رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 20 يناير، 2017 0 تعليق

دعم الطرق الصوفية سياسيا ودولياً

نستكمل ما بدأناه في الحلقات الماضية من عرض لندوة: (الصوفية السياسية وخطرها على الأمة) التي عقدها مركز ابن خلدون للدراسات الاستراتيجية، ونستكمل اليوم ورقة الشيخ محمد الحمود النجدي، التي جاءت بعنوان: (الصُّوفيَّة السّياسية وتحالفاتها مع أعداءِ الإسْلام ضدّ أهل السُّنَّة والجَماعة) التي جاء فيها:

النشاط الصوفي بعد أحداث 11سبتمبر

     ويلحظ المتابع للحركة الصوفية، النشاط المُتسارع بعد الحادي عشر من سبتمبر، بافتتاح المدارس والأكاديميات والأربطة، لاستقبال المريدين، والقيام بالمؤتمرات الدولية حول الصوفية والتصوف، ودعم وسائل النقل الثقافي، وهذه نماذج:

- ففي 28/3/2001م عقد في مدينة (بامبرج) الألمانية المؤتمر الثامن والعشرون للمستشرقين الألمان، ومن ضمن البحوث التي قدمت في المؤتمر، بحث بعنوان: الأخوة الصوفية كحركات اجتماعية، والحركة النقشبندية في داغستان، والتيجانية في غرب أفريقيا، وصورة الموالد الشعبية في مصر.

- وفي عام (2002م) تم افتتاح أقسام لتعليم اللغات: (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية) في المعاهد الشرعية التابعة للشيخ (أحمد كفتارو) النقشبندي، وهذه الأقسام تستقبل الطلبة الناطقين بهذه اللغات، أو تعلم الطلبة العرب هذه اللغات؛ كي يقوموا بالتدريس في هذه الدول بعد ذلك.

- وفي 12/7/2003م نظّم المركز الثقافي الأوروبي البلغاري، ندوة حول أدب التصوف في الإسلام.

- وفي أغسطس عام (2003م) الموافق جمادى الآخرة (1424هـ) صدر العدد الأول من المجلة المنعوتة: بـ(مجلة البحوث والدراسات الصوفية)، وهي من مطبوعات جمعية العشيرة المحمدية بمصر، وتقع في حوالي (600) صفحة، وتصدر عن المركز العلمي الصوفي، الذي يستهدف إحياء التصوف في الأمة، ونشره على كافة مستوياتها، وبين فئاتها كلها، وفي مختلف أوجه أنشطتها!.

- وفي عام (2003م) شهدت مدينة الإسكندرية في الفترة من (18 -21) إبريل المؤتمر العالمي للطريقة الشاذلية، وقد انعقدت جلسات المؤتمر بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع (منظمة اليونسكو)، و(المركز الوطني الفرنسي للبحوث والدراسات العلمية)، و(المعهد الفرنسي لآثار الشرقية) و(الوزارة الفرنسية للبحث العلمي)، ووزارة الخارجية الفرنسية ودار العلوم الإنسانية بفرنسا، وأخيراً (وزارة السياحة المصرية).

- وفي عام (2004م) أقيمت على مدى عشرين يوماً محاضرات عن الحلاج وابن عربي وابن الفارض في الدانمارك.

- وفي سبتمبر من عام (2004م) تم افتتاح الأكاديمية الصوفية بمصر.

- وفي9/1/2004م أعلن في العراق عن تكوين: الأمانة العليا للإفتاء والتدريس والبحوث والتصوف الإسلامي، التي من أهدافها: إنشاء المدارس الدينية ودعم الطرق الصوفية.

- وفي (10/9/2004م) أقيم مؤتمر هو اللقاء الأول من: لقاءات سيدي شيكر العالمية، للمنتسبين إلى التصوف، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.

- يقول د.عمار حسن: «وفي الفترة الأخيرة في مصر ظهر جلياً تقرب الحكومة من المتصوفة، وتقرب المتصوفة من الحكومة، بل السعي من الطرفين للتقارب؛ فقد خلقت الظروف الملائمة للتحالف ضد الجماعات الإسلامية، أمام الرأي العام، لكونها طرحاً دينياً له مكانته عند المصريين؛ بينما هي تحتمي بالنظام ضد ممارسات الجماعات السلفية، التي ترى تحريم رفع القباب على القبور، وتحريم الطواف حولها وعبادتها، التي تتعيش الجماعات الصوفية على بثها بين الناس، ولولاها لتقوض ركن ركين من أركان التصوف، ومن هنا فقد حرصت السلطة السياسية على حضور الموالد والاحتفالات الصوفية، بل صار شيخ مشايخ الصوفية (أبو الوفا التفتازاني) عضواً في الحـزب الحاكم، ورئيساً للجان عدة  داخـل جـهاز الدولـة، بل حرص رئيس الدولة بنفسه، على الصلاة في مساجد الأولياء مثل سيدنا الحسين، والسيد البدوي.

- وفي ديسمبر من عام (2004م) أقيم في عاصمة مالي (باماكو) (المؤتمر العالمي الأول للطرق الصوفية بغرب أفريقيا تحت شعار: (التصوف أصالة وتجدد).

- وفي الفاتح من سبتمبر من عام (2005) أقامت الجماهيرية الليبية مؤتمراً دولياً بعنوان: (الطرق الصوفية في أفريقيا/ حاضرها ومستقبلها). ومن أهداف المؤتمر اقتراح الخطط والوسائل والبرامج التي تساعد على تفعيل دوره، أما شعار المؤتمر فهو: (معاً من أجل تفعيل دور الطرق والزوايا الصوفية في أفريقيا)، وغيرها كثير وكثير.

وراء الأكمة ما وراءها

     فنقول: «فهذه المؤتمرات المتلاحقة حول التصوف، تنبئ أنّ وراء الأكمة ما وراءها، وأنَّ الأمة مقبلة على مدٍّ صوفي يراد إحياؤه من جديد، بعد أنْ بدأ بالخُمود، سواء أكان هذا التحرك ذاتياً من قِبَل الجماعات الصوفية، أم هو بتحريك غربي عربي؛ فالخطر العقائدي ما يزال قائماً.

     فهي مخططات واضحة جلية، ودراسات تعي ما تريد، وتخطط لما تطرح بخطوات ثابتة، بل توصي مثل هذه الدراسات بأن تقوم السلطات المحلية، بدعم الصوفية بنفسها، على أن يتم بنظام مواز، دعم التعليم العلماني في هذه المنطقة، جنباً إلى جنب، مع تقديم منح مالية، لترميم الأضرحة الصوفية ورعايتها، والعناية بالمخطوطات والتراث الثقافي الصوفي.

الخطوة الأكبر

     والخطوة الأكثر أهمية هي: تعيين أئمة المساجد وخطبائها، وتخصيص مناصب وزارية للمتعاطفين مع الصوفية؛ بحيث يتم إعادة ترتيب الأدمغة التي أفسدها الأصوليون قليلو البضاعة الفقهية كما يزعمون أو الذين يعارضون الثقافات الأجنبية ويتمسّكون بالإسلام الأصيل

      ومن البدهي أن نقول: إن هذه المؤتمرات بعناصرها وأوراق العمل التي تعرض فيها، هي برامج للتنفيذ والعمل المباشر؛ وهذا ما نلحظه من خلال الواقع الذي نعيشه، {واللهُ غالبٌ على أمْره ولكنَّ أكثر الناسِ لا يعلمون} يوسف: 21، وقال عز من قائل: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} التوبة: 32-33.

المصادر:

- (وصفة أمريكية جديدة لبناء شبكات الإسلاميين (المعتدلين) – خليل العناني - تقرير واشنطن - العدد (103)7 أبريل 2007م.

- (هل تدعم أمريكا تجديد الإسلام؟) - هشام سلام- - تقرير واشنطن - العدد (67)15 يوليو 2006م.

- (دعوة أمريكية جديدة لدمج الإسلاميين) - خليل العناني - تقرير واشنطن- العدد (127)22 سبتمبر 2007م.

- (الإسلام الليبرالي: لماذا تريده أمريكا الآن؟) - محمد إبراهيم مبروك - وكالة الأخبار الإسلامية.

- (راند والإسلام.. دلائل الفشل الأمريكي) - وليد نور- مفكرة الإسلام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك