رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 31 يناير، 2019 0 تعليق

خطورة الرسائل الإعلامية الهامشية – بل الكوثر نهر في الجنة

  

- من أخطر الرسائل الإعلامية، أن يُستخدم الدين مادة إعلامية هامشية في غير البرامج الشرعية ومن غير المتخصصين، من ذلك أن أحد مقدمي البرامج يسأل الضيفة، واسمها (كوثر) عن معنى اسمها؛ فتقول: نهر في الجنة؛ فيقول: غير صحيح! ثم يفسره بطريقة مخالفة لما هو صحيح في الكتاب والسنة، بل وينسب ذلك التفسير للقرطبي، والفخر الرازي.

- ولكن عندما رجعت لتفسير القرطبي وجدته يقول: «واختلف أهل التأويل في الكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم على ستة عشر قولا»:

- الأول: أنه نهر في الجنة، رواه البخاري. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكوثر: «نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج» (حديث حسن صحيح) .

- الثاني: أنه حوض النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف. وفي صحيح مسلم عن أنس قال : «بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: «ما أضحكك يا رسول الله؟» قال: «نزلت علي آنفا سورة - فقرأ - بسم الله الرحمن الرحيم: «إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر»، ثم قال: «أتدرون ما الكوثر؟»،. «قلنا: الله ورسوله أعلم»، قال: «فإنه نهر وعدنيه ربي - عزوجل - عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم؛ فيختلج العبد منهم؛ فأقول: إنه من أمتي؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك». ثم يجوز أن يسمى ذلك النهر أو الحوض كوثرا، لكثرة الواردة والشاربة من أمة محمد -عليه السلام- هناك، ويسمى به؛ لما فيه من الخير الكثير والماء الكثير.

- وتستمر الأقوال من الثالث إلى السادس عشر؛ فيذكرها أنها: النبوة والكتاب، القرآن، الإسلام، تيسير القرآن وتخفيف الشرائع، كثرة الأصحاب والأمة والأشياع، الإيثار، رفعة الذكر، نور في قلبك دلك عليَّ، وقطعك عما سواي، الشفاعة، معجزات الرب، لا إله إلا الله محمد رسول الله، الفقه، الصلوات الخمس، العظيم من الأمر، ثم رجح القرطبي رأيه قائلا: «أصح هذه الأقوال الأول والثاني; لأنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم نص في الكوثر».

- وعندما رجعت لتفسير الرازي وجدته يقول: «واختلف المفسرون فيه على وجوه»: ثم أورد 15 وجها، من أشهرها الأول والثاني؛ فقال: « الأول: وهو المشهور والمستفيض عند السلف والخلف أنه نهر في الجنة، والقول الثاني: أنه حوض والأخبار فيه مشهورة»، أما الوجوه من 3 حتى 15 فهي: أولاده، علماء أمته، النبوة، القرآن، الإسلام، كثرة الأتباع والأشياع، الفضائل الكثيرة التي فيه، رفعة الذكر، العلم، الخلق الحسن، المقام المحمود الذي هو الشفاعة، هذه السورة، جميع نعم الله على محمد -عليه السلام.

     فلماذا يتشبث بعضهم بما يريده ولا يذكر بقية الأقوال المنقولة عن العلماء، ولا يذكر المشهور منها، ولا حتى الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الكوثر نهر في الجنة؟ كقوله صلى الله عليه وسلم: «لما عُرِجَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى السماءِ، قال: «أتَيتُ على نهرٍ، حافَتاه قِبابُ اللؤلؤِ مُجَوَّفًا؛ فقلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: هذا الكَوثَرُ». (صحيح): البخاري (4964) واللفظ له، ومسلم (162)،  وأيضا حديث: «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر» أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «هوَ نَهْرٌ في الجنَّة»، قالَ: فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : «رأيتُ نَهْرًا في الجنَّةِ حافَّتيهُ قِبابُ اللُّؤلؤ»، قلتُ: «ما هذا يا جَبرائيلُ؟»، قالَ: «هذا الكوثرُ الَّذي أعطاكَهُ اللَّهُ» (الألباني صحيح الترمذي 3359). وحديث: «أُنزِلَتْ عليَّ آنفًا سورةُ بِسْمِ اللهُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ، إِنَّا أعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هو الْأَبْتَرُ أتدرونَ ما الكوثر؟»؛ فإنَّه نهرٌ وعَدَنِيِه ربِّي، عليه خيرٌ كثيرٌ، هو حوضي، ترِدُ عليه أمَّتي يومَ القيامةِ، آنيَتُه كعددِ النجومِ؛ فيخْتَلِجُ العبدُ منهم»؛ فأقولُ: «ربِّ إنه من أمَّتي»؛ فيقولُ: ما تدري ما أحدَثَ بعدَك» الألباني ، صحيح الجامع  1498.

 

لندن 24/1/2019


 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك