رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 10 أغسطس، 2014 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف

إصابة طريق النبوة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فمن بنى الكلام في العلم والأصول والفروع على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة».

مجموع الفتاوى (10/363).

التحذير من البدع

قيل للإمام أحمد: «الرجُل يصوم ويصلي و يعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا صام و صلّى و اعتكف فإنّما هو لنفسه، و إذا تكلّم في أهل البدع فإنّما هو للمسلمين، هذا أفضل».

مجموع الفتاوى (231/2)

ضعف اليقين والبصيرة

قال شقيق بن إبراهيم - رحمه الله: أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:

اشتغالهم بالنعمة عن شكرها، ورغبتهم في العلم وتركهم  العمل، والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة، والاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم، وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها، وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.

     وقال ابن القيم رحمه الله  معلقا: وأصل ذلك عدم الرغبة والرهبة وأصله ضعف اليقين وأصله ضعف البصيرة وأصله مهانة النفس ودناءتها واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وإلا فلو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون فأصل الخير كله بتوفيق الله ومشيئته وشرف النفس ونبلها وكبرها وأصل الشر خستها ودناءتها.

الفوائد (ص 173).

 

العلامة السعدي- رحمه الله:« يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر»

في 10 شعبان سنة 1371 هجري أي قبل أكثر من 64 سنه  ختم الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي  كتابه (بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار)

بشرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الحديث التاسع والتسعون:

     «يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر» فقال رحمه الله: وما أشبه هذا الزمان بهذا الوصف الذي ذكره  صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما بقي من الإسلام إلا رسمه، إيمان ضعيفٌ، وقلوب متفرقةٌ، وحكوماتٌ متشتتةٌ ، وعداواتٌ وبغضاء باعدت بين المسلمين، وأعداء ظاهرون وباطنون، يعملون سراً وعلناً للقضاء على الدين، وإلحادٌ ومادياتٌ، جرفت بتيارها الخبيث، وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان، ودعاياتٌ إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق!!

     ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا؛ بحيث كانت هي مبلغ علمهم، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون، ودعاياتٌ خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا وتدمير الدين، واحتقارٍ واستهزاءٍ بالدين وما ينسب إليه، وفخر وفخفخة، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرها وشررها قد شاهده العباد.

فمع هذه الشرور المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، والمزعجات الملمة، والفتن الحاضرة والمستقبلة المهمة - مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث!!

ولكن مع ذلك: المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله، ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة، بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل الله بعد عسرٍ يسرًا ، و {إن مع العسر يسراً} (الشرح:6)، وأن الفرج مع الكرب، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات.

نقلها من كتابه : مساعد السعدي.

 

المصارحة والمناصحة

قال ابن قدامة رحمه الله: وقد عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة (المصارحة والمناصحة؛ لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة، فيخبر بالعيب ، وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرفنا عيوبنا، وهذا دليل على ضعف الإيمان.

المصدر: مختصر منهاج القاصدين ص147

 

الأخوة في الله:

قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله:

 فأخوك من نصحك وذكرك ونبهك، وليس أخوك من غفل عنك وأعرض عنك وجاملك، ولكن أخاك في الحقيقة هو الذي ينصحك والذي يعظك ويذكرك، يدعوك إلى الله، يبين لك طريق النجاة حتى تسلكه، ويحذرك من طريق الهلاك، ويبين لك سوء عاقبته حتى تجتنبه  .

المصدر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (21/14) .

 

العلامة الألباني:ثمن الحب في الله

الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة

سأل سائل الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني-رحمه الله: الذي يحب في الله أيجب أن يقول له أحبك في الله؟

الشيخ: نعم، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ، قَـلّ من يدفعه، أتدرون ما الثمن في الحب في الله؟ هل أحد منكم يعرف الثمن؟ من يعرف يعطينا الجواب؟

أحد الحضور: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، منهم رجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.

الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال، هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ، أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر، ولا أعني الأجر الأخروي، أريد أن أقول من السؤال ما الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان، ولكن تحاببهما شكلي، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟

أحد الحضور : «أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه».

الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب.

أحد الحضور : قال تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران: 31).

الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر.أحد الحضور :

الجواب قد يكون في الحديث الصحيح (ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان). من ضمنه الذين تحابا في الله.

الشيخ : هذا أثر المحبة في الله.

أحد الحضور: قال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر}.

الشيخ: أحسنت، هذا هو الجواب، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة، كذلك أنت تقابلني بالمثل، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله، والحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص، ولكن ما هو بكامل، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر، ويخاف من إنزعاجه وشردوه. إلى آخره، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر }.

المصدر: الحاوي من فتاوى الألباني . ص (165-166).

 

 

 

درر سلفية

موقف السلف من البدعة وأهلها

بقلم: حمد عبدالرحمن الكوس

 

     الدين الإسلامي قائم على البراءة من الشرك والبدع والدعوة إلى التوحيد والسنة، قال تعالى:  {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}(البقرة: 256) فلا سبيل الى الاستقامة على المنهج النبوي القويم إلا بذلك لذا فقد أولى سلف الأمة من الصحابة -رضوان الله عليهم-والتابعين بهذا الجانب عناية كبيرة فقد حرصوا على الحفاظ على جناب التوحيد والسنة، ولم يسمحوا بأي انحراف، وحاربوا الشرك والبدعة دون هوادة ولا تقاعس، وكانوا يردون على المخالف، ولاسيما على أهل البدع، كما قال ابن القيم - رحمه الله - في (مدارج السالكين) (1/372) ما نصه: «واشتد نكير السلف والأئمة لها - البدعة - وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض، وحذروا من فتنتهم أشد التحذير، بالغوا في ذلك ما لَمْ يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان؛ إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتُها له أشد». اهـ

فالواجب على المسلم أن يسير على نحو ماسار عليه أولئك الأخيار ليصل إلى ماوصلوا إليه{أولئك الذين هداهم الله فبهداهم إقتده}

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك