خواطر الكلمة الطيبة – الأيام العشر والاستغلال الأمثل
إخواني الكرام، ها نحن أولاء في أعظم الأيام وأحبها عند الله -سبحانه وتعالى-، وأعظم الأيام أجرا للعمل الصالح، هي أيام معدودات، قد نجد بعض الناس يرغب الناس في فضل هذه الأيام ثم تجده هو يقصر، وهذه حقيقة، فالله -عزوجل- يقول: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، ابدأ بنفسك ثم بعد ذلك أهلك، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فالبداية دائما بالنفس.
وتلك الأيام التي نتكلم عنها عادة مانكون نحن من يوجه فيها الكلام للآخرين؛ فنقول: «ستقبل عليكم أيام العشر من ذي الحجة وهذه الأيام التي أقسم الله -عزوجل- بها في كتابه، وهذه الأيام التي أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله وهي تعد من أعظم الأيام عند الله -عزوجل-، وقد أقسم -سبحانه- بالعشر كلها، ثم أقسم باليوم التاسع، ثم أقسم باليوم العاشر، ثم جاء التشريع بتحريم صيام اليوم العاشر، وحث على الأعمال الصالحة فيها»، وجاء حديث «ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ -]-: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ»، يقول الراوي سعيد بن جبير: وكان إذا دخل العشر اجتهد اجتهاد مالا يقدر عليه، هذا راوي الحديث، ونحن اليوم نكلم أبناءنا وأهلنا وأحبابنا، سواء كنا دعاة أم طلبة علم أم مشايخ أم علماء، نوجه كلامنا للآخرين، ولكن نقول هل نحن أولاء سنكون مثل سعيد بن جبير عندما نقل الحديث؛ فكان هو المثال العملي للتطبيق لهذا الحديث النبوي لإيمانه بأن هذه الأيام تعد الأعظم عند الله -سبحانه وتعالى. فإذا لم يكن عندنا من اليوم تخطيط لهذه الأيام ماذا سأفعل بها؟ وكيف سأعيش هذه الأيام؟ كيف سأحصل ما أستطيع تحصيله من الأجور في هذه الأيام؟ لأن هذه الأيام قد تدركها وما تستطيع العمل فيها فبعضنا -عافانا الله- يدركها ولا يستطيع العمل فيها، إما لانشغالة أو لعدم قدرته لمرض أو غيره؟ وقد لا يدركها، فيكون فاته العمر وانقطع أجله؛ فانظر ماذا أعددت لها؟ واعلم أن منظومة التخطيط لحسن استغلال مثل تلك المنح الربانية، مهمة جدا لنفسك ولأهلك، إذا استطعت ان توجه الناس وجههم إلى كل خير، ولكن عليك -في المقام الأول- ألا تنسى خاصة نفسك، فلتستعد، ولتجلس مع أسرتك لتقرروا ماذا سنفعل في العشر القادمة؟ إذا كنا من أهل الحج فلله الحمد والمنة، ولنجتهد في أداء المناسك بإحسان، وإن لم نكن من الحجاج ماذا سنفعل؟ عندنا أضحية قادمة، عندنا أيام بها اثنين وخميس، عندنا يوم عرفة صيام، عندنا أعمال صالحة تستوجب ان نخطط لها، لنشعر أنفسنا ومن حولنا بأهمية تلك الأيام، تلك العشر المهمة حتى قال فيها الامام البيهقي: «إنها لاتقل أهمية عن العشر الأواخر في رمضان» بل قال الإمام البيهقي: إن فضل تلك العشر كفضل شهر رمضان العظيم المبارك. نحن نعيش حقيقةً أياما عظيمة وجليلة فلندركها بالتخطيط الجيد لندرك هذا الخير الذي قد لا ندركه في سنوات قادمة، والسعيد من وفقه الله للعمل في هذه الايام المباركة.
لاتوجد تعليقات