رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 27 مايو، 2014 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف

من أغرب قصص الخوارج

قال ابن كثير رحمه الله تعالى!!!: «وكان من جملة من قتلوه -يعني الخوارج- عبد الله بن خباب رضي الله عنه صاحب رسول الله  صلى الله عليه وسلم أسروه وامرأته معه وهي حامل.

فقالوا له: من أنت؟

فقال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله  صلى الله عليه وسلم .

وأنتم قد روعتموني .

فقالوا: لا بأس عليك، حدثنا ما سمعت من أبيك .

فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي».

     فقادوه بيده، فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيرا لبعض أهل الذمة فضربه بعضهم بسيفه فشق جلده،  فقال له آخر: لم فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه. وبينما هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه، فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن؟ فألقاها ذاك من فمه، ومع هذا قدموا عبد الله بن خباب فذبحوه، وجاؤوا إلى امرأته فقالت: إني امرأة حبلى ألا تتقون الله، عز وجل! فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها) اهـ .

(البداية والنهاية طبعة دار هجر (ج10 ص584) .

وصدق رسول الله  صلى الله عليه وسلم ؛ إذ يقول عنهم: «يقتلون أهل الاسلام ويدَعون أهل الأوثان». (متفق عليه).

 

آثار السلف في التحذير من أهل البدع

     قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/453). قال أبو قلابة: «لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/453-436).

قال سلام بن أبي مُطيع: «إن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/440).

قال محمد بن النضر الحارثي: «من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه» (أخرجه اللالكائي 1/153).

وقال عمرو بن قيس الملائي: «إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص150).

قال يحيى بن أبي كثير: «إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/458).

قال الفضيل بن عياض: «أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة. (أخرجه اللالكائي 2/638).

قال أبو الجوزاء: «لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء» (أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/476).

قال أبو قلابة: «ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/460).

قال أرطأة بن المنذر: «لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149).

قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله -: «صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة» (أخرجه اللالكائي 1/159).

قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: «من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175).

قال سعيد بن عنبسة: «ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص152).

كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف» (أخرجه اللالكائي 1/152).

عن ابن عمر- رضي الله عنهما -: «أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام، قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام». (أخرجه الدارمي 1/68).

     في ذلك قال الشاطبي رحمه الله: «ووجدنا أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم من بعده قد اختلفوا في أحكام الدين ولم يتفرقوا، ولا صاروا شيعا؛ لأنهم لم يفارقوا الدين، وإنما اختلفوا فيما أذن لهم من اجتهاد الرأي، والاستنباط من الكتاب والسنة فيما لم يجدوا فيه نصا، واختلفت في ذلك أقوالهم فصاروا محمودين؛ لأنهم اجتهدوا فيما أمروا به كاختلاف أبي بكر وعمر وعلي، وزيد في الجد مع الأم، وقول عمر وعلي في أمهات الأولاد، وخلافهم في الفريضة المشتركة، وخلافهم في الطلاق قبل النكاح، وفي البيوع وغير ذلك فقد اختلفوا فيه وكانوا مع هذا أهل مودة وتناصح، وأخوة الإسلام فيما بينهم قائمة، فلما حدثت الأهواء المردية، التي حذر منها رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وظهرت العداوات وتحزب أهلها فصاروا شيعا، دل على أنه إنما حدث ذلك من المسائل المحدثة التي ألقاها الشيطان على أفواه أوليائه».

(الاعتصام صفحة 734)

     قال الإمام ابن رجب الحنبليُّ رحمه الله: «ومِنْ علامات العلم النَّافع: أنَّ صاحبه لا يدَّعى العلم، ولا يفخر به على أحد، ولا ينسب غيره إلى الجهل إلاَّ من خالف السُّنة وأهلها؛ فإنَّهُ يتكلَّم فيه غضبًا للَّه لا غضبًا لنفسه ولا قصدًا لرفعتها على أحد، وأمَّا من علمه غير نافع: فليس له شغل سوى التَّكبر بعلمه على النَّاس وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل وتَنَقُّصهم ليرتفع بذلك عليهم، وهذا من أقبح الخصال وأرداها». اهـ

(فضل علم السَّلف على علم الخلف صفحة 8)

 

 

معنى قوله تعالى

 {ظهر الفساد في البر والبحر} (الروم:41)

 

السؤال: فضيلة الشيخ، يقول الله -تعالى-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الروم:41)، هل تكون الآية معناها على ظاهرها، أو يكون البر اللسان، والبحر القلب كما في بعض التفاسير؟

     الجواب: ظهر الفساد في البر والبحر على ظاهرها، البر اليابس من الأرض، والبحر هو المغطى بالماء، وأما تفسيره بالقلب واللسان فهذا غلط، ولا يحل أن تفسر الآية بذلك؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- يقول:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿193﴾عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿194﴾بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴿195﴾} (الشعراء:193-195)، واللسان العربي المبين يقتضي أن يكون البر هو اليابس من الأرض، والبحر هو المغطى بالماء، والفساد في البر ظاهر، يكون الفساد في البر بالجدب وعدم النبات، يكون بالرياح العاصفة، وكذلك في البحر يكون بفساد الهواء، بموت الأسماك وغير ذلك من المفاسد الواضحة.

المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح

لقاء الباب المفتوح (74)

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك