رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. حماد عبدالجليل البريدي 27 يونيو، 2021 0 تعليق

خواطر تربوية وشرعية – شخصية المعلم الذاتية

 

 

     تعد مهنة التعليم من أشرف المهن التي يزاولها الإنسان، فأهميّتها لا تقلّ أبداً عن أي تخصص آخر أو مهنة أخرى، فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيالا واعدة متعلمة ومثقفة، لذا فإنّ تأثيره على المجتمع كبير جدًا من خلال التأثير على عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، فالمعلم قبل أن يعطي علمه لتلاميذه فهو أيضاً يعلّمهم الأخلاق الحميدة، ويهذب طباعهم، ويجعل منهم أشخاصًا ذوي هدفٍ سام في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابية، كما أنّ المعلّم يولد الأمل لدى طلابه ويجعلهم أكثر يقيناً بأنّهم بناة المستقبل.

من هنا فالمعلم ينبغي أن يحرص على أن يكون صاحب رسالة وليس صاحب مهنة، صاحب رسالة يستشعر عظمتها، ويؤمن بأهميتها، ولا يضن في أدائها بغال ولا رخيص، ويستصغر كل عقبة دون بلوغ غايته من أداء رسالته.

     ويكفي المعلم فخرًا أنه حامل أعظم رسالة متمثلاً بأعظم شخصية وهو رسولنا الكريم محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - الذي اختير من الخلائق ليحمل الرسالة ويعلم العالم، فالمعلم يقتدي بالرسولصلى الله عليه وسلم - حين يكد ويتعب من أجل توصيل المعلومة وتوصيل الرسالة، ويكفي شرفاً للمدرس أن الملائكة وأهل السماوات والأرض وحتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليستغفر لمعلم الناس الخير.

     من هنا فإن الفرق بين المعلم صاحب الرسالة والمعلم صاحب المهنة فرق كبير، فالمعلم صاحب الرسالة يكون مخلصًا محتسبًا قوله وسكناته وحركاته لله -تعالى-، ولهذا ينظر الطلبة لهذا المعلم ملاحظين مدى تطابق أقواله مع أفعاله، ومدى انضباطه، لذلك لابد أن يكون قدوة لهم في كل شيء في حسن التصرف، وفي تحمله للمسؤولية، وفي معرفته من يخاطب؟ فعندما أخاطب مثلا طلابا لابد من معرفة خصائص المتعلمين العقلية، والنفسية، والروحية، والجسدية، ومخاطبة طلاب مثلا في سن الحضانة غير الابتدائي غير المتوسط غير الثانوي غير الجامعي غير عامة الناس، فإذا لابد للمعلم أن يراعي المراحل العمرية للطلاب، كما عليه أن يراعي نفسيتهم، وطبائعهم، فيكون كالطبيب الذي يداوي الناس ويعطي لكل داء دواءه، وعلى المعلم أن يكون بشوشا غير عابس، سهلا وسمحا ومتواضعا، يتسع قلبه للجميع، ومتحليا بالصبر والحلم والتؤدة، وهو مع ذلك يجب أن يكون حازما وشديدا إذا تطلب الأمر ذلك، ولكن في غير قسوة؛ إذ لا تتعارض الصرامة والحزم مع المعاملة بتقدير واحترام للطلاب، وخلق جو محفز على التعلم، وغرس الحب في نفوس الطلاب؛ فالطلاب لا يحترمون المعلم المتشدد، كما أنهم لا يقدرون المعلم المتساهل جدا، فينبغي أن يكون المعلم وسطا: حازما في غير عنف، سهلا في غير ضعف، وذلك بحسب المواقف.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك