رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 12 يناير، 2015 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف

من آفات النظر

     قال ابن القيم:- «فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة، فمن أطلق لحظاته دامت حسراته، فإن النظر يولد المحبة. فتبدأ علاقة يتعلق بها القلب بالمنظور إليه، ثم تقوى فتصير صبابة، ينصب إليه القلب بكليته، ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب، كلزوم الغريم الذى لا يفارق غريمه، ثم يقوى فيصير عشقا، وهو الحب المفرط، ثم يقوى فيصير شغفا، وهو الحب الذى قد وصل إلى شغاف القلب وداخله، ثم يقوى فيصير تتيما، والتتيم التعبد ومنه تيمه الحب إذا عبده، وتيم الله عبد الله، فيصير القلب عبدا لمن لا يصلح أن يكون هو عَبَّدا له، وهذا كله جناية النظر فحينئذ يقع القلب فى الأسر، فيصير أسيرا بعد أن كان ملكا، ومسجونا بعد أن كان مطلقا، يتظلم من الطرف ويشكوه، والطرف يقول: أنا رائدك ورسولك، وأنت بعثتنى.

     وهذا إنما ابتليت به القلوب الفارغة من حب الله والإخلاص له، فإن القلب لا بد له من التعلق بمحبوب، فمن لم يكن الله وحده محبوبه وإلهه ومعبوده فلا بد أن ينعقد قلبه لغيره. قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ  إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (يوسف: 24)».

اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم-الباب الثامن

 

فوائد من كتاب الجواهر المُضِيَّة في طبقات الحنفية

فوائد من كتاب الجواهر المُضِيَّة في طبقات الحنفية، لعبدالقادر بن محمد القرشي، تحقيق عبد الفتاح الحلو، طبعة البابي الحلبي المجلد الثالث جمعها ونقلها الأخ فهد الجريوي حفظه الله:

1- يُحكى أن محمد النسفي بات ليلة مهمومًا من الضيقة وسوء الحال، فوقع في خاطره فرع من فروع مذهبه فأُعجِب به فقام قائمًا يرقص في داره ويقول: أين الملوك، وأبناء الملوك؟! فسألته زوجته عن ذلك، فأخبرها فتعجبت. (ص68).

2- أملى الإمام السرخسي كتابه المبسوط نحو خمسة عشر مجلدًا، وهو في السجن بأوزْ جَنْد محبوس، وعن أسباب الخلاص في الدنيا مأيوس، بسبب كلمة كان فيها من الناصحين، سالكًا فيها طريق الراسخين، لتكون له ذخيرة إلى يوم الدين، وإنما يتقبل الله من المتقين، وهو يتولى الصالحين، ولايهدي كيد الخائنين، ولايضيع أجر المحسنين. قال في المبسوط عند فراغه من شرح العبادات: هذا آخر شرح العبادات بأوضح المعاني وأوجز العبارات، أملاه المحبوس عن الجُمَع والجماعات، وقال في آخر كتاب الطلاق: هذا آخر كتاب الطلاق، المُؤْثَر من المعاني الدِّقاق، أملاه المحبوس عن الانطلاق، المبتلى بوحشة الفِراق، مصليًا على صاحب البراق، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل الخير والسباق، وقال في آخر كتاب العتاق: انتهى شرح العتاق، من مسائل الخلاف والوِفاق، أملاه الُمستقبِل للمحن بالاعتناق، المحصور في طرفٍ من الآفاق، حامدًا للمهيمن الرزاق. وقال في آخر شرح الإقرار: انتهى شرح كتاب الإقرار المشتمل من المعاني على ماهو سِرًّ من الأسرار، أملاه المحبوس في موضع الأشرار، مصليًا على النبي المختار. (ص78-80).

3. كان أبو حنيفة طُوَالاً تعلوه سُمْرة، وكان لَبَّاسًا، حسن الهيئة، كثير التَّعطر، يُعرف بريح الطيب إذا أقبل، وإذا خرج من منزله. (ص109).

4. قال الشافعي عن محمد بن الحسن الشيباني: ما رأيت سمينًا أخفَّ روحًا منه، وكان يملأ القلب والعين. (ص123).

5- قال ابن سماعة: أقمت أربعين سنة، لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يومًا واحدًا ماتت فيه أمي، ففاتتني صلاة واحدة في جماعة.(ص170).

6-.كان القاضي ابن العديم قد صلى بالجامع وخلع نعليه قرب المنبر وكانا جديدين فلما قضى الصلاة قام ليلبسهما فوجد نعليه العُتُق مكانهما فسأل غلامه عن ذلك فقال:جاء إلينا واحد الساعة، وطرق الباب، وقال: يقول لكم القاضي: أنفذوا إليه مداسه العتيق فقدسُرِق مداسه الجديد. فضحك وقال:جزاه الله خيرا فإنه لص شفوق وهو في حِلٍّ منه. (ص386).

10.كان الفقيه محمد بن وهبان الديلمي لا يفارق مجلس أبي الوفاء ابن عقيل الواعظ، ويقول: الفقه يُقَسِّي القلب، والوعظ يُرقِقُه. (ص391).

 

من موانع إجابة الدعاء

      قال ابن القيم رحمه الله ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة، فيستحسر، ويدع الدعاء وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا، فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله قال: صلى الله عليه وسلم «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يُستجب لي».

     وفي صحيح مسلم عنه: «لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أَرَ يُستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء».

 (ص 5الداء و الدواء)

 

لا يقي من الفتن إلا العلم الصحيح

- سؤال فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- عن هذا السؤال: بماذا تنصحنا في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وانتشر أهل البدع وموت العلماء؟

- فأجاب قائلاً: أنصحكم أول شيء بتقوى الله سبحانه وتعالى، والإكثار من الدعاء وأن يثبتنا الله وإياكم على الدين، وأن يقينا وإياكم شر الفتن.

     ثم ننصحكم بطلب العلم، طلب العلم على أهل العلم، والحرص على طلب العلم، فإنه لا يقي من الفتن بإذن الله إلا العلم الصحيح، أما إذا لم يكن عندك علم صحيح فربما تقع في الفتن وأنت لا تدري ولا تعلم أنها فتن، فعليكم بطلب العلم على أهل العلم، ولا تتكاسلوا عن طلب العلم مهما أمكنكم ذلك.

(من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان)

 

 

اسأل الله هداية العلم والعمل

      قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا قلنا في دعاء القنوت: اللهم اهدنا فيمن هديت فإننا نسأل الله -تعالى- الهدايتين هداية العلم وهداية العمل، كما أن قوله تعالى: اهدنا الصراط  المستقيم يشمل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل، فينبغي للقارئ أن يستحضر أنه يسأل الهدايتين هداية  العلم وهداية العمل.

(شرح دعاء قنوت الوتر / ص7).

 

 

 

إصابة السنة أفضل من  كثرة العمل  

 

 قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله:

إصابة السنة أفضل من كثرة العمل  ولهذا قال تعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، ولم يقل: أكثر عملا.

(صفة الصلاة ص170).

 

 

الأخ الصالح يدعو لك في ظلمة الليل

      قال أحد الصالحين: «أين مثل الأخ الصالح؟ إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ويتمتعون بما خلف، والأخ الصالح ينفرد بالحزن، مهتماً بما قدم أخوه عليه، وما صار إليه يدعو له في ظلمة الليل، ويستغفر له وهو تحت أطباق الثرى»

(منهاج المسلم ص 112)

 

القربات توصلك  إلى مرتبة الولاية

- ‏قدم القربات لله - عزوجل - وعلى رأسها الفرائض وتممها بالنوافل والمستحبات وأبشر بالحب من رب الأرض والسماوات وتسديد الجوارح نحو الخيرات وإجابة الدعوات.

     فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ، تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَه».(رواه البخاري  6502 ) .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك