خواطر الكلمة الطيبة – حقيقة المنهج السلفي
- البدع هي التي تشوه الإسلام ونقاءه، وهي التي تفرق المسلمين، أما المنهج السلفي هو الذي يُجمّعهم وهو الذي يُؤلف بين قلوبهم
- اتباع الصراط المستقيم واتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم هو المخرج مما نراه الآن من اختلافات وفتن
عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح صلاته بالليل يقول: «اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ، أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ، اهدِني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ؛ إنَّكَ تهدي من تشاءُ إلى صِراطٍ مستقيمٍ» فدائما الإنسان يسأل الله الهداية، ولا سيما في هذا العصر الذي اختلط فيه الحق والباطل، ونالت فيه السلفية التي هي أصل الإسلام بنقائه وصفائه كثير من التشويه. لذلك كان لابد من الوقوف على معنى السلفية وحقيقة المنهج السلفي الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فالسلفية هي الإسلام النقي، هي مصدر التلقي والعمل، قال الله -تعالى-: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ}، والله -عزوجل- يقول: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم
السلفية إذًا تعني اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقةً، وافترقتِ النصارَى على اثنتَينِ وسبعينَ فرقةً، وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدةً، قيل: من هي يا رسولَ اللهِ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: مَن كان على مِثلِ ما أنا عليه وأصحابِي»، إذًا الدعوة السلفية هي ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام، ومن تبعهم بإحسان.منهج يُجَمِّع لا يُفرِّق
إن منهج الدعوة السلفية هو منهج يُجَمِّع لا يُفرِّق، وإن كان سيُفرّق فهو يُفرّق بين الحق والباطل، كما هو حال الإسلام لما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت عنه قريش: إنه فرَّق بين الابن وأبيه، والابن وأمه، والزوج وزوجه، هكذا الاسلام يُفرّق بين الحق والباطل، الدعوة السلفية كذلك تُفرّق بين الحق والباطل، هذا هو المنهج السلفي نقي يُنقّي الإسلام من الدخائل عليه والشوائب التي دخلته وشوهته.البدع تشوه نقاء الإسلام
البدع هي التي تشوه الإسلام ونقاءه، وهي التي تحرف المسلمين وتُفرّقهم، أما المنهج السلفي هو الذي يُجمّعهم وهو الذي يُؤلف بين قلوبهم، وفي واقعنا المعاصر كان المسلمون إلى عهد قريب بل يُقال: إلى أنه امتد هذا المُنكَر قرونا، وهو أن المذاهب في بيت الله الحرام كل مذهب كان يصلي منفردًا، يقولون كان الأحناف يصلون عند الميزاب، تقام لهم الصلاة لحالهم، وأول شيء يبدأ الشافعية ومكانهم خلف المقام يصلون، فإذا انتهوا صلى الأحناف، ثم إذا انتهوا يصلي بعدهم المالكية في مكان الركن اليماني، ثم بعد المالكية الحنابلة يصلون بين الركن اليماني والحجر الأسود، هكذا كان المسلمون عقودا يصلون! يجتمعون فقط في صلاة المغرب ليسوا مع بعض على إمامٍ واحد، لا، ولكن متفرقون لاينتظر أحدهم الآخر لينتهي من الصلاة، وإنما يصلون المغرب في وقتٍ واحد فيحصل التشويش والغبش والسهو وهكذا، بل وصل الأمر أن بعضهم كان لا يُزوّج منتسبي المذاهب الأخرى بسبب الخلاف والفرقة، حتى يسَّر الله -عزوجل- بالإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- الذي غير هذا الأمر، وأصبحوا يجتمعون على إمامٍ واحد، ثم رجعوا مرة أخرى لهذا التفرق بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، ثم بفضل الله -عزوجل- ثم بفضل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أعاد هذا التجمع وجعل الناس يصلون على إمام واحد.السلفية تجمع الناس على الحق
الدعوة السلفية تجمع المسلمين ولكن على الحق وليس على الباطل، هكذا أيها الأحبَّه يجب أن ننتبه، الدعوة السلفية ليست نابتة خارجة عن منظومة علماء الإسلام بل الأئمة الأربعة من علماء الدعوة السلفية لذلك أهل البدع لا يذكرون بدعهم على أن الأئمة الأربعة من علمائهم، بل يجعلونهم علماء فقه وهكذا لكن لا يتبعونهم في العقيدة.كيف فهم الصحابة الإسلام؟
أصحاب المنهج السلفي فهموه كما فهمه الصحابة -رضوان الله عليهم-؛ لذلك الدعوة السلفية تركز على أمور من أهمها التوحيد الذي هو لُب الإسلام الذي قاتل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - الكفار، «شهادة ألا إله الا الله»، فالشرك لا يحاربه ولا يحذر منه إلا الدعوة السلفية في العالم الإسلامي كله، هم الذين يحذرون الناس من الشرك.إثبات صفات الله -عزوجل
كذلك ينبهون الناس ويدعونهم إلى قراءة القرآن وإثبات صفات الله -عزوجل- كما جاءت، الصحابة كانوا يقرؤون القرآن، ويقول لهم الله -عزوجل-: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}، يقرؤون قول الله -عزوجل-: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، ويقرؤون قول الله -عزوجل-: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}، ويقرؤون قول الله -عزوجل-: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، ويقرؤون قول الله -عزوجل-: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ}، ويقرؤون آيات الصفات، وهكذا يفهمون معانيها بما يفهمه العرب ويمرونها كما جاءت بلا تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل.المخرج مما نراه من الاختلافات والفتن
والنبي - صلى الله عليه وسلم - كما يقول ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول: « خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا مستقيمًا، وخط على جنبي هذا الخط خطوطا معوجة، ثم تلا قول الله -عزوجل-:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، لذا فاتباع الصراط المستقيم، واتباع ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة -رضوان الله عليهم- هذا هو المخرج مما نراه الآن من اختلافات وفتن.وقفات مع اسم الله العزيز
العزيز لغة: يدور حول ثلاثة معانٍ: القوة والشدة والغلبة، منه قول الله -تعالى-: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} (ص/23) يعني غلبني فيه، وقوله: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} (يس/14) أي فقوينا وشددنا بثالث، (وعز الشيء) إذا قل أو ندر فهو شيء عزيز أي أصبح نادرًا، لذلك هذه صفة اختص الله بها نفسه فلا يشاركه فيها أحد؛ لذلك قال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون/8) استأثر بالعزة نفسه هو -سبحانه وتعالى- فله الغلبة وله القوة وله البأس -سبحانه وتعالى-، وإذا علم العبد أن الله هو العزيز الذي لا يُغلب ولا يقهر، يتولد في نفسه ثقة كبيرة بالله -سبحانه وتعالى-؛ فهو عبد العزيز الذي لا يغلب ولا يقهر، ومن معاني اسم الله العزيز واتصافه بالعزة أنه لا يخذل أحدًا ارتمى بجنابه والعكس صحيح، إذا ارتميت أنت على أبواب خلقه ذُللت ولابد لأنه لا يصح أن تتعزز بغيره؛ ولذلك قالوا أبى الله إلا أن يذل من عصاه، فإذا خالفت أمره وحِدْتَ عن طريقه ذللت وما كانت لك العزة، وإذا أردنا أن نبحث عن أسباب ذل المسلمين اليوم فعلينا البحث حول هذا المعنى، فلقد فقد المسلمون أهم ما ينبغي أن يتقووا به، ألا وهو: الثقة بالله -سبحانه وتعالى- والتعزز به.
لاتوجد تعليقات