رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سحر شعير 17 فبراير، 2019 0 تعليق

خطواتك العملية للاستذكار الجيد


ابنتي الكريمة، في حياة المرء المسلم يمثل العمل قيمة أخلاقية كبيرة، تجعله يحترم ذاته ويحفظ كرامته بين الناس، وفي المراحل المتقدمة من العمر تعد (الدراسة) للأبناء هي ذلك العمل الذي يجب عليهم أن يبذلوا فيه جهدهم، ولا يقصّروا في أدائه؛ حيث تأتي الدراسة تمهيدا طبيعيا لحياة مستقبلية ناجحة مؤسسة على العلم والمعرفة، كيف لا؟ وأول آية نزلت من القرآن الكريم هي قوله -تعالى-: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.

وتنطبق على الدراسة قوانين العمل التي تضمن – بإذن الله - النجاح والتقدم، وعلى رأسها:

- التوكل على الله -سبحانه-، والاعتماد عليه وحده في استجلاب التوفيق والنجاح.

- تنظيم أوقات المذاكرة منذ بداية العام الدراسي، ومن أفضل الأساليب أن تنظم الفتاة وقتها وترتب واجباتها من خلال المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها ثم ترتب عليها أعمالها.

- استشعار الفتاة للمسؤولية الملقاة على عاتقها؛ فالدراسة للأبناء كالعمل والتكسب للآباء؛ فهو واجب الوقت وعليهم أن ينهضوا به، وليس عبئاً ثقيلاً فرض عليهم كما يعتقدالكثير من الأبناء، وهذه هي الصورة العادلة والمتوازنة: الاجتهاد وبذل قصارى الجهد في العملية الدراسية مقابل ما يبذله الآباء أيضاً من قصارى جهدهم لتوفير ما يحتاجه الأبناء من النفقة وتهيئة الأجواء المناسبة للتقدم في العملية التعليمية. (د.محمد إسماعيل: كيف نفهم المراهقين، بتصرف).

كيف تبدئين العمل بالاستذكار الجيد؟

ابنتي القارئة الكريمة، إذا كنتِ تعانين فَقْد الإتقان والخطوات المرتبة في عملية الاستذكار، ولكنك تجدين البدء العملي أمرًا صعبًا؛ فإليكِ هذه الخطوات التي تساعدك على البدء في الاستذكار بنشاط وفاعلية:

خلق مناخ مناسب

اجعلي من مكان استذكارك سببًا للتركيز والإنجاز، وذلك بترتيبه، ووضع أشياء تستمتعين برؤيتها، فوق مكتبك، كالزهور أو تعليق أبيات شعرية مكتوبة تشجعك على الاجتهاد.

قائمة مسبقة

ضعي قائمة بالمهام المطلوبة مسبقا: إنّ وضع هذه القائمة يعد من مهاراتك في إدارة الوقت، وهي توضح لكِ من أين تبدئين؟ وتحددين لنفسك من خلالها أهدافًا قصيرة يمكنك إنجازها في وقت محدد.

فوائد الدراسة

ضعي فوائد الدراسة نصب عينيك: إذا أقدمت على أداء المهام الكبيرة، وشعرت بفتور، فاستحضري الفوائد التي ستجنيها من أداء هذه المهام، وستجدين نفسك مدفوعة للعمل بهمة عالية.

مكان المذاكرة

اتركي مكان مذاكرتك جذّابا للمرة التالية: استغلي الدقائق الأخيرة في إعادة ترتيب المكان، والاستعداد لجلسة المذاكرة التالية، وهو أفضل توقيت للتخطيط مقدماً لما ستفعلينه فيما بعد.

مراحل الاستذكار الفعّال

للاستذكار الفعال مراحل محددة أهمها ما يلي:

أولاً: القراءة الإجمالية

إنّ قراءة الدرس قراءة إجمالية وسريعة تفيد كثيراً في سرعة فهم الموضوع عند معاودة قراءته تفصيلاً ودراسته بإمعان، كما تفيد في سرعة الحفظ والقدرة على التركيز والتغلب على السرحان.

- تقسيم الدرس إلى عناوين كبيرة، ثم إلى عناوين فرعية أصغر، وحفظها لتكوين فكرة إجمالية عامة عن الدرس في ذهنك، وتحقيق الترابط بين أجزائه.

- الاهتمام بدراسة الرسوم التوضيحية والمخططات والجداول التلخيصية، ومحاولة الإجابة عن بعض التدريبات العامة والأسئلة حول الدرس.

ثانياً: الحفظ والمذاكرة

     رغم أهمية الفهم في عملية المذاكرة إلا أنه مهما كانت قدرتك على الفهم فلابد من حفظ المعلومات التي سوف تضعينها في الامتحان، وكثير من الطلبة الأذكياء يرجع فشلهم إلى اعتمادهم على الفهم فقط دون الحفظ، بعكس بعض الطلبة متوسطي الذكاء الذين استطاعوا التفوق في الامتحانات معتمدين على قدرتهم الفائقة على الحفظ وقليل من الفهم حتى في أدق المواد مثل الرياضيات!

لذلك يجب أن تؤكدي لنفسك قبل البدء في الحفظ أنك قادرة عليه، ومصمّمة على تسميع ما قمت بحفظه، وبذلك تشعرين بازدياد قدرتك على التركيز وسرعة الحفظ.

- عند البدء في الحفظ اجعلي فترات العمل قصيرة ومتقطعة.

- قسّمي المواد الطويلة إلى وحدات متماسكة يسهل فهمها وحفظها بنهج مترابط.

- ثقي بنفسك و بذاكرتك وستجدين أنك مع التدريب تستطيعين تذكر جميع ما قمتِ بحفظه.

- حاولي استرجاع حفظ النظريات والقواعد والقوانين وتسميعها قبل النوم مباشرة، فإن الراحة والنوم يساعدان على تثبيتها في الذاكرة جيداً.

ثالثاً: التـسـميـع

التسميع هو التأمين على المعلومات من النسيان، لعلك يوماً وأنتِ تحاولين الإجابة عن أحد الأسئلة في الامتحان وقفتِ حائرة وقلتِ: «إني أعرف هذا السؤال وأفهمه» لكنك لم تستطيعي الإجابة..هل تعرفين لماذا؟

لعل ذلك يرجع إلى إهمال عملية التسميع وعدم إدراك أهميتها القصوى، التي تكشفها لنا نتائج إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعات كبيرة من الطلبة، التي بينت أنّ:

- بعد الانتهاء من القراءة فإن الطالب لا يتذكر أكثر من 55% مما قرأ، وهذا يؤكد أنّ عملية النسيان كانت مستمرة أثناء القراءة.

- تستمر عملية النسيان، وبعد يوم من القراءة لا يستطيع الطالب أن يتذكر أكثر من 20%:25% مما قرأه.

- تقل عملية النسيان نسبياً؛ إذ إنّ ما بقي في الذاكرة قليل، وفي نهاية أسبوعين لا يتذكر الطالب أكثر من 10% مما قرأه.

- وهذه النتائج كانت تختلف تماماً بالنسبة للطلبة الذين يقرؤون ثم يسمّعون ما قرؤوه؛ إذ تبين أنّ الطالب الذي يقرأ دون تسميع ينسى بعد يوم واحد كمية تساوي ما ينساه الطالب الذي يستخدم طريقة التسميع بعد 26 يوما.

كما أن التسميع يكشف لكِ مواضع الضعف والأخطاء التي تقعين فيها، فهو مرآة لذاكرتك، وهو الوسيلة القوية لتثبيت المعلومات وزيادة القدرة على تذكرها لفترة أطول.

أهم طرائق التسميع

- التسميع الشفوي، وهو أسهل الطرائق وأسرعها.

- التسميع مع إحدى الزميلات، وهو أفضل من التسميع لنفسك.

- التسميع بطريقة مناقشة أو محاولة لشرح الدرس لزميلة أخرى يعطى نتيجة أفضل.

- التسميع التحريري، وذلك بكتابة النقاط الرئيسة والقوانين والقواعد والرسوم التوضيحية وبياناتها.

وعند كتابة التسميع لا تهتمي بتحسين الخط أو الترتيب والتنظيم، وإنما اكتبي بسرعة وبخط كبير حتى تعتادي الجرأة في الكتابة والقدرة على تصحيح أخطائك.

- يتوقف مقدار الوقت الذي تحتاجينه في عملية التسميع على طبيعة المادة الدراسية التي تذاكرينها، وفقاً للقواعد التالية:

- إذا كانت المادة مفككة وغير واضحة فأنتِ تحتاجين إلى 90% من وقت المذاكرة للتسميع.
- إذا كانت المادة عبارة عن نظريات، معادلات، مصطلحات، تواريخ، قوانين، أسماء؛ فالتسميع هو العملية الأساسية في المذاكرة.

- أما إذا كانت المادة أدبية كالاقتصاد والفلسفة وعلم النفس، فأنتِ تحتاجين إلى 50 % من وقت المذاكرة للتسميع.

رابعاً: المراجعة

للمراجعة فوائد كثيرة جداً أهمها تثبيت المعلومات، وسهولة استرجاعها مرة أخرى عندما تُسألين فيها، كما أنّ مراجعة الدروس السابقة بانتظام يساعدك على فهم ما يستجد منها فهماً كاملاً وفى وقت أقل من سابقتها. ولكن:

- لا تتركي فارقاً زمنياً كبيراً بين استذكار الدرس ومراجعته؛ حيث تقل قدرة الإنسان على استرجاع المعلومة كلما زادت المدة بين حفظه للمادة واسترجاعه لها.

- من العوامل المؤثرة أيضاً في عملية المراجعة، حفظ المواد المتداخلة والمتشابهة؛ فقد دلت التجربة على أن تشابه المواد يساعد على النسيان، مثلاً: اجمعي بين مذاكرة اللغة العربية والرياضيات، ولا تجمعي بين الكيمياء والرياضيات، وهكذا.

- لا تحاولي مراجعة الدروس جميعها دفعة واحدة وإنما قسميها إلى مراحل متتابعة.

- تصفحي العناوين الكبيرة أولاً ثم العناوين الفرعية، مع محاولة تذكر النقاط المهمة.
- حاولي كتابة النقاط الرئيسية في الدرس والقوانين والمعادلات والقواعد.

- أجيبي عن بعض الأسئلة الشاملة، ويفضل أن تكون من أسئلة الامتحانات السابقة.

السَبْق والتفوق

وإذا أردتِ السَبْقَ والتفوق عليك بالأمور التالية:

- حسّني علاقتك مع الله -عز وجل- وتعرفي إليه في أوقات الرخاء، يكن معكِ في أوقات الشدة.

- ثقي في نفسك وفي عقلك وقدراتك، وتأكدي أنكِ قادرة على النجاح والتفوق؛ فأنتِ لستِ أقل ممن سبقوك على طريق النجاح.

- اجتهدي في مذاكرتك، وتأكدي أنّ الله -عز وجل- لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

- اهتمي بالقسط اللازم لكِ من الراحة، فإن المخ يحتاج إلى الراحة بعد المذاكرة حتى يستطيع تثبيت المعلومة التي احتفظ بها.

- ضعي أهدافك في الحياة نصب عينيك، واجتهدي في الوصول إليه بما تملكين من إمكانياتك، حتى تنفعي نفسك وأهلك وأمتك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك