درر وفوائـد من كــلام السلف
بشرى للمؤذن المخلص
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة» رواه ابن ماجه (رقم 728) بسند صحيح.
قال الشيخ الألباني رحمه معلقًا: وإن مما يؤسف له أن هذه العبادة العظيمة، والشعيرة الإسلامية، قد انصرف أكثر علماء المسلمين عنها في بلادنا، فلا تكاد ترى أحدًا منهم يؤذن في مسجد ما, إلا ما شاء الله، بل ربما خجلوا من القيام بها، بينما تراهم يتهافتون على الإمامة، بل ويتخاصمون! فإلى الله المشتكى من غربة هذا الزمان.
(السلسلة الصحيحة 1-104)
قسوة القلب
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه:
فضيلة الشيخ، ما أسباب قسوة القلب؟ هل كثرة الطعام، والنوم من أسباب قسوة القلب؟
فأجاب رحمه الله: قسوة القلب أسبابها كثيرة، منها:
الإعراض عن ذكر الله، وكون الإنسان لا يذكر الله إلا قليلاً، تجده حتى في الصلاة المفروضة لا يذكر الله بقلبه، يقرأ، ويركع، ويسجد، ويسبح، ويدعو والقلب غافل، هذه من أسباب القسوة.
من أسباب قسوة القلب أيضاً: كثرة المزاح، واللعب، والتلهي بالأصدقاء والأهل؛ ولهذا قال بعض الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام: «إننا إذا كنا عندك فإننا نخشع حتى كأننا نشاهد الجنة والنار، وإذا ذهبنا فعافسنا الأهل والأولاد نسينا، قال: ساعة وساعة»
ومن أسباب قسوة القلب أيضاً: الانكباب على الدنيا، وتفضيلها على الآخرة، وألا يكون هم الإنسان إلا جمع المال، ولها أسباب كثيرة؛ فلهذا ينبغي للإنسان إذا رأى من قلبه قسوة أن يبادر بالعلاج، قبل أن يتحجر ويعجز عن علاجه.
السائل: الطعام؟
الشيخ: قد يكون هذا من أسباب قسوة القلب؛ لأن الإنسان لا يكون له هم إلا بطنه وقد لا يكون، أحياناً يشبع الإنسان ولا يجد من نفسه قسوة قلب.
(سلسلة لقاء الباب المفتوح 76)
كيف نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة؟
السؤال: كيف نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة؟
الجواب: تدريسهم كتب العقيدة الصحيحة وهي كثيرة -ولله الحمد- وميسورة، إن كنت من العلماء تدرسهم أنت إياها، وإن كنت لست من العلماء تختار لهم مدارس طيبة أو مدرسين طيبين يحفظونهم هذه العقائد ويشرحون لهم ويبينون لهم.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
ما شــروط الإســلام؟
الجواب: شروط الإسلام شرطان:
الشرط الأول: الإخلاص لله، وأن تقصد بإسلامك ودخولك في دين الله وأعمالك وجه الله عز وجل، هذا لا بد منه؛ لأن كل عمل تعمله وليس لوجه الله سواء كان صلاة أم صدقة أم صياماً أم غير هذا لا يكون نافعاً ولا مقبولاً، حتى الشهادتين لو فعلتهما رياءً أو نفاقاً لا تقبل ولا تنفعك وتكون من المنافقين.
فلا بد أن يكون قولك: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله صدقاً من قلبك، تؤمن بالله وحده وأنه المعبود بالحق، وأن محمداً رسول الله صادق، وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين، وأنه خاتم الأنبياء، فإذا كان ذلك منك صدقاً وإخلاصاً نفعك ذلك، وهكذا في صلاتك تعبد الله بها وحده، وهكذا صدقاتك، وهكذا قراءتك وتهليلك، وصومك، وحجك يكون لله وحده.
الشرط الثاني: الموافقة للشريعة فلا بد أن تكون أعمالك موافقة للشريعة، وليس من عند رأيك ولا من اجتهادك، بل لا بد أن تتحرى موافقة الشريعة فتصلي كما شرع الله، وتصوم كما شرع الله، وتزكي كما شرع الله، وتجاهد كما شرع الله، وتحج كما شرع الله، وهكذا.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، والله يقول في كتابه العظيم: {أم لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا } (الشورى: 21)، يعيبهم سبحانه بهذا العمل.
ويقول سبحانه: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (الجاثية: 18- 19).
فالواجب اتباع الشريعة التي شرعها الله على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعدم الخروج عنها في جميع العبادات التي تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه هي شروط الإسلام، وهي شرطان: الأول: الإخلاص لله في العمل، والثاني: الموافقة للشريعة، هذا هو الذي به تنتفع بعباداتك، ويقبل الله منك عباداتك إذا كنت مسلماً.
( سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله ).
كلام مهم جدير بالتأمُّل
قال الإمام ابن القيِّم -رحمه الله-:
«وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}(الحجرات:2)، فإذا كان رَفْعُ أصواتِهِم فوقَ صوتِه سببًا لحبوطِ أعمالِهِم فكيف تقديمُ آرائِهِم وعقولِهِم وأذواقِهم وسياسَتِهم ومعارِفِهم على ما جاء بِه ورَفْعُها عليه؟ ألَيْسَ هذا أَوْلَى أنْ يكونَ مُحبِطًًا لأعمالهم؟».
(إعلام الموقِّعِين ج1 ص41)
التفقه في الدين
قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامةُ الخيرِ، قال صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خيراً يفقه في الدين» رواه البخاري؛ وذلك لأنَّ التفقُّهَ في الدين يحصلُ به العلمُ النافعُ الذي يقوم عليه العملُ الصالحُ.. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ} (الفتح:28)، فالهدى هو: العلم النافع، ودين الحقِّ هو: العملُ الصالحُ.
وقد أمر اللهُ سبحانه نبيهَّ صلى الله عليه وسلم أن يسألهُ الزيادة من العلم: قال تعالى { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: وقوله عزَّ وجل: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} واضحُ الدلالةِ في فضل العلم؛ لأن الله لم يأمرْ نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيءٍ إلاَّ من العلم. (فتح الباري 1 / 187).
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المجالس التي يُتَعَلَّمُ فيها العلمُ النافعُ بـ (رياضِ الجنَّةِ)، وأَخبر أنَّ العلماء هم ورثةُ الأنبياء.
ولا شك أنَّ الإنسانَ قبل أن يُقدِم على أداء عملٍ ما، لا بدَّ أن يعرف الطريقةَ التي يؤدِّي بها ذلك العملَ على وجههَ الصحيح؛ حتى يكون هذا العمل صحيحاً، مؤدِّياً لنتيجتِه التي تُرجى من ورائه، فكيف يُقدِم الإنسانُ على عبادة ربه – التي تتوقَّفُ عليها نجاتُه من النار ودخولُه الجنةَ – كيف يُقدم على ذلك بدون علمٍ؟! انتهى
( المخلص الفقهي: ص7 – ص8 ).
لاتوجد تعليقات