رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 13 مايو، 2014 0 تعليق

درر وفوائد

 

خير هذه الأمة

     قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : «مَنْ كان مُسْتنّا فَلْيَسْتن بمَنْ قَدْ مَاتَ أولئكَ أَصْحابُ مُحمد صلى الله عليه وسلم كانوا خَيرَ هذه الأمَّة، وأَبَرها قُلوبا، وأَعْمقَها عِلْما، وأَقَلّها تَكلفا، قَوم اخْتارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَة نَبيه صلى الله عليه وسلم ونَقلِ دينه فَتَشبَّهوا بأَخْلاقِهِم وطَرائِقِهم؛ فَهُمْ كانوا عَلَى الهَدْي المُستقِيم». (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/97)، الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (498)، الشريعة للآجري (1143)).

وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه –أيضاً-: «كلّ عبادة لم يَتَعبدْ بها أَصْحابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فلاَ تَتَعبَّدوا بها؛ فإِن الأَوَّلَ لَمْ يَدع للآخِر مَقالا؛ فاتَّقوا اللهَ يا مَعْشَر القرَّاء، خُذوا طَريقَ مَنْ كان قَبلكُم». (الإبانة لابن بطة).

وقال الإمام الأوزاعي: «عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإيّاك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول؛ فإن الأمر ينجلي - حين ينجلي - وأنت على طريق مستقيم».

 (شرف أصحاب الحديث (6)، الشريعة للآجري (124)، سير أعلام النبلاء (7/120)، طبقات الحنابلة (1/236)).

 

 

ماحكم قول:(جمعة مباركة)؟

حكم قول (جمعة مباركة) للشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ صالح الفوزان

السؤال: ما حكم قول (جمعة مباركة) للناس في كل جمعة، مع العلم أن الجملة انتشرت.. ؟

- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

     فالتزام قول المسلم لأخيه المسلم بعد الجمعة أو كل جمعة (جمعة مباركة) لا نعلم فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولا عن صحابته الكرام، ولم نطلع على أحد من أهل العلم قال بمشروعيته، فعلى هذا يكون بهذا الاعتبار بدعة محدثة، ولاسيما إذا كان ذلك على وجه التعبد واعتقاد السنية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم والبخاري معلقا، وفي لفظ لهما: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.

وأما إذا قال المسلم لأخيه أحيانا من غير اعتقاد لثبوتها ولا التزام بها ولا مداومة عليها، ولكن على سبيل الدعاء فنرجو ألا يكون بها بأس، وتركها أولى حتى لا تصير كالسنة الثابتة..

وانظر الفتوى رقم: 10514، والفتوى رقم: 19781

 

 

سئل العلامة صالح الفوزان في (نور على الدرب):

في كل جمعة يرسل لي أحد الزملاء يقول، ويكتب بالجوال:

(جمعة مباركة)، أرجو أن تدعو بهذه الأدعية برسالة جوال، أو في المنتديات، ما رأيكم فيها يا شيخ؟!

الجواب: «هذا بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، ما كان هذا معروفا، ولا واردا في السنة أن  المسلمين يهنئ بعضهم بعضا في الجمعة، إنما ورد شيء من هذا في العيد عيد  الأضحى وعيد الفطر، ولم يرد أنهم يهنئ بعضهم بعضا في الجمعة، ونشر هذا في  الجوالات، والتوصية بنشره هذا من البدع، ومن ترويج البدع».

وسئل أيضا: ما حكم إرسال رسائل الجوال كل يوم جمعة، وتختم بكلمة (جمعة مباركة)؟.

فأجاب: «ما كان السلف يهنئ بعضهم بعضاً يوم الجمعة، فلا نحدث شيئاً لم يفعلوه» انتهى من أجوبة أسئلة (مجلة الدعوة الإسلامية).

وسئل الشيخ العالم عبد المحسن العبّاد:

السؤال: بناء على أن يوم الجمعة يوم عيد هل يجوز التهنئة فيه كأن يقال: جمعة مباركة أو جمعة متقبلة؟

الجواب: «والله ما نعلم شيئا يدل على هذا، أما بالنسبة لعيد الفطر، والعيدين فقد جاء عن الصحابة أنه كان إذا لقي بعضهم بعضا قال: «تقبل الله منا ومنكم» أو «تقبل  الله طاعتكم»اهـ.» شرح سنن ابن ماجه. شريط(84).

 

 

أنواع الناس في المخالطــة

قال ابن القيم رحمه الله: الناس على أربعة أقسام:

1-من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه.

وهذا أعز من الكبريت الأحمر وهم العلماء بالله وأوامره الناصحون لله ولكتابه ولرسوله ولخلقه.

2- من مخالطته كالدواء.

يحتاج إليه عند المرض فقط، وهم من لا يستغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش.

3- من مخالطته كالداء.

وهم من في مخالطتهم ضرر ديني أو دنيوي.

4- من في مخالطته الهلاك كله.

وما أكثر هذا الضرب في الناس، وهم أهل البدع والضلالة.

المرجع: الفوائد: 1 / 519

 

 

الحذر من مخالفة طريق السلف الصالح

قال ابن قدامة المقدسي-رحمه الله-: «من سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه، ومن مال عن السّنّة فقد انحرف عن طريق الجنّة، فاتّقوا الله تعالى، وخافوا على أنفسكم، فإنّ الأمر صعب، وما بعد الجنّة إلا النّار، وما بعد الحقّ إلا الضّلال، ولا بعد السّنّة إلا البدعة».

 تحريم النّظر في كتب الكلام ص71.

 

 

جرب لذة هذا العمل العظيم وداوم عليه ففيه صلاح عجيب لقلبك!

 

1-يقول أحد الإخوة: قررت أن أجرب عملاً لا تداوم عليه إلا نفوس الكبار، ومن عادتي التقصير أسأل الله أن يعفو عني وعنكم.

2-قررت أن أجرب ألا يؤذن المؤذن إلا وأنا في المسجد.

3-وفعلاً فعلت ذلك، فبكرت في الحضور وصليت تحية المسجد، ثم دخل المؤذن وأذن بالصلاة، ولا تتخيل تلك المشاعر التي غمرتني وأنا أجيبه وأنا جالس خلفه!

4-وبعد أن أجبته (ودعوت الدعاء المأثور).

5-صليت السنة الراتبة.

6-وفتحت المصحف وبدأت أقرأ القرآن ومرت عشرون دقيقة بين الأذان والإقامة، فلم أصدق عيني أنني قرأت نصف جزء كاملاً! تملكني ذهولٌ عظيم من سهولة هذا الإنجاز وعظم تقصيري فيه (ويمكن للقارئ السريع قراءة مابين 20 إلى 30 وجه).

7-كبّر الإمام فلا تسل عن (لذة الخشوع) والحضور مع قراءته، وتردد في ذهني عبارة أحد مشائخي (البكور حَرَمُ الصلاة، فمن سلم حرمُه سلمت صلاته)..!

8-قضيت الصلاة، وجلست في حديث وحساب مع نفسي، ولا أعلم كيف تجلجلت في مسامعي تلك الآية {أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}(الزمر: 56).

9- تخيلت نفسي وأنا أداوم على هذا الفعل في كل فريضة ما الذي سأنجزه في المسجد؟! وما الذي سأخسره خارج المسجد؟!

10-فكم هوجميل لو ضمنت البكور للصلاة حتى لو فرضاً واحد كالعشاء أوالعصر أوالفجر: لضمنت ختمة للقرآن في كل شهر، دون عناء ومكابدة.

11-فكيف لو بكرت فريضة أو فريضتين أو خمساً مازالت تعجبي -حينها- ممن أسمع أنهم يختمون القرآن في كل شهر مرتين وثلاثاً وأربعاً طيلة أيام العام (في الأيام العادية فكيف برمضان).

12-تواردت في ذهني تلك الفضائل العظيمة (المشي للصلاة) و(إجابة المؤذن) و(وقت إجابة الدعاء بين الأذان والإقامة وفي الصلاة وبعدها)(الصف الأول) (السنة الراتبة) (إدراك تكبيرة الإحرام) (حضور القلب في الصلاة) (دعاء الملائكة للمصلين في المسجد) (الأذكار والدعوات الواردة بعد الصلاة).. والدخول ضمن (سبعة يظلهم الله يوم القيامة ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد) وغيرها كثير.

13-ترددت في مسامعي مرة أخرى تلك الآية {أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر: 56).

14-أيقنت أن سماعها في الدنيا وفي العمر فرصة للتغيير والتوبة خيرٌ من قولها عند الوقوف بين يدي ربي!

15- أسأل الله أن يعفو عني وعنكم، ويغفرلنا ومن شارك بإرسالها، ويرحمنا برحمته، وهو خير الراحمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك