رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 18 أغسطس، 2014 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف


الآ فات الخفية

      قال بن القيم رحمه الله:  من الآفات الخفية العامة  أن يكون العبد في نعمة  أنعم الله بها عليه واختارها  له فيملها العبد ويطلب الانتقال منها، إلى ما يزعم لجهله أنه خير له منها وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه حتى إذا ضاق ذرعا بتلك النعمة وسخطها وتبرم بها واستحكم ملكه لها سلبه الله إياها فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه اشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه.

 ص177- 178 من الفوائد

 

 زمن الغربة 

قال الإمام ابن باز-رحمه الله-: ونحن في زمن الغُربة، في القرن الخامس عشر أغلب البلاد وأغلب البقاع خَلَتْ من العلم النافع والعلماء الصالحين.

 «حديث الصباح ص43»

 

ساعة الإجابة يوم الجمعة

-  سئل  الإمام ابن باز -رحمه الله- عن آخر ساعة من عصر الجمعة هل هي ساعة الإجابة، وهل يلزم المسلم أن يكون في المسجد في هذه الساعة، وكذلك النساء في المنازل؟

-  فأجاب قائلا – رحمه الله: أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان:

* أحدها: أنها بعد العصر إلى غروب الشمس في حق من جلس ينتظر صلاة المغرب، سواء أكان في المسجد أم في بيته يدعو ربه، وسواء أكان رجلا أم امرأة؛ فهو حري بالإجابة، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب ولا غيرها إلا بعذر شرعي، كما هو معلوم من الأدلة الشرعية.

* الثاني: أنها من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة، إلى أن تقضى الصلاة، فالدعاء في هذين الوقتين حري بالإجابة. وهذان الوقتان هما أحرى ساعات الإجابة يوم الجمعة لما ورد فيهما من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك، وترجى هذه الساعة في بقية ساعات اليوم، وفضل الله واسع سبحانه وتعالى.

     ومن أوقات الإجابة في جميع الصلوات فرضها ونفلها: حال السجود. لقوله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وروى مسلم -رحمه الله- في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أما الركوع فعظم فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم»، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «فقَمِنٌ أن يستجاب لكم» أي حريّ.

 

مقامات الناس

قال تعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } (سورة فاطر: 32)

قال أبو بكر الوراق : رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس؛ لأن أحوال العبد ثلاثة : معصية وغفلة، ثم توبة، ثم قربة، فإذا عصى دخل في حيز الظالمين، وإذا تاب دخل في جملة المقتصدين، وإذا صحت التوبة وكثرت العبادة والمجاهدة دخل في عداد السابقين .

(تفسير القرآن للبغوي رحمه الله)

 

اغتنم قبل الفوات

     قال الخطيب البغدادي - رحمه الله: «ينبغي لمن اتسع وقته، وأصلح الله له جسمه، وحبب إليه الخروج عن طبقة الجاهلين، وألقى في قلبه العزيمة على التفقه في الدين أن  يغتنم المبادرة إلى ذلك خوفا من حدوث أمر يقطعه عنه، و تجدد حال تمنعه منه، و ليستعمل الجد في أمره و إخلاص النية في قصده والرغبة إلى الله في أن يرزقه علما يوفقه فيه، ويعيذه من علم لا ينتفع به، وليحذر أن يكون قصده فيما يطلب المجادلة به و المماراة فيه، وصرف الهمم إليه و أخذ الأعواض عليه».

الفقيه و المتفقه (2/87) .

 

{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}

{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} (المؤمنون: 60)!

     القبول للأعمال من الله نعمة منه؛ لأن العامل قد يعتريه النقص والخلل والرفض من قبل الله - عز وجل - فلذا يجب على المسلم سؤال الله القبول دائما والحرص على أداء العمل وتجويده وتحسينه والإخلاص لله -عز وجل- وعدم العجب به واستكثاره والاستكبار على عباد الله وهذا والخوف من عدم القبول لايعني القنوط من رحمة الله وسوء الظن به ولكنها موازنة بين الخوف والرجاء لله الواحد القهار، قال الله الملك -جل جلاله- في سورة المؤمنون:{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} قال الحافظ ابن كثير رحمه الله أي يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط. كما روى الإمام أحمد -رحمه الله- عن عائشة رضي الله عنها; أنها قالت: يا رسول الله {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: «لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل»، وفي رواية للترمذي رحمه الله «لا يابنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم» {أولئك يسارعون في الخيرات}. ا. هـ

     فالخوف المشوب بالرجاء هو سبب مسابقة هؤلاء الصالحين للجنات والإكثار من الأعمال الصالحات والحرص على الإحسان والإتقان في الأعمال، فهؤلاء الذين جمعوا بين الخوف والرجاء في أعمالهم مع حبهم لله -عزوجل- قال عزوجل فيهم بعد الآية التي ذكرناها {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}(المؤمنون: 61).

 

عدم الاغترار بالنفس

  الاغترار بالنفس دمار لها!، والعاقل من وقف وسطاً، بين الخوف والرجاء!

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: (على الإنسان ألا يغتر بنفسه ولا يعجب بعقيدته بل عليه أن يسأل الله دائما الثبات على الأمر؛ لأن القلب يعتريه شبهات ويعتريه شهوات، فأحيانا يكون الإنسان مؤمنا حقا ثم يلقي الشيطان في قلبه شبهة فيعمى - والعياذ بالله- ويضل).

   (تفسير سورة الصافات/ ص192)

 

 

أنــواع اﻷصدقـــــــاء

 قال العﻼمة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: عن اﻷصدقاء قسمهن إلى ثﻼث أصدقاء:

- اﻷول: صديق منفعة:  وهو الذي يصادقك ما دام ينتفع منك بمال، أو جاه، أو بغير ذلك، فإذا انقطع اﻻنتفاع فهو عدوك ﻻ يعرفك وﻻتعرفه، وما أكثر هؤﻻء، وما أكثر الذين يلمزون في الصدقات: {وَمِنْهُممَّن يَلْمِزُكَ فِيالصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْيَسْخَطُونَ} (التوبة: 58) .

صديق لك حميم ترى أنه من أعز الناس عندك، وأنت من أعز الناس عنده يسألك يوماً من اﻷيام يقول: أعطني كتابك أقرأ فيه، فتقول: والله الكتاب أنا محتاج إياه غدًا، فينتفخ عليك ويعاديك، هل هذا صديق؟ هذا صديق منفعة .

- الثاني: صديق لذة : يعني ﻻ يصادقك إﻻ ﻷنه يتمتع بك في المحادثات والمؤانسات والمسامرات، ولكنه ﻻ ينفعك، وﻻ تنتفع منه، كل واحد منكم ﻻ ينفع اﻵخر، والعلاقة بينكما ضياع وقت فقط، هذا - أيضًا - احذر منه أن يضيع أوقاتك .

- الثالث: صديق فضيلة: يحملك على ما يزين وينهاك عما يشين، ويفتح لك أبواب  الخير ويدلك عليه، وإذا زللت ينهاك على وجه ﻻ يخدش كرامتك، هذا هو صديق الفضيلة.

المصدر:(شرح حلية طالب العلم -102).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك