رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 14 نوفمبر، 2016 0 تعليق

خيــرون عرفتهم

من أهل الخير من يمشي في حاجة أهل الحاجات، ويعمل على إنجاز معاملاتهم، ويدفع من حسابه الشخصي كل التكاليف والرسوم

من أهل الخير من يزور المرضى في المستشفيات، ويتحسس أحوال الغرباء والوافدين منهم، ويخصهم بالنصح، ويؤانسهم

 

خلال مسيرة عملي في المؤسسات الخيرية والوقفية، التي امتدت ما يقارب من ثلاثة عقود من الزمان، عايشت خيرين بذلوا الكثير من أجل أن يرسموا البسمة على وجوه الآخرين، قربة إلى الله -تعالى- وسداً للحاجات وحفظاً للنفوس وصيانة للكرامة، مواقف حري بها أن توثق ويقرأها الآخرون، والخير في الأمة إلى قيام الساعة، قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : «أمتي كالغيث لا يُدرى أوّلهُ خيرٌ أو آخرهُ»، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى(18/306): «إنّما معناه أن يكونَ في آخر الأمّة من يُقارب أوّلها حتّى يشتبه على بعض النّاس أيّهما خير؟ كما يشتبه على بعض الناس طرفا الثوب، مع القطع بأنّ الأوّل خيرٌ من الآخر».

لذا جمعت في هذا المقال طائفة من الأزهار العطرة من بساتين الخيرين ورياضهم ممّن عاصرتهم خلال مسيرتي الخيرية التي امتدت لثلاثة عقود، أعرضها عليك -أخي القارئ-، لعلها تكون لنا عبرة ودافعا إلى الخير: 

خيرون عرفتهم

- يكفل اليتيم إلى أن ينتهي من دراسته الجامعية، ويُسهم في تزويجه .

- يبني بيتا لأرملة وأيتامها ويشرف بنفسه على تجهيزه وتأثيثه .

- يتكفل بعلاج اليتيم وأسرته في أرقى المستشفيات .

- كلما انتهى من مشروع خيري بحث عن آخر، فكل سنة له مشروع، ويتضايق إن لم يُنْجَز خلال السنة .

- في أول سنة زواج لهما، تعاهدا ببناء مسجد باسمهما، وتواصلا معي لتسهيل دفعه على أقساط، وتم لهما ذلك، والمسجد أُكمل ويُصلى فيه.

- يحرصون على كفالة الطلبة المتفوقين من الفقراء لإتمام دراستهم الجامعية، ويفرحون بتخرج اليتيم كفرحتهم بتخرج ابنهم.

- يرعى أسرة زميله في العمل بعد وفاته، منذ 20 عاما ، ويرسل لهم كفالة شهرية.

- في كل سنة يدرس الأحوال المادية لأقاربه وعشيرته، ويتبرع للمحتاجين منهم ما يخفف معاناتهم .

- اشترى أرضاً وجهزها لتكون مقبرة للمسلمين، ولمن لا يملك تجهيز ميته ودفنه.

- يودع في حسابات من يعرف بأنهم بحاجة، وهم متعففون لا يقبلون عطية اليد؛ فيساعدهم ويحفظ كرامتهم .

- منذ 30 عاما وكل يوم يتبرع بدينار قبل أن يبدأ يومه العملي، ويرى بركة هذا التبرع بأحواله .

- على الرغم من أن حالته أقل من المتوسطة، كان يعمل ساعات إضافية، ويخصص نتاج ذلك لإكمال بناء المسجد، وكنت أتوقع وبعد جهد 5 سنوات واكتمال مسجده وإقامة الصلاة فيه أن يرتاح، وإذا به يأتيني يطلب اختيار مسجد آخر ليبدأ الجمع له .

- خلال حملة إغاثة غزة بعد العدوان الصهيوني عليها، موظف الأمن في أحد المجمعات التجارية الذي لا يتجاوز راتبه الـ150 د.ك، يستلم راتبه ويتبرع به كاملا لإغاثة غزة .

- يكفل أرملة في إحدى الدول العربية، وعائلته كبيرة وراتبه لا يتوفر منه شيء، إلا أنه يصر على كفالتهم، ويقول: إن بركة هذه الكفالة أراها في معترك حياتي اليومية.

- يتكفل بعلاج مريض فقير، ويرسله للعلاج في الخارج على حسابه الشخصي.

- يرافق مريضا في رحلة علاجه ، ومن حسابه الشخصي؛ حيث حالت ظروف أسرته أن ترافقه .

- يمشي في حاجة أهل الحاجات، ويعمل على إنجاز معاملاتهم، ويدفع من حسابه الشخصي التكاليف والرسوم .

- وضع ثلاجة سبيل على الشارع العام ويملؤها يوميا بالماء والطعام، لمن يحتاج.

- يحمل كل يوم في سيارته عبوات الماء البارد ليوزعها على العمال في الطرقات، وعلى منتظري الحافلات والمعطلة سياراتهم في أيام الصيف الحارة.

- يتصدق بغرسات النخيل وفسائلها، بل يتكلف بأجرة من يزرعها ويرعاها ليكون له الأجر الجاري في غرس النخل .

- يوفرون المصاحف ويوزعونها على المساجد في الدول التي يندر فيها المصاحف.

- بني مسجدا، وتكفل بتوزيع زكاة ماله، والأضاحي وإفطار الصائم، والتمر والسلال الغدائية على رواد المسجد وجيرانه من الفقراء والمحتاجين

- في فترة إجازته ، يخصصها لسفرة على حسابه الخاص مع مؤسسة خيرية لزيارة أهل الحاجات ومساعدتهم .

- يزور المرضى في المستشفيات، ويتحسس أحوال الغرباء والوافدين منهم، ويخصهم بالنصح، ويؤانسهم، ويتصدق على المحتاج منهم. خص تبرعه بالأسر الفقيرة التي لديها ابن معاق، وعندما سألته عن سبب هذا الاختيار والاهتمام، أجاب: إن لي ابناً معاقاً، وأنا مقتدر، وأحس بمعاناة الأسر الفقيرة في توفير احتياجات المعاق ورعايته.

- يوميا يعد الطعام في البيت، وفي فترة الظهيره يوزع 20 وجبة على العمال الذي يلتقيهم في الشارع .

- يتبرع لأصحاب الحاجات ، وفي عينه دمعة، وقال لي: إني أتذكر فضل الله علي أن جعلني من المتصدقين .

- يرسل سمة زيارة لليتيم وأسرته ويستضيفهم لمدة أسبوع، ويجعل لهم برنامجاً ترويحياً خلال تلك الفترة في بلده .

- يتبرعون بسخاء في حياتهم وفي صحتهم، ويقولون: لاندري هل يتصدق عنا بعد مماتنا من ورثتنا، فلا ننتظر ليتصدق عنا ذوونا .

- يرسلون الصدقات لفقراء الحرمين مكة والمدينة سنويا، ويحرصون أن تكون في العيدين الفطر والأضحى .

- بعد وفاة والده، التزم بخدمة رجل فاضل كبير في السن وقد تجاوز السبعين عاما يصلي معهم في مسجد الحي ، يقضي له حوائجه ، ويوصله إلى مبتغاه، ومن نعم الله -تعالى- أن هذا الرجل المسن يعمل وما زال على مساعدة الناس في مؤسسة خيرية متطوعاً؛ فيوصله إلى مقر المؤسسة يومياً ويعود به بعد انتهاء الدوام .

وهذا ما أسعفتني الذاكرة في سرده، وإن كان من أمثال هؤلاء في أمتنا كثير، ولله الحمد والمنة أمتنا أمة خير وعطاء.   

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك