دكتور عيسى القدومي: اللاجئون الفلسطينيون وحدهم يتحملون ضريبة هذا الاقتتال
(اليرموك وكماشة الموت) هكذا وصف الدكتور عيسى القدومي الحال في مخيم اليرموك؛ حيث أكد أن مأساة مخيم اليرموك حكايته عجيبة غريبة، حصار أزهق النفوس، وبراميل فجرت الرؤوس، وسكاكين قطعت الرؤوس، وجديدها تمكين لداعش بحركة بهلوانية، وتحالفات مشبوهة، وتسهيلات مكشوفة.
- كان ذلك في تصريحه للفرقان حول الأحداث الأخيرة التي عصفت بالمخيم، حيث أكد أن:
- مأساة مخيم اليرموك – أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق والشتات – تُعد شطر مأساة سوريا، فأظن أن كل ما يحدث في سوريا جزء، ومخيم اليرموك جزء آخر، فالموت جوعاً أضحى خبراً على شاشات التلفزة!
ولا شك أن ضريبة هذا الاقتتال يتحملها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات اللجوء وحدهم، وهي ضريبة باهظة الثمن، فمع أي حدث سياسي أو عسكري في الدول العربية، ولاسيما دول الطوق حول فلسطين تُسال الدماء الفلسطينية، سواء اعتزلوا أم شاركوا في تلك الأحداث والمتغيرات، فمنذ بداية الثورة في سورية، خرج علينا المتحدثون الرسميون باسم الحكومة ليتهموا الفلسطينيين في المخيمات بأنهم وراء ذلك الحراك، ليجر الفلسطيني إلى معركة الأنظمة الظالمة مع شعوبها .
- وعن الهدف من إقحام اللاجئين الفلسطينيين في هذه الأحداث قال:
- بدت المحاولات التي تبذلها أطراف خارجية وعصابات مأجورة واضحة الأهداف في سعيها لجر المخيمات الفلسطينية - وعلى وجه الخصوص - إلى المزيد من المواجهات المسلحة في ظل الوضع القائم في سورية، من أجل طرد مخيمات اللاجئين، ولا شك أن المستفيد الأول من الأحداث الضاربة للمخيمات الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لإلغاء تلك المخيمات وما يتبعها من حق العودة إلى وطنهم الأم فلسطين المحتلة.
ونستطيع أن نقول: إن ما يحدث في مخيم اليرموك مؤامرة كبيرة على اللاجئين فيه، الهدف منها تهجير من تبقى منهم إلى خارج سوريا باتجاه الدول الغربية ونسف حق العودة بالكامل وتدمير مخيم اليرموك (الرمز) أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الشتات.
- كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد برغم أن هناك محاولات كثيرة بذلت لتحييد المخيمات ولاسيما مخيم اليرموك عن مثل هذه الأحداث؟
- لا شك أن اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم أضعف حلقة في مكونات الدول التي يقطنونها، فلا ميليشيات تحميهم، ولا قوى سياسية تنادي باسمهم ولا حضور على الأرض مع غياب شبه كامل لممثليهم دولياً؛ الأمر الذي يسهل مخطط ذبحهم والاستفراد بهم دون أن ينتصر أحد لدمهم كما حدث لهم مؤخراً في العراق.
وقد عملت كل الفصائل الفلسطينية لتحييد المخيمات الفلسطينية، وتجنيب إقحام أبناء الشعب الفلسطيني في الأزمة في سوريا أو لبنان أو غيرهما من الدول، إلا أن أحمد جبريل -مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- الأداة الأولى للنظام النصيري تسبب في وضع المخيمات بين مطرقتين: إما تأييد النظام السوري المجرم، أو القتل باعتبارهم من المؤيدين للمعارضة السورية وجيشها الحر، فعصابات النظام السوري بمساندة مرتزقة أحمد جبريل قامت بعمليات «عقاب جماعي» للمخيمات الفلسطينية، وكأن الطريق والسبيل لتحرير فلسطين لا يكون إلا على أطلال مخيم اليرموك !!
- ما المطلوب في المرحلة القادمة؟ وعلى من تقع المسؤولية في ذلك؟
- المطلوب حقن دماء الفلسطينيين في مخيمات سورية وبالأخص مخيم اليرموك وفك الحصار عليه. والمسؤولية الأولى تقع على مؤسسات المجتمع الدولي وبالأخص وكالة غوث اللاجئين(الأونروا)، فهي تتحمل المسؤولية القانونية والتاريخية عن هؤلاء اللاجئين في شتاتهم سواء بقوا في سورية أم نزحوا إلى الدول المجاورة كالأردن ولبنان والعراق وتركيا، والمجتمع الدولي مسؤول بداية عن تشردهم الأول من فلسطين، وما لحق بهم في مخيمات الشتات، منذ 64 عاماً وإلى الآن.
ومطلوب دور جاد للجامعة العربية، والتحرك المباشر لوقف استهداف الفلسطينيين في المخيمات، وعقد جلسة طارئة لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وكيف يمكن حمايتهم أو إخلاؤهم أو ضمان عدم مواصلة العدوان عليهم.
لذا نقول: إذا لم يتم حل مشكلة الإخوة الفلسطينيين في المخيمات من الإبادة التي يتعرضون لها وإنقاذهم من المأساة، فإن مخطط اليهود سيتحقق بإزالة المخيمات - التي هي شاهدة على مأساة احتلال أرض وتشريد شعب – بقتلهم وتشريدهم.
فمناشدات عديدة أطلقها ناشطون عبر صفحات ومواقع إعلام المخيم تتحدث عن وضع إنساني متهالك، فبعد أن كان يقطنه أكثر من 160 ألف نسمة، لم يتبق منهم إلا 18 ألف فقط، يتعرضون للقصف وقتال الشوارع، وقلة المواد الغذائية والتوقع موت من تبقى جوعاً!
وإلى أن تتحرك الجهات الدولية والإنسانية، نتساءل لماذا الحرب على المخيمات الفلسطينية أينما وجدت؟ ولمصلحة من يحارب الوجود والصمود في تلك المخيمات؟ وما المخيم التالي لمخيم اليرموك؟ علماً بأن الأخبار من أشهر تقول بعد اليرموك مخيم عين الحلوة في صيدا - لبنان، من المستفيد!
لاتوجد تعليقات