خطر الإدمان الرقمي على الأسرة والمجتمع
- مشكلة الإدمان الرقمي تهدد العديد من الفئات ولا سيما الشباب والأطفال ما يستدعي لفت اهتمام الأسرة والمجتمع للتوعية والوقاية والعلاج
- الإدمان الرقمي يؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي للأفراد كما أنه قد يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة للتغيب عن العمل والأخطاء الناتجة عن التشتت والانعزال
- 70% من الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت تعرضوا لمحتوى غير لائق مثل العنف أو التنمر الإلكتروني
- أكثر من 50% من الدول المتقدمة لديها برامج توعية للتعامل مع مشكلة الإدمان الرقمي بينما تعاني الدول النامية من نقص في هذه البرامج
جاء الإسلام لحفظ الضرورات الخمس (النفس والمال والعرض والعقل والنفس)، وجعل المسؤولية عن تحقيق ذلك بحسب القدرة والأولوية ليشترك الجميع في الحفاظ على المجتمع ومكوناته وفق قاعدة: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، ومع التقدم التكنولوجي المتسارع وانتشار الأجهزة الرقمية، أصبحت مشكلة الإدمان الرقمي (الإلكتروني) تهدد العديد من الفئات، ولا سيما الشباب والأطفال، ما يستدعي لفت اهتمام الأسرة والمجتمع للتوعية والوقاية والعلاج. ويعد الإدمان الرقمي تحديًا كبيرًا للمجتمعات المعاصرة؛ من حيث صحة الأفراد وسلامتهم النفسية والاجتماعية، وما ينطوي على هذا الإدمان من استعمال الأجهزة الرقمية استعمالا مفرطا وغير صحي، وما يترتب عليه من الآثار السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع.
أنواع الإدمان الرقمي
تتعدد أنواع الإدمان الإلكتروني التي تؤثر على صحة الإنسان بالسلب، وتفقده الكثير من تركيزه، ومن أمثلة أنواع الإدمان الإلكتروني ما يلي: إدمان ألعاب الفيديو، وإدمان الهواتف الذكية عموما، وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية، وأحيانا إدمان المزادات عبر الإنترنت، ولدى المراهقين إدمان المواقع الإباحية، ومن ذلك حاجة المدمن الملحّة للتفاعل عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والرد على الرسائل ردا فوريا، وتفقد الهاتف باستمرار للبحث عن أي رسائل جديدة.أسباب الإدمان الرقمي
- الهروب من الواقع: يلجأ بعض الناس إلى العالم الإلكتروني للهروب من الضغوط اليومية والمشكلات النفسية.
- التحفيز الدائم: توفر الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي تحفيزًا مستمرا من خلال المكافآت، والإعجابات، والتعليقات؛ مما يشجع على الاستخدام المتكرر.
- العزلة الاجتماعية: قد يجد بعضهم الراحة في التفاعل مع الآخرين عبر الإنترنت بدلاً من التواصل وجهًا لوجه؛ مما يزيد من العزلة عن العالم الحقيقي.
- نقص الرقابة الذاتية: بعض الأشخاص يجدون صعوبة في تنظيم وقتهم وإدارة استخدامهم للأجهزة الإلكترونية.
- الضغط الاجتماعي: وجود رغبة في مواكبة الآخرين ومتابعة التحديثات المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى زيادة الوقت المخصص لها.
- الفراغ العاطفي: يمكن أن يلجأ بعضهم إلى العالم الإلكتروني لملء الفراغ العاطفي أو للتعامل مع الشعور بالوحدة؛ حيث يمكن أن يكون هذا العالم البديل ملاذًا مؤقتًا ولكن خطرًا.
- الاهتمام المفرط بالتطوير الذاتي: رغم أن هذا قد يبدو إيجابيا، إلا أنَّ الاهتمام المفرط بالتعلم عبر الإنترنت أو تطوير الذات من خلال المحتويات الرقمية قد يؤدي إلى إدمان لا يختلف كثيرًا عن بقية أنواع الإدمان الرقمي.
مخاطر الإدمان الرقمي
على الرغم من الإيجابيات الناتجة عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن استخدامها يحمل في طياته مجموعة من السلبيات، لعلَّ أبرزها:(1) مخاطر اقتصادية
فإن الإدمان الرقمي قد يؤثر سلبًا على الإنتاجية والأداء الوظيفي للأفراد، كما أنه قد يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة؛ نتيجة للتغيب عن العمل والأخطاء الناتجة عن التشتت والانعزال؛ لذا تبرز الحاجة إلى إدماج برامج الوقاية والعلاج من الإدمان الرقمي في استراتيجيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.(2) مخاطر تربوية وتعليمية
على الصعيد التربوي والتعليمي، يجب على المؤسسات التعليمية تضمين مناهجها برامج توعوية حول استخدام التكنولوجيا بطريقة آمنة وصحية، فتوعية الأجيال الناشئة وتزويدهم بالمهارات اللازمة لضبط استخدام الأجهزة الرقمية أمر بالغ الأهمية في مواجهة هذه المشكلة.(3) مخاطر على الشخص نفسه
أما على المستوى الشخصي يمكن إيجاز أبرز مخاطر الإدمان الرقمي فيما يلي:- انخفاض الثقة بالذات بسبب التعرض المفرط للمقارنة مع حياة الآخرين.
- الانعزال عن المجتمع الواقعي، ما قد يسبب الوحدة، وتدهور العلاقات الاجتماعية.
- القلق والاكتئاب، والتقلبات المزاجية، وضعف التحكم في الذات والإرادة.
- انخفاض معدلات الحركة والنشاط البدني.
- انخفاض في مستويات الأداء في العمل أو الدراسة.
- عدم الإحساس بتعاطف حقيقي وواقعي مع الآخرين.
- سهولة التعرض للأخبار الكاذبة والتنمر الالكتروني.
- اضطرابات النوم؛ حيث يؤدي الإدمان الرقمي إلى اضطرابات في نمط النوم.
- مشكلات في الرؤية (إجهاد العين الرقمي)، وآلام في الرقبة والظهر.
- الإهمال الدراسي والمهني، وربما العدوانية في السلوك والجنوح للعنف والتطرف.
الإدمان الإلكتروني عند الأطفال والمراهقين
غالبًا ما يساور الكثير من الآباء القلق حيال الإدمان الإلكتروني عند أبنائهم من الأطفال، حول تعلق أطفالنا بالشاشات ومشاهدة الفيديوهات لساعات طويلة، ولا شك أن فقدان طفلك الاهتمام بالأنشطة الأخرى مثل اللعب الحر أو اللعب بألعاب تنمية المهارات، وأن ما يرضيه فقط هو قضاء وقته أمام الشاشات مؤشر خطير، حتى وإن كان طفلك يستخدم الشاشات في مشاهدة فيديوهات تعليمية مفيدة أو يلعب ألعابا تنمي الذكاء، إلا أن في نهاية الأمر الارتباط الزائد يُعد إدمانًا صريحًا.دور الأسرة في الوقاية من الإدمان الرقمي
- تحديد وقت محدد يوميا لاستخدام الأجهزة: وضع قواعد واضحة حول وقت استخدام الأجهزة الرقمية.
- توفير بدائل صحية: تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والهوايات الأخرى.
- التواصل الفعال: قضاء وقت جيد مع الأطفال والأبناء والتحدث معهم عن مخاطر الإدمان الرقمي.
- القدوة الحسنة: التزام الأهل بالاستخدام المعتدل للتكنولوجيا حتى يكونوا أسوة لأبنائهم.
- المتابعة غير المباشرة للتطبيقات والمواقع التي يستخدمها الأطفال على الهواتف الذكية، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية لمنع المحتوى غير المناسب.
- تعزيز المهارات الحياتية والاجتماعية التي تساعد في مقاومة الإدمان.
دور المجتمع في الوقاية من الإدمان الرقمي
- توعية المجتمع: وذلك من خلال تنظيم حملات توعية حول مخاطر الإدمان الرقمي.
- توفير البدائل الصحية: بتوفير أماكن الترفيه المناسبة والأنشطة الرياضية والحركية ولا سيما للأطفال والشباب.
- تشجيع القراءة والتعلم وتقديم البرامج التدريبية والتأهيلية والتطويرية للشباب.
- توفير خدمات الدعم النفسي للعائلات والأفراد المتأثرين بالإدمان الرقمي.
- دعم المبادرات المجتمعية التي تستهدف تقليل الإدمان الرقمي.
- وضع التشريعات التي تحد من استخدام بعض التطبيقات والألعاب الضارة على الناشئة.
- تنظيم الإعلانات التي تستهدف الأطفال والشباب للحد من التأثير السلبي للإعلانات الرقمية.
- تبني أسلوب التربية الوقائية والمتوازنة، وتعزيز الأنشطة العائلية المشتركة بعيدًا عن الشاشات.
الإدمان الرقمي قضية خطرة
الإدمان الرقمي قضية خطرة، تضرب أعماق الشباب، ولا سيما المراهقين منهم، وتكاد تسيطر على سلوكهم اليومي، وتبعدهم عن الدراسة والتحصيل، وتصيبهم بالتشتت الذهني، والقلق المستمر، وتعيش الأسر التي سقط أبناؤها في هذه الهوة السحيقة، الخوف على أبنائها، في حاضرهم ومستقبلهم من مخاطر الإدمان الرقمي، وإننا في خضم ذلك التسارع التقني والحياتي، وتوفر الأجهزة الذكية واللوحية أصبحنا في واقع يفرض معطياته السلبية والإيجابية على الفرد والمجتمع، ولن نتمكن من مواجهة تلك المخاطر والتحديات إلا بالتعاون والتكامل بين الأسرة،إحصاءات ومؤشرات رقمية
- بلغ عدد مستخدمي الإنترنت أكثر من 5.16 مليارات شخص، ما يمثل حوالي 65% من سكان العالم.
- متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الإنترنت حوالي 7 ساعات يوميا على الإنترنت.
- يستخدم حوالي 92% من سكان العالم الهواتف الذكية، ما يسهل الوصول المستمر للإنترنت.
- هناك أكثر من 4.76 مليارات مستخدم نشط لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.
- متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي لا يقل عن 2.5 من الساعات يوميا.
- الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا هم الأكثر استخدامًا لوسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تصل نسبة الاستخدام إلى أكثر من 90% في هذه الفئة العمرية.
- ما بين 15% إلى 30% من الأطفال والمراهقين ظهرت عليهم أعراض الإدمان الرقمي، مثل القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
- حوالي 70% من الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت تعرضوا لمحتوى غير لائق مثل العنف أو الإباحية أو التنمر الإلكتروني.
- 30% من مستخدمي الأجهزة الرقمية يعانون من مشكلات صحية، مثل آلام الظهر والرقبة؛ بسبب الوضعيات غير الصحيحة والجلوس لفترات طويلة.
- 35% فقط من الأسر تضع قيودًا على استخدام أبنائها للتكنولوجيا، بينما يعتمد البقية على المراقبة الذاتية أو لا يفرضون قيودًا على الإطلاق.
- حوالي 60% من الأسر تقضي أقل من ساعة يوميا في نشاطات عائلية بعيدًا عن الشاشات؛ مما يؤدي إلى تزايد الفجوة العاطفية بين الأفراد.
- < أكثر من 50% من الدول المتقدمة لديها برامج توعية للتعامل مع مشكلة الإدمان الرقمي، بينما تعاني الدول النامية من نقص في هذه البرامج.
نصائح مفيدة لمكافحة الإدمان الرقمي
تُساعد النصائح الآتية على الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما يُسهم في الوقاية من الإدمان أو الحد من فرص حدوثه:- تخصيص أوقات معينة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع مؤقت للوقت.
- إيقاف تشغيل الهاتف الشخصي في أثناء الدراسة والعمل وممارسة الأنشطة الترفيهية وفي أثناء الجلسات العائلية.
- وضع الهاتف المحمول خارج غرفة النوم.
- ممارسة هوايات جديدة بعيدًا عن التكنولوجيا، مثل: الرياضة والفنون والطبخ والرسم والقراءة.. الخ
- تقنين الأموال التي تنفق من قبل الأسرة على الألعاب الإلكترونية.
- الحرص على المشاركة في المناسبات والأنشطة العائلة والاجتماعية.
- الانضمام إلى أنشطة جديدة مع الأصدقاء، أو القيام بالأعمال التطوعية لاستغلال ذلك الوقت.
لاتوجد تعليقات