رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مؤمنة معالي 29 سبتمبر، 2014 0 تعليق

خواطر في صبيحة الفصل الدراسي

     فتحت عيني على صوت أمي توقظني وإخوتي من أجل أن نستعد ليومنا الأول في المدرسة؛ ظللت في سريري لأمنح عقلي فرصة التفكير فيك، ما اسمك ؟ وهل ستكون لطيفاً معنا؟ هل ستمنحنا ما تتطلبه عقولنا لفهم حديثك؟ هل ستحبنا؟ هل ستسحرنا بعذب القول لكي نعيش معنى اللهفة عند حضورك، وعدم الإحساس بالوقت معك، والتململ عندما تقول: انتهت الحصة؟ عام دراسي جديد أفتتحه بالكثير من الأمنيات؛ إذ إني أرجو أن أتمكن من تحصيل معدل دراسي عال.

      أرجو أن أوفق في اختيار الأصدقاء الصالحين الذين يعينونني على الخير وتحقيق التفوق، بعد أن رحلت عن أصدقائي في المدرسة التي كنت فيها سابقاً، كما أرجو أن يحالفني الحظ بالوقوع بين يدي خيرة أساتذة ومربين ولن يخيب رجائي بك يا أستاذي أن تحترم رأيي ولا تسفهني دائماُ، حتى لو كنت مخطئاُ حبذا توضيح خطئي دون سخرية وتهكم، فأنا لم أصل لدرجاتك العلمية التي تؤهلني الإحاطة بالصواب في الأمور. أرجو يا معلمي أن يكون صدرك رحباُ عندما أطرح سؤالا يتطلب منك إجابة فيما أجهل، وكم أكون خجلا عندما أطلب إليك إعادة الشرح لعدم إحاطتي بجميع ما وضحت! وأكره أن يقابل استفساري بتجهمك وغضبك مني! نحن لسنا «بقرا» ولا «حميرا» كما كان ينعتنا الأستاذ عدنان دائما، لكننا خلقنا متفاوتين في الاستيعاب والقدرة على الإحاطة.. أليس كذلك؟ أنا بمثابة ابنك يا أستاذ.. أنا لست عدوك، وليس بيني وبينك ثأر ولا قطيعة، كم أرجو ألا تستقبلني بالكشرة وتودعني بالشتيمة، أو تنعتني بأذني التي خلقها الله معوجة وهو أحكم الحاكمين! وتستقصد وصفي بالألقاب المشينة أمام التلاميذ في الطابور. أترضى هذا لابنك وابنتك؟ وهل خلق الطالب إلا من المشاعر التي لم تتحجر بقساوة هذه الدنيا بعد؟.

      أعشق الرياضة، ولعب الكرة مع الزملاء، وأذهب بحماسة ونشوة صبيحة اليوم الذي جدولت فيه حصة الرياضة، لأفاجأ بالأستاذ رامز يهددنا بالحرمان من الحصة في حال سماعه «نفس» أحد الموجودين في الفصل، وكثيراً ما حرمنا منها لأسباب تافهة، وفرضت علينا الأشغال الشاقة في تنظيف المدرسة والساحة بوصفه عقاباً جماعياً! أرجو ألا تكون يا أستاذي من أنصار سياسة الأستاذ رامز (الحرمان ع الفاضي والمليان) اسمعني يا أستاذ، وقع خلاف بيني وبين زميلي، تكلم هو وأفصح عن وجهة نظره، فلماذا تُسكتني كلما حاولت الدفاع عن نفسي؟! أليس العدل أن تستمع من الطرفين؟ دعني أتحدث وأجد أذنا تصغي لصوتي! من فضلك أطعمني بملعقة العدالة في طفولتي التي تمضي نحو عدم العدالة المنتشرة في هذا الكون.. كم أشتهي تذوق بعض العدالة حتى لو كان في خلاف بسيط! والكثير من الأمنيات راودت عقلي ومخيلتي.. حتى وصلت باب المدرسة.. ورأيت أستاذي..

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك