خواطر الكلمة الطيبة – الحِلْم والأَناة خصلتان يحبهما الله ورسوله
- ديننا ليس دين ضعف وخور وإنما دين عزةٍ وشجاعة لكنها شجاعة في مكانها وموطنها وليس اندفاعا وتهورا
- علينا أن نضبط أنفسنا مع أرحامنا وأقاربنا وجيراننا ومن نتعامل معهم فلسنا في حرب معهم حتى نريهم بأسنا وقوتنا
صفة الأنبياء
النبي - صلى الله عليه وسلم - وصف هذا الصحابي بأنه حليم وتلك صفة الأنبياء فالله -عزوجل- وصف ابراهيم الخليل عليه السلم بأنه أواه حليم، فهذه صفه يحبها الله، فالحلم كما ذكرنا ألا تسترسل مع الغضب، فالغضب ربما يتولد منه أمور كثيره فيها شرٌ عظيم، والله -عزوجل- قال «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين». نشاهد في حياتنا اليومية كثير من القصص التي سمعناها قتل ومشاجرات وأسبابها قد تكون تافهة، الشيطان حضر فيها، وهذا الشاب يرى من نفسه قوة وشجاعة فيندفع مع غضبه يريد أن يفرغ عن غضبه وأن يُظهر شجاعته!.الشجاعة الحقيقية
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» هذه هي الشجاعة التي في ديننا بينها لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فنحن لسنا بصدد حرب مع أعداء الله -عزوجل- حتى نريهم بأسنا وقوتنا وإنما هي علاقاتٌ بيننا وبين إخواننا وجيراننا وأقاربنا وأهلنا وأحبابنا، فأحيانا تحدث مواقف بها سوء تفاهم وغضب، ينتج عنه شجار بسبب موقف خلاف مروري بالسيارة مع سيارة أخرى مثلا؛ لذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وهوَ قادِرٌ على أنْ يُنْفِذَهُ، دعاهُ اللهُ -سبحانَهُ- على رُؤوسِ الخَلائِقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرَهُ مِن الحُورِ العِينِ ما شاءَ»، انظر إلى هذا الفضل العظيم «كَظَمَ غَيْظًا وهوَ قادِرٌ على أنْ يُنْفِذَهُ»، ولكنه ترفع وأعرض عن الجاهلين، «وقادرٌ على أن ينفذه»، فديننا ليس دين ضعف وخور وإنما دين عزةٍ وشجاعة لكنها تكون في مكانها وموطنها وليس هكذا، لا تكون باندفاع وتهور واسترسال مذموم مع الغضب تندم عليه بعد ذلك. لذا ضد الحلم الاسترسال مع الغضب فكن حليمًا، والصفات أيها الأحبة والأخلاق بعضها يكون جبليا وبعضها ما يكتسب، هذا الصحابي جبله الله على ذلك كما جاء في بعض الروايات «آلله جبلني على ذلك؟ قال نعم، قال: الحمد لله أن جبلني على خير»، وقد تكتسب الصفة وتتعلم «إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم» وتلك الصفة الأولى التي يحبها الله في هذا الصحابي وفي كل من يتحلى بها.الأناة ضد العجلة
الصفة الثانية «الأناة» فالأناة ضد العجلة، لا تكن عجولا، انظر الى هذه الأخبار تثبت وتبين قد يكون هذا الكلام زورا وبهتانا ولا تبني قرارك بعجلة، وإنما تأنَّ وانظر إلى مآلات الأمور، وإلى هذا الخبر ماذا سينبني عليه؟ ولا تكن نقالا للأخبار هكذا تفرح بأي خبر جديد وتسارع في نشره دون تثبت، النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع».التأني والتثبت
نحن الآن نعيش في وسائل التواصل الاجتماعي والأمور مضطربة من حولنا، والعالم لا ندري إلى أين سنذهب؟ نسأل الله أن ينجينا من هذه الفتن، فلابد أن نتأنى في أمورنا ونتثبت مما نسمع من أخبار، ولا ننجرف وراء الأخبار، فأعداؤنا يبثون الشائعات بيننا، يحاولون أن يضربوا بين الشعوب وحكامهم، وبين الشعوب وبعضهم بعضا، الآن أصبح المسلم يعادي المسلم، فتنة أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «سَتَكُونُ فِتَنٌ القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، ومَن يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وجَدَ مَلْجَأً أوْ مَعاذًا فَلْيَعُذْ بهِ» فدائما علينا ألا نتعجل، ونتحلى بتلك الصفة «الآناة» كن متأنيًا ولا تتعجل حتى لا تندم، وحتى لا تجر الفتن على أهل بيتك ولا على بلدك.الإعلام وصياغة عقول الناس
علينا أن نتأنى فأعداؤنا هم من يملكون الإعلام، وأعداؤنا هم من يملكون صياغة عقول الناس، لنلتزم بديننا ونستقيم ونتمسك بسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - وهذا القرآن الذي هو عصمةٌ لنا، عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: «وعظَنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَوعظةً ذَرَفَتْ منها العيونُ ووجِلَتْ منها القلوبُ فقلنا يا رسولَ اللهِ إنَّ هذه لموعِظَةَ مُوَدِّعٍ فماذا تعهَدُ إلينا؟ فقال: تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ، ومن يَعِشْ منكم فسَيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بما عرَفتُم من سُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ المهدِيِّينَ الرَّاشدينَ، وعليكم بالطاعةِ وإن كان عبدًا حبشيًّا عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ فإنما المؤمنُ كالجملِ الأَنِفِ كلما قِيدَ انقَادَ»، هكذا أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم .التمسك بكتاب الله -عزوجل
علينا أن نتمسك بكتاب الله -عزوجل- الذي قال فيه: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}، وآيات كثيرة تحث على التأني»: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}، ونتمسك بسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: «كَفَى بالمرءِ كذِبًا أن يحدِّثَ بِكُلِّ ما سمِعَ»، وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: بئسَ مطيَّةُ الرَّجلِ زعموا»، فلا تكن وكالة أخبار متنقلة تسمع وتنقل دون فلترة كما أخبر الله -عزوجل- في حادثة الإفك {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} قبل أن تنقل أي خبر أدخله في عقلك وفكر فيه من المستفيد؟ وما الثمرة من نقله؟ ماذا سينتج عن انتشار مثل هذا الخبر؟ أخبار كثيرة الآن تنتشر بيننا دون تثبت؛ لذا فلابد أن نتأنى وأن نكون لُحمة واحدة ولا نكون مصدرًا للإشاعات.
لاتوجد تعليقات