رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 2 فبراير، 2015 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف

 الاعتزاز بدين الله

     يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: «أنا في نفسي صغير فقير، ولكني ساعة أدفع السوء عن حقائق الإسلام، أو أبتغي المصلحة لعامة المسلمين لا أشعر بأن في الأرض قوة للباطل أخشاها على الحق الذي أنطق بلسانه؛ لأن اللسان الذي أنطق به هو لسان الإسلام القوي، وليس لسان الإنسان الضعيف».

أقول : هكذا حال كل من اعتز بدين الله ودافع عنه فإن الله ينصره ويعزه، قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره}.

الجهمية وتعطيلهم للصفات

قال أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ صاحب كتاب (اللوامع) في الجمع بين الصحاح والجوامع، والمتوفي سنة 521هـ.

     قال في مسألة الاستواء من تأليفه: «ورأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتعطيل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري، وما هذا بأول باطل ادعوه، وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه الموسوم بـ(الإبانة) عن أصول الديانة أدلة من جملة ما ذكر على إثبات الاستواء.

 

الحذر من تعيير الناس بالذنوب والعجب بالنفس

 

يقول الإمام ابن القيم في كتاب مدارج السالكين: وكل معصية عيرت بها أخاك فهي إليك.

     يحتمل أن يريد به: أنها صائرة إليك ولا بد أن تعملها، وهذا مأخوذ من الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله قال الإمام أحمد في تفسير هذا الحديث: «من ذنب قد تاب منه».

وأيضا ففي التعيير ضرب خفي من الشماتة بالمعير، وفي الترمذي أيضا مرفوعا لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك.

     (ص: 195) ويحتمل أن يريد: أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته؛ لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس، وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع، والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى، والكبر والعجب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب أنفع له، وخير من صولة طاعتك، وتكثرك بها والاعتداد بها ، والمنة على الله وخلقه بها؛ فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله ! وما أقرب هذا المدل من مقت الله ، فذنب تذل به لديه، أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما، خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا، فإن المعجب لا يصعد له عمل، وإنك إن تضحك وأنت معترف، خير من أن تبكي وأنت مدل، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر.

فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو، ولا يطالعها إلا أهل البصائر ، فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر، ووراء ذلك ما لا يطلع عليه الكرام الكاتبون.

 

 

أثـر الكلمـة

بقلم: حمد عبدالرحمن الكوس

 

     قد تكون الكلمة منك مفتاحاً لهداية قلب إنسان، وهذا الإنسان قد يفتح الله به قلوب الفئام من البشر، ويكتب الله لك رضوانه إلى يوم القيامة وانظر إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله عندما قيل له ماكان بدو إنابتك؟ - أي رجوعك إلى الله-فقال: أردت ضرب غلام لي فقال:  ياعمر اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة. رواه ابن أبي الدنيا

انظر الموسوعة ٣/ ٢٣٠ .

فانظر لهذه الكلمة التي تركت أثراً في هذا الحاكم العادل الذي كان يشبه بالخلفاء الراشدين لعدله وعلمه.

     وقد تكون الكلمة مفتاحاً لشر وبلاء ومصيبة، وتجر للويلات والمصائب، فتفتح لك بابا من النار والعياذ بالله، وقد سئل النبي  صلى الله عليه وسلم عن  أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال : الفم والفرج  قال  الترمذي: حديث حسن صحيح .

     وفي الصحيحين من حديث  أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم :  إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا؛ يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم  بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا؛ يهوي بها في نار جهنم».

     يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : «ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول.

     وإذا أردت أن تعرف ذلك فانظر فيما رواه  مسلم في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :  قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -عز وجل-: من ذا الذي يتألى علي أني لا أغفر لفلان؟ قد غفرت له وأحبطت عملك.  فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده، أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله .

وفي حديث  أبي هريرة نحو ذلك، ثم قال  أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته».  الجواب الكافي لابن القيم- ص١٥٩ -١٦٠

فعلى المؤمن أن يعد للسؤال جوابا يوم القيامة فيما قاله أو فعله أو اعتقده، فإما أن يقول خيراً أو يصمت.

ففي الصحيحين من حديث  أبي هريرة يرفعه: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت».

 

القرآن صريح الترتيب

قال ابن القيم رحمه الله:

القرآن من أوله إلى آخره صريح في ترتب الجزاء بالخير والشر والأحكام الكونية والأمرية على الأسباب، بل ترتيب أحكام الدنيا والآخرة ومصالحهما ومفاسدهما على الأسباب والأعمال.

ومن تفقه في هذه المسألة وتأملها حق التأمل انتفع بها غاية النفع .

(ص ١٤ الداء و الدواء).

 

متى تكون النصرة للرسول بالقوة؟ ومتى تكون بالصبر؟

      قال ابن تيمية  رحمه الله تعالى: فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عن كل من يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.

 (الصارم المسلول 1/229 )

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك