رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 أغسطس، 2022 0 تعليق

دور المرأة الدعوي والخيري

دور المرأة الدعوي والخيري

إن المتأمل في عموم رسالة الإسلام يدرك أنه لم يقتصر على تكليف الرجال بالدعوة إلى الله دون أن يحمّل النساء جزءاً من هذه المسؤولية، والمتأمل في تاريخ الإسلام يجد أنّه حافل بجهود المرأة الدعوية ومشاركتها في ذلك سواء كان بين الأبناء والبنات، أم بين النساء الأخريات في المجتمع الإسلامي، ومن المجالات التي يمكن أن تسهم فيها المرأة لدعم العمل الدعوي ما يلي:

أولاً: الدعوة داخل بيتها

- تربية أبنائها على العقيدة الصحيحة بتلقينهم كلمة التوحيد، وغرس محبة الله - عزوجل-، ومحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في نفوسهم.

- تربيتهم على حسن اختيار الأصدقاء ومراقبتهم عن بعد.

- بناء الأساس الجسمي والخلقي والفكري لديهم.

- ربط الأبناء بالدعوة والدعاة، لتنمو في نفوسهم روح الدعوة إلى الله، والجرأة في مخاطبة الناس.

- تربية البنات ليكن زوجات صالحات وداعيات وذلك من خلال ما سبق ذكره عن الأبناء إضافة إلى تعويدهن على الستر والحجاب الشرعي قبل البلوغ ليتعودن عليه.

- تعويدهن على صلة الرحم وزيارة الجيران، ودعوتهن إلى التمسك بدين الله - تعالى.

- تعليمهن وتدريبهن على أمور البيت وتدبير شؤونه.

- مساندة الزوج وتشجيعه على العمل في ميدان الدعوة، وخير دليل على ذلك موقف خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها - في مساندتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومؤازرتها له في تبليغ الدعوة.

ثانيًا: دعوة الأهل والأقارب

- أن تكون نموذجاً للبنت البارة بوالديها، مما يساعد على تقبلهما للنصح والإرشاد.

- تحسين العلاقة مع الإخوة والأخوات، والبعد عن الخلاف.

- نشر الوعي الثقافي الإسلامي في البيت، واستغلال الجلسات الأسرية في ذلك.

- زيارة الأقارب مع تنبيههم للمخالفات الشرعية - إن وجدت - بأدب ولطف.

 

كوني صاحبة رسالة تربوية هادفة

     إن كثيرًا من الفتيات، ما إن تنتهي إحداهن من الدراسة النظامية حتى تهجر الكتب، بل والمطالعة عمومًا، وتصبح اهتماماتها المحدودة لا تتعدى لباسها وزينتها والتفنن في ألوان الطعام والشراب، وهي هموم دنيوية قريبة التناول، لا غير، فالمرأة المسلمة عضو في مجتمع الإسلام، فهي مؤثرة ومتأثرة به، لا شك في ذلك؛ فهي ليست هامشية فيه أو مهملة، ولا يصح بحال أن تكون سلبية أو اتكالية، فالمسلمة المتميزة لها حضور اجتماعي واضح في كل ما هو نافع، وهكذا ينبغي أن يكون، كذلك فإن المرأة المسلمة لها رسالة تربوية هادفة للرقي بمجتمعها وتبدأ هذه الرسالة بإيفاء حق جيرانها، فتعلّم الجاهلة ما تحتاجه لدينها ودنياها، وفي ذلك خدمة تؤديها للأجيال الناهضة؛ فالجارات الصالحات يتدارسن أفضل السبل لتربية أولادهن وحل مشاكلهن.

 

الزوجة المثالية

      الزوجة المثالية هي التي تحفظ معروف وجميل زوجها، تقدره وتحترمه في سرها وعلنها، هي التي لا تفشي أسرار بيتها حتى لا تجعل حياتها مكشوفة ومخترقة وعرضة للعبث والتخريب، تصبر على زوجها في حال فقره واحتياجه، وتحافظ على ماله من الضياع هباءً لو كان غنيًا ميسور الحال، لا يعرف الإسراف والتبذير طريقها، ولا يسيطر التفاخر والتباهي على تصرفاتها، تعرف بذكائها وقدرتها على التمييز كيف ومتى تتحدث مع زوجها، ومتى تطيل حديثها ومتى توجزه، تنصت إليه باهتمام بالغ إذا تكلم، وتصمت وتحاول الهدوء والصبر عليه لو كان غاضبًا منفعلًا.

 

تواريخ مهمة في حياة أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن

- لم يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بنساء جدد خلال الأربع سنوات الأخيرة من حياته.

- مجموع السنوات التي عاشتها أمهات المؤمنين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجتمعة تصل إلى ثمانين سنة، ينهلن فيها من فيض النبوة، ويجتمعن على مائدة الرسالة.

- لم تذكر كتبُ التاريخِ والتراجمِ العامَ الذي وُلِدَتْ فيه السيدة سودة بنت زمعة -رضي الله عنها-؛ ممَّا ترتَّب عليه عدم معرفة عمرها عند وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا معرفة كم عاشت من السنين.

 

النزاع والشقاق بين الوالدين

     إن ظاهرة النزاع والشقاق بين الوالدين خصوصًا أمام أولادهما، تؤدي إلى انحراف الأولاد، فينبغي على الوالدين ألا يثيرا الخلاف والشقاق أمام أولادهما، وعلى كل منهما أن يلتمس العذر للآخر، ولا يبادر في إظهار الأخطاء وإشاعتها، لئلا يتصدع بنيان الأسرة.

 

سنة التزين للأزواج

     تُعاني بعض الأسر -ولا سيما إذا طال عهد الزواج- من عدم اكتراث الأزواج بالزينة؛ سواء النساء أم الرجال، ويعدون هذه الزينة كانت مهمَّة في الفترة الأولى من الزواج، أو أنها في فترة الشباب فقط، أو أنها في أوقات معينة في أثناء الأسبوع أو الشهر، وهذه في الواقع مشكلة قد تُؤَدِّي إلى أزمات كبيرة في الأسرة، ولم تكن من سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل كانت السُّنَّة أن يتزيَّن كل طرفٍ للآخر؛ فتتزيَّن الزوجة لزوجها، ويتزيَّن الزوج لزوجته، فقد روى النسائي -وقال الألباني: حسن صحيح- عَنْ أبي هريرة - رضي الله عنه -، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ»، وذكرت أُمُّ عَطِيَّةَ -رضي الله عنها- أن النساء كنَّ يمتنعن عن الزينة فترة الحداد على الميت؛ مما يدلُّ على أنهن كنَّ يتزيَّن في كلِّ الأيام الأخرى.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك