رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 19 يونيو، 2014 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف

الغيرة ومكارم الأخلاق من شيم الرجال

تقدمـت امـرأة إلـى مجلـس القاضـي موسـى بـن إسحـاق بمدينـة الـري سنـة 286هـ ..

فادعـى وكيلهـا بـأن لموكلتـه علـى زوجهـا خمسمائـة دينـار (مهرهـا)، فأنكـر الـزوج، فقـال القاضـي لوكيـل الزوجـة: شهـودك.

قـال: أحضرتهـم.

فطلـب بعـض الشهـود أن ينظـر إلـى المـرأة؛ ليشيـر إليهـا فـي شهادتـه ، فقـام الشاهـد وقـال للمـرأة: قومـي. فقـال الـزوج: تفعلـون مـاذا؟

قـال الوكيـل: ينظـرون إلـى امرأتـك وهـي سافـرة الوجـه؛ لتصـح عندهـم معرفتهـا (وذلـك للحاجـة).

قـال الـزوج: إنـي أشهـد القاضـي أن لهـا علـيّ هـذا المهـر الـذي تدعيـه ولا تسفـر عـن وجههـا.

فقالـت المـرأة: فإنـي أُشهِـد القاضـي أنـي وهبـت لـه هـذا المهـر وأبـرأتُ ذمتـه فـي الدنيـا والآخـرة.

فقـال القاضـي وقـد أعجـب بغيرتهمـا: يُكتـب هـذا فـي مكـارم الأخـلاق. (تاريـخ بغـداد 15/ 53 ، للخطيـب البغـدادي).

 

حال الحكام مع الناس وحال الناس مع الحكام

«كلام نفيس للإمام ابن القيم رحمه الله في بيان حال الحكام مع الناس وحال الناس مع الحكام»

قال ابن القيم رحمه الله في «مفتاح دار السعادة» (2/177-178):

«وتأمل حكمته - تعالى - في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم:

- فإن استقاموا؛ استقامت ملوكهم.

- وإن عدلوا؛ عدلت عليهم.

- وإن جاروا؛ جارت ملوكهم وولاتهم.

- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة؛ فولاتهم كذلك.

- وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها؛ منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم.

- وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم؛ أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضربت عليهم الْمُكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فَعُمَّالُهم ظهرت في صور أعمالهم.

وليس في الحكمة الإلهية أن يولَّى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم.

وَلَمَّا كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها؛ كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شيبت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولِّي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية، وعمر بن عبد العزيز، فضلاً عن مثل أبى بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكلا الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها» اهـ.

 

اللطف في معاملة الناس

يقول ابن القيّم رحمه الله: فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف وحب الخير لهم، فإن معاملة الناس بذلك إما أجنبي فتكتسب مودّته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودّته، وإما عدوٌّ مبغض فتُطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره.

ومن حمل الناس على المحامل الطيبة وأحسن الظنّ بهم سلمت نيته وانشرح صدره وعوفي قلبه وحفظه الله من السّوء والمكاره. (مدارج السالكين 2/511).

قال الإمام الذهبي رحمه الله: «ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده - مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ - أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه». السير (14/376).

قال ابن تيمية رحمه الله : تارك الصلاة أشر من السارق والزاني وشارب الخمر وآكل الحشيشة. (مجموع الفتاوى 22/50).

قال ابن القيم-رحمه الله: ومن كانت قُرَّة عينه

في الصلاة لم يجد لها مشقة ولا كلفة.

(عدة الصابرين-84.)

 

ما حكم قول :  (رمضان كريم)؟

قال ابن قدامة المقدسي-رحمه الله-: «من سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه، ومن مال عن السّنّة فقد انحرف عن طريق الجنّة، فاتّقوا الله تعالى، وخافوا على أنفسكم، فإنّ الأمر صعب، وما بعد الجنّة إلا النّار، وما بعد الحقّ إلا الضّلال، ولا بعد السّنّة إلا البدعة».             تحريم النّظر في كتب الكلام ص71.

 

 

الدعــوة السلفـيـة

هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم  هي الدعوة إلى التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، هذه هي الدعوة السلفية، الدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول صلى الله عليه وسلم  في مكة ثم المدينة من إبلاغ الدعوة إلى المسلمين وغيرهم

      ودور الدعوة هو توجيه الناس إلى الخير وتعليمهم ما بعث الله به نبيه من توحيد الله والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم  وترك الإشراك بالله -عز وجل- والقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذه الدعوة السلفية، وعليها درج أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم , فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  بعد وفاته ساروا على نهجه في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وتوجيه الناس إلى توحيد الله في أقوالهم وأعمالهم كما أمرهم الله بذلك في قوله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} (البقرة: 21). وفي قوله سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}(النساء: 36). وفي قوله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ  وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة: 5).

الإمام ابن باز رحمه الله-فتاوى نورعلى الدرب

هذه هي السلفية الحقة

قال الشيخ العلامة محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله: السلفيَّة: هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم  وأصحابه؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا فاتِّباعهم هو السلفيَّة.

وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ فلا شكَّ أن هذا تزييف يخالف السلفيَّة

فالسلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال.

     لكن بعض من انتهج وادعى السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره، ويقال: انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الاجتهاد، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة، في مسائل عقديَّة، وفي مسائل علميَّة ، فتجد بعضَهم – مثلاً – يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم  رأى ربَّه، وبعضهم يقول بذلك، وبعضهم يقول: إن الذي يُوزن يوم القيامة هي الأعمال، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي تُوزن. وتراهم – أيضاً – في مسائل الفقه يختلفون في النكاح، وفي الفرائض، وفي العِدَد، وفي البيوع، وفي غيرها، ومع ذلك لا يُضلِّل بعضهم بعضاً.

فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفراده سواهم؛ فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء.

وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً واختلافاً واتفاقاً وتراحماً وتوادّاً كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر».

فهذه هي السلفيَّة الحقَّة

(لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى - السؤال رقم: 1322) .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك