رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 8 سبتمبر، 2020 0 تعليق

خير وأبقى..

   

وردت كلمتا {خير وأبقى} في القرآن في خمسة مواضع، فما تلك المواضع؟ وما الأمور التي ذكرها الله -سبحانه- على أنها {خير وأبقى}؟ وما التفسير الوارد في معنى {خير وأبقى}؟

وردت كلمتا {خير وأبقى} في المواضع الآتية من القرآن الكريم: الأول والثاني: في سورة: (طه: 73) و(131)، والثالث: في (القصص: 60)، والرابع:في (الشورى: 36)، والخامس:في (الأعلى: 17).

والأمور التي ذكرها الله -سبحانه- على أنها {خير وأبقى} هي:

1- الله: في قوله -تعالى-: {وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:73).

2- رزق ربك: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:131).

3- ما عند الله: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (القصص:60).

4- ما عند الله: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى (الشورى:36).

5- الآخرة: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (الأعلى:17).

فالأمور التي قصدها الله -سبحانه وتعالى- من قوله -عز وجل-: {خير وأبقى} هي: الله -تعالى-، ورزقه، وما عنده، والآخرة.

- ففي سورة طه، الآية: (73): قال -تعالى-: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، قال السعدي في تفسيره: «{والله خير} مما وعدتنا من الأجر والمنزلة والجاه، وأبقى ثوابا وإحسانا، لا ما يقول فرعون: {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} يريد أنه أشد عذابا وأبقى.

 

 

 

- وفي سورة طه، الآية: (131): قال -تعالى-: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، قال السعدي في تفسيره: «{وَرِزْقُ رَبِّكَ} العاجل من العلم والإيمان، وحقائق الأعمال الصالحة، والآجل من النعيم المقيم، والعيش السليم في جوار الرب الرحيم (خير) مما متعنا به أزواجا، في ذاته وصفاته، {وَأَبْقَى} لكونه لا ينقطع، أكلها دائم وظلها، كما قال -تعالى-: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، وفي هذه الآية إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه طموحا إلى زينة الدنيا، وإقبالا عليها، أن يذكرها ما أمامها من رزق ربه، وأن يوازن بين هذا وهذا».

 

 

 

- وفي سورة القصص، (الآية: 60): قال -تعالى-: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} قال الطبري في تفسيره: «ما عند الله لأهل طاعته وولايته، خير مما أوتيتموه أنتم في هذه الدنيا من متاعها وزينتها (وأبقى)، يقول: وأبقى لأهله؛ لأنه دائم لا نفاد له». أو «خيرٌ ثوابا، وأبقى عندنا»، وقال القرطبي في تفسيره: «أفضل وأدوم، يريد الدار الآخرة وهي الجنة».

 

 

 

- وفي سورة الشورى، الآية (36): قال -تعالى-: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (الشورى:36). قال الطبري في تفسيره: «والذي عند الله لأهل طاعته والإيمان به في الآخرة, خير مما أوتيتموه في الدنيا من متاعها وأبقى, لأن ما أوتيتم في الدنيا فإنه نافد, وما عند الله من النعيم في جنانه لأهل طاعته باق غير نافد». قال البغوي في تفسيره: «فيه بيان أن المؤمن والكافر يستويان في أن الدنيا، متاع قليل لهما يتمتعان بها، فإذا صارا إلى الآخرة كان ما عند الله خير للمؤمن».

 

 

 

- وفي سورة الأعلى، الآية (17): قال -تعالى-: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، قال ابن كثير في تفسيره: «ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى؛ فإن الدنيا دنية فانية، والآخرة شريفة باقية، فكيف يؤثر عاقل ما يفنى على ما يبقى، ويهتم بما يزول عنه قريبا، ويترك الاهتمام بدار البقاء والخلد ؟! وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ هذِه، وأَشارَ يَحْيَى بالسَّبَّابَةِ، في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟». فاللهم وفقنا لما هو خير وأبقى.

 

7/9/2020م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك