأمور

1-  إيجاد السُّبل التَّوعوية للأُسَر وأولياء الأمور، أوَّلاً من جهة تنظيم الأُسرة، وربطها بالقيم الإسلاميَّة النبيلة، وثانيًا من أَجْل الاهتمام بالمَحاضن الدَّعوية والعِلميَّة النسوية، ورفدها بالفتيات بُغْية تنشئتهنَّ على الأخلاق والآداب الإسلاميَّة، وثالثًا مِن جِهَة ترسيخ الوَعْي والشُّعور بالمسؤولية لدى الآباء، وأولياء الأمور، للتفاعل مع الأنشطة الدعوية النسوية المختلفة.

عقد ورش عمل

2- ضرورة عقد ورش عمل بين المهتمات بالدعوة، تُطبق فيها بعض البرامج المنشطة للجهود، والاهتمام بالمُحاضرات العامَّة، وتفعيلها، ورَبْطها بالأنشطة الإحصائيَّة التي من خلالها يتعرَّف القائمون على الدعوة موطن اهتمامات النِّساء، والسَّلبيات الحاصلة بسبب ذلك، ومعالجتها عن طريق ترتيب محاضراتٍ حسب الحاجة المتعلِّقة بالجانب النسوي.

الأعمال الدعويَّة القائمة

3- الاهتمام بالأعمال الدعويَّة القائمة، وذلك بِحَصْرها وتصنيفها إلى: أعمال دعويَّة - ثقافية - إعلامية - تربويَّة، وترشيدها والاستفادة من الأعمال والنَّماذج المطروحة في السَّاحة الدعوية، وتطوُّر الدعوة النسوية؛ بحيث يُمكِن الوقوفُ على مكامن الضَّعف فيها، والدَّواعي وسُبل العلاج، وأي المناطق متقدِّمة على غيرها، وكيفيَّة دَعْمها واستِمْراريَّتها.

تبادل الخبرات

4- التأكيد على إيجاد آلية لتبادل الخبرات بين الجهود النسائية في الدعوة؛ الذي يؤدي إلى توثيق العلاقة بين العاملين والعاملات في الدعوة؛ فينتج عنه وحدة الصف، وتكوين رأي عام مبني على الكتاب والسنة، مستصحبا لظروف الواقع.

إيجاد حلول لمشكلات الدعوة

5- استكتاب المهتمين بالدعوة للكتابة حول مشكلات الدعوة في الوسط النسائي، وترشيد الكتابات الموجهة للمرأة، وتغطية لقضاياها المختلفة في جوانب متعددة.

تنسيق الجهود

6- إقامة مركز يتولى تحويل التوصيات وغيرها إلى الواقع العملي، ويمكن أن يكون فقط في الانطلاق للوصول إلى جهد منسق في الدعوة النسائية.

المشاريع الدعوية

7- إعداد المشاريع والأعمال الدعوية الموجهة للمجتمع، من خلال التعرف على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية التي تعاني منها المرأة، وذلك من خلال الاستغلال الأمثل للوسائل الدعوية التي تستهدف أكبر قدر من المستهدفات.

إقامة مجموعات عمل

8- إقامة مجموعات عمل ممثلة من مختلف المؤسسات الخيرية والتربوية لمناقشة قضايا اجتماعية وتربوية وغيرها؛ مما له صلة بشؤون المرأة المسلمة.

التعاون بين الهيئات والمؤسسات

9- التعاون بين الهيئات والمؤسسات النسائية الدعوية القائمة في بقاع العالم؛ مما ينعكس إيجابا ً بتوفير الجهد من خلال تحقيق الأهداف المنشودة بأقل ما يمكن، وبالتالي تفريغ الجهد الزائد في الأنشطة الأخرى الشاغرة.

إعداد قاعدة معلوماتية

10- إعداد قاعدة معلوماتية لكل ما ينشر عن المرأة، وتنشيط حركة البحث والتأليف والدراسة.

إصدار الدوريات والمجلات

11- إصدار الدوريات والمجلات التي تخدم القضايا النسائية التي تخاطب فئة معينة، وأخرى موجهة لمعالجة القضايا الفكرية، وثالثة تخاطب الفتاة في المرحلة الجامعية أو الثانوية وهكذا.

متابعة المؤتمرات

12-متابعة المؤتمرات الدولية والمشاركة فيها بغرض الدفاع العلمي الرشيد عن قضايا المرأة المسلمة، وظهور نشاطات جديدة متميزة، القيام بمتابعتها ورصدها من خلال ما ينشر في اللقاءات والصحافة والمؤتمرات.

تعميم الأعمال الناجحة

13- تَعْميم بعض الأعمال النَّاجحة المُقامة في السَّاحة، سواءٌ على الصَّعيد العِلمي والثَّقافي والإعلامي والتَّربوي والدعوي، وذلك بِتَنفيذها عمَليًّا، وبتوحيد الجهود المَبْذولة حسب الإمكان، كصناعة بعض الرموز المصلحة للمجتمع، وتقديم القدوة لشرائح المجتمع كافة ؛ فتقدم مثلا المرأة الواعية في فكرها ومعاملتها من خلال التزامها بدينها.

التعاون مع الجامعات

14- التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث لإدراج المرأة ضمن أولوياتها، كالتعاون مثلا في البحوث الأكاديمية، وإجراء الدارسات الميدانية على أنماط السلوك النسائي في مختلف البلاد الإسلامية.

توظيف الطَّاقات المبدعة

15- توظيف الطَّاقات المبدعة والمبرزة العاملة في السَّاحة الدعوية، حسب مُيولها العِلميِّ والعمَلي، وإبداعاتها، وَفْق التَّصنيفات السابقة؛ إذِ الدعوة إبداعٌ وابتكار، لا تتوقَّف على وسيلة معيَّنة.

التعزيز الرسمي

16- التعزيز الرسمي من قبل الدولة وغير الرسمي من مؤسسات المجتمع المدني والأفراد للجهود النسائية القائمة؛ مما يحفز الداعيات الأخريات ويشحذ همتهن للإقدام على العمل الدعوي النسائي، وما لهذا التعزيز الأثر البالغ في نفوس الداعيات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك