رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 12 يناير، 2021 0 تعليق

دراسة ميدانية حول أسباب الطلاق

  

كشفت العديد من الدراسات زيادة نسبة الطلاق في المجتمعات العربية عموما، وفي المجتمع الكويتي خصوصا، ومساهمةً من مجلة الفرقان في البحث عن أسباب هذا الظاهرة، قامت بعمل دراسة ميدانية، خلصت من خلالها إلى أهم الأسباب التي تؤدي إلى فراق الزوجين، وقد شارك في الاستبانة 613 مشاركًا من داخل الكويت وخارجها، وقد تم تصنيف الأسباب التي وردت في نتائج الاستبانة إلى ثلاث فئات مختلفة، وفقًا لإجابات العينة التي استُهدفت بالدراسة، وقد اشتملت الفئة الأولى على سبعة أسباب «مؤثرة تأثيرًا كبيرًا» في الطلاق، والفئة الثانية اشتملت أيضًا على سبعة أسباب «مهمة» في حدوث الطلاق، وأما الفئة الثالثة فقد اشتملت على ستة أسباب «غير مهمة» في حدوث الطلاق، كما ذكر المشاركون في الاستبانة قرابة ستين سببا، صنفت تحت أسباب أخرى، وقامت المجلة بحصر أهم عشرة أسباب وأكثرها تكرارًا، فكانت كالتالي: ضعف التدين، وعدم التأهيل، والقوانين، وعدم تحمل المسؤولية، وتدخل الأقارب، والانشغال، والإهمال، والخيانة، والإهانة المستمرة، وسوء الخلق.

وقد استطلعت المجلة آراء المختصين وأهل العلم حول نتائج الاستبانة،

كما رصدت عددا من الدراسات السابقة التي تناولت الظاهرة،

وأخيرًا تم استخلاص النتائج والتوصيات. 

 

منهجية العمل

 (1) صُمِّمت استبانة اشتملت على عشرين سؤالاً عن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في المجتمع الكويتي.

(2) عُرضت الاستبانة على عدد من المختصين في الاستشارات الأسرية لتقييمها وإبداء الرأي حولها.

(3) اختيرت عينة عشوائية من المشاركين من داخل الكويت وخارجها، وأُرسلت الاستبانة إليهم من خلال برامج التواصل الاجتماعي: (واتس آب و فيس بوك و تويتر).

(4) تعاملت المجلة بحيادية مع نتائج الاستبانة؛ فرُصدت النتائج وحُللت، وحُوِّلت إلى رسومات بيانية وجداول رقمية.

(5) صُنفت النتائج إلى ثلاث فئات (الأسباب الأكثر تأثيرًا واشتملت على سبعة أسباب. والأسباب الأقل تأثيرًا واشتملت على سبعة أسباب. والأسباب غير المؤثرة واشتملت على ستة أسباب).

(6) استُطلعت آراء عدد من المختصين والاستشاريين حول نتائج الاستبانة.

(7) تمت الاستعانة بآراء عدد من علماء الشريعة حول النتائج وحول أسباب الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع.

(8) تم جمع كلام عدد من كبار أهل العلم حول الطلاق وأسبابه.

(9) تم الاستئناس بعدد من الدراسات السابقة حول هذه الظاهرة وذُكرت في ثنايا الملف.

(10) تم استخلاص مجموعة من النتائج والتوصيات

 

النوع  

 

  

شارك ٦٦.٣٪ من الذكور في الاستبانة في مقابل ٣٣.٧٪ من الإناث، مما يدل على أن اهتمام الذكور وتفاعلهم مع أسئلة الاستبانة أكثر من الإناث.

 

 الفئة العمرية

 

أما بالنسبة للفئات العمرية فكان الغالبية ما بين 30 -40 عاما بنسبة 33.3٪، ثم جاءت الفئة العمرية ما بين 40-50عاما، بنسبة 24.3٪، ثم في المرتبة الثالثة 50-60 عاما بنسبة 18.9٪، ثم في المرتبة الرابعة من 20-30 عاما بنسبة 13.5٪، أما أقل المشاركات فكانت لمن هم فوق الستين عاما؛ حيث بلغت 10٪.

 

  الجنسية 

 


تقدم إلى المشاركة في الاستبانة ٦١٣ شخصا، منهم ٥٤٪ كويتي، و٤٦٪ جنسيات أخرى، وهذا يدل على تفاعل الكويتيين مع الاستبانة وأهميتها بالنسبة لهم.

 

 

  الحالة الإجتماعية  

 

كما نلاحظ أن المشاركة الأعلى في الاستبانة كانت للمتزوجين؛ حيث بلغت نسبتهم من إجمالي العينة ٨٢.٧٪، وهذه نسبة كبيرة، ورأيها مهم، ثم تليها فئة المطلقين، وبلغت نسبتهم 8.6%، ثم تليها فئة غير المتزوجين، وبلغت ٧.٧٪، وأخيرًا شاركت فئة قليلة من الأرامل بلغت تقريبًا 5 %.

 

المؤهل  

 

 غالبية المشاركين في الاستبانة ممن يحملون مؤهلا جامعيا؛ حيث بلغت نسبتهم ٧٠.٣٪، ويليهم من يحملون الماجستير أو أعلى من ذلك؛ حيث بلغت نسبتهم ١٧.٩٪، أما حملة الشهادة الثانوية أو أقل فقد شارك تقريبا ١٠٪.

 

المحافظة  

 

 

أما بالنسبة للمحافظات في الكويت أو من خارج الكويت، فقد شارك أكثر من ٢٠.٦٪ من محافظة العاصمة، و١٨.٨٪ من خارج الكويت و١٦.٦٪ من محافظة حولي، و١٥.٣٪ من محافظة الفروانية، و١١.٣٪ من محافظة الجهراء، و٨.٦٪ من محافظة الأحمدي، و8.8 مبارك الكبير وفي هذا مؤشر على مشاركة محافظات الكويت كلها، وبنسب متقاربة، كما شارك آخرون من الأقطار العربية والأجنبية.

 

العمل  


وفي فئات العمل، نجد أن المشاركين أغلبهم يعملون في الوظائف الحكومية، وبنسبة تصل إلى ٤٦.٨٪، وفي القطاع الخاص ٢٢.٧٪، أما المتقاعدون فقط  شارك من العينة بنسبة ١٨.٨٪، أما الذين يعملون في أعمال غير منتظمة فبلغوا تقريبا ٨.٨٪، وفئة قليلة تعمل خارج البلاد وبلغت 18.8%.

 

تحليل أسئلة الإستبانة

بنظرة عامة على الإجابات عن أسئلة الاستبانة، نلاحظ أن العينة وزعت الأسباب على ثلاثة شرائح، الشريحة الأولى: التي حصلت على 70% فأعلى، والشريحة الثانية: من 55% إلى أقل من 70%، والشريحة الثالثة: كانت أقل من 55%.

 

الشريحة الأولى 

اشتملت على 7 أسباب رئيسة ومهمة، أولها: سوء المعاملة 88%، ثم عدم الإحساس بعظم مسؤولية تكون أسرة 87%، ثم عدم الالتزام بالأمور الشرعية 78%، وتدخل الأهل والأقارب دون خبرة ولا حكمة بين الزوجين 66%، وكذلك الغضب المستمر والعصبية الزائدة كانت نسبتها 74%، كما جاء حب التسلط والسيطرة وفرض الرأي بنسبة 73%، وأخيرًا كان  عدم التفاهم في العلاقة الجنسية بنسبة 70%.

 

الشريحة الثانية 

أما الشريحة الثانية من الأسباب فاشتملت على سبعة أسباب أيضا، كانت في نظر المشاركين أسبابا مؤثرة إلى حد ما، وهي: التعدد والتعامل معه بعدم حكمة من الطرفين وكانت نسبته 67%، والشك الزائد وما يتبعه من تجسس وسوء ظن وكانت نسبته 64%، وكذلك السفر والغياب الطويل 60%، أما الغيرة الزائدة فكانت نسبتها 59% ، وكذلك من ضمن تلك الأسباب شعور أحد الزوجين بأنه أفضل من الآخر58%، وكذلك عدم قدرة الزوج على الإنفاق حصل على النسبة نفسها 58%، أما اختلاف وجهات النظر التي شملت (إدارة المصروفات والتعامل مع الأقارب والزيارات) فكانت نسبتها  58%.

 

الشريحة الثالثة 

أما الشريحة الثالثة من الأسباب التي صنفت على أنها أسباب غير مؤثرة بقوة في الطلاق فكانت ستة أسباب، وهي كالتالي: الإسراف والتبذير والإنفاق المبالغ فيه وكانت نسبته 54%، ومنها طمع أحد الطرفين في مال الآخر وكانت نسبته54%، أما الانشغال بالأجهزة والألعاب الإلكترونية داخل البيت فكانت نسبته 52.5%، وجاء عدم التكافؤ الاجتماعي والأسري بين الزوجين بنسبة 51%، وكذلك عدم التكافؤ الثقافي والتعليمي حصل على نسبة 46%، وأخيرًا جاء السكن في بيت عائلة الزوج بوصفه أحد الأسباب غير المؤثرة في الطلاق 44.5%.

 

 

فريق العمل 

وائــل رمضـــان

- حسام قاسم

-   أيمن عبدالله

-  كمال علاّق

-  رمزي السنوسي

عمرو عبد النعيم

     جاءت فكرة هذا الملف من خلال استبيان قام بنشره محمد سعد الأزهري عن أهم أسباب الطلاق في المجتمع المصري، الذي اشتمل على قرابة 30 سؤالاً، وتم إعداد استبانة جديدة تناسب الواقع الخليجي، وحُصِرت في عشرين سؤالاً، اشتملت على أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق.

 

نتائج وتوصيات 

 1- ضرورة توجيه المقبلين على الزواج لحضور محاضرة عن الإرشاد الأسري.

2- ضرورة عمل دورات تخصصية وتأهيلية للمقبلين على الزواج.

3- أهمية سن القوانين والتشريعات المنظمة لتأهيل المقبلين على الزواج.

4- إيجاد مراكز لإصلاح ذات البين في مختلف المحافظات.

5- تفعيل دور الباحثين الاجتماعيين وتأهيلهم لتقديم الإرشاد الأسري.

6- تفعيل دور وزارات الدولة ومؤسساتها في نشر الوعي الأسري.

7- تأكيد حسن الاختيار ومراعاة التكافؤ بين الزوجين.

8- تحديد المسؤوليات الزوجية وتأكيد أهمية استقرار الأسرة.

9- الاهتمام بدور الإعلام في نشر الوعي والثقافة الأسرية.

10- تأكيد دور الأسرة وتعزيز مكانتها في إطار من الدين والأخلاق.

 

 

تحليل أسئلة الاستبانة

 

 

السؤال الأول  

 

  - عدم الإحساس بعظم مسؤولية تكوين أسرة: وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 79.9% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 14.7% منهم أنه مهم، وقرابة 10% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 7% أنه سبب عادي، وأقل من 7% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

السؤال الثاني 

 

- شعور أحد الزوجين بأنه أفضل من الآخر: جاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 33.8% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 23.8% منهم أنه مهم، وقرابة 27.4% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 15% أنه سبب عادي، وكذلك رأى 15% منهم أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال الثالث 

 

- الشك الزائد وما يتبعه من تجسس وسوء ظن: وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 44% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 19.9% منهم أنه مهم، و22% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 10% أنه سبب عادي، وأقل من 10% رأوا أنه سبب غير مهم.

 السؤال الرابع 

 

 - الغضب المستمر والعصبية الزائدة، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 49.4% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 24.8% منهم أنه مهم، وقرابة 17.1% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 6% أنه سبب عادي، وأقل من 6% رأوا أنه سبب غير مهم.

  

 السؤال الخامس 


 

عدم الالتزام بالأمور الشرعية (الصلاة، الحجاب...)، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 59.9.% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 17.8% منهم أنه مهم، وقرابة 14.5% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 10% أنه سبب عادي، وأقل من 10% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال السادس 

 

السكن في بيت عائلة الزوج، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 25.6% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 18.9% منهم أنه مهم، وقرابة 12.4% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 11.3% أنه سبب عادي، وأقل من 11.3% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال السابع 

 

عدم قدرة الزوج على الإنفاق، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 34.3% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 23.7% منهم أنه مهم، وقرابة 26.8% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 15% أنه سبب عادي، وأقل من 15% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال الثامن

 

عدم التكافؤ الاجتماعي والأسري بين الزوجين، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 29.5% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 21.9% منهم أنه مهم، وقرابة 29.9% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 11.6% أنه سبب عادي، و7.2% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال التاسع 


 

 

عدم التكافؤ الثقافي والتعليمي، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 22.8% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 23% منهم أنه مهم، وقرابة 31.2% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 14.2% أنه سبب عادي، وأقل من 8.8% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال العاشر 

 

سوء المعاملة (استهزاء، سخرية، شتائم، عناد، ضرب..)، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 69.2% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 18.8% منهم أنه مهم، و7% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 5% أنه سبب عادي، وأقل من 5% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال الحادي عشر 

 

 عدم التناغم في العلاقات الجنسية، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 37.7% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 32.6% منهم أنه مهم، و20.7% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، وقرابة 15% أنه سبب عادي، وأقل من 15% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال الثاني عشر 

 

اختلاف وجهات النظر (إدارة مصروفات، التعامل مع الأقارب، زيارات،..)، جاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 28.9% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 29.2% منهم أنه مهم، وقرابة 30% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 9.1% أنه سبب عادي، وأقل من 9.1% منهم أنه سبب غير مهم.

 

 السؤال الثالث عشر 

 

السفر والغياب الطويل، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 34.4% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 24.4% منهم أنه مهم، و24.5% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 9.6% أنه سبب عادي، و6% رأوا أنه سبب غير مهم.

  

 السؤال الرابع عشر 


 

الإسراف والتبذير والإنفاق المبالغ فيه، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 29.7% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 24.6% منهم أنه مهم، وقرابة 28.1% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 9.6% أنه سبب عادي، و8% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 

  السؤال الخامس عشر 


 

الانشغال بالأجهزة والألعاب الإلكترونية داخل البيت، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة28.5% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 24% منهم أنه مهم، وقرابة 24.8% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 14.2% أنه سبب عادي، وأقل من 8.5% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

  السؤال السادس عشر 



حب التسلط والسيطرة وفرض الرأي، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 41.8% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 31% منهم أنه مهم، وقرابة 17% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 12% أنه سبب عادي، وأقل من 12% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

  السؤال السابع عشر 

 

 طمع أحدهما في مال الآخر، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 29.5% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 24.8% منهم أنه مهم، وقرابة 22% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 13.1% أنه سبب عادي، و10.6% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

 

  السؤال الثامن عشر 

 

التعدد وعدم التعامل معه بحكمة من الطرفين، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 40% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 27.1% منهم أنه مهم، وقرابة 19.6% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 7% أنه سبب عادي، وأقل من 7% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

  السؤال التاسع عشر 


 

الغيرة الزائدة، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 30.7% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 28.7% منهم أنه مهم، وقرابة 25.4% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 10.8.2% أنه سبب عادي، وأقل من 10% رأوا أنه سبب غير مهم.

 

  السؤال العشرون 

 

تدخل الأهل دون خبرة ولا حكمة بين الزوجين، وجاءت نتائج الإجابة عن هذا السؤال كالتالي: رأى نسبة 55.6% من المشاركين أن هذا السؤال مهم جدًّا، بينما رأى 21.4% منهم أنه مهم، و12.4% رأوا أنه مهم إلى حدٍّ ما، ورأى 5% أنه سبب عادي، وقرابة 10% رأوا أنه سبب غير مهم.

   أسباب أخرى أكثر تكراراً 

 

  

 أسباب أخرى ذكرها المشاركون 

 قدم المشاركون عددًا من الأسباب التي رأوا -من وجهة نظهرهم- أنها أسباب مؤثرة في حدوث عملية الطلاق، وقد وصلت هذه الأسباب إلى 61 سببًا، قامت المجلة بتصنيفها إلى فئتين:

الفئة الأولى: وهي الأسباب الأكثر تكرارًا، وكانت عشرة أسباب كما هو موضح بالجدول المرفق.

الفئة الثانية: وهو التصنيف الموضوعي؛ حيث جمعت الأسباب المتشابهة تحت عنوان واحد.

 

 

 

 (1) سوء الخلق 


وقد شمل هذا العنوان 12 سبباً من الأخلاق السيئة التي كانت سببًا في حدوث الطلاق، وهي: (الكذب، والخيانة، والأنانية، والإهانة، وإفشاء أسرار البيت، والعناد، والإباحية، وسوء الظن، والعصبية، والأنانية، والاستبداد، وتعامل المرأة مع الزوج بندية).ء

 

(2) أسباب مادية 

 وقد شمل هذا العنوان على 4 من الأسباب المادية، وهي: (ترك العمل، والترف الزائد، وعمل المرأة، والبخل).

 

(3) أسباب قبل الزواج 

وقد شمل هذا العنوان على 7 من الأسباب التي يهملها المقبلون على الزواج أو أهلوهم، وهي: (التأهيل، والعادات والتقاليد، وضعف التعارف قبل الزواج، وسوء الاختيار، والإجبار، وسوء التربية).ء
 

(4) أسباب عاطفية 


وقد شمل هذا العنوان على 9 من الأسباب التي تؤثر في قوة العلاقة بين الطرفين، وهي: (الانشغال، والجفاء، والإهمال وعدم الاهتمام، وحسن المظهر، والثقة، والشفافية، وعدم القناعة والرضا، وعدم الغيرة، والغياب).

 

(5) أسباب عقلية وفكرية 


وقد شمل هذا العنوان على 5 من الأسباب الفكرية والعقلية والثقافية، والخلل فيها يؤثر في العلاقة بين الطرفين، وهي: (عدم التوافق الفكري، واختلاف الآراء، والنضوج، والتفاهم، وقلة الوعي بتبعات الطلاق).ء

 

(6) أسباب عامة 


كما كانت هناك عدد من الأسباب العامة التي ترتبط بعوامل مختلفة داخلية وخارجية، وهي: (ضعف التدين، وتدخلات الأقارب، ووسائل التواصل، وعدم الإنجاب، وخروج المرأة من بيتها في أثناء فترة العدة، والمخدرات، وعدم التغافل، وغياب القدوة، والاختلاط في العمل، والشفافية، وضعف الشخصية، وعدم المشاركة، والقوانين، والتعدد، والمخدرات، والمرض، وتحمل المسؤولية، وأمراض نفسية، وأصدقاء السوء، وأزمة كورونا).ء

 

دراسات أخرى سابقة 

 

قامت المجلة باستعراض عدد من الدراسات السابقة حول ظاهرة  الطلاق وهي كالتالي:

 

دراسة مجلس الأمة 2010

في دراسة قُدمت لمجلس الأمة في يونيو 2010 عن مشكلة الطلاق في المجتمع الكويتي من إعداد مريم العبيد وفاطمة الرامزي (باحثتان اجتماعيتان) خلصتا إلى عدد من التوصيات أهمها ما يلي:

أولاً: ما قبل الزواج

- عدم الإقدام على مشروع الزواج قبل الانتهاء من تحقيق قدر معقول من النضج الاجتماعي والاقتصادي.

- البعد عن الزواج المتسرع أو زواج المصلحة، فلا بد من وجود درجة من التقارب في العمر والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والثقافي لكلا الطرفين.

- التأكد من السلامة النفسية والجسمية، وحسن الخلق والطباع، والسمعة الطيبة والتدين لدى الطرفين.

- السماح للخطيب برؤية خطيبته قبل الزواج، والتعرف عليها بحسب الضوابط الشرعية، ودون خلل بالقيم؛ لما فيه من أثر في تقوية رابطة الزواج ودوامها فيما بعد.

ثانيًا: ما بعد الزواج

- حل المشكلات والمنازعات الأسرية بالود والتفاهم والحوار بين الزوجين، والبعد عن العنف والقسوة بينهما.

- تحديد الأدوار والمسؤوليات والتعاون المشترك بين الزوجين للحفاظ على رابطة الزواج.

- عدم التلويح بالطلاق بوصفه حلا للمشكلات الأسرية عندما تتعقد، واللجوء لأهل الخير طلباً للإصلاح والمصالحة.

- التقارب والتفاهم في كل ما يتعلق بأمور الحياة الزوجية والاحترام المتبادل بين الزوجين، والقضاء على الملل والروتين في الحياة الزوجية، وجعلها حياة تبعث الرضا والارتياح.

- ألا يسمح كل من الزوجين بتدخل أحد في حياتهما، سواء من الأهل أم الأصدقاء أم الأقارب.

ثالثًا: المؤسسات المجتمعية

- القيام بإجراء التعديلات على بعض مواد ونصوص قانون الأحوال الشخصية بما يتواكب مع متغيرات الحياة الاجتماعية، وتساعد على علاج الخلل المتفحش في العلاقات الأسرية؛ فكل نص أو مادة لا تراعي المحافظة على كيان الأسرة، وتساعد على سرعة انهيارها، لا بد أن تراجع، وأن يعاد صياغتها.

- تبصير الطرفين بالحقوق والواجبات المترتبة على الحياة الزوجية بينهما، وتثقيفهما من خلال إقامة دورات وندوات ومحاضرات، وتزويدهما بالنشرات والكتيبات التي تحث على تقدير الحياة الزوجية واستقرارها.

- تسخير أجهزة الإعلام المختلفة لتقديم حلقات يشترك فيها رجال التربية والدين والقضاء والاجتماع والمرشدون النفسيون والاجتماعيون، ووزارة الداخلية تبين خطورة الطلاق على الزوج والزوجة والأبناء، وأهمية الحياة الأسرية.

- إدخال بعض المناهج النظرية والعملية الخاصة بأمور الحياة الزوجية للمرحلتين التعليم الثانوي والجامعي.

 

دراسة وزارة العدل

 

أما الدراسة التحليلية التي أعدتها وزارة العدل، وهي دراسة قيمة عن حالات الطلاق في المجتمع الكويتي خلال 10 سنوات، وجاءت الدراسة مؤكدة عددا من الحقائق وهي:

- 100017 حالة زواج لمواطنين من مواطنات خلال الفترة من 2007 الى 2017، وبلغ عدد حالات الطلاق 5926 حالة خلال عام الزواج.

- الدراسة سلطت الضوء على عدد حالات الطلاق خلال الفترة 2007 - 2017م والتنبؤ بأعداد حالات الطلاق خلال الأعوام الخمسة المقبلة 2018 - 2022 م

- قانون الأحوال الشخصية رقم (51) لسنة 1984 من أهم أسباب الطلاق في الكويت؛ حيث تحصل المرأة على نفقة وسيارة وخادمة وسائق وسكن.

- تحكُّم بعض الأزواج في الزوجة وممارسة العنف، يدفع الزوجة إلى التفكير في الطلاق.

- ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من مسلسلات وأفلام وبرامج تحث على الرذيلة، يعد عاملاً من عوامل الطلاق.

- انخفاض نسبة حالات الطلاق للزوج الكويتي من الزوجة غير الكويتية؛ حيث تفاوتت نسب الطلاق خلال فترة الدراسة، وكان أعلاها في العام 2009؛ حيث بلغت 12.9% حتى وصلت إلى 8.1% في العام 2017.

- زيادة نسبة حالات الطلاق عندما يكون الزوج كويتياً والزوجة غير كويتية عن نظيرها عندما يكون كلا الزوجين كويتي الجنسية.


 

 

 

 

دراسة مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية 

وفي دراسة منشورة في مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية - العدد 174 بعنوان: تحليل توزيع الزواج والطلاق في دولة الكويت من عام ٢٠٠٣ - ٢٠١٥ باستخدام نظم المعلومات الجغرافية للباحث د. محمد غانم المطر.

وقد خلصت هذه الدراسة إلى عدد من التوصيات، وجاءت كالتالي:

- إعادة التوزيع الجغرافي للمراكز الاجتماعية، من مثل إصلاح ذات البين، وزيادة قدرتها الاستيعابية في المناطق التي يزداد فيها حالات الطلاق.

- التركيز على أهمية دراسة العوامل المساهمة في عزوف الشباب عن الزواج وانخفاض أعداد حالات الزواج في بعض المناطق.

- الاهتمام بدور الإعلام المرئي والمقروء والمسموع في تعزيز دور الأسرة، وكذلك التركيز على الحملات الإعلامية التوعوية في المناطق التي ينخفض فيها أعداد حالات الزواج والمناطق التي يرتفع فيها الطلاق.

- تفعيل دور الباحثين الاجتماعيين في المناطق التي يرتفع فيها أعداد حالات الطلاق، وذلك من خلال القيام بالمقابلات والمسح الميداني.

- التركيز على دور كل من وزارة التعليم والشؤون الإسلامية في الحد من حالات الطلاق.

- الدعوة إلى إقامة الندوات التوعوية والتثقيفية للمقبلين على الزواج ولا سيما في المناطق التي ترتفع فيها حالات الطلاق.

- المقارنة في الخصائص الاجتماعية والتعليمية ما بين المناطق، وذلك التعرف سبب ارتفاع عدد حالات الطلاق في بعض المناطق بينما تنخفض في مناطق أخرى.

- التركيز على أهمية الموقع الجغرافي وأثره في تباين أعداد حالات الزواج والطلاق.

 

دراسة جريدة القبس - يوليو 2006

وقد خلصت هذه الدراسة إلى أن هناك أسبابا ظاهرة عموما وهي كالتالي:

1- أسباب تتعلق بعدم التكافؤ بين الزوجين في المستوى الاجتماعي والثقافي أو التعليمي أو الأخلاقي أو الديني أو العمري.

2- أسباب تتعلق بالسلوك الشخصي الناتج عن اختلاف طباع الزوجين وعاداتهم وتقاليدهم.

3- أسباب تتعلق بالعوامل المادية كبخل الزوج أو عدم قيامه بمسؤولياته المادية.

4- أسباب تتعلق بالزواج المبكر وعدم نضج أحد الزوجين أو كلاهما وفارق السن.

5- أسباب تتعلق بتعدد الزوجات أو رفض الرجل لعمل المرأة واستقلاليتها عنه اقتصاديا؛ إذ تتداخل بذلك الأدوار، وتقوى شوكة المرأة، ويصبح بإمكانها اتخاذ القرارات بعيدا عن الرجل في العديد من الأمور، وهذا إنما يزيد الفجوة بينهما، ويشعر كل منهما أنه لم يعد بحاجة إلى الآخر، أو أنه يمكنه الاستغناء عن حاجته للطرف الآخر بسهولة.

6- كما لاحظ الباحثون أن نسبة عالية من الطلاق تقع عند المتزوجين حديثا ممن هم في مراحل عمرية صغيرة، مقارنة بالمراحل العمرية الأكبر.

 

 

 

آراء المختصين والخبراء

     وقد استقصت المجلة آراء عدد من المختصين والخبراء في الشأن الأسري عن نتائج الاستبانة، في البداية علق عضو هيئة التدريس في التعليم التطبيقي بكلية التربية الأساسية، وعضو المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، د. راشد سعد العليمي على نتائج الاستبانة قائلاً: من وجهه نظري أن هذا الاستبيان متميز جدًا؛ لأنه تطرق إلى أمور كثيرة جدًا في واقع الناس، ويمكن جمع هذه الأمور في خمس نقاط رئيسة، ويكون علاجها النقطة الخامسة:

 

القضية الأولي: الاستغناء

    بين د. العليمي أن من الأسباب الرئيسة في الطلاق استغناء أحد الطرفين عن الآخر، فينظر إلى نفسه ولا ينظر إلى الطرف الآخر، كيف أنه مشارك ومنسجم، ويعينه على أمور البيت والرعاية الأسرية بطريقة واضحة، ومن مظاهر الاستغناء التي أوردتها الاستبانة: عدم الإحساس بالمسؤولية، ويتضح ذلك في السفر والغياب الطويل، وأيضا في الانشغال بالأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية داخل البيت، وأيضا في عدم التكافل الأسري، فإذا كانت هذه الأمور مختلفة وواضحة بين الطرفين، نجد أن هناك استغناء، من جهة الكفاءة الواضحة من الناحية الدراسية، أو الأسرية، أو المالية، فضلا عن وجودها الذي يملأ عليه حياته، وإلا سيبتعد، فهذه النقطة الأولى تجمع عناصر كثيرة.

القضية الثانية: عدم التفاهم

     أما القضية الثانية التي أشار إليها د. العليمي فهي (عدم التفاهم): ويظهر هذا الأمر بوضوح في أنه يجمع عناصر كثيرة جدًا، منها قضية (تدخل الأهل دون خبرة ولا حكمة) بين الزوجين؛ نتيجة أنهم لم يعرفوا التفاهم الواضح تدخلت أطراف خارجية، وإذا تدخلت أطراف خارجية فيها جهالة، دمرت البيت بأكمله، ويظهر عدم التفاهم في وجود الغضب والعصبية الشديدة، وأيضا في حب التسلط، وفي عدم التناغم في العلاقة العاطفية؛ لأن كل طرف لم يفهم الطرف الآخر ولم يصل إلى وضوح كامل معه، وبإزالة الغموض ماذا يريد؟ وكيف أصل إلى إرضائه؟ وكذلك في الشك الزائد وما يعقبه من تجسس وسوء الظن، وكذلك في شعور أحد الزوجين بأنه أفضل من الآخر، إذا لم يكن بينهم ذلك التفاهم، ومعرفة أن كل طرف ماذا ينبغي علية أن يكون؟، وفي اختلاف وجهات النظر، دلالة على عدم تفاهم، وأيضا حينما يسكنون في بيت عائلة الزوج أو حتى بيت الزوجة ولربما هناك من يتدخل في شؤونهم، فلماذا يتدخلون؟ لعدم وجود تفاهم واضح بينهما، فلما كان هناك خلل في تفاهمهم تدخلت أطراف خارجية.

القضية الثالثة: (الخطبة الهشة أو المهزوزة)

     وعن الخطبة وأثرها في إنجاح العلاقة بين الزوجين، قال د. العليمي: حسن البدايات يعطينا -بإذن الله- جمالا لمسيرة الحياة الزوجية، هذه الخطبة الهشة وجدتها بوضوح شديد جدا في كثير من العناصر، وأركز على عدم الالتزام بالأمور الشرعية وهي الصلاة، والحجاب وغيرها كثير، لأنه لم يكن هناك سؤال ولا جلسة ولا قضية الاستشارة، ولا قضية رؤية شرعية، كل هذه الأمور تولد لنا بعد ذلك شكاية منهم أن هذا الزوج فيه كذا وكذا، بل ربما تصل إلى وجود إعاقة فيه، وربما أشياء كثيرة جدا؛ بسبب عدم وجود خطبة واضحة، فلما كانت الخطبة هشة وجدنا هذا الأمر بوضوح.

القضية الرابعة: (نقص الثقافة الزوجية شرعيا واجتماعيا وقانونيا)

     أما القضية الرابعة التي أشار إليها د. العليمي فكانت من أهم النقاط التي وردت في الاستبانة، وهي نقص الثقافة الزوجية عند الشاب أو عند الفتيات؛ حيث وجدنا بعد ذلك خللا واضحا، ويظهر هذا الأمر بوضوح وهي قضية “سوء المعاملة “ ولا سيما أن بعض الأزواج أو الزوجات في استهزاء، وسخرية، وشتائم، وضرب؛ لأنه لم يفهم ماذا تعني له الأنثى؟ والزوجة لم تفهم ماذا يعني لها الزوج؟ ويظهر أيضا في عدم الإحساس بعظم مسؤولية تكوين أسرة من خلال عدم وجود ثقافة زوجية شرعية وهي معرفة الحقوق والوجبات.

     ولو سألنا في استبانة ما حقوق الزوج؟ وما حقوق الزوجة؟ لوجدنا هناك عجبا شديدا وكبيرا، ذلك أن الكثير لا يفهم حتى من الشرعيين، وسألت كثيرا من الشرعيين حتى من الطلبة: لمن حق القوامة؟ فالكثير أجاب أنها حق للذكر، وتعجبت من هذا، فالقوامة هي في الحقيقة حق للأنثى وواجبة على الذكر، ولو سألتهم سؤالا حتى في الشارع أو الأسواق لمن حق القوامة؟ لسمعتم أن الكثير يقول: إنها حق للرجل، دلالة على نقص في الثقافة الزوجية، وظهر هذا أيضا في العنصر الثامن وهي قضية التعدد والتعامل معه بعدم حكمة من الطرفين؛ لأن الكثير لا يفرق بين العدل والمساوة، ولا الكثير ممن يتزوج لا يفهم كيف يعطي هذه ما تستحقه، وهذه ما تستحقه، مجرد إشباع للشهوة، أو كسر لرأس الزوجة، وهذا دلالة على نقص في الثقافة في هذا الجانب، ويظهر أيضا في العنصر الحادي عشر وهي قضية الغيرة الزائدة دلالة على عدم تفاهم، وأيضا دلالة على عدم وجود ثقافة زوجية أن هناك حسن ظن قائم على خطبة واضحة، وعلى تفاهم وأيضا على ثقافة زوجية، كيف أتعامل مع الزوج؟

حقيقتان مهمتان

من جهته أكد الاستشاري النفسي والتربوي د. مصطفى أبو سعد أن هناك حقيقتين مهمتين قد تغيبان عن كل المقالات والدراسات ومن يتحدث عن موضوع الطلاق.

 

أولا: نسبة الطلاق قليلة

     أكد د. أبو سعد أن نسبة الطلاق في البلدان العربية عموما وفي الكويت خصوصا تعد نسبة ضئيلة وصغيرة جدا، لا تكاد تتعدى 2%، فهذه نسبة الطلاق الحقيقية في الكويت، وقد تصل إلى 6% أو 8%، لكن فقط عند المتزوجين سنة أولى زواج، أما بعد خمس سنوات زواج النسبة تدور حول 2%، بمعنى أن الأسرة مستقرة جدا، ونسبة الطلاق قليلة جدا، ولا ينبغي دائما السقوط في تللك القراءات الخطأ التي يقرؤها أناس غير ملمين بعلم الإحصاء أو علم تحليل الأرقام، والنسب التي تدعي أن نسبة الطلاق 30%، وبعضهم يقول: إن نسبة الطلاق عندنا في الكويت 70%، هذا كله كلام غير واقعي وغير حقيقي.

ثانيا: الأسرة العربية متماسكة

     وأضاف أن الأسرة العربية عمومًا، والخليجية خصوصًا، والكويتية بعينها، أسرة مستقرة يعني لا تعاني من التفكك الأسري، وإنما لديها تحديات، لذا علينا أن ندرس هذه التحديات، ولعل ما ذكر في هذا الاستبيان عبارة عن تحديات بعضها فعلا يصل إلى الطلاق، فتدخل النسبة في النسب المقبولة عندنا في الطلاق، وبعضها تحديات تعيق الاستقرار والسعادة والحب بين الزوجين.

أهم أسباب الطلاق

وعن أهم الأسباب المؤدية إلى الطلاق قال د. أبو سعد: من خلال عملي في مجال الاستشارات واطلاعي على نتائج الاستبانة التي جاءت نتيجتها مطابقة للواقع تمامًا، وجدت أن من أهم أسباب الطلاق ما يلي:

الشك

الشك هو السبب الرئيس في كثير من حالات الطلاق، فإذا بدأ الشك يساور أحد الطرفين زادت نسبة الطلاق.

السخرية والاستهزاء

كذلك فإن السخرية من الآخر والاستهزاء به: سبب من أهم الأسباب المدمرة للاستقرار الأسري.

نصائح الآخرين

     عندما تعاني المرأة من مشكلة ما في علاقتها الزوجية قد تلجأ إلى غير متخصصين، فتلجأ إلى الأم أو الأخت أو زميلتها في العمل أو صديقتها، وهؤلاء غير متخصصين، فالطبيب مثلا أو العالم الشرعي غير متخصص في القضايا الأسرية، وهم عن حسن نية يحاولون المساعدة، ولكن هناك بعض المشكلات التي تحتاج إلى التخصص الدقيق في الإرشاد الأسري وفي إصلاح ذات البين، وهذا ليس بالأمر الهين، وإنما هي تقنيات وفنيات ومهارات وقيم يُبنى عليها، ومن تلك القيم قيمة الستر، وقيمة الإصلاح، وأيضا فهم النفسيات؛ ولذا لا يعقل أن أي مصلح أيا كان تخصصه يسمح للمرأة عندما تأتي له أن تفضي له بكل ما بداخلها عن زوجها، ولا سيما إذا كانت الجلسة جماعية بين الزوج والزوجة أمام إنسان غريب، ويفضح بعضهما بعضا، فهذه ليست من مهارات الإرشاد الأسري، ومع الأسف يسقط فيها الكثيرون من غير المتخصصين.

عدم وعي الأزواج

-  تقدمت هيام الجاسم الاستشارية في الشؤن الأسرية بالشكر لمجلة الفرقان على بذلها الجهد البنّاء، وإعطائها الأهمية الجادة لقضية اجتماعية تعد هاجسا مؤرقا لدى الأسر في المجتمعات المحلية والخليجية والعربية المسلمة، ألا وهي الأسباب الحقيقية للطلاق. وقالت الجاسم: «ولا شك أن هذه القضية جديرة بالاهتمام؛ حيث إنها تمس الحياة الاجتماعية؛ لذا فكلي أمل في أن تتلمّس المجلة هموم الناس، وقضايا المجتمع المهمة».

-  وأشارت الجاسم إلى أن:» نتائج الاستبانة - التي أجرتها مجلة الفرقان - جاءت مطابقة فعليا للواقع الذي أشهده شخصيا بوصفي استشارية، ومن خلال عملي ١٨ عاما في الاستشارات الأسرية».

- وقالت هيام الجاسم: «إن الدقة في استخلاص النتائج، قد تقدم لنا مؤشرات تفصيلية من أن هناك أسبابا في عدم وعي الأزواج بخطورة بعض الممارسات التي تؤدي لاحقا إلى الطلاق».

- وأكدت الجاسم توعية الشباب من خلال قولها: « نأمل من الشباب والشابات المقبلين على الزواج ألا يخطوا خطوة في هذا المشروع الاجتماعي (الزواج) إلا وهم جادّون فعلا فيه، فتقدير الحياة الزوجية واعتبار أنها مسؤولية كبيرة، يتطلب منهم أن يكونوا على مستوى من الوعي والنضوج لما هم مقبلون عليه».

- بينت الجاسم أن النتائج الموضحة لأسباب الطلاق تؤكد قلة النضج، وعدم استيعاب مرحلة ما بعد الخطبة من قبل المقبلين على الزواج وأهلهم، فنجد أن أهل الزوجة جل اهتمامهم في إجراءات الخطبة، من الدّزة (لوازم الزواج)، واختيار نوع «الملجة»، وتجهيز العروس بالملابس الغالية الثمن، واقتناء الذهب والألماس. أما أهل الزوج فإنهم مشغولون في ترتيبات الزواج، وأين يسكن الزوج مع عروسه؟...الخ، وفي وسط هذه الدوامة من الاستعدادات يغيب عن الأذهان التهيئة الثقافية، والنفسية، والشخصية للزوجين، وعندما تنطفئ زهوة الاحتفالات وحماستها، يكتشف كل من الزوجين مدى قلة فهمه في كيفية التعامل مع الآخر.

- وقالت هيام الجاسم: «أعتقد أن نتائج الاستبانة كشفت لنا الصورة الذهنية المغروسة في عقل الشاب حينما يدخل عالم الزوجية؛ فإنه يفضل أن يسيطر على كل شيء، وأن أمره مطاع، وهو الناهي الآمر، وأن طلباته مجابة، وخدمة الزوجة له واجبة! فيبدأ يتعامل مع زوجته بفوقية وتعالٍ، وهذا كثيرا ما تشتكي منه النساء اللاتي تأتين لزيارتي في مكتبي الاستشارات. فالسبب الأول للطلاق وهو: (سوء المعاملة) قد حاز نصيب الأسد في معاناة الزوجة من تعامل زوجها لها بفوقية وتعالٍ، مع الأسف الشديد.

- وأخيرا دعت الجاسم إلى ترجمة هذه النتائج إلى محاضرات، ودورات في حسن تعامل الزوج لزوجته، فغالب المحاضرات والدورات تُوجه للزوجات في كيفية تعاملها مع الزوج وليس العكس.

أقوى أسباب الطلاق

أما المستشارة الأسرية والمدربة هند الشطب من المملكة العربية السعودية فقالت: كما يظهر من نتائج الاستبيان الذي قامت به مجلة الفرقان، بخصوص ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع الكويتي من مواطنين ومقيمين، وجدت أن أعلى أسباب الطلاق هو سوء المعاملة من الزوج لزوجته، وقد يكون العكس، في حالات شبه نادرة، وقد بلغت نسبته ٨٨٪، وهي نسبة مرتفعة جدًا، وهذا ينافي أخلاق المسلمين؛ فقد أمر الله الأزواج بحسن العشرة؛ فقال -سبحانه وتعالى-: {وعاشروهن بالمعروف}.

عدم الإحساس بالمسؤولية

     ثم يأتي بعد ذلك عدم الإحساس بالمسؤولية بتكوين الأسرة وتحمل الأمانة بنسبة ٨٧٪، وهذه حقيقة واقعة بالفعل، ولا شك أن من وقع في هذا الأمر غاب عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بتحمل الأمانة وأدائها على أكمل وجه ونوه بأننا مسؤولون، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.

عدم الالتزام بالأمور الشرعية

أما السبب الثالث الذي جاءت نتيجة الاستبيان معبرة عنه فهو عدم الالتزام بالأمور الشرعية، والواجبات الربانية، كالصلاة والحجاب، وهذا جدير بأن يؤثر على نسب الطلاق؛ فمَن كان مضيعا للواجبات الشرعية من صلاة وصيام وغيره فهو لغيرها أضيع.

أسباب متعددة

     وجاءت بعد ذلك أسباب عدة بنسب متقاربة، ومنها: تدخل الأهل دون روية ولا خبرة بنسبة ٧٧٪، وغالبًا ما يحدث ذلك بسبب انحياز الأهل لابنتهم أو ابنهم، ثم الغضب المستمر وحب التسلط والسيطرة الزائدة، وأيضًا جاء في المرتبة السابعة سبب عدم التناغم في العلاقة الجنسية؛ حيث يعد سببًا مهمًا في المشكلات الزوجية ومن ثم الطلاق، وبعده يأتي سبب التعدد لعدم التعامل معه بحكمة من الزوجين؛ إذ الكثير من الرجال المعددين يتزوج، ثم لا يلتزم بالشرط الذي ورد مع آية التعدد {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} (النساء: 3)،

      ثم جاء بعد ذلك الشك الزائد وما يتبعه من تجسس، أي ضعف الثقة بين الزوجين، وسبب الغيرة الزائدة، وشعور أحد الزوجين بعلوه على الآخر؛ بسبب أمور نفسية تؤدي إلى الطلاق إن لم تعالج من بداياتها، وهناك أسباب اقتصادية تسبب الطلاق، كعدم قدرة الزوج على الإنفاق، واختلاف وجهات النظر في إدارة المصروفات، والإسراف والتبذير، وطمع أحد الزوجين في مال الآخر، وهناك أسباب للطلاق أقل نسبة وهي أسباب تقنية مستحدثة، كالألعاب الإلكترونية والأجهزة في داخل البيت، فهذه مما شاع في الآونة الأخيرة، وتسبب في ظهور المشكلات الزوجية، وتضييع الواجبات الزوجية والأسرية.

أسباب اجتماعية

وهناك أسباب اجتماعية بسبب عدم التكافؤ الاجتماعي والأسري بين الزوجين بنسبة كبيرة وهي ٥١٪، وأخيرا جاء سبب السكن في بيت عائلة الزوج بوصفه سببا للطلاق، ولم يأخذ هذا السبب حيزًا كبيرًا من آراء المشاركين، وعمومًا فمن حق الزوجة أن يكون لها سكن مستقل، وهذا له أثر في استقرار الأسرة الناشئة.

برامج تدريبية

- خلاصة القول: إننا إذا أخذنا تلك الأسباب بنظر الاعتبار، وألزمنا كلا من الأزواج المقبلين على الزواج ببرامج تدريبية تعزز ثقافتهم في التعامل الزوجي والعشرة بالمعروف، وإكسابهم المهارات اللازمة؛ ليبدؤوا حياة زوجية مستقرة، ويحققوا نجاحًا في حياتهم الأسرية، لوفرنا على أنفسنا الكثير من نتائج الطلاق الكارثية على الازواج والأبناء والمجتمع؛ لذا أكرر الدعوة لإلزام كل المقبلين على الزواج -رسميًا- بالالتحاق بتلك البرامج واجتيازها بوصفها شرطا أساسيا للزواج، وسوف نرى تغيرًا -بإذن الله- للأفضل على مستوى الأفراد والمجتمع بأسره.

 

 

آراء المشايخ والعلماء

 

كما استطلعت المجلة آراء المشايخ والعلماء عن رأيهم في نتائج الاستبانة، وعن أهم الأسباب -من وجهة نظرهم- التي أدت إلى زيادة نسبة الطلاق؛ فكانت ردودهم كالتالي:

في البداية أكد رئيس اللجنة العلمية في جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ محمد الحمود النجدي أن هناك أسباب عدة أدت إلى زيادة حالات الطلاق في الفترة الأخيرة منها ما يلي:

 

ضعف الإيمان

من أهم أسباب الطلاق: البعد عن الإيمان ومراقبة الله -تعالى- في التصرفات، والغفلة عن ذلك، والوقوع في المعاصي والظلم، والجهل بالحقوق الزوجية، والواجبات الأسرية.

سوء الأخلاق

ومنها: سوء الأخلاق، وقد قال -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف} (النساء:19). قال ابن كثير: أي: طيّبوا أقوالكم لهنّ، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تُحب ذلك منها، فافعل لها مثله، كما قال -تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. فسوء الألفاظ التي يتفوه بـها أحد الزوجين نحو الآخر، ولا سيما من الرجال الذين يطلقون الألفاظ المهينة على زوجاتهم، ويجرحونهن، ويلجؤون للضرب بغير سبب موجب لذلك، وهذا كله خلاف خُلق الأتقياء الأخيار.

انشغال كل طرفٍ بنفسه

ومنها: كثرة انشغال كل طرفٍ بنفسه، وكثرة غياب الزوج عن بيته وأولاده، وكذلك الانشغال بهذه الأجهزة الحديثة والهواتف عن الطرف الآخر، وغالب هذه الأجهزة شرها في بعض البيوت أكبر من نفعها.

الشكوك وسوء الظن

ومنها: كثرة الشكوك وسوء الظن بين الزوجين، وربما اطلاع أحد الزوجين على ما يخص الآخر، وتجسسه عليه، ولا سيما المرأة التي تسعى للتفتيش في أجهزة زوجها، وقد تجد ما لا يسرها، وقد تجد في جهاز الزوج شيئًا عن طريق الخطأ.

الإهانة بين الطرفين

كذلك إهانة بعض الأزواج لأقارب الآخر، ولا سيما الوالدين، فيصعب على الطرف الآخر أن يتقبل إهانة والديه، فيرى أن الطلاق حلٌّ لا بد منه.

قله التدين

     من جهته أكد الأستاذ بكلية الشريعة والمستشار في محكمة الأسرة د. بسام الشطي أنه -ومن خلال عمله سبع عشرة سنة في محكمة الأسرة- وجد أنَّ أول أسباب الطلاق هو قلة التدين وضعف الإيمان، فلو كانت المرأة تعرف الحقوق والواجبات وكذلك الزوج، وكل شريك يرضي بما قسمه الله له، أعتقد أن أكثر من 70% المشكلات تنتهي، لكن -مع الأسف- الذي يحدث هو أنَّ كثيرا من الشباب والبنات يقدمون على الزواج دون تهيئة سابقة، سواء نفسية أم شرعية أم اجتماعية.

 

النظرة المادية

     وأضاف د. الشطي أن من أهم أسباب الطلاق وجود بعض الزوجات ممن يتصفن بالمادية وكثرة المتطلبات التي ترهق جيب الزوج؛ حيث تظن أنه مصرف متنقل، كلما طلبت استجاب فإنه يجب على الزوج إجابة طلبها، وقد تكون هذه الطلبات أمورا غير ضرورية وملحَّة، وإنما هدف الزوجة إثقال الزوج بأعباء مادية دون مراعاة لإمكاناته المالية، المهم تلبية رغباتها في الشراء والتبذير، والأصل أن الزوجة تمثل سكنًا للزوج في الحياة الزوجية؛ فيجب أن تعينه ولا تثقل عليه، وتساعده وتقنع بما لديه.

الاستعجال في طلب الطلاق

     كما بين د. الشطي أن من بين أسباب الطلاق عدم الصبر على حل المشكلات، وعدم تفهم طبيعة الخلافات الزوجية، وضيق الأفق، وعدم الاستعداد والرغبة في الإصلاح، فتجد المرأة أو الرجل أول ما يفكر فيه عند حدوث مشكلة هو الانفصال عن الشريك الآخر عند أول مشكلة تحدث لهما، كلٌّ منهما يفكر في الطلاق.

كثرة خروج المرأة من بيتها

     وأضاف د. الشطي أن من أهم أسباب الطلاق عدم خضوع المرأة لقول الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}، فعندما تُكثر المرأة الخروجَ من بيتها بالليل والنهار، بسبب وبغير سبب، لضرورة ولغير ضرورة، فإنها تكون سببًا في إحداث خلل في الحياة الزوجية، مما يؤدي إلى خلاف وشقاق بين الزوجين.

الخيانة الزوجية

     كما أكد د. الشطي أن من الأسباب التي ظهرت مؤخرًا في مجتمعاتنا العربية والخليجية الخيانة الزوجية، بوصفه سببا رئيسا من أسباب الطلاق، فبعد أن كان من الأسباب الثانوية في دراسات ماضية، أصبح الآن من الأسباب الرئيسة، ولا سيما مع الانفتاح التكنولوجي، وشبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تسهيل العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء؛ حيث تمثل سببًا آخر في تحطم العلاقات الزوجية.

التعسف في القرارات

     كذلك أكد د. الشطي أن من أسباب الطلاق التعسف في اتخاذ القرارات داخل البيت من كلا الطرفين، فمثلا هي تقول: لا أريد الذهاب إلى بيت أهلك، وأنت لا تذهب بيت أهلي، فهي تعتقد أنَّ أم الزوج تؤثر عليه، وهو يعتقد أن أخواتها يؤثرن عليها، فهي عندما ترجع من بيت أهلها تأتي في حالة تشنج، وهكذا في القرارات الأخرى المتعلقة بالشؤون الحياتية.

أسباب كثيرة ودواعٍ أكثر

من جهته ذكر مدير إدارة الكلمة الطيبة بجمعية إحياء التراث الإسلامي د. خالد سلطان السلطان أن أسباب الطلاق كثيرة، ودواعيه أكثر، ولست هنا بصدد ذكر الأسباب جميعها، ولكني بصدد تسليط الضوء على بعضها.

 

الغيرة بين الإفراط والتفريط

     بيَّن د. السلطان أنَّ الغيرة من الفطرة السليمة التي أقرها الشرع المطهر، وهي بمثابة الملح على الطعام، ولكن مكمن المشكلة هو عند فقدان الغيرة أو زيادتها، وإنَّ من أكبر المشكلات زيادة الغيرة عن درجة التوسط والاعتدال؛ لأنها ستولد الشكوك وسوء الظن، وإن انعدمت الغيرة أو قلت فالمصيبة أعظم؛ لأنها ستولد عند صاحبها الدياثة والبرود العاطفي، وكلا الأمرين خطر ومرض فتاك على العلاقة الزوجية، ومن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق.

القوامة بين الإفراط والتفريط

     وعن السبب الثاني من الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق من وجهة نظر السلطان قال: اختلال مفهوم القوامة يعد سببًا رئيسًا من أسباب الطلاق؛ فبعض الأزواج ظَنْ بأنَّ القوامة تعني التسلط على الزوجة، واستعبادها، أو أنَّ القوامة مسوغ للاستهانة بالزوجة وإسقاط كرامتها، أو عدم الاعتداد بالزوجة وبرأيها وعقلها، وغيرها من الظنون السيئة.

وعلى النقيض من ذلك هناك بعض الأزواج تخلى عن قوامته، فسلم للزوجة كل شيء حتى أصبح الزوج في الواقع لا يمثل شيئا في وسط الأسرة، فلا يستطيع أن يأمر أو ينهى؛ لأنه سلم قيادة الأسرة للزوجة فرضي أن يكون تابعًا منقادًا.

الجفاف العاطفي

     ومن أهم المشكلات التي تؤدي للطلاق أيضًا -من وجهة نظر د. السلطان- الجفاف العاطفي، فهو أكبر تهديد لسعادة شريك الحياة؛ إذ يصبح حاجزًا يحول بين الزوجين، يمنع الحوار بينهما، ويجعل حياتهما جافة بلا عواطف، ما ينتج عنه حالة عدم ثقة في الآخر، مما يترتب عليها مشكلات زوجية كثيرة قد تؤدي إلى الطلاق، فأصل الزواج المودة والرحمة، ونقيضه حالة من انعدام الحب والتعاطف بين الزوجين رغم وجودهما في منزل واحد.

الإساءة والاستعجال

     أما الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الشيخ رائد الحزيمي فذكر أن الطلاق في الإسلام مشروع، وهو حل للمشكلات المستعصية، التي تحول دون استمرار الحياة بين الزوجين، لكن -مع الأسف- هناك من يسيء استخدام هذا الأمر المشروع -اضطرارا- فيلجأ إليه بسبب بعض الأمور البسيطة التافهة مع زوجاتهم.

 

عدم تفاهم الزوجين

     وعن السبب الآخر من وجهة نظر الحزيمي قال: إنه عدم فهم الزوجين لبعضهما بعضا، فتجد أن الرجل ليس عنده سعة صدر ليفهم طبيعة المرأة التي معه، وكذلك هي قد لا تراعي مشاعره، ولا تعطيه الاحترام الكافي، وذلك ربما يكون بسبب التربية؛ فبعض النساء تربين على الدلال الزائد وهكذا، فجهل كلا الزوجين بدور كل منهما يسبب الطلاق، فكل منهما يأخذ انعكاساته مما يسمعه ويشاهده، فيظنون أن الحياة مصبوغة بالصبغة الرومانسية على شكل دائم، وينسون أن هناك أخلاقا وتصرفات تخرج من الزوج أو الزوجة بطبيعة تربيتهم، فعلى الطرفين أن يراعي هذا الأمر لاستمرار الحياة الزوجية والحفاظ عليها.

عدم المرونة بين الزوجين

كذلك من أسباب الطلاق التي تؤجج الخلاف بين الطرفين من وجهة نظر الحزيمي، تنمر أحد الطرفين على الآخر، وعدم المرونة في التعامل، والاستبداد بالرأي في أتفه الأمور، ودخول كلا الطرفين في تحدٍّ، فهذا كله يؤدي إلى سوء العلاقة ومن ثم إلى الطلاق.

 

الحلول والإقتراحات

وعن علاج هذه الظاهرة والحد منها، ذكر الشيخ النجدي حلولا عدة وهي كالتالي:

الهَجر في المضجع

وعن الخطوة الثانية قال: الهَجر في المضجع: قال ابن عباس: الهجران هو ألا يُجامعها، ويضاجعها على فراشها ويوليها ظهره. وكذا قال غير واحد.

الضرب غير المبرح

     والخطوة الثالثة في قوله -تعالى-: {واضربوهن} أي: إذا لم يَرتدعن بالموعظة، ولا بالهجران، فلكمْ أنْ تضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح، كما ثبت في صحيح مسلم: عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في حجة الوداع: «واتقوا الله في النساء، فإنهنَّ عندكم عَوَانٍ، ولكم عليهنَّ ألا يُوطّئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإنْ فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف»، وكذا قال ابن عباس وغير واحد: ضرباً غير مبرح.

الصلح بين الزوجين

وبين الشيخ النجدي أن الله -تعالى- قد حث على الصُّلح بين الزوجين، قال -تعالى-: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء: 35).

الطلاقَ آخر الحلول

     وأضاف: جعلت الشريعة الإسلامية الطلاقَ آخر الحلول بين الزوجين، وجعلته متدرجاً من ثلاث طلقات، قال -تعالى-: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} (البقرة: 229)، فالطلاق غير مُحبب في الإسلام في أصله، ولا مُرغب فيه؛ ولذا وضع الإسلام الحلول الأولى قبل أن تُقطع العلاقة الزوجية.

الرَّجعة بعد الطلاق

وأشار إلى أن الإسلام شرع الرَّجعة بعد الطلاق الأول، والطلاق الثاني، لعل الحال بين الزوجين يستقيم بعد الطلاق، ويحصل التذكر بمرارة الفراق.

التفكير في الطلاق

     وفي نهاية حديثه أكد الشيخ النجدي  أنه يجب على الـمسلم أنْ يـحدَّ من التفكير في الطلاق، ولا يلجأ إليه إلا إذا وُجد سببٌ شرعي أوجبه الشرع أو استحب الطلاق، أما ما عدا ذلك، فلا بد من الصبر والتحمل، والرضا بما قسم الله -تعالى-، والله يقول: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البقرة: 155.

نشر الوعي المجتمعي

     وعن الحلول التي طرحها الشيخ الحزيمي فقال عنها: يجب نشر الوعي المجتمعي بعواقب الطلاق وأضراره، وما ينتج عنه من تشتيت للأسرة، وانعكاسات سلبية على الأبناء؛ فقد كشفت دراسة خاصة، ما يصيب الأبناء جرَّاء الطلاق من الحزن والعزلة والعدوانية، وتدني المستوى الدراسي، واضطرابات النوم والاكتئاب، وهنا يأتي دور المثقفين والمصلحين الأسريين والإعلاميين، بالتركيز على هذه القضايا، ونشر الوعي، لتعزيز الاستقرار الأسري في المجتمع.

حسن اختيار الشريك

كذلك بين الحزيمي أنه لابد من نصح المقبلين على الزواج، بحسن اختيار الشريك، ثقافيًا وماديًا واجتماعيًا، وأن يعلموا أن الحياة الزوجية حقوق وواجبات، وأن يتحملوا مسؤوليتهم على أكمل وجه، ليبنوا حياة أسرية سعيدة.

فهم طبيعة المرأة

     وأضاف الحزيمي أنَّ على الزوج أن يفهم طبيعة المرأة، ولاسيما في هذا العصر، وكما جاء في الصحيحين: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهن خُلِقْنَ من ضِلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ فاستوصوا بالنساء خيرًا»، وفي رواية: «وكسرها طلاقها»، إذًا هي خُلقت من هذا الضلع الأعوج، والعوج هذا لمصلحتك للحنو عليك وعلى أبنائك، فلو كانت مستقيمة كضلعك لم تلتقيا أبدًا، خطان متوازيان لا يلتقيان في نقطة واحدة، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» أَوْ قَالَ: «غَيْرَهُ» (رواه مسلم- كتاب الرضاع- باب الوصية بالنساء- 2672).

 

 

 

 

العليمي: ضرورة وجود مستشار متخصص

 

     بين د.راشد العليمي أن العلاج لظاهرة الطلاق يكون في وجود مستشار متخصص في الجوانب الشرعية والاجتماعية والقانونية والنفسية، ويعطي دورات واضحة جميلة جدًا، وتهيئة هؤلاء الشباب والبنات قبل أن يدخلوا إلى مجال جديد عليهم، فلا يؤخذ بالتجربة، فلابد أن نهيئ من البداية؛ لأن من أعظم المشاريع التي ينبغي أن تهتم بها الدولة والمؤسسات والمجتمع المدني وغيرها هو إيجاد أسرة متفاهمة واضحة متكاملة تسير في حياة جميلة جدا بإذن الله -سبحانه وتعالى.

     كما أكد د. العليمي على ضرورة عمل دورات تخصصية للتأهيل الزواجي ولو ليوم واحد أو ليومين لكل من أراد أن يتزوج، وأن تكون هذه الدورات إلزامية، فنسأل الله أن يعيننا على إصدار هذا المشروع، فنكون قدمنا أمرا جميلا جدا وعظيما، واجتزنا مراحل صعبة في تيسير الحياة الزوجية بإذن الله لمن يقدم على الزواج، ومن يعيش في هذه المنظومة الجميلة الرائعة التي شرعها لنا ربنا -سبحانه وتعالى- لنعيش فيها بالمودة والرحمة.

 

أبوسعد: المشكلة في الذين ينصحون المرأة؟

 

قام د.مصطفى أبوسعد بدراسة عن أسباب الطلاق فوجد أن من أكبر الأسباب التي تدفع المرأة لطلب الطلاق ثم تندم على طلبها نصائح الآخرين، من الآخرون؟ بحسب دراسته هم أربعة أشخاص:

- الشخص الأول: الأم غير الحكيمة، فهي غير متخصصة، وقد تنظر بمنظور غير محايد، وقد تعطي لابنتها نصائح كانت مفيدة مع زوجها (الأب)، لكنها غير مفيدة مع زوج ابنتها.

- الشخص الثاني: الأخت.

- الشخص الثالث: الصديقة.

- الشخص الرابع: وهذا يؤسفني أن أقوله بعض المشايخ الذين يشتغلون في المجال الاجتماعي، وليست لهم إلا الخلفية الشرعية، وهي غير كافية لمساعدة النساء والرجال في إصلاح ذات البين، أو في إرشادهم، فوجدت أن رقم 4 هو الشخص غير المتخصص عموما، أو الشرعي خصوصا، التي تلجأ إليه المرأة؛ ولذلك هي دعوة مني إلى الشرعيين أن يزيدوا من إلمامهم بمهارات الإرشاد، وأرى أن من يملك العلم الشرعي إذا أضاف لها مهارات الإرشاد الأسري سيكون أفضل من يقدم الإرشاد الأسري.

 

النجدي: الحلول كثيرة قبل الفراق

 

     أكد الشيخ النجدي على أن الإسلام وضع حلولاً للمشكلات الزوجية قبل الانْفصال، أولها الوعظ والتخويف، وهو ما أرشد الله -تعالى- عباده إليه في كتابه، فقال: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء: 34)، فقوله -تعالى-: {واللاتي تخافون نشوزهن} قال ابن كثير: أي: والنساء اللاتي تتخوفون أنْ يَنْشُزن على أزواجهن، والنُّشوز: هو الارتفاع، فالمرأة الناشز هي المرْتفعة على زوجها، التاركة لأمره، المعرضة عنه، المبغضة له، فمتى ظهرَ له منها أمارات النشوز، فليَعظها وليخوفها عقاب الله في عصيانه؛ فإن الله قد أوجبَ حقَّ الزوج عليها وطاعته، وحرم عليها معصيته؛ لما له عليها من الفضل والإفضال. انتهى، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو كنتُ آمراً أحداً أنْ يسجدَ لأحدٍ؛ لأمرتُ المرأةَ أنْ تَسْجدَ لزوجها». رواه الترمذي، وروى البخاري ومسلم: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجلُ امرأته إلى فراشه فأبتْ عليه، لعنتها الملائكة حتى تصبح».

 

ابن باز : للطلاق أسباب كثيرة

 

     وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- عن أسباب الطلاق فقال: للطلاق أسباب كثيرة، منها عدم الوئام بين الزوجين، بألا تحصل محبة من أحدهما للآخر، أو من كل منهما، ومنها سوء خلق المرأة، أو عدم السمع والطاعة لزوجها في المعروف، ومنها سوء خلق الزوج وظلمه للمرأة وعدم إنصافه لها، ومنها عجزه عن القيام بحقوقها أو عجزها عن القيام بحقوق، ومنها وقوع المعاصي من أحدهما أو من كل واحد منهما؛ فتسوء الحال بينهما بسبب ذلك، حتى تكون النتيجة الطلاق، ومن ذلك تعاطي الزوج المسكرات أو التدخين، أو تعاطي المرأة ذلك، ومنها سوء الحال بين المرأة ووالدي الزوج أو أحدهما، وعدم استعمال السياسة الحكيمة في معاملتها أو أحدهما، ومنها عدم عناية المرأة بالنظافة والتصنع للزوج باللباس الحسن، والرائحة الطيبة، والكلام الطيب، والبشاشة الحسنة عند اللقاء والاجتماع.

ابن عثيمين : لاتتعجلوا الطلاق

 

وقد سئل سماحة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن أسباب الطلاق فأجاب -رحمه الله- قائلا:

     الطلاق ليس محبوباً إلى الله -عز وجل-، وهو كذلك؛ لما يحصل به من الفرقة بعد الأُلْفة، وربما يكون بين الزوجين أولاد، فيتفرق الأولاد، وتتشتت أفكارهم، وربما يكون هذا الطلاق سبباً للعداوة بين الزوج وأهل المرأة، وبين المرأة والزوج إلى غير ذلك من المشكلات التي تحصل بالطلاق؛ ولهذا ينبغي للإنسان ألا يطلق إلا عند الضرورة القصوى التي لا يتحمل فيها البقاء مع زوجته، ثم إن بعض الناس يغضب إذا قالت له زوجته: طلقني، أو إن كنت رجلاً فطلقني، أو أتحداك أن تطلقني فيغضب، ثم يسرع بالطلاق، لكن ينبغي للرجل ألا يتأثر بهذا القول من المرأة، وربما تكون في تلك الساعة قد تساوى عندها البقاء والفراق، ولكنها تندم فيما بعد أشد الندم؛ فنصيحتي للأزواج ألا يتعجلوا في الطلاق بل عليهم أن يتأنوا، ثم ليتذكر الإنسان ما كان بينه وبين زوجته من عشرة طيبة، ثم يتذكر أيضاً أنه ليس بالسهولة أن يجد زوجةً إذا طلق هذه، وربما ينفر الناس منه إذا رأوه يتزوج ويطلق، يتزوج ويطلق، فلا يزوجونه، وإن كان ذا خلقٍ ودين.

 

تأهيل الشباب

      أكدت المستشارة الأسريَّة هند الشطب يجب تأهيل الشباب تأهيلاً كاملاً للزواج وفي مراحل مبكرة قبل الزواج، وحبذا  تناول هذا التأهيل من خلال وضعه في مناهج مدرسية في المرحلة الثانوية، أي في السن الذي يكون للشباب فيه القدرة على تكوين أسر ناجحة، وعلى أسس ثابتة وراسخة مستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف، ذي الرؤية الشاملة لحياة أسرية، يسعد فيها الزوجان والأبناء، وتكون -بإذن الله- اللبنة المتماسكة للمجتمع الذي يريد أفرادا صالحين، وبهذا تتقدم الأمم وتزهو وتزدهر، قال -تعالى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} (19 : محمد)، فقدم العلم على العمل لنتائج واعدة بالخير العميم للأسر والمجتمعات العربية والإسلامية -بإذن الله.

 

 

ابن جبرين : متى نطلب الطلاق؟

 

     قال الشيخ عبدالله بن جبرين -رحمه الله-: من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الطلاق بين الزوجين، إذا كرهت المرأة خلقة زوجها ودمامته، أو سوء أخلاقه أو سوء عشرته، أو نقص دينه، أو بُخله الشديد وتقتيره في النفقة، وهكذا إذا وجدت في نفسها نفرة منه وبُغضًا شديدًا في قلبها ولو لم تعرف سبب ذلك فإنها معذورة في طلب الطلاق، وفي هذه الحال يُستحب لزوجها أن يُطلقها إذا رأى منها عدم التحمل والصبر؛ بحيث يُعوزها ذلك إلى الافتداء والخُلع، فإن في طلبها للطلاق تفريجا لما هي فيه من الكُربات، ولا إثم عليها في ذلك، أما إذا كانت الحال مُستقيمة والزوج مُستقيما، وليس هناك مُعاملة سيئة، ولا نقصٌ في القسم ولا في النفقة، ولا في المعاملة والعبادة، فإنها تأثم إذا طلبت الطلاق، فقد جاء في الحديث: أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة.

 

 

الناشي: بناء أسرة متماسكة مسؤولية المجتمع

     من جانبه أكد سالم الناشي رئيس التحرير والمسؤول عن إعداد الدراسة بعد متابعته واطلاعه على الدراسة كاملة قد أوضح بعض النقاط ذات الأهمية من الدراسة وهي: أن بناء أسرة متماسكة تقع مسؤوليتها ليس على الزوج والزوجة فقط بل على المؤسسات المجتمعية جمعيها.

      وقال: من المهم توعية المقبلين على الزواج بأهميته، وأنه رابطة مقدسة، أوجدها الشرع الحنيف، فيها واجبات ومسؤوليات ومتطلبات، فعلى الزوج أن يعرف مسؤولياته، حقوقه وواجباته وكذلك الزوجة. فإذا قام كل منهما بدوره خير قيام، استمرت الحياة الزوجية، وأثمرت أبناء صالحين، وحياة هانئة، وإذا قصَّر أحدهما في حقوق الآخر، ضعفت الرابطة بينهما، وازدادت شقة الخلاف، وكثرت المشكلات، فتتفكك الأسرة ويضيع الأبناء. إن ضمان معرفة كلا الزوجين بحقوقهما وواجباتهما قبل الزواج قضية أصبحت ملحة جدا في ضوء حالات الطلاق الكثيرة.

      كما أكد ضرورة أن يلجأ الزوجان في حال حدوث ما يعكر صفو العلاقة الزوجية إلى مختصين، يجيدون معالجة مثل هذه المشكلات. وينبغي عدم التسرع في إيقاع الطلاق أو طلب الخلع، بل على الطرفين التحلي بالصبر والسؤال عن حلول عملية وتربوية لدى المختصين. وينبغي عدم إهمال المشكلات الصغيرة، بل يجب معالجتها أولا فأول، لأنه مع مرور الزمن قد تكبر، وتكون السبب في الخلاف والطلاق. ولا شك أن الزوج يتحمل العبء الأكبر في الأسرة؛ فهو ربان السفينة، الذي يقودها إلى المرسى الآمن الذي ليس فيه أمواج متلاطمة، ولا بحار هائجة؛ فالزوج هو صمام الأمان بعد الإيمان بالله -عز وجل- واللجوء إليه.

     وأضاف أنه يجب على كلا الزوجين تعلم الأمور الشرعية، وما واجبات كل منهما تجاه الآخر، من نشر المحبة والعدل والمودة والمعاشرة بالمعروف، فإن كره الزوج من زوجته خلقا رضي منها آخر؛ إذ لا يوجد إنسان كامل؛ فكل له عيوبه، والفطن هو من يدير هذه الشركة المهمة بحكمة وحنكة وتشاور وصبر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك