رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 24 مارس، 2015 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف

عقوبات المعاصي

 قال ابن القيم رحمه الله

من عقوبات المعاصي:

حرمان الطاعة فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها. تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه.

قال أيضاً ابن القيم من عقوبات المعاصي:

     المعاصي تقصر العمر، وتمحق بركته ولابد؛ فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر، وسر المسألة أن عمرالإنسان مدة حياته، ولا حياة له إلا بإقباله على ربه والتنعم بحبه وذكره وإيثار مرضاته.

المعصية تضعف إرادة الخير فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة.

( كتاب الداء والدواء)

 

الدعوة إلى الله وأثرها في انتشار الإسلام

من إملاءات الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله

سؤال للشيخ/ مشهور حسن سلمان

السؤال: ما صحة حديث: «كما تكونوا يولى عليكم»؟

      الحديث أخرجه الديلمي عن أبي بكرة مرفوعاً، وفيه يحيى بن هاشم، وهو كذاب يضع الحديث، وله طريق آخر عند ابن جميع في (معجم الشيوخ) (149)، وعند القضاعي في مسنده، من طريق آخر عن أبي بكرة وفيه المبارك بن فضالة وهو ضعيف، والراوي عنه أبو أحمد الكرماني وهو مجهول أفاده الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف المسمى (الكافي الشافي) فهذا الحديث لم يصح ولم يثبت عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم .

     لكن معناه أمر أُخذ بالاستقراء، فغالباً يكون الناس باهتماماتهم، على حسب الوالي عليهم، ووجد لأبي منصور الثعالبي المتوفى سنة 429هـ، في كتاب مطبوع اسمه: (لطائف المعارف)، وجدت له كلاماً جميلاً يخص هذا الحديث، ويؤكد أن هذا الكلام بالجملة معناه صحيح، فيقول أبو منصور الثعالبي: (كان الأغلب على عبد الملك بن مروان حب الشعر، فكان الناس في أيامه يتناشدون الأشعار، ويتدارسون أخبار الشعراء، وكان الأغلب على الوليد بن عبد الملك حب البناء واتخاذ المصانع وكان الناس في أيامه يخوضون في رصف الأبنية، ويحرصون على التشييد والتأسيس، وكان الأغلب على سليمان ابن عبد الملك حب الطعام والنساء، فكان الناس في أيامه يصفون ألوان الأطعمة ويذكرون أطايبها، ويستكثرون من الحرص على أحاديث النساء، ويتساءلون عن تزوج الحرائر، والاستمتاع بالسراري، ويتجاوزون في الباه، وكان الأغلب على عمر بن عبد العزيز حب الصلاة والصوم وكان الناس في أيامه يتلاقون، فيقول الرجل لأخيه: ما وردك الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ وبكم تختمه؟ وكم صليت البارحة؟ وهل أنت صائم؟ وكان يزيد بن عبد الملك يحب الخيل وكان الناس يتنافسون في اختيارها، ويتقربون إليها، باتخاذ الأجود والأحسن منها، وكان هشام بن عبدالملك يحب الثياب ونفائس اللباس وكان الناس في أيامه يتبارون في التجارة فيها، ويتواصفون أنواعها، وكان الوليد بن يزيد صاحب لهوٍ وشراب وسماع، وكان الناس في أيامه يتشاغلون في الملاهي ويترخصون في النبيذ ويقولون بالسماع، وقد صدق من قال: إن الناس على دين ملوكهم والسلطان سوق يجلب إليها ما ينفق فيها».

إذاً هذه المقولة حكمة مأخوذة من خلال النظر في تاريخ الناس، أما عزو ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم على أنه حديث فليس بصحيح، والله أعلم.

موقع طريق الإسلام

 

الجـانب الآخـر في حياة الألبـاني

قال الأستاذ محمود رضا مراد (وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة:

جهاز لتسخين المياه

1 - فقد صعد بي مرة إلى سطح بيته فأراني جهازا لتسخين المياه بحرارة الشمس صممه بنفسه، وهو صندوق مسطح أشبه ما يكون بعلبة الكبريت، -وليس بحجمها طبعا- مطلية بالقار يمر فيه الماء البارد، فيمتص القار حرارة الشمس فترتفع حرارة الماء فيندفع يصب إلى أعلى ليصب في الأنبوب الرئيس الذي يمد منافع البيت بالماء الساخن يظل الماء يحتفظ بحرارته مهما بردت حارة الجو.

مزولة الصلاة

2- كما صمم مزولة لمعرفة أوقات الصلاة.

3 - ولكن ما يلفت انتباه الزائر هو الرافعة التي صممها لنفسه لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي؛ حيث كان يشق على الشيخ صعود الدرج لضخامة حجمه، وهي عبارة عن قاعدة يقف عليها يرفعها كابل معدني بواسطة محرك يشبه (الدينمو) فإذا ضغط زر ارتفعت القاعدة إلى أعلى أو أسفل حسب مكان القاعدة)! اهـ.

دوار الكتب

     قال عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته) (ص 19): واللهِ يا شيخنا إنك لبارع وذكي حتى في الصناعات، ولا أدلّ على ذلك من هذا (الدوّار) الذي تضع فيه كتبك - وهو دوّار كان شيخنا يضع عليه الكتب المهمة التي يُكثِر من تناولها مثل (تهذيب الكمال) و(تهذيب التهذيب) و(تاريخ البخاري) و(الجرح والتعديل) وغير ذلك من كتب التراجم -، فما كان من شيخنا إلاّ أن قال لي: «يا أستاذ، للإنصاف هذا ليس من ابتكاري، فقد رأيته عند الشيخ أحمد شاكر، لكن بحجم أصغر، وأنا كبّرته».

     فتأمّل -حفظك الله- كيف لمثلي بل ولمن هو أكبر سنًّا منّي أن يعلم أن شيخنا أخذ فكرة الدوّار من الشيخ أحمد شاكر، ومع ذلك لم يسع شيخنا السكوت، بل أبان لي الأمر حتى لا أبقى معتقداً أن الدوار من أفكاره. اهـ.

تغذية الطيور

     ومن اختراعات الإمام أيضاً ما ذكره أبو خالد السلمي فقال: ما حدثني به الشيخ الفاضل الدكتور فاروق السامرائي رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة جامعة اليرموك (سابقا) وهو ممن له صلات عائلية بأهل الشيخ الألباني، وكان يزور الشيخ في بيته، وزاره الشيخ في بيته كذلك، حدثني أن الشيخ كان يربي في بيته أنواعا من الطيور كالبط والدجاج والحمام يأكل منها -رحمه الله- هو وأهل بيته، وقد احتاج الشيخ وأهله إلى السفر للعمرة لمدة أسبوعين، فصنع الشيخ الألباني بيده ومن تصميمه جهازاً في غاية البراعة مؤقتا ومبرمجاً؛ بحيث إنه في ساعة محددة يومياً يفرغ في كل قفص أنواعا معينة وكمية محددة من الحبوب لكل نوع من الطير، وكذلك في أوقات محددة يومياً يصب هذا الجهاز كميات من الماء في آنية الطيور، فسافر الشيخ ورجع والطيور على ما يرام تأكل وتشرب في الأوقات المحددة!

الدعوة (عدد 1717 شعبان 1420)

 

 

نبذة  عن حياة العلامة الألباني

 

- ولد الشيخ محمد  ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333هـ الموافق 1914م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة  ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة، يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم ويرشدهم.

- هاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده  نحو الحضارة الغربية العلمانية.

- أتم العلامة الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.

  قال عنه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وسئل سماحته عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»؛ فسئل من مجدد هذا القرن؟ فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.

وتوفي -رحمه الله- قبيل يوم السبت في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة 1420هـ، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك