رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 29 أكتوبر، 2013 0 تعليق

دليلـك نحـو المهـارات التربويـة المهمة للتعامل مع فترة المراهقة

 

ما الذي يجب أن تعرفه عن المراهقة؟

 

- المراهقة مرحلة انتقالية وحلقة وصل بين الطفولة والرشد.

- بلوغ مرحلة النضج الجسدي، لا يعني بالضرورة بلوغ مرحلة النضج العقلي والنفسي والانفعالي.

- المراهق طفل يبحث عن رجولته.

- الكبار مطالبون بتفهم خصائص مرحلة النمو، والعمل على توجيهها إيجابيا بدلا من تركها لتوجيه الآخرين ممن لا يؤمن شرهم.

- مهمتنا أن ننقل المراهق من مرحلة الطفولة والاتكالية والسلبية، إلى مرحلة الرجولة العصامية والمسؤولية، ولكن بتدرج وحكمة

ماذا نعني بالمراهقة (Adolescence

     المراهقة في لغتنا العربية ترجع إلى الفعل (راهق) الذي يعني دنا واقترب، فاصطلاح المراهق من جهة اللغة يعني مرحلة الابتعاد عن الطفولة، والاقتراب من مرحلة الاشتداد والرجولة.

     أما المراهقة في علم النفس فتعني التدرج والاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، والفرد يصل إلى اكتمال النضج في تلك الجوانب بعد سنوات عديدة قد تصل إلى العشر سنين.

     فهي مرحلة نمو جسمي وعقلي ونفسي واجتماعي متلاحقة ومتسارعة، ولذلك يحتاج المراهق إلى فهم خصائص مرحلة نموه ومشكلاته المتعددة الناجمة عن قلة خبرته في التعامل مع متطلبات النمو  واحتياجاته النمائية.

الفرق بين البلوغ والمراهقة

البلوغ (Puberte): نضوج الغدد الجنسية، واكتساب معالم جنسية جديدة، تنقل الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد.

     فالبلوغ تصاحبه تغيرات خارجية وداخلية في جسم المراهق ونفسه، ويقتصر البلوغ على ناحية واحدة من نواحي النمو الجسدي وهي الناحية الجنسية.

     أما المراهقة (Adolesceence): فهي مرحلة وسط تقع بين سن الطفولة وسن الرشد، وهي مرحلة انتقالية ينتقل فيه المراهق وهو طفل ــ غير ناضج جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً ــ إلى إنسان يتدرج نحو النضج الكامل، ومحاولة الاستقلال والاعتماد على النفس وإثبات الذات.

المراهقة مرحلة انتقالية حاسمة:

مع أن المراهقة مرحلة طبيعية، يجب أن يمر بها كل إنسان، إلا أنها تعد حاسمة في حياة الإنسان المستقبلية؛ وذلك لما يلي:

- لأنها مزيج من الطفولة والشباب، ومرحلة التغيرات في النمو الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي؛ لذا كان الصراع الداخلي أبرز ما يميز هذه المرحلة.

- لأنها مرحلة انتقال وحيرة وتغير فيزيولوجي، وفيها تختلط المشاعر والانفعالات السريعة، وتظهر على المراهق أعراض مختلفة كالتمرد وسرعة الغضب والميل إلى العنف.

- لأنها مرحلة يتم فيها تبنّي القيم الخاصة، وتحديد الاتجاهات في الحياة، وتبني وجهة نظر أولية تجاه الأشخاص والأشياء والأحداث، ومعلوم أن التوجه نحو اكتمال النمو والاستقرار يبدأ قبيل البلوغ.

- لأن المشكلات والصعوبات التي يمر بها المراهق بحاجة إلى تفهم، وربما لا يحسن الكبار التعامل معها، وقد تترك تدخلاتهم أثراً عميقاً في شخصية المراهق المستقبلية.

- مهمة وحاسمة؛ لأنها تجربة فريدة من نوعها، يتعلم من خلالها تجارب وخبرات انفعالية وجدانية واجتماعية.

أقسام المراهقة

المراهقة حسب العمر

يقسم العلماء المراهقة إلى ثلاثة مستويات بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها الإنسان، ولكل مستوى خصائصه النمائية: انظر الجدول المرفق

المراهقة حسب الظروف الاجتماعية والثقافية:

ويقسم العلماء المراهقة بحسب تأثير الظروف الاجتماعية والثقافية في سلوكيات المراهق إلى ثلاثة أشكال:

1- مراهقة سوية خالية -نسبيا- من المشكلات والصعوبات.

2- مراهقة انسحابية، وفي هذا النوع من المراهقة يفضل المراهق الانعزال والانفراد بنفسه، والانسحاب من مجتمع الكبار والأقران.

3- مراهقة عدوانية؛ حيث يتسم سلوك المراهق بالعدوان على نفسه وغيره من الناس والأشياء.

المراهقون كما يراهم الكبار

لو توجهنا إلى عالم الكبار الذين يتعاملون مع المراهقين، وسألناهم عن المراهقين كيف ينظرون إليهم؟ لوجدنا إجاباتهم لا تخرج عن الآتي - وإن اختلفت التعبيرات-:

- المراهقة مشكلة كبيرة، ومرحلة حرجة وصعبة.

-  المراهق في نفور من الوالدين والأسرة والكبار، وفي صراع دائم مع المعلمين.

- المراهقة أزمة حقيقية؛ لأنها تمثل حالة صراع دائم مع القيم السائدة في المجتمع.

- المراهق قاصر ويجب أن نبقي الوصاية عليه.

- المراهق يدمن الوقوف على أبواب مدارس البنات، وخياله مليء بقصص الانحراف والشذوذ.

- المراهق مدمن للتلفاز والإنترنت والسينما والتدخين ورفاق سوء.

- مطالبه المادية كثيرة.

- قليل الأدب ويلاحق الموضة، ويتصرف بفوضوية.

هذه إجابات متعددة من كبار يعبرون من خلالها عن الصورة التي يحملونها عن هذه المرحلة.

والسؤال: ما مدى دقة الصورة التي يرسمها المجتمع لهم؟ ولماذا؟ وكيف تؤثر في تعاملنا معهم؟

في بيتنا مراهق!! في بيتنا صرصور!!

     طلبت إليَّ إدارة الاستشارات العائلية (إصلاح ذات البين) بوزارة العدل بدولة الكويت (وهي من المؤسسات الرائدة في التنمية الأسرية داخل الكويت) برنامجا عن فن التعامل مع المراهقين تحت اسم: (في بيتنا مراهق!) فرفضت العنوان الذي اقترحته الأخت الفاضلة المنسقة إبداعيا..

     فقلت لها: نعم هو إبداعي، لكن وراءه تصور وفلسفة لا تنسجم وفلسفتي وأفكاري؛ فهو يدل على أن في البيت مصيبة أو قنبلة قابلة للتفجير أو حشرة مثل الصراصير. بينما تصوري أن المراهق نعمة في البيت ومتعة للكبار ومصدر سعادة وهذا ما أشرحه في برامجي حول المراهقة.

خصائص طبيعية للمراهق لكنها تقلق الكبار

     هناك خصائص طبيعية تتسم بها مرحلة المراهقة وهي ضرورة تقتضيها المرحلة ولكن غالبا ما تواجه شكوكا واعتراضات من الكبار يصل إلى التشكيك في سلوك الوالد أو في شخصيته السوية.

المراهق يجد صعوبة في التعبير ولا يتفاعل مع الآخرين، ولا يشاركهم مشاعرهم.

المراهقة مرحلة هدوء حركي يتم تعويض كثرة الحركة الطفولية بالعنف اللفظي الكلامي والردود العنيفة.

     المراهق بحاجة ماسة إلى الاختلاء بنفسه، ولذلك قد نجده يغلق عليه أبواب غرفته، أو يطيل المكث بالحمام «الخلوة حاجة ماسة لكل مقبل على مرحلة مصيرية هامة بالحياة؛ لأنها فرصة للتأمل وهذه سنة الأنبياء قبيل الرسالة».

المراهق يبدي حساسية مفرطة إذا لم يجد من يتفهم مشاعره.

    المراهق يميل إلى الفوضى وقلة الترتيب، ويخطئ الكثير من الآباء والأمهات عندما يرغمونه على الترتيب والنظام الدقيق؛ إذ يفوتون عليه فرصا عديدة في اكتساب مهارات اجتماعية وفكرية وقدرات أساسية هي أهم من صفة الترتيب والتنظيم ولاسيما في هذه المرحلة.

     يميل المراهق -غالبا- إلى مصادقة من هم أكبر منه سنا «التطلع للمرحلة المقبلة من عمره». ولذلك جاءت وصية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجه «صاحبوهم سبعا».

يرفض المراهق الأوامر دون مسوغات، وهو غير مستعد لتحمل المسؤولية التي تفرض عليه فرضا دون بيان القيمة المضافة من ورائها.

     يميل المراهق إلى المنافسات والتحديات والمغامرات، ولذلك ينبغي توجيه هذه الميول إلى محفزات بناءة قبل أن تتحول إلى مدمرات في عالم العلاقات مع الأقران.

     يكثر المراهق من التساؤلات وإثارة الإشكاليات، وهذه خاصية ونعمة من الله تعني استعداده ورغبته في التعلم واكتساب الخبرات والاستفادة من تجارب الكبار.

تناقض

من أخطاء الآباء والأمهات: تعاملهم مع المراهق بتناقض، يجعله متذبذبا لا يدري أين يصنف نفسه؟ هل هو بقايا طفل أم رجل ناضج؟

وتناقض الكبار يكمن في معاملته بجعله بقايا طفولة ومطالبته في الوقت نفسه بسلوك الرجال.

حدد -أيها المربي- أولا رؤيتك لابنك المراهق، وعلى ضوئها طالبه بما تتوقع منه.

هل هو طفل تمارس وصايتك عليه؟ إذا عامله بِعَدِّه طفلا ولا تطالبه أن يتصرف كما يتصرف الرجال أو الكبار.

أما هو رجل ناضج أو بنت ناضجة؟ إذا عاملها معاملة الرجال والنساء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك